أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب















المزيد.....

مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلتى مع حفظ المقولات والأبيات الشعرية والنصوص الأدبية والدينية قديمة ومزمنة , فى نفس الوقت الذى أعانى فيه من ذاكرة حادة لدرجة التوحش فأتذكر أشياء بسيطة ولو كانت على شاكلة أسم وصورة زميلى فى الصف الثالث الإبتدائى ( شكران ) الذى كان الألفه علينا ... و( صبحى ) الذى كان يعزف الإكورديون فى طابور الصباح مصاحبا للأناشيد الوطنية التى كنا نتوجه بالخطو على إيقاعها الى فصولنا ( ولله زمان ياسلاحى ) و ( أقسمت باسمك يابلادى فاشهدى ) و ( االه أكبر ) و ( دقت ساعة العمل الثورى ) , اتذكر الحوارات والأحداث كصور ولكننى لاأتذكر النصوص إلا كصور ودلالات ومعان رغم مافات عليها من عشرات السنين...
ماعلينا ....
المهم اننى وانا أراجع المشهد السياسى وحال كثير ومن الفاعلين فيه والمتعاطين معه أتذكر مقولة للكاتب ميخائيل نعيمة ولأنى لاأحفظها كنص أتذكر فقط انها تعنى عجب ميخائيل نعيمة من حرص البعض ( واعتقد انه كان يقصد البعض فى عالمنا العربى ) على ان يغسلوا أيديهم أكثر من عشر مرات فى اليوم بيتما لايغسلون أدمغتهم مرة كل عشر سنوات ...
أتذكر هذا فى معرض إندهاشى من تصميم البعض على إستخدام نفس منظومة التوصيفات والتصنيفات عند كل حدث ..فتجد الناس دائما موزعة مابين عميل وخائن أومناضل وطنى , طابور خامس أوثورى مخلص , لاحس للبيادة أو من الثوار , ناشط سياسى أو من يتوع الكنبة , إعلام داعر أو إعلام هادف ..... وهكذا الى آخره ....
نتوزع دائما بين هذه الثنائيات .. أتذكر مرة أن دعانى التيار الشعبى لحفل تكريم فى مدينة دمنهور وطلب منى المنظمون للحفل - كنوع من التكريم لشخصى الغير مميز على الإطلاق - أن أقوم بتسليم بعض الشباب والمنتمين لقوى سياسية ساهمت فى 25 يناير و30 يونيو , ومعهم أسماء بعض الشهداء ( كانت بينهم والدة الشهيد محمد الجندى السيدة المصرية الرائعة ) وكذلك أسماء المصابين .. وهكذا فقد
كانت قائمة كبيرة معدة من قبل المنظمين وماعلى بعد أن يصعد صاحب الأسم المنادى عليه سوى تسليمه درع التكريم الخاص به ...
بعد ان انتهى الإحتفال قال لى شاب بعد ان استوقفنى فى الطريق العام : إذاى ياأستاذ تكرموا واحد من الطابور الخامس ؟..
إندهشت قلت له انا أصلا كنت ضيف مكرم ( بضم الميم )ولست صاحب هذه الليلة ولو سمحت ذكرنى بهذا الذى هو طابور خامس وكرمته قال : فلان .. طبعا فلان هذا شاب من شباب أحد الأحزاب الناصرية وأتضح ان بينه وبين أخينا الذى استوقفنى سائلا بعض الخلافات الشخصية ..
أتصل بى أحد الأصدقاء من حزبى الذى أنتمى اليه ( الحزب رالاشتراكى المصرى ) وقال لى فلان الفلانى قابلنى وقال لى:
إذاى الأستاذ حمدى يحضر حفل كانوا بيطبلوا فيه للعسكر .؟
عسكر ؟؟؟؟
انا لم أشاهد أحدا يلبس ذيا عسكريا فى القاعة - قلت له ذلك - فرد هم يقولون ياأستاذنا ان هذا الحفل للاحسى البيادة ....
