أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - ما الغريب في سجن أبو غريب؟!














المزيد.....

ما الغريب في سجن أبو غريب؟!


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 02:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يتردد المرء كثيراً قبل كتابة مقالة أو حتى يعلق برسالة صغيرة على ما نشرته المؤسسات الإعلامية في كل دول العالم عن الانتهاكات الصارمة لحقوق الإنسان والتي جرت في أحد سجون جلاوذة القتل والظلم والتنكيل والتردد هنا لا يأتي فقط لهول ما نراه من أفلام ومسلسلات التعذيب المستمرة على أرض العراق منذ ولادة العراق وحتى هذه اللحظة ولكن الذي يرددني في ذلك هي رؤيتي للتضخيم الإعلامي الهائل لجرائم قد تكون ارتكبت أو لا المهم في الأمر بالنسبة لتلك الوسائل هي نشر الأخبار ولا تهما إن كانت صادقة أو لا تمس الحقيقة بصلة فقط هي خبطة إعلامية لا أكثر ولا أقل.



أريد من خلال هذه العجالة أن أطرح مجموعة من الأسئلة على كل المؤسسات الإعلامية التي نشرت تفاصيل تعذيب المواطنين العراقيين المسجونين من قبل القوات الأمريكية والبريطانية في سجون عراقية لماذا هذا التضخيم في مسألة تعذيب سجين أو أكثر؟ ألا يعذب المواطنون العرب الأن وفي نفس اللحظة في سجون عربية وعلى يد جلاوذة من أبناء بلدهم وجنسهم ودينهم؟ ألم يعذب صدام وجلاوذته الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه وقومياته؟ ووقفت الأجهزة الإعلامية العربية والإسلامية والعالمية مكتوفة الأيدي بل متفرجة فتارة تسخر وتارة تضحك من هول تلك المناظر اللهم ماعدا التلفزيون السوري قد نشر مقتطفات من جرائم الغول صدام حسين وانفرد التلفزيون السوري واحد المؤسسات الإعلامية الفرنسية بنشر صور عن الجريمة البشعة لقصف مدينة حلبجة في كوردستان العراق بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً وسكتت الكثير عن الجرائم البشعة بحق الطائفة الشيعية في جنوب العراق أين كان الإعلام العربي حين ذاك؟ أين كانت تلك التلفزيونات والجرائد وغيرها من أجهزة الإعلام المرئية وحتى المسموعة أين كانت؟.



ألمني منظر هؤلاء المعذبين ألماً شديداً والذي ألمني أكثر هو استغلال تلك الصور فقط في سبق صحفي ليس وراءه سوى التشهير الإعلامي وبحجة تلك الصور ممارسات التعذيب كبرت حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا في عيون العالم بعدما اعتذر زعيمي البلدين عن تلك الجرائم ووعدوا بمحاسبة المسئولين ألا يعني هذا بأن تلك الأجهزة كانت متورطة بعلمها أو بدون علمها في هذا التصرف وكان الهدف الوحيد هو تكبير صورة أمريكا وبريطانيا و بيان الديموقراطية عندهم ومبدأ محاسبة المخطئين حتى ولو كانوا جنرالات في الجيش وقواد عسكريين الفائدة الوحيدة – وهذا حسب رأي – هي تجميل صورة أمريكا وبريطانيا.



أما الشيء الأخر والذي ذهب عن بال تلك الأجهزة أنه وفي نفس الوقت التي كانت تضخم موضوع التعذيب في السجون استغلت القوات الأمريكية الموقف الإعلامي وانشغاله بالمسألة السابقة تابع تقدمه في المناطق التي كان يحاصرها ونال ما نال فكانت فائدته أكثر بكثير من تأثره بمسألة المعذبين في السجون.



بشكل شخصي أنا ضد كل ممارسات التمييز والاضطهاد والتعذيب وكل المظاهر اللاإنسانية التي تسيء إلى إنسانية الإنسان بغض النظر عن مرتكبي تلك الجرائم سواء كانت دولاً عربية أو إسلامية أو أجنبية فالظلم واحد ولكن يختلف في نقطة واحدة وهي تغير الشعوب المظلومة والفئات المعذبة لا فرق بين من يعذب في سجون عراقية كسجن أبو غريب على يد قوات أمريكية ولا من يعذب في سجن تدمر أو صيدنايا أو الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيلية أو سجون تركية أو أبو زعبل أو غيرها من السجون الموجودة في المناطق التي نقطنها سواء في الشرق أو الغرب قد تكون الأطراف مختلفة نوعاً ما ولكن من ناحية التعذيب والذل والاضطهاد فالأمر سيان فلا فرق بين جلاد يتكلم العربية أو الكوردية أو التركية الإنكليزية.



إن الاعتذار الأمريكي البريطاني لا يكفي ولا يعطي لمسألة التعذيب حقها ولا يرجع الحق والكرامة لهؤلاء المعذبين فعليها أن تعيد النظر في ممارساتها اللامسؤلة والكثير من الممارسات الخاطئة سواء بقصد أو بدون قصد والمطلوب من وسائل الإعلام العالمية عامة والعربية خاصة أن تكون بمصداقية وعقلانية أكثر ولا تنجر وراء المصالح الفردية في مسائل هي إعلامية أكثر ما هي إنسانية وتنقلب الآية رأساً على عقب.



إن ما حصل أو ربما حصل في سجن أبو غريب لهو أمر عادي لممارسات جيش قوي ولا استغرب تلك الممارسات بل أعتقد أنه بإمكان تلك القوات ممارسة جرائم أبشع من تلك التي تابعناها على وسائل الإعلام ولكن علينا التفكير بهدوء قبل أن نستخدم تلك الورقة لكي تنقلب ضدنا ويستفيد الغير أكثر من استفادتنا منها لأنه وبكل بساطة تلك هي وسائل حربية وخدع معارك يعقلها القوي والذكي أكثر من الضعيف الغبي ولا تهمه الفضيحة الإعلامية بقدر ما يمرق من تحتها الكثير من الممارسات الأخرى ويخرج كاسباً معركة من المعارك.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المنجمين وسياسة المثقفين
- الإناء ينضح بما فيه
- حقيقة لا بد منها
- وإذا القامشلي سئلت بأي ذنب قتلت
- حرية المرأة والقوانين الدولية
- عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة
- حقد عربي أم عربي حاقد ميشيل كيلو نموذجاً
- سجالات رخيصة على طاولة مستديرة
- فدرالية كوردستان أدنى من الحد الأدنى
- إسلام متطرف أم تطرف إسلامي
- تحية عطرة إلى شهداء المجزرة
- الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة
- الفجر الأحمر
- المؤامرات الدولية بحق الأمة الكوردية
- تجاوزات يومية لمواد دستورية
- الحوار المتمدن حوار للتمدن
- رسول حمزاتوف ........... وداعاً
- حضارة على أنقاض حضارات
- اللغو في الكلام


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - ما الغريب في سجن أبو غريب؟!