أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حمدى عبد العزيز - ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014















المزيد.....

ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 06:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يجب أن نقرأ مشروع الدستور المقدم للأستفتتاء العام عليه - كقوى إشتراكية - ونحن لايساورنا أى وهم أن هذا الدستور سيأتى معبرا عن الأمانى والتطلعات المستقبلية للطبقات المستغلة (بفتح الغين ) والتى نكرس جهدنا كاشتراكيين من أجل الدفاع عن مصالحها .. بقدر مايعبر عن رؤا وأمانى وتطلعات كل أطراف المجتمع المصرى فى اللحظة الراهنة بتوازاناتها السياسية والطبقية والثقافية, وبإعتبارها وثيقة تعاقد ‘إجتماعى عام يجب أن يلقى قبول جميع أطياف المجتمع المصرى وجميع فئاته وشرائحه .. الطبقة العاملة والفلاحين وصغار الملاك وكبار الملاك الزراعيين والطبقات المتوسطة والرأسمالية الكبيرة والصغيرة والشباب والنساء والشيوخ والصغار واهل الريف أهل المدن وفقراء الريف واغنياءه وفقراء المدن واغنيائها وكافة طوائفها من مسيحيين ومسلمين وأصاحاب ديانات أخرى ولادينيين وسياسيين من أقصى اليسار الى أقصى اليمين ..
إذا لايجب - ونحن فى غنى عن بيان توازنات القوى فى اللحظة التى نعيشها - أن نتوهم أنه لأننا أشتراكيون فلايجب أن نتقبل دستورا غير أشتراكى ,, بإعتبار ان هذا الدستور فى حقيقته هو دستور مجتمع يصطبغ بالصبغة الرأسمالية ( أوليست علاقات الإنتاج السائدة هى علاقات رأسمالية ؟ ) وعلى من يحلم بدستور يصطبغ بالصبغة الإشتراكية أن يناضل اولا من أجل مجتمع ذات صبغة إشتراكية على الأرض ليأتى الدستور معبرا عن رضا المجتمع بذلك .. فالحقائق السياسية والأجتماعية على الأرض هى التى تصنع الدستور وليس العكس , فضلا عن الدستور لا يحسم صراعا اجتماعيا وسياسيا بل أنه تعبير عن ميزان قوى المتصارعين والمتوافقين والمتنافسين والمختلفين والمتفقين من القوى السياسية والإجتماعية فى اللحظة التى يكتب فيها هذا الدستور ولايعبر هذا الدستور عن أمانى أى طرف فى المستقبل إلا بقدر الوزن المجتمعى والسياسى من زاوية القدرة على التأثير السياسى فى تلك اللحظة .. وفى النهاية تبقى وثيقة الدستور إطارا للصراع السياسى وطريقة لإدارة قواعد ذلك الصراع وموقفنا من الوثيقة يتحدد بمدى تلك الإمكانات التى توفرها هذه الوثيقة لنضالاتنا ونضالات الشرائح والطبقات الإجتماعية التى نحمل فكرا يعبر عن مصالحها والمساحة التشريعية التى تتسع امامنا لتتطوير نضالنا السياسى وتحقيق مكاسب تراكمية هنا وهناك تقربنا بمقدار مانخطو تجاه أهدافنا الاستراتيجية وليس بمقدار ماتعبر عن أفكارنا نحن ... فالدستور ليس برنامجا سياسيا , وهو ليس بديلا عن النضال الإجتماعى والسياسى والديمقراطى ... بل أن مواده الإيجابية يظل تفعيلها رهنا بممارسة كافة أشكال النضال السياسى .. أما غير ذلك فستظل وثيقة ورقية لاقيمة لها وتنفصل عن حقيقة مايجرى على الأرض ,, فدستور 71 كان ينص على أن نظام المجتمع هو النظام الاشتراكى ومع ذلك تمت تحت ظلاله عملية التحول الى النظام الرأسمالى وتمت تصفية القطاع العام فى الوقت الذى كان الدستور ينص على انه الركيزة الأساسية للتنمية ..
اللحظة التى نعيشها الآن ويكتب فى ظلها الدستور المصرى الجديد هى لحظة بالغة التعقيد .. فهى لحظة تمر عبر إنتفاضتين ثوريتين فى 25 يناير 2011و30 يونيو 2013 ( وهى حلقتين ثوريتين فى إطار حلقات ثورته الوطنية الممتدة منذ ثورة عرابى ومرورا بثورة 23يوليو وحتى الآن ) لحظة لم يحقق فيها الشعب المصرى أهدافه كاملة فقد سرق الأخوان المسلمون جهود أبنائه ودماء شهدائه بعد مارس 2011 وحتى 30 يونيو 2013 واشتيكت وتعقدت الخيوط بعد 30 يونيو فالأخوان المسلمون لم ينتهى خطرهم بعد ولازالوا يقاومون بدعم دولى للإنقضاض على السلطة وبناء فاشيتهم التى سقطت بفعل خروج الشعب المصرى أوسع أطيافه السياسية والمجتمعية وإستجابة الجيش لتلك اللحظة ومساندته لمطلب إسقاط حكم الإخوان ..وماتمخض عن تلك اللحظة من تعقيدات سياسية تمثلت فى إنتعاش فرص عودة المباركيون الى ساحة العمل السياسى مجددا مع بقاء السيطرة للطبقة الرأسمالية الكبيرة المسيطرة إجتماعيا وإلى حد ما - قابل للتمدد - سياسيا فى ظل ضعف وتشتت القوى الثورية التى تملأ الشوارع والميادين بالإحتجاجات ولكنها لاتحقق تغييرا ملموسا على أرض الواقع وكذلك فإن القوى الإشتراكية مازالت لم تبرح بعد أزمتها ولم تتجاوز تلك الهامشية المجتمعية الى دائرة الفعل والتأثير السياسى فى لحظة إن لم تكن مؤهلة لها فمن الذى سيكون كذلك ؟
لذلك جاءت وثيقة الدستور رغم إيجابياتها الغير مسبوقة وخاصة فى مواد الحقوق والحريات والمرأة والطفل والصحة والتعليم والبحث العلمى وإقرارها لنظام الضرائب التصاعدية وكذلك فى بعض مواد الحكم التى يتحقق فيها التعدد والتوازن بين السلطات بدأ بصلاحيات البرلمان وإنتهاء بإمكانية سحب الثقة من رئيس الجمهورية بل ومحاكمته وكذلك سحب الثقة من رئيس الوزراء أو الوزراء وإمكانية محاكمتهم .. وكذلك مانص عليه من إلتزام بالإتفاقيات والمواثيق الدولية فى مجال حقوق الأنسان ومن تحصين دستورى يكفل عدم التراجع عن مواد الحقوق والحريات ومدة رئيس الجمهورية المحددة بدورتين فقط وعدم تعديل هذه المواد إلا بمايوسع من الحقوق والحريات ويعطى مزيدا من الضمانات ...
وهذا لايمنع أن هذا الدستور قد حفل بالعديد من السلبيات منها مايتعلق ببقاء المادة 2 رغم أن الديباجة قد الزمت تفسيرها منوطا بأحكام المحكمة الدستورية العليا وكذلك المادة 3 مع المادة 64 التى تقصر حرية ممارسة الشعائر وتنظيم الأحوال الشخصية والدينية على الأديان الثلاث المسيحية واليهودية والأسلام ( فضلا عن الأسلام هنا قد عنى به المذهب السنى فقط وليس بقية المذاهب )
وكذلك إسقاط الوثيقة للمبدأ الذى كان مقرا من دستور 64 المؤقت الى دستور 71 و71 المعدل والخاص بالحد الأقصى للملكية الزراعية وذلك للحفاظ على التوازن الإجتماعى فى الريف وكذا الحفاظعلى صغار الفلاحين والعمال الزراعيين من الإستغلال .. وهذا المبدأ بالمناسبة ليس مبدأ أشتراكيا بقدر ماهو مبدأ للحفاظ على توازن إجتماعى فى ظل أى نظام راسمالى ..
ثم إغفال ذكر دعم أو تحفيز القطاع العام وكأن الدولة ستستطيع إحداث التنمية الصناعية بالقطاع الخاص فقط ( وهو الذى يعجز بطبيعته عن الدخول فى المشاريع الصناعية الكبرى ) وكأن الدولة لن تتدخل كعامل توازن وضبط لآليات السوق ..
كذلك إعطاء رئيس الجمهورية الحق فى تعيين 5% من أعضاء مجلس النواب بمايعنى انه سيعين مالايقل عن 20 نائب , وهو عدد كبير ومرجح سياسى بل يعادل كتلة برلمانية لصالح رئيس الجمهورية إن أحب هو ذلك , وانتهاء بنص محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى وهو مانرفضه إذ من الممكن أن يتكفل القضاء العادى بمحاكمة كل مدنى يعتدى إعتداء مباشرا على جنود أو ضباط الجيش أثناء تأديتهم لعملهم وكذا الإعتداء على المنشأت العسكرية ومافى حكمها .. وغن تشددت العقوبات .. ولكن يجب أن يحاكم المدنى أمام قاضيه العادى وبالضمانات التى يكفلها القانون العادى ,
وبالرغم من هذه السلبيات إلا أن هذا الدستور هو خطوة الى الأمام بماقرره من مواد غير مسبوقة فى تاريخ الدساتير المصرية وخاصة كما سبق أن ذكرنا فى مجال المرأة والطفل والرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمى والحقوق والحريات ..
وفى هذه اللحظة الراهنة فهذا الدستور هو إستفتاء على الطابع المدنى للدولة وسقوطه يعنى ضربة للقوى المدنية التى نحن جزء منها ويحكمنا تناقض مع قوى النيوليبرالية ولكن الخطر الرئيسى المباشر الآن هو خطر اليمين الدينى الذى يسعى وبقوة الى الإنقضاض على السلطة بمعاونة قوى دولية معادية للتحرر الوطنى وذلك لإستكمال أهدافه فى إقامة دولة فاشية دينية تكون بداية لتفكيك الدولة المصرية والحاقها كجزء من مشروع دولة الخلافة الإسلأمية الأكبر ..
لذا فالموقف الصحيح الآن هو التصويت بنعم مع التأكيد على تحفظاتنا التى ذكرت بل ودعوة الشعب المصرى للخروج الى الصناديق والتصويت لهذا الدستور ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المصرية والدستور
- فى نقد الثائرين
- أحمد فؤاد نجم .. نبل فى منتهى الشراسة
- استبدال الرأس السياسى للتحالف الطبقى المسيطر هو ماتم بعد تنح ...
- فى شأن مسألة الفريق السيسى
- أقنعة محمد محمود الأولى
- أوهام مرحلية
- عندما كانت الحكمة تنطق من صيحات حواة الشوارع
- خمسة ملاحظات حول وحدة اليسارالمصرى
- فى شأن مسألة انتشار ارتداء الحجاب والعباءة النسائية والنقاب
- دونما ذلك سنكون خارج التاريخ
- فى معنى ان يقف الحاكم الثانى فى القفص
- كلمات حول الأنتظام السياسى الجماهيرى ( بفتح الغين دائما )
- كهنة الدولة المصرية ودراويشها
- معاينة عبر مشهدين
- اكتوبر .. انتصار حرب فى اطار استراتيجية التحرر الوطنى ... ام ...
- بيان الحزب الاشتراكى المصرى بالبحيرة
- زواج السلطة بالثروة .. دائما يحدث هذا ....
- فى التناول السياسى لقضية المرأة المصرية - لا عزاء للسيدات
- عن عامل النظافة الذى صفعته يد الدولة


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حمدى عبد العزيز - ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014