أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - اللحظة التى اشتعلت فيها أحداث أسوان














المزيد.....

اللحظة التى اشتعلت فيها أحداث أسوان


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لابد ان من أن تطول المرحلة الإنتقالية التى اعقبت الحادى عشر من فبراير 2011 ..
فحدوث وضع ثورى يتمثل فى نظام تسيطر عليه سلطة إستبدادية بوليسية الطابع وصلت الى مستو من الهشاشة بحيث لايمكن ان تصمد أمام أوضاع إجتماعية وشعبية تراكمت عبر سنوات نتيجة سياسات لاتخدم سوى حفنة طبقية من رجال الأعمال وأصحاب التوكيلات الرأسمالية الدولية ..
فوقعت سلطة مبارك قبل أن تنضج الظروف الذاتية للقوى صاحبة المصلحة فى التغيير الحقيقى ..
كان لابد أن تصل الأوضاع فى مصر الى هذه الدرجة من السيولة والتعقيد نتيجة عدم تبلور رأسا ثورية لميادين تموج وشوارع تتأجج بهتافات فقراء المدن وشباب الطبقة الوسطى ...
كان لابد لذلك ان تتداخل قوى الثورة بقوى الثورة المضادة وتتداخل فيما بينهما تيارات من الفعل الثورى فى إتجاه تحقيق التغيير المنشود وتيارات من العدمية والفوضوية وأفكار ماقبل المدنية فتحد بدورها من إماكانات الفعل الثورى وتحيله الى فعل يصب فى غير صالح أى تغيير ثورى حقيقى ..
وقد كان هذا طبيعيا جدا ولو غضب أنصار الثورات البرتقالية الذين يراهنون دائما على قدرة الحشود الغير منظمة فى الميادين على فرض أوضاع جديدة وإزاحة أوضاع قديمة ..
وهذا مايحدث منذ 25 يناير وحتى الآن ولا جديد للأسف غير سقوط حاجز الخوف لدى المصريين فى مقابل ظهور ثقافة تجاهل القانون والدولة وتحديهما أحيانا ( وهومايتمثل فى ظاهرة البناء على الأراضى الزراعية والتعدى على أملاك الدولة وإزدياد معدلات تهريب السلاح والمخدرات الى الداخل عبر دول جوار منها المعادى ومنها غير الصديق ومنها غير المستقر ) وذلك فى ظل دولة تتجه الى قدر من الهشاشة والرخاوة وهو ماتمثل فى تصاعد حالات الحرج الإجتماعى ..
ليس فقط نتيجة خطر الأرهاب الدينى المتمثل فى جماعة الأخوان المسلمين , وإنما أيضا نتيجة عدم إستقرار الأوضاع الإقتصادية وفشل الحكومات المتعاقبة بعد 25 يناير من حل مسألتى سوء الأوضاع الإقتصادية وتفشى الظلم الإجتماعى والعمل على إقرار حد أدنى من العدالة الإجتماعية ..
فزادت الإحتجاجات وتصاعدت فى ظل تنظيمات نقابية ضعيفة ورؤوس سياسية لاتستطيع النهوض الآن بمسئوليتها نحو تنظيم صفوف الطبقات المستغلة ( بفتح الغين ) وإكسابها وعيها وغمتلاك أدوات نضالية أكثر تنظيما وفاعلية ..
وبالتالى أصبح الضعف والعشوائية هما مايميز الجهد العام سواء مايسمى بالقوى الثورية أو قوى الإحتجاج العمالى أو قوى الشارع أو خلافه .. وكذلك فأن الهشاشة والضعف أيضا أصبحا هما سمة أداء جهاز الدولة المصرية التى تواجه تحديات فى غاية الجسامة تحتاج الى مقال آخر يخصص لبيانها ..
ضعفت الدولة أمام الإمتلاك العشوائى للسلاح وضعفت أمام ظواهر الإستهتار بالقانون عبر معالجات ضعيفة تبرز هشاشتها سواء كان ذلك حيال التعديات على أملاكها أو حرق الكنائس أوالعنف الطائفى بالإضافة الى ماتكابده من الإرهاب الدينى المدعم دوليا , وكذلك عجزت عن حل المظالم الإجتماعية التى تفاقم النزاعات والتناحرات المجتمعية ..
فأصبحت كل قطعة فى الوطن مهددة بإشعال الحرائق لو تصادفت شرارة هنا أوهناك ...
و هكذا جاءت أحداث أسوان فى تلك اللحظة التى تنتظر فيها قوى داخلية وإقليمية ودولية أى إنفجار فى الأوضاع وأى إنهيار يمكنها من الوثوب على طريق تحقيق أهدافها التى تعنى فى محصلتها النهائية تفكيك وتفتيت إعادة تقسيم قلب المنطقة الأقوى وهى مصر وبالتالى الوصول الى إعادة ترتيب أوضاع إقليمية جديدة تحقق مصالح دول المركز الرأسمالى التى تعانى من أزمة منذ 2008 وتحاول ترحيلها على حساب شعوب المنطقة مما يسهل المزيد من نهب موارد ومقدرات هذه الشعوب وثرواتها الطبيعية ...
ولا أستبعد أن يحاول البعض - من المرتبطين بالمنظمات والدوائر الدولية - ان يستثمر أحداث أسوان الدامية والمدمية لقلوب المصريين والتى كانت بعيدة نسبيا عن الحسبان .. فى تأجيج نيران تلك الأحداث وتصديرها لتلك الدوائر التى ستستغلها للتدليل على أن هناك مشاكل قبلية وعرقية فى مصر .. فى إطار ما أصطلحت عليه تلك الدوائر الإستعمارية الطابع من أن هناك من المشاكل العرقية والطائفية التى تعج بها المنطقة والناجمة عن تقسيم (سايكس بيكو ) .. والتى يظهر ( على حسب تعبير تلك الدوائر ) أن سكان هذه المنطقة بأكملها عاجزون عن التعايش فيما بينهما فى ظل تلك التجاذبات والنزاعات التى تصل إلى حد الإقتتال .. وبالتالى فأن المنطقة فى حاجة - وفقا لتلك النظرية الإستعمارية الحديثة - الى المزيد من التفكيك وبعد ذلك إعادة تقسيم المنطقة على هيئة دويلات على أسس طائفية وعرقية وقبلية ... وهذا مايجهله الكثير من هؤلاء النشطاء الذين أداروا ظهورهم تماما لقضية المصالح العليا للوطن والأخطار المحدقة المحيطة به .. فانطلقوا الى حيث ترديد الشعارات ذات الجرس الغليظ والتى تظهر صاحبها ( ظاهريا ) بإعتباره قائدا ثوريا عظيما طالما انه يطرح شعارا ثوريا براقا وهتافا رنانا ويزايد بهيئته الثورية وكلماته النارية الحماسية ( بغض النظر عن قوة مضمونها وإستجابته للواقع ) واسمحوا لى أن أرى - كشخص غير مميز على الإطلاق - أننا نعيش محنة ثورية ولا نعيش لحظة ثورية ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الإختيار مابين السيسى وحمدين
- وقد لاينفع الندم
- المصالحة مع الإخوان .. لماذا , وكيف ؟
- عن أى نساء سنتحدث , وكيف ؟
- المرأة وتشوهات فعل التنوير
- الشعر والسياسة (1)
- فليكن حمدين صباحى أكثر وضوحا فى هذا ..
- فليذهب الإستحقاق الرئاسى الى الجحيم
- إحتمالات تعاطى الإخوان مع الإستحقاق الرئاسى
- حمدين صباحى وضربة البداية
- ثلاث ملاحظات حول اللحظة الراهنة
- ملاحظة ليس إلا ...
- تعليقا على مشهد الذكرى الثالثة
- الجيش هو عضو مجلس الإدارة المندب للنظام السياسى المصرى
- لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر
- لماذا سأصوت بنعم لمشروع الدستور الجديد
- مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب
- ماذا يريد السلفيون
- الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
- فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - اللحظة التى اشتعلت فيها أحداث أسوان