همسة عتاب إلى: -الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية-

مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

علماً أنني أعرف سلفاً أن السيد سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية و السادة أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب وجميع أعضائه سيفهمون الخطأ والغلط من هذه الهمسة ولكني ولحرصي على الأخوة الكوردية والترابط الكوردي والتفاهم والود بل شهر العسل الذي تنعم فيه الحركة الكوردية والمصارحات التي حصلت بين الأحزاب الكوردية بعد أحداث قامشلو الدامية وعلى خلفية عدم مشاركة الحزب الديمقراطي التقدمي في الاعتصام الذي شهدته ساحة رئاسة مجلس الوزراء في الذكرى الثانية والأربعين للإحصاء الاستثنائي الجائر الذي جرى في محافظة الحسكة وتم بموجبه تجريد عشرات الآلاف من الكورد السوريين من جنسيتهم وصاروا أجانب وغرباء في وطنهم.

هذه الهمسة أود إرسالها مع نفحة عتاب إلى حزب من أقوى الأحزاب على الساحة السياسية الكوردية في سورية لم يفلت عدد واحد من جريدته الغراء " الديمقراطي " إلا وذكر فيها مسألة الإحصاء والحزام العربي ويطالب الحزب منذ بداية هذا المشروع اللاإنساني يطالب عبر كافة موجاته العاملة من جريدة واجتماعات حزبية وطاولات مستديرة تدار هنا وهناك يطالب برفع هذه الحالة الاستثنائية عن كاهل الشعب الكوردي في سورية حيث كان جل اهتمام قيادة الحزب ابتداءً من سكرتيره وانتهاء بأصغر عضو في الحزب جل اهتمامهم هي مشكلة أجانب محافظة الحسكة ومسألة الحزام العربي الذي تم بموجبه أخذ ملكية الأراضي من أصحابها الأصليين وتوزيعها على العرب القادمين من الرقة وحلب إثر غمر أراضيهم بمياه نهر الفرات وسميوا بعد ذلك بالعرب الغمر وهم الآن ينعمون بأراضي الفلاحين والملاكين الكورد الأصليين.

سؤال أوجهه إلى كل أعضاء الحزب وأولهم السكرتير:
لماذا لم تشاركوا في ذلك الاعتصام السلمي؟
ما هي أسبابكم؟ ودوافع عدم المشاركة؟

علماً أنكم تعلمون علم اليقين بأنها مسألة قانونية وحقوقية تطالب فيها بجنسية بلادك التي ولدت فيها تطالب بحق من الحقوق التي أعطتك إياها العهود والمواثيق الدولية ومنحتك إياها الدستور والقوانين السورية وستشارك مع مجموع الأحزاب الكوردية هذا المجموع الذي لم تترد في أن تشارك معه في جميع البيانات والنداءات والتوصيات ...الخ.
هل هي أسباب أمنية بلغكم فيها إحدى الفروع أو جميعها بعدم المشاركة وكنتم خير وفي لهذه الأوامر أم هي مسألة رفض للاعتصام من فكرته ولا تريدون التظاهر أو المطالبة بحق من الحقوق عن طريق التظاهر والاعتصامات السلمية الصامتة علماً أنكم شاركتم في أكثر من اعتصام واحتجاج!!!

هل هي أسباب حزبية داخلية أنشق فيها قسم من الحزب بين مؤيد للاعتصام وآخر معارض له؟؟؟!!! ممكن!!!
هل هي أسباب اجتماعية تخجلون من الخروج للمطالبة بحقوق شريحة من شرائح المجتمع الكوردي معظمهم من الفقراء والدراويش أو من الزعران وبائعي الدخان واليانصيب وملمعي الأحذية؟؟!! ممكن!!!
هل هناك أية موانع أخرى تمنع حزبكم الكريم من الخروج مع باقي الأحزاب الكوردية ومع التحالف الذي أنتم ضمنه وخرجتم خارج الوفاق الكوردي وغردتم خارج سربه.

السادة الأعزاء في الحزب الكريم لطالما كنتم من أشد المناصرين لقضية الأجانب بل كان حلم حزبكم هي أن تفي الحكومة بوعودها التي قطعتها على نفسها لحل هذه المشكلة وكانت قمة مطالبكم للأقلية الكوردية في سورية هي حل هذه المعضلة التي صارت كسرطان مستفحل لا يمكن علاجه لا بالعقاقير العادية ولا حتى باستئصال الورم الاجتماعي الذي خلقته هذه العقلية المعندة من حل هذه المسألة الإنسانية قبل أن تكون مسألة وطنية متعلقة بأقلية قومية تعيش بجوار الأقليات الأخرى بالإضافة إلى العرب الموجودين على أرض سورية العزيزة إذاً ما هو السبب الحقيقي من وراء عدم المشاركة في اعتصام الخامس من أكتوبر لهذا العام الذي كان سلمياً وطنياً شاركت فيه العديد من المنظمات الحقوقية العربية وبعض الأحزاب العربية ووفود من سفارات أوروبية وحتى نشطاء حقوقيين عرب سوريين.
أرجو من السادة في الحزب الكريم الرد على هذه الهمسة ولهم كل الشكر وفائق الاحترام والتقدير.

#مسعود_عكو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل