أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حمدى عبد العزيز - أوهام مرحلية















المزيد.....

أوهام مرحلية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 20:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ أن خرجت جماهير الشعب المصرى فى 25 يناير محيطة بكتلتها الأجتماعية من شباب وشابات فقراء المدن من أبناء بائعى قوة عملهم ومعهم أبناء الطبقات المتوسطة وغالبيتهم الساحقة من شباب عاطل وشابات عاطلات .. هؤلاء الذين يعانون من الأنسحاق والتهميش الاجتماعى وماترتب عليه من تهميش سياسى فى ظل دولة بوليسية ضربتها الشيخوخة .. بتحالفها الطبقى المهيمن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفى ظل تناحر اجتماعى وصل الى أقصى مدى وتناقضات بلغت حدتها استحالة استمرار نظام الحكم على حالته هذه .. فكانت تلك الأنتفاضة الشعبية العظيمة والتى كانت وستكون بالغة الأثر على مجمل تاريخ الشعب المصرى ( وهو مالايتسع المجال الآن لبيانه ) ..

وقد كان أن سقطت رأس النظام ممثلة فى الرئيس المخلوع الأول (مبارك ) .. ولنقل صراحة ان ذلك لم يكن يرد - فى يوم 24 يناير ولاحتى 25 يناير - فى خلد أغلب الشباب الذى بدأ أنتفاضة الشعب المصرى من 25 ثم 28 يناير 2011 ..

وهكذا يظهر الوهم الأول منتج جميع الأوهام التى تلته منذ سقوط مبارك ومرورا بسقوط مرسى حتى الان وهو :

1- وهم سقوط النظام الذى ظللنا نردده منذ سقط مبارك وحتى سقط مرسى ... رددناه كمايلى : سقوط نظام ميارك .. وماتلاه سقوط نظام الأخوان . فى حين انه بالفعل سقط حسنى مبارك وسقط محمد مرسى ومن قبلهما اغتيل السادات ولم يسقط النظام بعد .... قبل ابداء الدهشة من هذا الكلام أبادر بسؤال :

أى نظام ؟ وما قيمة وهل كان اسقاط مبارك ثم مرسى أو حتى أغتيال السادات من قبلهما هو اسقط لثلاث انظمة حكمت مصر ؟ ..

النظام كموضوع للثورة وبمعناه الشامل هو شكل العلاقات الأجتماعية ( والناجمة عن علاقات الانتاج السائدة فى المجتمع ) ومايترتب من ذلك من بناء فوقى يتمثل فى طبيعة و شكل وطريقة أداء المؤسسات السياسية وطريقة الحكم ومنظومة القيم السياسية ناهيك عن القيم الثقافية والأخلاقية التى هى ليست موضوعنا الآن .. وكل هذا فى جوهره يتحدد بطبيعة الطبقات المسيطرة على علاقات الأنتاج ( تحتيا ) وبالتالى تتعزز هذه السيطرة وتعبر عن نفسها فى آن واحد بالسيطرة على المؤسسات السياسية والاجتماعية للدولة .. والجميع يعرف كيف تحول النظام فى مصر كاملا الى النظام الرأسمالى ( الكمبرادورى ) التابع للمركز الرأسمالى ( ببساطة رأسمالية الوكالة ( التصدير والأستيراد ) التى نشأت منذ أن بدأ أنور السادات تعبيرا عن تحول جرى فى النظام الناصرى ( عملية استبدال طبقى تمت فى اطار جهاز الدولة ) فتح بها السادات وأعوانه من لصوص القطاع العام والدولة والمهربين وفلول ماقبل ثورة يوليو من كبار الملاك الهاربين وفى هذا النسيج أيضا كان اليمين الدينى المتطرف قد راكم أمواله فى دول الخليج التى كانت معادية للنظام الناصرى ) الطريق لانقلاب سيطر بمقتضاه هذا التحالف الطبقى على الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية والسياسة وحتى الأعلامية والثقافية فى مصر .. وهذا التحالف ظل حتى الان هو المسيطر على تلك الأوضاع ربما تتطور ليصبح أكثر توحشا ونهبا وافقارا للمصريين لكنه مازال هو المسيطر حتى الان ومبارك لم يكن سوى الرأس السياسية التى تم استبدالها عقب اغتيال السادات لذلك التحالف الطبقى ( والذى كان رأس المال الدينى أو اليمين المتطرف أحد مكوناته ) وبالتالى فعندما سقط مبارك ونتيجة للفراغ الذى أحدثه غياب التنظيم الثورى المحمل بمشروع الثورة وبالأجابات المباشرة المتعلقة بالسلطة والثورة والدولة وبالتالى شكل النظام السياسى الثورى المأمول .. هذا التنظيم الذى يمثل العامل أو لنقل الشرط الذاتى لقيادة الأنتفاضة وتحويلها الى ثورة تحدث التغيير الحقيقى المعبر عن جماهير الطبقات المنتفضة ... فضلا عن ان ثورة حقيقية لم تكن ستنجح فى بلد مثل مصر دونما انضمام فقراء الريف من العمال الزراعيين وصغار الملاك والمستأجرين الزراعيين لجموع المنتفضين وهذا لم يحدث فى 25 يناير وان كان كبار الملاك الزراعيين وكبار موظفى الدولة قد نجحوا فى حشد بعضهم فى الخروج الكبير للشوارع والميادين فى 30 يونيو 2013 ...

وبالتالى حدثت فى غيبة القوى الثورية المنظمة فى تنظيم ثورى مكنه القلب والقيادة لهذه الجماهير المنتفضة ان تقدم المجلس العسكرى فى حالة سقوط مبارك وأدار المرحلة منهيا أياها بعملية أستبدال رأس التحالف الطبقى الحاكم برأس سياسية أخرى ممثلة فى مرسى وأخوانه المسلمين ( راجع التفاصيل فى مقال سابق بعنوان - كهنة الدولة ودراويشها - الحوار المتمدن ) .. ونفس الأمر تكرر فى انتفاضة 30 يونيو وأعتقد ان الأستبدال يجرى الآن على قدم وساق للحفاظ على سيطرة نفس التحالف الطبقى مع استبعاد رأس المال الدينى من الحكم وليس من السوق ..

وبالتالى وفى غياب تلك الرأس الثورية لذلك الجسم الثورى الضخم الذى ظهر فى الميادين والشوارع ومنذ يناير 2011 وحتى الآن مرورا بظهور 30يونيو 2013 ظلت الأوهام هى ماتملأ غالب مكونات هذا الجسد الضخم الذى يفتقد الرأس وبالتالى بعض العقل وبعض الوعى ... وهذا ماينقلنا الى وهم آخر

2- وهو ان البعض يتعامل مع الأحداث بمنطق استدعاء المعلبات التاريخية لأحلالها فى واقع لايمت بصلة لما يتوهمون ويروجون من أوهام ومنها :

3- ن مصر تحتاج الى زعيم قوى له كاريزما مشابهة لكاريزما عبد الناصر ليخرجها من أزمتها .. بمعنى أصح اننا نحتاج الى اعادة انتاج عبد الناصر آخر لكى تكتمل ثورتنا ... وهذا غير حقيقى وألا لأكتمل مشروع عبد الناصر ولم يواجه هزيمته النهائية على يد أطراف من النظام الناصرى نفسه كانت قد تحالفت مع فلول كبار الملاك الزراعيين و كذلك الرأسماليين و الأخوان الهاربين الى الخارج وتمت دعوتهم للانقضاض على المشروع الناصرى الذى كان يفتقد للجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية فى الدفاع عنه لأنها كانت مكممة بفعل عدم الحاجة الى نضالها طالما ان الزعيم الفذ ( الكاريزما ) يناضل نيابة عنها ..

وهذا الوهم قادنا بدوره الى الوهم التالى
4- بدافع من الايمان بحلم عودة عبد الناصر الظافرة الحتمى ... فقد تم العثور على عبد الناصر جديد ممثلا فى الفريق السيسى وبالتالى انتج البعض نوع من الأستبدال الدلالى لعبد الناصر .. دونما وقوف على الأمكانيات السياسية والفكرية للرجل واعتمادا على موقفه الذى لاينكره أحد فى الأستجابة للخروج الشعبى الواسع فى 30 يونيو .. وكأن هذا كافيا لاعتبار ان السيسى هو عبد الناصر الجديد والغاء الفهم الواقعى الذى يقول ان السيسى ليس عبد الناصر ...
5- بدأ البعض ينظر الى الأتجاه نحو تعزيز العلاقات المصرية الروسية والتقارب الروسى المصرى على انه اتجاه سينهى التبعية للولايات المتحدة وحلفائها ... متناسين أن روسيا ليست هى الأتحاد السوفيتى ( مثلما ان السيسى ليس عبد الناصر ) وان روسيا ليست فى عداء اليوم مع أمريكا والغرب وان كانت فى أفضل الأحوال هى منافس لهما على توزيع المصالح فى المنطقة , وأن الفيصل فى تشكل سياسيتنا الخارجية هو مدى الفهم الأستراتيجى لمصالحنا نحن قبل التعامل مع الدول والتعاون مع بعضها بدرجة والاخرى بدرجة أخرى ...3- بدأ البعض ينظر الى الأتجاه نحو تعزيز العلاقات المصرية الروسية والتقارب الروسى المصرى على انه اتجاه سينهى التبعية للولايات المتحدة وحلفائها ... متناسين أن روسيا ليست هى الأتحاد السوفيتى ( مثلما ان السيسى ليس عبد الناصر ) وان روسيا ليست فى عداء اليوم مع أمريكا والغرب وان كانت فى أفضل الأحوال هى منافس لهما على توزيع المصالح فى المنطقة , وأن الفيصل فى تشكل سياسيتنا الخارجية هو مدى الفهم الأستراتيجى لمصالحنا نحن قبل التعامل مع الدول والتعاون مع بعضها بدرجة والاخرى بدرجة أخرى ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كانت الحكمة تنطق من صيحات حواة الشوارع
- خمسة ملاحظات حول وحدة اليسارالمصرى
- فى شأن مسألة انتشار ارتداء الحجاب والعباءة النسائية والنقاب
- دونما ذلك سنكون خارج التاريخ
- فى معنى ان يقف الحاكم الثانى فى القفص
- كلمات حول الأنتظام السياسى الجماهيرى ( بفتح الغين دائما )
- كهنة الدولة المصرية ودراويشها
- معاينة عبر مشهدين
- اكتوبر .. انتصار حرب فى اطار استراتيجية التحرر الوطنى ... ام ...
- بيان الحزب الاشتراكى المصرى بالبحيرة
- زواج السلطة بالثروة .. دائما يحدث هذا ....
- فى التناول السياسى لقضية المرأة المصرية - لا عزاء للسيدات
- عن عامل النظافة الذى صفعته يد الدولة
- حول الرغبة العارمة فى توحيد اليسار المصرى ... وحدة وثائقية . ...
- هذا هو المرشح الذى سأصوت له فى الانتخابات الرئاسية القادمة
- مع الفلاح المصرى
- هدى شعراوى نموذجا لشيزوفرنيا الواقع الليبرالى المصرى
- الغاء تهميش الانسان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .. هو الحل
- أقل من ثورتين فى حلقات الثورة المصرية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حمدى عبد العزيز - أوهام مرحلية