أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود عكو - ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية














المزيد.....

ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الكثير من الأحيان يأتي السكوت والصمت خير تعبير عن حالة نفسية يمر بها الشخص وخاصة إذا كانت تلك الحالة صارت مألوفة لمجتمع تعود على الفراق وتعود فيه الإنسان أن يراق دمه هنا وهناك بسبب وبدون سبب ذلك الصمت الذي صار الكوردي يفتخر به من خلال زفرات تخرج من خلجات نفسه متحسراً على موت واستشهاد أحد أصدقائه أو أقاربه أو حتى أي شريك له في الإنسانية.

لطالما تمنيت قبل كل ليلة أن أحلم باستقلال كوردستان وتحررها من براثن الطغمة الفاشية ولكن حتى الليالي أبت أن تحقق لي ذلك الحلم الذي صار يوماً بيوم كابوساً على صدور تلك الطغمة الفاشية التي تهدر دماء الشباب الكورد هنا وهناك بل تستبيح كل محرماته وحلاله ولا تستطيع تحمل مجرد حلم بات الكوردي متهماً على أساسه بالانفصالية والعدو الأكبر للوطن الذي يعيش فيه.

إن ما أكتبه ليست خلجات تدور في خاطري بل هي مأساة أحاول أن أذرف عليها دماً بدلاً من الدمع الذي ما عاد يفي بالغرض وما عادت العبرات تعطيني حقي في البكاء والحزن على شباب كان همهم الوحيد هو العيش بكرامة ضمن إطار تسود فيه قبل كل شيءٍ إنسانيتهم وحريتهم بالدرجة الثانية والأمور الأخرى باتت نوعاً من الرفاهية التي يطمح بها إذا تحققت أهدافه الأولى.

تلك المجزرة الحقيقية بحق شبانٍ كورد في الموصل وعلى أيدي تلك الجماعات الإرهابية أعداء الله قبل أن تكون أعداءً للإنسانية أثلجت قلوب الكثير من الإرهابيين ومصاصي دماء البشرية وأحرقت قلوب الملايين من الشعب الكوردي الذي ما برء من مصيبة حتى ألحق الله جل وعلا به واحدة أخرى طالباً منا أن نرسم إنسانيتنا بأقلام ويراعات أحبارها من دماء الآلاف من شبابنا الذين ما زالوا يدفعون ضريبة تلك الكلمة التي خطها الكثيرون منهم بدمائهم الزكية طالبين من بارئهم أن يتقبل جثامينهم الطاهرة عربوناً للحرية ومهراً لكرامتهم ولإنسانيتهم والتي لم يبخلوا في تقديمها أبداً على مر العصور وتعاقب الأزمان.

ما بخل شعبنا المضحي بدمائه وروحه فداءً لتحرره من براثن العقلية النافية لإنسانية الأخر فجاءت تلك الثلة من الشهداء لتصطف أرواحهم بجوار أرواح الذين من قبلهم تاركين ورائهم أفئدة أمهات ثكالى تتقطع من مجرد ذكر اسم واحد منهم ذارفين دموع الفراق والفراق الأبدي والذي يلهمهم الصبر والسلوان هو رؤية ذلك العلم الذي يرفرف فوق تلك الأرض التي سقت دمائهم ترابها ودفنت جثامينهم الطاهرة.

إن تلك العقلية الإرهابية التي فتحت لدى الكثيرين جروحاً لا يمكن أن تلتئم إلا بأن يأخذ كل قاتل قصاصه وتتفطر قلوبهم ويذرفون الدم كما جعلوا الكثيرين أسرى الأحزان والآهات والآلام لكي تنعم أرواح كل الذين قضوا نحبهم بأيديهم الملوثة بدماء هؤلاء الفتية الذين كانوا مثالاً للشجاعة والإنسانية تاركين ورائهم كل شهوات الدنيا وملذات الأرض راكضين وراء شيء هو خير لهم من الدنيا وما فيها وأسمى من كل ما في الكون من سمو ورقي لاهثين وراء حريتهم وإنسانيتهم هاجرين ملذات هذه الدنيا التي سرقت منهم كل ما هو جميل في حياتهم وحياة أمثالهم الكثيرين من أبناء جلدتهم.

يؤسفني أن أتوجه إلى كل أمٍ فقدت درة أبنائها بأن أقول لها طوبى لك أيتها الأم العظيمة التي حملت كائناً غريباً لا يشبه غيره من البشر يترك كل ما له ويحارب من أجلنا ومن أجل إعلاء كلمة لطالما ذرفنا الدموع وأطلقنا الآهات والحسرات لمجرد سماعها متحسرين على فراقنا لها وحرماننا منها هذه الكلمة التي طالما أدخلت البهجة والسرور في قلوب الصغار وأفئدة الكبار وألهمت الكثير من الشعراء وأدفأت أغاني الفنانين المتحسرين على سماعها بدون خوف أو وجل تاركين كل شيء يرتطم بعرض الحائط ويطلق العنان لأشجانه وإحساسه بأن يتغنى بها ويتفاخر وهو يميل من وقع موسيقاها التي أدفئت قلوب هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل أن نعيش نحن بدفئها.

إليكم أكتب أولى الرسائل بأن للظلم نهاية وشمس الحرية يجب أن تشرق على الأرض التي روت ترابها دماء الآلاف من أمثالكم فطوبى لكم أيها الأبطال وطوبى لذلك الدم القاني وإن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق مستأذناً منها الدخول إلى جنة الإنسانية وروضة الحرية التي طالما كنا محرومين منها ومتحسرين عليها.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
- الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1
- لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟
- الظلم القانوني للمرأة في الدول العربية
- طابا تواجد إسرائيلي أم كوردي
- أطماع تركية في كركوك الكوردستانية
- همسة عتاب إلى: -الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية-
- إلى متى ... الإحصاء الاستثنائي؟
- -حيك بابا حيك- إلى جهاد نصرة ونبيل فياض
- حجب المواقع حجب للحرية
- -الوحل- لــ دليار ديركي -رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني- ...
- -الوحل- لــ دليار ديركي -رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني- ...
- - الوحل لدليار ديركي - رؤية شعرية دونكيشوتية للهم الوطني 1 م ...
- فتاوى دينية أم فتاوى سياسية
- رهائن العراق بين الإيمان والنفاق
- القضية الكوردية بين مصطلح اللغة والمواقف السياسية
- من قال أن الرجال لا يبكون ؟؟!!
- كفاكم زيفاً للحقائق إلى منذر الموصلي
- للحب رائحة الخبز رؤية مغايرة للحب
- الكورد بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية


المزيد.....




- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود عكو - ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية