أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - ماذا يريد السلفيون















المزيد.....

ماذا يريد السلفيون


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع لمواقف السلفيين الحالية والتى تنتهجها منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن عليه ألا يقف عند حدود الموقف الظاهرى والذى يبدو مختلفا ومتناقضا مع ماسبق من مواقف للقوى السلفية كانت قد اتخذتها منذ سقوط مبارك فى فبراير 2011 وحتى الآن ...

فهؤلاء السلفيون الذين يعلنون اليوم تأييدهم لخارطة الطريق ومشروع الدستور هم انفسهم الذين خرجوا فى جمعة قندهار الشهيرة 2011 رافعين اعلامهم السوداء وأعلام المملكة العربية السعودية ( داعمهم الرئيسى )
وهم انفسهم الذين كانوا قبيل استفتاء 19 مارس 2011 والذى كان بمثابة خارطة طريق قد أدت الى تمكن تيار الاسلام السياسى من السيطرة على كامل الأوضاع السلطوية فى مصر بدأ من الفوز بنسبة غير متصورة فى مجلسى الشعب والشورى ومرورا بتشكيل الجمعية التأسيسية التى وضعت دستور 2012 الساقط وانتهاء بفوز مرسى فى انتخابات الرئاسة والتشارك مع الاخوان طوال هذا الوقت فى كل خطوات التمكين السياسى التى تفاجأ الشعب المصرى بأنها سرقت دمائه وعرقه وتضحيات أغلى ابنائه من الشهداء الذين سقطوا فى إنتفاضة 25 يناير الشعبية ...
هؤلاء هم الذين حولوا استفتاء 19 مارس الى غزوة فاصلة مابينهم هم وحلفائهم ( المسلمين من وجهة نظرهم ) و باقى قوى المجتمع المدنى ( الكفار ) وعندما خرجت نتيجة الإستفتاء بنعم فى غفلة من القوى الديمقراطية والمدنية خرجوا مهللين مكبرين محتفلين بالنصر الذى أيدهم الله به فى غزوة الصندوق التى أصبحت فيما بعد أحدث وأشهر الغزوات الإسلامية ...

إذن لابد من التوقف عند تلك المسألة السلفية التى قد تبدوا محيرة لبعض من يتابع المشهد السياسى المصرى على عمومه دونما تدقيق فى مجمل المواقف ودونما غوص فى الأسباب والدوافع الحقيقية التى تكمن وراء ذلك الحراك السياسى وتلك التقلبات التى تشهدها الساحة المصرية وعلى وجه الأخص مايتعلق بالقوى السلفية وموقفها من الأخوان المسلمين ومن الدستور والفريق السيسى وخلافه ..
وموقف السلفيين من الدستور ومن المشهد السياسى الراهن يجب أن نراه على ضوء الإعتبارات الآتية :

----------------------------------------------------------------------------
1- انهم كانوا فى بدايات حكم الأخوان شركاء لهم فى السلطة ثم انقلبوا عليهم رغبة فى تفادى العداء الشعبى الذى كان قد بدأ فى التصاعد ضد الاخوان وحلفائهم من ناحية ومن ناحية أخرى حتى يتمكنوا من ابتزاز سلطة الأخوان والحصول منها على مكاسب أكبر قد لاتتاح لهم وهم فى وضعية الشركاء فى السلطة ..
وهم من قبل كانوا الطرف (والحليف ) المزايد دائما على الأخوان دائما فيما يتعلق بخطوات إضفاء الطابع الدينى على الدولة نتيجة وجود بعض التناقضات الثانوية بينهما ومنها مايتعلق بتناقضات ظهرت خلال التنافس على المقاعد الفردية فى جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشعب 2012 .. فى الوقت الذى كانوا فيه حلفاء على القوائم ...
وكذا لأن السلفيون كانوا دائما يرون فى انفسهم انهم الأخلص لفكرة تطبيق الشريعة الاسلامية من هؤلاء الأخوان المناورون واللاعبون فى دهاليز السياسة أكثر من اهتمامهم بتطبيق الشريعة الأسلامية ... وبالتالى هم ايضا من زاوية أخرى كانوا أحد مآزق الأخوان التى تحرمهم من عنصر اتساع مساحة المناورة مع القوى المدنية بحكم المزايدة المستمرة داخل اصطفاف تيار الاسلام السياسى من قبل هؤلاء السلفيون ,والتى كانت تضغط دائما على الإخوان فى اتجاه التشدد فى مايتعلق بإضفاء الطابع الدينى على المجتمع والدولة وإصباغ المؤسسات السياسية بتلك النكهة الدينية بل السنية من منظور وهابى , وكانوا فى هذا يتفقون تماما مع الجهد المبذول ايضا من تنظيم القاعدة والتنظيمات الدينية المتشددة المنبثقة عن الإخوان المسلمين فى الخارج والداخل فى مواصلة هذا الضغط بالمزايدة على الإخوان وهو ماحرمهم فعلا من الإستماع الى نصائح أسيادهم الأمريكان بضرورة عمل خطوات تهدئة لإحتواء بعض القوى المدنية , وكانت تلك أيضا من العوامل التى لم تمكن الإخوان المسلمين من تصحيح أولوياتهم والإستفادة من تذبذب بعض القوى المدنية وترددها ( فى بداية سيطرة الإخوان وحلفائهم على مقاليد الأمور ) والتعامل معها واحتوائها أو تحييدها على الأقل وكذا التفرغ لإجراء بعض الإصلاحات ولو جزئيا على صعيد المشاكل والقضايا الحقيقية للمواطنين وهو ماكان من شأنه تأخير إنكشاف الإخوان وتأجيل سقوطهم ولو لبعض الوقت ..


2- ان غالب القيادات والكوادر السلفية كانت قد تعاونت فى الماضى مع مباحث أمن الدولة فى سواء كان ذلك تحت وطأة الإبتزاز البوليسى أو اعتناقهم لفكرة التقية وبالتالى فإن هذه القيادات والكوادر قد أصبحت تخشى من فتح ملفاتها الآن بعد ان ظهرت الشواهد لتؤكد صحوة جهاز الأمن البوليسى وتعافي بعض أجهزته الأمنية ووجود ملفات وأسرار من الممكن تسريبها من أجهزة ما فى الدولة - سواء عن العمالة السبقة لجهاز أمن الدولة أو الإتصالات المريبة بعد فبراير 2011 والتمويلات التى تلقتها المجموعات السلفية واشاعة ماينجم عن فتح الملفات الى المشهد العام فتخسر هذه القيادات والكوادر كل شئ .


3-ان السلفيون يميلون دائما الى انتهاج مبدأ التقية والسكون السياسى حتى تكون هناك ظروف مواتية للظهور سياسيا وهم أكثر ميلا الى ذلك من الأخوان انفسهم ولذلك فهم يفضلون مسايرة جزئية للأوضاع الحالية ( طالما انها ليست مواتية ) حتى لا يجلبوا عداء المصريين لهم وبالتالى الخروج النهائى من المشهد السياسى والاجتماعى ..
بل هم يرون ان من الافضل لهم الان الحفاظ على المكتسبات التى فى ايديهم من دعم مالى تحصلوا عليه خلال 2011 وحتى 2013 مما شكل لهم قاعدة مادية تمثلت فى ملكية قدر لابأس به من محال تجارية ومشروعات خدمية ومراكز وجمعيات يرون الحفاظ عليها وعدم خسارتها ريثما يأتى يوما سيكونون هم أحوج لتلك القاعدة المادية والأمكانات اللوجستية كلحظة مناسبة للتمكن والتنفذ والوثوب الى السلطان ..


4- هم ايضا قد تعلموا من الدرس جيدا وعرفوا كيف ان المناورات السياسية والتى تكمن فى كيف نتقهقر الى الوراء ومتى نتقدم الى الامام .. وان هذا لابد ان يتجاور مع مبدأالتقية وان هناك حقائق أصبحوا هم أعلم بها تتعلق بوزنهم الحقيقى على الأرض الآن وكذا عن كونهم لايمتلكون تراثا سياسيا فى المعارضة بحكم انهم لم يمارسوا أىة معارضة سياسية لاقبل 25 يناير ولا بعدها فى العلن فهم كانوا كامنون فى الزوايا والجوامع الصغيرة والتجمعات السرية الخاصة بهم فقط مما لايأهلهم لرفع لواء المعارضة السياسية وفى هذا الظرف بالذات ..