لاحسى البيادة ؟؟؟؟
( كان يجب أن أقول -على طريقة الأفلام القديمة - انهم صبأو .. ويل لهم .. اللعنة سأذيقنهم سيفى وسهامى هؤلاء الفجرة ) ....
وهكذا كما لو كان كل منا قد وضع توصيفا جاهزا على أرفف دماغه يسحب منه مايراه على مقاس أى موقف لأى بنى آدم ...
ناهيك عن مصطلح ( العسكر ) الذى دخل الحياة السياسية المصرية مستوردا من إصطلاحات دول أمريكا اللاتينية عندما كانت جنرالات جيوش هذه الدول عملاء للشركات الرأسمالية الكبرى سواء فى إحتكارات الفاكهة أو النحاس أو المعادن الأخرى وكانوا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية يدبرون ويقومون بالإنقلابات على الحكومات الوطنية ويحكمون لصالح هذه الإحتكارات كي تتمكن هذه الأخيرة من نهب الموارد الطبيعية من محاصيل ومعادن ومواد أحفورية تقوم صناعاتها عليها ونحقق من ورائها أرباح طائلة ( وهو ماأطلق عليه أستاذنا د. سمير أمين تعبير فائض القيمة الإستعمارى والذى ستتطور تسميته فيما بعد - عند د. سمير امين - الى مسمى فائض القيمة العولمى ) ..
وغير خاف على أحد أن الجيش المصرى تاريخيا قد أختلف عن جيوش أمريكا اللاتينية بحيث هو جيش ارتبطت نشأته أساسا بظروف المشروع الوطنى المصرى منذ عهد محمد على حتى أن بريطانيا عندما دخلت مصر فى 1881 بعد هزيمة عرابى كان أول مطلب لها هو صدور مرسوم بحل الجيش المصرى وبالفعل تم هذا وصدر مرسوم الخديوى توفيق بحل الجيش المصرى بعدها مباشرة بالتوافق مع نفى الزعيم الوطنى عرابى .. الذى كان وزيرا للحربية وعندما ثار على الخديوى اسماعيل كان ثائرا من أجل مطالب وطنية ديمقراطية كان على رأسها إقامة حياه نيابية .. وكان لعرابى ( قائد الجيش المصرى ) الفضل فى نشأة أول برلمان فى تاريخ مصر ...
ولسنا فى حاجة الى التدليل على وطنية وقيمة ناصر ويوسف صديق وخالد محى الدين وثروت عكاشة وآخرون من أبناء الجيش المصرى الذين أزاحوا الملك فاروق وأنهوا الملكية وادخلوا مصر من جديد فى سياق الحداثة بعد القطع الذى تم مع حلول الإحتلال الإنجليزى .. ثم أعاد عبد الناصر بناء الجيش المصرى الوطنى وقاد هو ورفاقه عمليات التحول الوطنى والإجتماعى فى الستينيات وناهيك عن إن مصر قد أخذت وضعها الذى يليق بها إقليميا وعالميا وانها سارت فى طريق تفكيك أواصر التبعية الإستعمارية وأجلت الإنجليز عن مصر ووضعت قوانين الإصلاح الزراعى وأسست لحركة التصنيع الوطنى ووضعت مايسمى بقوانين يوليو الإشتراكية واممت قناة السويس وأقامت السد العالى ...
هذا الجيش الذى تلقى ضربته المؤلمة فى 1967 وإستعاد بناء نفسه عبر تضحيات وجهود جبارة حقق فيها نصر أكتوبر1973 العسكرى الذى حوله السادات الى جسر يعبر عليه الى التحول الذى قاد الى ربط مصر بالتبعية للأمريكان و القضاء على الصناعة الوطنية وتصفية المشروع الناصرى للتحرر الوطنى ..( طبعا لاخلاف على ان عبد الناصر يتحمل جزء من ذلك نتيجة مصادرته لحق الجماهير فى تنظيم انفسها وضربه لليسار حليفه الطبيعى والموضوعى الذى كان من الممكن ان يكون هو حائط الصد المتين ضد قوى الثورة المضادة التى قادها السادات ) ..
