أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الدولة الاستبدادية














المزيد.....

الدولة الاستبدادية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة مجموعة من المؤسسات المتعددة الاختصاص، تهدف إلى إدارة شؤون المجتمع بما يحقق مصالحهم وتطلعاتهم المستقبلية. لأن المجتمع الركن الأساس من أركان الدولة، وخروجها عن أهدافها المنشودة يعني بكل المقاييس تحولها إلى دولة استبدادية متعارضة وأهداف المجتمع. وتصبح حينئذ تمثل مصالح فئة وعلى حساب مصالح المجتمع، وتلك المصالح الفئوية لاتحقق إلا باستخدام العنف والاضطهاد ضد الآخرين. ويتحول الحاكم إلى ديكتاتور يفرض أوامره توجهاته على المجتمع، وتتنحول الدولة من دولة تمثل مؤسسات المجتمع على دولة استبدادية تحكم سلطتها على المؤسسات لتحقيق مصالحا الخاصة.
يرى ((مونتسكيو))"ليس في الدولة الاستبدادية عظمة، لأن الحاكم فيها لن يعطي عظمة لايملكها هو نفسه، ولايمنحها مجداً يخلو ذاته منه".
إن الديكتاتور حينما يستفرد بالحكم، يسخر كل موارد الدولة لرغباته ونزواته ويتخيل أنه صاحب حق في توزيع ثروات البلاد لمن يشاء من الموالين ويحجب عن المناوئين حتى قوت يومهم. لأنه يعتقد أن الاستيلاء على مقاليد الدولة يعني إخضاعها بالكامل لسلطانه بما فيهم المجتمع، وبالتالي فإن الخارجين على طاعته لايستحقوا العيش.
فكل شيء يجب أن يخضع إلى الدولة، وبما أن الدولة والوطن تعني الحاكم فقط لاغير! فلا قيمة لأي شيء خارج عن ؟إطار الدولة الممثلة لجميع سلطاته.
يعتقد ((موسوليني))" الكل في الدولة، ولا قيمة لشيء إنساني أو روحي خارجها".
إن توجه الحاكم المستبد، ينعكس قسراً على توجهات الدولة لتصبح دولة استبدادية، شرها لايقتصر على المجتمع اته وإنما يمتد ليطال المجتمعات الأخرى خارج حدود الدولة ذاتها. عليه فالدولة الاستبدادية نهج وممارسة يومية لفكر فاشي ونازي ضد الآخرين، لأنهم مجرد كائنات قاصرة غير قادرة على إدارة شؤونها الخاصة ويتوجب إخضاعها لمشيئة الدولة لأجل الإشراف عليهم وإخضاعهم لتوجهاتها ومن يمتنع عن الامتثال لها يعد عدواً يتوجب التخلص منه بالقتل.
هكذا يسير هذا التوجه الفاشي والنازي ليطال المجتمعات الأخرى، لأنهم بهذا القدر أو ذاك غير مؤهلين لإدارة شؤونهم لوحدهم ويتوجب على الدولة الاستبدادية إخضاعهم لها. وبذلك تعمد دولة الاستبداد على انتهاج أساليب القهر والعنف لإخضاع أفراد المجتمع وإجبارهم على الطاعة العمياء لكل قراراتها حتى لو كانت تتعارض ومصالحهم الخاصة.
بهذا تفرض الدولة المستبدة وحاكمها الوصاية على المجتمع باعتباره مجتمعاً قاصراً لايعي مصالحه ومستقبله، ومن حق الحاكم باعتباره الممثل الأعلى للدولة من فرض وصايته عليهم لحين بلوغهم سن الرشد. وهذا السن من الرشد والبلوغ يقرره الحاكم بنفسه وغالباً ما يستمر إلى ما نهاية ليستمر سلطة الحاكم المستبد بوصايته على المجتمع ولاينازعه عليه أحداً.
يرى ((إمانويل كنت))"أن الدولة التي تجبر مواطنيها على الطاعة العمياء، إنما تعاملهم على إنهم أطفال قصر لم يبلغوا سن الرشد بعد. والحاكم هو الذي يقوم بتقدير ما هو خير وما هو شر وما هو صواب وما هو خطأ بالنسبة لأفراد المجتمع".
لاتعد الدولة الاستبدادية خارجة على حدود وأعراف وتقاليد المجتمع الممثلة له حسب، بل على أعراف وتقاليد المجتمع الدولي. ذلا فإن مهمة مناهضة هكذا دولة لايقتصر على المجتمع ذاته، وإنما يعتبر من مهام المجتمع الدولي الساعي إلى نبذ العنف والاستبداد في العلاقات الدولية وإحلال مبادئ الحب والتسامح بين البشر.
إن التصدي لدولة الاستبداد له مسوغ شرعي، فأحداث التاريخ حبلى بالمواقف الدولية المتصدية للدول الاستبدادية أقربها إلى الحاضر التصدي إلى النوازع الشريرة لدولة هتلر الاستبدادية وما أشعلت من حروب في العالم وجلبت من الخراب والدمار على المجتمع الدولي.
وبما أم مبادئ القانون الدولي تستمد بعض مبادئها من أعراف قانونية ماثلة تم اعتمادها في حل النزاعات بين الدول، حيث تعتبرها سابقة قانونية يتوجب الالتزام بها. وعليه فإن للمجتمع الدولي يمتلك من الحق والشرعية لكبح جماح الدول الاستبدادية في العالم لاتقاء شر حكامها وتجنيب البشرية الويلات والمحن.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب
- العشق في الفلسفة
- التشريعات القانونية والمبادئ الدستورية
- الطاغية والسلطة
- ممارسات الطاغية
- شريعة الطاغية
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الدولة الاستبدادية