5- انهم يدركون جيدا انه علاوة على الضعف التنظيمى والسياسى الذى لايؤهلهم الآن للظهور بمظهر المعارضة السياسية فهم يدركون جيدا أن الشعب المصرى قد أصبح لايثق فى كافة التيارات الدينية وانه أصبح غير قابل للتعامل مع رفع الشعارات الدينية على أى رايات سياسية وان تجربة الأخوان المسلمين الفاشلة ستظل نصب أعين جماهير الشعب المصرى فى كل مكان ومن الصعب أن يصدق بعد الآن من يأتى اليه بشعارات دينية يطلب بها السلطة أو حتى يبدى بها أراء إذاء تلك السلطة أو إزاء أى حدث سياسى وماتمتلئ به صفحات التواصل الإجتماعى وقاعات الفاعليات السياسية والشوارع من احاديث واراء تجاه مجمل مايسمى بتيار الإسلام السياسى يؤكد ذلك ويؤكد أن الشكوك فى مصداقية هؤلاء الناس أصبحت هى مايغلب على تفكير العوام والخاصة فى مصر ... هم يدركون ذلك جيدا ..


6- انهم ضبطوا ايقاع خطواتهم مع حليفهم وداعمهم الاكبر وهى المملكة العربية السعودية ولدى هذا الحليف اعتبارات إقليمية ومصالح يجب ان تؤخذ فى الإعتبار .. والمملكة العربية السعودية تحاول انقاذ قيمتها الإقليمية التى تضاءلت بل وأهينت بفعل تخلى الولايات المتحدة الامريكية - ولو جزئيا - عن جوانب الدور السعودى ودخول دول مثل قطر وتركيا بل وايران على رأس جدول إستراتيجيات السياسة الأمريكية فى المنطقة ..

والمملكة العربية السعودية أصبحت تدرك تماما ان رهانها التقليدى على الولايات المتحدة الأمريكية - وخصوصا بعد تقارب الأخيرة مع إيران - لم يعد هو الرهان الذى يحقق الإطمئنان الإستراتيجى الكامل للملكة التى أصبحت تعانى من هواجس على كل حدودها وادوار إقليمية تتمدد على حسابها سواء كان ذلك ممثلا فى النموذج القطرى أو التركى أو الإيرانى أو حتى تراجعها فى المنفذ السورى واللبنانى التى كانت تجيد اللعب فى ساحاته الخلفية والغير خلفية ..

لم تعد السعودية تحتمل ان يسبب لها السلفيون بأوضاعهم الحالية إحراجا جديدا أو لتقل تراجعا جديدا ..ولم تعد تحتمل ان يخسر امتدادها الوحيد فى مصر .. وبالتالى فعليه أن يلتزم التقية ويساير الأجواء السياسية قدر المستطاع الى ان يقضى الله أمرا كان مفعولا ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
- فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى
- عن أمى أحدثكم
- ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014
- المرأة المصرية والدستور
- فى نقد الثائرين
- أحمد فؤاد نجم .. نبل فى منتهى الشراسة
- استبدال الرأس السياسى للتحالف الطبقى المسيطر هو ماتم بعد تنح ...
- فى شأن مسألة الفريق السيسى
- أقنعة محمد محمود الأولى
- أوهام مرحلية
- عندما كانت الحكمة تنطق من صيحات حواة الشوارع
- خمسة ملاحظات حول وحدة اليسارالمصرى
- فى شأن مسألة انتشار ارتداء الحجاب والعباءة النسائية والنقاب
- دونما ذلك سنكون خارج التاريخ
- فى معنى ان يقف الحاكم الثانى فى القفص
- كلمات حول الأنتظام السياسى الجماهيرى ( بفتح الغين دائما )
- كهنة الدولة المصرية ودراويشها
- معاينة عبر مشهدين
- اكتوبر .. انتصار حرب فى اطار استراتيجية التحرر الوطنى ... ام ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - ماذا يريد السلفيون