الجيش المصرى ليس طبقة ذات مصالح طبقية ولاهو ممثل لطبقة من الناحية الموضوعية الجيش المصرى هو جزء من جهاز الدولة المصرية وهو مكون من كل شرائح المجتمع المصرى وكل طبقاته ففيه ضباط من ابناء الفلاحين والعمال والموظفين والمستخدمين والتكنوقراط والشرائح الوسيطة والعليا من الرأسمالية المصرية وفيه جنود من أبناء الفلاحين والعمال وفقراء المدن والريف ومن كل الشرائح والطبقات .. ولكنه تشكل وتمفصل عبر ثقافة وطنية خلقتها ظروف مصر ووجود عدو دائم على الحدود المصرية تلتقى مصالحه مع مصالح الإستعمار العالمى دائما .. ووجود عقيدة قتالية وطنية تربى عليها هذا الجيش منذ زمن طويل ومن الخطأ وضع كل هذه الظروف فى الحسبان قبل إهانة جيشنا بأطلاق مقولة ( العسكر ) عليه ...
سيقرأ البعض هذه الكلمات فيهتف على الفور .. صاحب هذا المقال ( لاحس للبيادة ) او من (عبيد البيادة ) ..
وإن كان لابد من بيادة فى النهاية فسأقول لهم ان شخصى - الذى لايحمل مايزهو به على الإطلاق سوى إنتمائه الوطنى وشرف إنتمائه لليسار المصرى - لامانع لديه من أن يحمل شرف مجرد الإقتراب من بيادة أحمد عرابى والبطل أحمد عبد العزيز وعبد المنعم رياض وسليمان خاطر وابراهيم الرفاعى وأحمد حمدى ومحمد زرد وسيد زكريا خليل ويسرى عماره .. وغيرهم من الجنود شهداء بورسعيد 56 وشهداء معارك البلاح و شدوان وغيرها من معارك حرب الإستنزاف المجيدة وشهداء حرب الإستنزاف وشهداء حرب أكتوبر ..
كما أننى ممن يقدرون وقوف الجيش مع الشعب فى 30 يونيو فلولا موقف الجيش لتأجلت مسألة سقوط الاخوان المسلمين لوقت ربما كان فى غير صالح القوى المدنية الديمقراطية ..وهذا كله مختلف عن الموقف من قضية ترشح السيسى من عدمه لأننى بصراحة أحد هؤلاء الذين يؤمنون أن المرشح الرئاسى لايجب أن ينظر اليه إلا بناء على مشروع سياسى وطنى وبرنامج محدد (انظر ماكتبت من قبل فى الحوار المتمدن فى عدد 4231 بتاريخ 30-9-2013 بعنوان (هذا هو المرشح الذى سأصوت له فى الإنتخابات القادمة )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=380282
ولا يشرفنى على الإطلاق أن أكون من هؤلاء الذين يمحون الذاكرة الوطنية لمجرد كسب معر كة سياسية صغيرة أو لمجرد إفحام خصم سياسى فى عملية إستعراض سياسى لاقيمة لها ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد السلفيون
- الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
- فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى
- عن أمى أحدثكم
- ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014
- المرأة المصرية والدستور
- فى نقد الثائرين
- أحمد فؤاد نجم .. نبل فى منتهى الشراسة
- استبدال الرأس السياسى للتحالف الطبقى المسيطر هو ماتم بعد تنح ...
- فى شأن مسألة الفريق السيسى
- أقنعة محمد محمود الأولى
- أوهام مرحلية
- عندما كانت الحكمة تنطق من صيحات حواة الشوارع
- خمسة ملاحظات حول وحدة اليسارالمصرى
- فى شأن مسألة انتشار ارتداء الحجاب والعباءة النسائية والنقاب
- دونما ذلك سنكون خارج التاريخ
- فى معنى ان يقف الحاكم الثانى فى القفص
- كلمات حول الأنتظام السياسى الجماهيرى ( بفتح الغين دائما )
- كهنة الدولة المصرية ودراويشها
- معاينة عبر مشهدين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب