أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - الغاء تهميش الانسان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .. هو الحل















المزيد.....

الغاء تهميش الانسان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .. هو الحل


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 22:50
المحور: حقوق الانسان
    


انطلاقا من كونى اقف دائما ضد فكر اليمين الدينى المتطرف باعتباره احد المحاور الرئيسية _ عبر تاريخنا الوطنى الحديث لتزييف الوعى الاجتماعى وتكريس الاستبداد والتخلف فى المنطقة العربية بأسرها .. و المواجهة الامنية التى بدأت منذ فض اعتصام رابعهة العدوية الشهير والذى لم يكن اعتصاما بالمعنى الحقوقى المدنى وانما كان فى حقيقته محاولة لانشاء (كانتون اخوانى مسلح ) يكون رافعة لجلب التدخل الخارجى بما يعنيه هذا من امكانية دخول طائرات وبوارج حلف الاطلنطى الى البلاد وهو ماكان لايهدد فقط باسقاط السلطة التى تم تعيينها بعد هبة الشعب المصرى ضد حكم الاخوان وحلفائهم فى 30 /2013/6..بل كان يهدد الأمن القومى المصرى ووحدة البلاد .. وبالتالى فكان لابد للسلطة التى تولت الأمور ان تتدخل وبالشكل الحاسم لفض وتفكيك وازالة كل مظاهر التحدى التى تم بنائها فى رابعة العدوية بكافة امتداداتها اللوجستية .
لكن المواجهة الامنية وحدها لن تكفى الا لمرحلة المواجهة الاولية لهذا السرطان الذى أصاب هذا الوطن ...
فالجهد الرئيسى الذى يجب ان يبذل هو الجهد الذى يتجه الى تجفيف منابع هذا الفكر ... ونقطة البدأ فيه لاتأت الا عبر تبنى الدولة لمنظومة كاملة من الاجراءات والخطوات الجادة نحو حلحلة الازمات المجتمعية التى ادت وتؤدى دائما لخلق مناخ لنمو بكتريا التطرف الدينى والعنف الاجتماعى ... والذى كانت احد اسبابه الرئيسية هو مايتعلق بسقوط حالة القبول للدولة ( وهذا يعنى ايضا سقوط هيبتها التى قد تفلح الاساليب البوليسية بمنع سقوطها بعض الوقت لكنها لاتمنع من السقوط المدوى لتلك الهيبة ) .
. ونقطة البدأ فى استعادة الدولة لهيبتها ليس فقط استعادة الامن وانما يكون ذلك اساسا عبر استعادة الدولة لدورها ووجودها فى حياة المواطن الفرد عبر تدخلها فى وضع رؤية تنموية شاملة للاقتصاد تضمن كثافة التشغيل (للحد من البطالة ورفع معدلات التنمية ) تتزامن مع اجراءات رفع مستوى الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية .. والقضاء على ظاهرة تركز الخدمات فى العاصمة والمدن الرئيسية واهمال الاقاليم الجغرافية المختلفة ودفعها للنضغاط والتهمش الاجتماعى والاقتصادى عبر اهمال الخدمات والرعاية الاجتماعية فى تلك المناطق بالاضافة لضرورة التطوير الاجتماعى فى اطار التنمية الشاملة لكافة العشوائيات التى نمت عبر عقود نتيجة الفقر وسوء التعليم على اطراف المدن الكبيرة وعلى اطراف الريف وفى قلب مدن وقرى الريف المصرى .. فتلك الاحوال (وفى ظل سوء التعليم وانتشار الثقافة العشوائية المتلازمة مع الفقر ) هى التى انتجت الشعور بالمظلومية وفقدان الامل والحرمان لدى العديد من ابناء الشرائح والطبقات المنضغطة اجتماعيا والتى تم دفعها لهامش الحياة فى العشوائيات و على اطراف المدن واطراف الوطن (وهذا مايفسر على وجه الخصوص لماذا تنامى العنف الدينى والاجتماعى فى سيناء وفى مطروح والصعيد )
