أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأمريكا والاتحاد الاوربي وأوكرانيا من جهة أخرى














المزيد.....

العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأمريكا والاتحاد الاوربي وأوكرانيا من جهة أخرى


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 20:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حينما نعود الى بدايات تكوين المجتمعات البشرية والصراعات الدموية ألتي خاضتها، نَجد أنَّ أسباب ودوافع تلك الصراعات هي إقتصادية. وبمرور الزمن تحوّلت إلى إستعمار عسكري ثمّ إقتصادي، ألذي لم يَزل يفعل فعله ويقرر مصائر الشعوب إنْ كانت متحررة أو رازحة تحت نير التبعية الاقتصادية. والعامل الاقتصادي، يلعب في الظروف الراهنة الدور الرئيس في تغيير الخريطة الجيوسياسية الدولية.
قُبيل إنهيار الاتحاد السوفيتي ومعسكر الدول الاشتراكية، أعطى الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب تعهداً، شفوياً، لسكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي وأول رئيس للاتحاد السوفيتي – ميخائيل غورباتشيوف – بعدم زحف حلف الناتو نحو الحدود الغربية للاتحاد السوفيتي، لكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 إلى ما تُسمّى – الجمهوريات المستقلة ذات السيادة – وإلغاء حلف وارشو، أصبحت بعض الدول الاشتراكية أعضاء في حلف الناتو، وفي مقدمتها بولونيا، ألتي كانت مركز قيادة قوات معاهدة وارشو!... ولهذا، فليس غريب هكذا سلوك من قِبل الامـبريالية الأمريكية.

لقد كان العامل الاقتصادي أحد الأسباب الرئيسية لإنهيار الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاستراكي، إذ كان سباق التسلح، إبان الحرب الباردة، يستنزف 23% من الموازنة السنوية للاتحاد السوفيتي وعلى حساب التنمية الشاملة.
إنَّ المخطط بعيد المدى الذي تمَّ وضعه من قِبل دوائر الاستخبارات الأمريكية والغربية لتدمير وجود الاتحاد السوفيتي ودول حلف وارشو ولفرض واقع جديد، هو القطب الواحد "الولايات المتحدة الأمريكية"، كان يتكوّن من المراحل التالية:
1- إنهاء وجود إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية كدولة موحدة وتفكيكها الى دويلات صغيرة، وإلغاء حلف وارشو.
2- خَنق روسيا الاتحادية عن طريق إدخال البعض من الجمهوريات السوفيتية السابقة المحيطة بروسيا الاتحادية إلى حلف الناتو والاتحاد الأوربي – جمهوريات بحر البلطيق (أستونيا، لاتـفيا، ليتفا) وجورجيا.
3- تفتيت الاتحاد الروسي المتكوّن من جمهوريات إتحادية وأقاليم ذات حكم ذاتي إلى دويلات صغيرة عن طريق إشعال الحروب الأهلية الداخلية، وتجلّى ذلك في الحرب الداخلية التي قادتها المنظمات الارهابية في منطقة القفقاس والمموَلة من دول الخليج، لكون تلك المنطقة ذات أغلبية مسلمة.
إن أحد الأسباب الذي ساعد على إنجاز ذلك المخطط، هو شلل وتوقف المجمّع الصناعي العسكري الروسي على مواكبة تصنيع الأسلحة ذات التقنيات العالية، بسبب إيقاف التمويل المالي، لكن بعد عدة سنوات إستعادت روسيا مكانها عالمياً في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وبذلك أعطت إشارة إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو، بأنّ المساس بوحدة وسيادة الأراضي الروسية، هي خطوط حمراء.
بعد سنوات من الركود، عانى منها الاقتصاد الروسي، أخذ بالتعافي تدريجياً وأخذ الاحتياطي النقدي الستراتيجي بالازدياد، وإرتفعت القدرة الشرائية لمواطني روسيا.
بعد أن فشلت محاولات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية في إركاع روسيا سياسياً وعسكرياً، لجأت إلى السلاح الإقتصادي، عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية وإبعاد أوكرانيا عن التكامل الاقتصادي مع منظومة الدول ذات السيادة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة) ومحاولة إدخالها في عضوية الاتحاد الأوربي. لكن تلك المحاولات والإجراءات باءت بالفشل وللأسباب التالية:
•أنّ الانتاج الصناعي في أوكرانيا يُصدّر الى روسيا فقط، ولا يجِد له ترويج في أسواق الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية.
•يتجاوز عدد العاملين الأوكراينيين في روسيا ثلاثة ملايين عامل، والحد الأدنى للأجور في روسيا هو ضعف مثيله في أوكرانيا، إضافةً إلى تواجد ثلاثة ملايين عامل أوكرايني في بيلوروسيا وأربعة ملايين في كازاخستان، يعني مجموع الأيدي العاملة الأوكراينية هو عشرة ملايين (من مجمل نفوس أوكرانيا والبالغة 45 مليون شخص)، وهذا الرقم يشكل نسبة كبيرة في تكوين الناتج المحلي الاجمالي لأوكرانيا. فاذا أوقفت الحكومة الأوكراينية علاقاتها الاقتصادية مع تلك الدول ذات السيادة، سيؤدي ذلك الاجراء إلى عودة عشرة ملايين عامل الى أوكرانيا، وسيكونون عبئاً على الاقتصاد الوطني، لكونهم سيحشرون مع جيش العاطلين عن العمل في داخل أوكرانيا.
•عدم إنصياع دول أورﭙ-;---;-----;-------;----ـا الغربية إلى تنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لسببَين رئيسيين: أولهما هو أنّ التبادل التجاري و الاستثمارات الاوربية في روسيا تبلغ 400 مليار دولار، في حين تبلغ الاستثمارات الامريكية في روسيا 27 مليار دولار. السبب الثاني هو عدم إستغناء ست دول أوربية عن مصادر الطاقة، وتحديداً، الغاز الروسي، لكونها لا تمتلك البدائل لذلك.
على صعيد الواقع العراقي، ومن خلال ما ذكرته أعلاه، يتوجب على الدولة العراقية أن تستخدم السلاح الاقتصادي ،النفط وإيقاف إستيراد السلع من الدول التي تحاول التدخل في شؤون العراق الداخلية السياسية والاقتصادية وإلحاق الضرر به وعدم إعطائه إمكانية النهوض بإقتصاده ... ولاننسى في هذا المجال أنّ العراق يستطيع إجبار كل من إيران وتركيا على التوقيع على معاهدة، تضمن له حقوقه في المياه القادمة من البلدين. لكن ما دامت بعض القوى المتنفذة في السلطة، تدين بالولاء الى كلتي الدولتين، فلن تجري المطالبة بحقوق العراق المائية وسيكون المستقبل أكثر شؤماً وإسوداد.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...
- العراق متعدد الثقافات ... وليس إسلامي الثقافة!
- أوكرانيا والعراق ... تماثليات
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!
- مصير السلطة أهَم من مصير العراق
- وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!
- الدول ذات الإقتصاد الإنتقالي والعراق
- وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أ ...
- إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إ ...
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة


المزيد.....




- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟
- قيود أميركية جديدة على صادرات الأسلحة النارية
- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأمريكا والاتحاد الاوربي وأوكرانيا من جهة أخرى