كل ذلك من اجل الوصول الى طريقة اكثر فاعلية فى انتاج وتعظيم الناتج القومى وطريقة لتوزيعه بشكل يحقق العدالة الاجتماعية او (اللا مساواة المقبولة مجتمعيا ) على اعتبار ان قضية العدالة الاجتماعية قضية نسبية ..
وغير خاف على أحد حتى اولئك الرأسماليين اصحاب الاعمال الذين يرون ان مصالحهم هى مع تحقق هيبة الدولة ..
ان هيبة الدولة الحديثة لاتحققها القوة البوليسية وقوة الجيش فقط .. بل ان مايحقق هيبة هذه الدولة هو القبول العام المجتمعى لها ..
وذلك لايتحقق الا بتوازن تتم صياغته لعلاقة الدولة بالمجتمع يصحح الخلل الذى احدث حالات التطرف والعنف الاجتماعى ...
ولايجب ان يتخيل احد ان التأسلم السياسى وتجارة الدين بالسياسة قد تم القضاء عليها بمجرد المواجهة الامنية ... كل الذى جرى من مواجهات أمنية اذا ماتم على أكمل وجه ..هو مجرد معركة فى حرب طويلة يجب ان نخوضها جميعا عبر القضاء على المنابع والمصانع الحقيقية لأنتاج الفكر الدينى وتزويد اليمين الدينى بالوقود البشرى اللازم لحركته الرجعية عبر التاريخ ..
وهى .. باختصار شديد .. الفقر والتهمش الاجتماعى والاقتصادى والشعور بظلم الدولة عبر الفوارق الطبقية ومظاهرها القاسية والمهينة للنفس البشرية ودفع الناس للحياة فى عشوائيات بشرية تخلق عشوائية الفكر فى ظل تعليم متخلف يجب تحديثه وتطويره كجزء من اليات المعركة ضد الارهاب الفكرى والتطرف الدينى بل والبلطجة والعنف الاجتماعى .. اننا فى حاجة الى مشروع حقيقى للتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية الحقيقية (وليست العدالة الاجتماعية وفق المفهوم الرأسمالى الليبرالى والقائمة على تقديم الفتات الى الفئات المهمشة )لمقاومة هذا الفقر والجهل والظلم الذى يدفع الانسان للكفر بالدولة والوطن وعدم احترام المجتمع وتكفيره واستباحة العنف والبلطجة فى مواجهته ....
العنف الذى اتخذ شكل الارهاب المسلح فى سيناء ومطروح والصعيد يفسر لنا كيف ان عملية الاقصاء والتهميش الاجتماعى التى تتم للاطراف الجغرافية البعيدة عن العاصمة والمدن الرئيسية وبعد خدمات الدولة وندرة رعايتها ....قد فرخت على مر العقود اما من هم وقود للتيار الدينى المتطرف من ابناء الفقراء والمهمشين الذين وقعوا ضحية الاحباط من الدولة والاحساس بالحرمان الاجتماعى الذى دفعهم دفعا الى الارتماء فى احضان التنظيمات الدينية المتطرفة ... والاستثناء من ذلك منهم اخذه الاحباط والحرمان الاجتماعى الى معادة المجتمع والوقوع فى اسر البلطجة كطريقة للتكسب وسلوك وثقافة للحياة يعيشون بها ... تسأل الدولة الغائبة عن اطرافها فى الشرق والغرب والشمال والجنوب عن ذلك هذه الدولة التى بدأت فى المغيب منذ اواخر السبعينيات وغابت تماما منذ الثمانبنيات ومابعدها عن توفير الحماية والرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية لأبنائها وتركتهم فريسة للسلوك غير المسئول اجتماعيا من قبل الرأسمالية المصرية التى سيطرت على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ( ومازالت تسيطر وان تعددت الاسماء وأشكال الذقون ملتحاة وغير ملتحاة ) .. فذهب خيرة شبابنا اما فريسة للتطرف الدينى واما فريسة للبلطجة واما فريسة للثقافة الفوضوية العدمية ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقل من ثورتين فى حلقات الثورة المصرية


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - الغاء تهميش الانسان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .. هو الحل