أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر















المزيد.....

لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أراجع المشهد السياسى وحال كثير ومن الفاعلين فيه والمتعاطين معه أتذكر مقولة للكاتب ميخائيل نعيمة ..لاأحفظها كنص بقدر ما أتذكر فقط انها تعنى عجب ميخائيل نعيمة من حرص البعض ( واعتقد انه كان يقصد البعض فى عالمنا العربى ) على ان يغسلوا أيديهم أكثر من عشر مرات فى اليوم الواحد بينما لايغسلون أدمغتهم مرة كل عشر سنوات ...
أتذكر هذا فى معرض إندهاشى من تصميم البعض على إستخدام نفس منظومة التوصيفات والتصنيفات عند كل حدث ..فتجد الناس دائما موزعة مابين عميل وخائن أومناضل وطنى , طابور خامس أوثورى مخلص , لاحس للبيادة أو من الثوار , ناشط سياسى أو من يتوع الكنبة , إعلام داعر أو إعلام هادف .. إنتهازى أو مأفون ..... وهكذا الى آخره ....
نتوزع دائما بين هذه الثنائيات .. أتذكر مرة أن دعانى التيار الشعبى لحفل تكريم فى مدينة دمنهور وطلب منى المنظمون للحفل - كنوع من الإحتفاء والتكريم لشخصى الغير مميز على الإطلاق - أن أقوم بتسليم بعض الشباب والمنتمين لقوى سياسية ساهمت فى 25 يناير و30 يونيو , ومعهم أسماء بعض الشهداء ( كانت بينهم والدة الشهيد محمد الجندى تلك السيدة المصرية الرائعة ) وكذلك أسماء المصابين .. وهككذا فقد كانت هناك قائمة كبيرة معدة من قبل المنظمين وماعلى بعد أن يصعد صاحب الأسم المنادى عليه سوى تسليمه درع التكريم الخاص به ...
بعد ان انتهى الإحتفال قال لى شاب بعد ان استوقفنى فى الطريق العام : إذاى ياأستاذ تكرموا واحد من الطابور الخامس ؟..
إندهشت قلت له انا أصلا كنت ضيف مكرم ( بضم الميم ) ولست صاحب هذه الليلة ولو سمحت ذكرنى بهذا الذى هو طابور خامس وكرمته بإفتراض أنه أنا الذى فعلت ذلك فرد قائلا : - فلان .. ( طبعا فلان هذا شاب من شباب أحد الأحزاب الناصرية وأتضح ان بينه وبين أخينا الذى استوقفنى سائلا بعض الخلافات الشخصية وقليلا من الإختلاف فى بعض الأراء السياسية التى ليست لها صفة الجوهرية ) ..
بعدها أتصل بى أحد الأصدقاء من حزبى الذى أنتمى اليه ( الحزب رالاشتراكى المصرى ) وقال لى فلان الفلانى قابلنى وقال لى:
إذاى الأستاذ حمدى يحضر ويقبل تكريم فى حفل كانوا بيطبلوا فيه للعسكر .؟
عسكر ؟؟؟؟
انا لم أشاهد أحدا يلبس ذيا عسكريا فى القاعة ولم أسنع أحد يتكلم بأسم أية مؤسسة عسكرية - قلت له ذلك -
فرد هم يقولون ياأستاذنا ان هذا الحفل للاحسى البيادة ....
لاحسى البيادة ؟؟؟؟
( كان يجب أن أقول -على طريقة الأفلام القديمة - انهم صبأوا .. إذن لهو دين جديد .. ويل لهم .. اللعنة سأذيقنهم سيفى وسهامى هؤلاء الفجرة ) ....
وهكذا كما لو كان كل منا قد وضع توصيفا جاهزا على أرفف دماغه يسحب منه مايراه على مقاس أى موقف لأى بنى آدم ...
ناهيك عن مصطلح ( العسكر ) الذى دخل الحياة السياسية المصرية مستوردا من إصطلاحات دول أمريكا اللاتينية عندما كانت جنرالات جيوش هذه الدول عملاء للشركات الرأسمالية الكبرى سواء فى إحتكارات الفاكهة أو النحاس أو المعادن الأخرى وكانوا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية يدبرون ويقومون بالإنقلابات على الحكومات الوطنية ويحكمون لصالح هذه الإحتكارات كي تتمكن هذه الأخيرة من نهب الموارد الطبيعية من محاصيل ومعادن ومواد أحفورية تقوم صناعاتها عليها ونحقق من ورائها أرباح طائلة ( وهو ماأطلق عليه أستاذنا د. سمير أمين تعبير فائض القيمة الإستعمارى والذى ستتطور تسميته فيما بعد - عند د. سمير امين - الى مسمى فائض القيمة العولمى ) ..
وغير خاف على أحد أن الجيش المصرى تاريخيا قد أختلف عن جيوش أمريكا اللاتينية على أساس أنه هو جيش ارتبطت نشأته أساسا بظروف المشروع النهضوى الوطنى المصرى منذ نشأته لأول مرة فى عهد محمد على وابنه أبراهيم .. حتى أن بريطانيا عندما إحتلت مصر فى 1881 بعد هزيمة عرابى كان أول مطلب لها هو صدور مرسوم بحل الجيش المصرى وبالفعل تم هذا وأصدر الخديوى توفيق مرسومه بحل الجيش المصرى بعدها مباشرة بالتوافق مع نفى الزعيم الوطنى عرابى و الذى كان وزيرا للحربية وعندما ثار على الخديوى توفيق كان ثائرا من أجل مطالب وطنية ديمقراطية كان على رأسها إقامة حياه نيابية .. وكان لعرابى ( قائد الجيش المصرى ) الفضل فى نشأة أول تجربة برلمانية مصرية ...
ولسنا فى حاجة الى التدليل على وطنية وقيمة ناصر ويوسف صديق وخالد محيى الدين وثروت عكاشة وآخرون من أبناء الجيش المصرى الذين أزاحوا الملك فاروق وأنهوا الملكية وادخلوا مصر من جديد فى سياق الحداثة بعد القطع الذى تم مع حلول الإحتلال الإنجليزى .. ثم أعاد عبد الناصر بناء الجيش المصرى الوطنى وقاد هو ورفاقه عمليات التحول الوطنى والإجتماعى فى الستينيات وناهيك عن إن مصر قد أخذت وضعها الذى يليق بها إقليميا وعالميا وانها سارت فى طريق تفكيك أواصر التبعية الإستعمارية وأجلت الإنجليز عن مصر ووضعت قوانين الإصلاح الزراعى وأسست لحركة التصنيع الوطنى ووضعت مايسمى بقوانين يوليو الإشتراكية واممت قناة السويس وأقامت السد العالى ...
هذا الجيش الذى تلقى ضربته المؤلمة فى 1967 وإستعاد بناء نفسه عبر تضحيات وجهود جبارة حقق فيها نصر أكتوبر1973 العسكرى الذى حوله السادات الى جسر يعبر عليه الى التحول الذى قاد الى ربط مصر بالتبعية للأمريكان و القضاء على الصناعة الوطنية وتصفية المشروع الناصرى للتحرر الوطنى ..( طبعا لاخلاف على ان عبد الناصر يتحمل جزء من ذلك نتيجة مصادرته لحق الجماهير فى تنظيم انفسها وضربه لليسار حليفه الطبيعى والموضوعى الذى كان من الممكن ان يكون هو حائط الصد المتين ضد قوى الثورة المضادة التى قادها السادات ) ..
الجيش المصرى ليس طبقة ذات مصالح طبقية ولاهو ممثل لطبقة من الناحية الموضوعية الجيش المصرى هو جزء من جهاز الدولة المصرية وهو مكون من كل شرائح المجتمع المصرى وكل طبقاته ففيه ضباط من ابناء الفلاحين والعمال والموظفين والمستخدمين والتكنوقراط والشرائح الوسيطة والعليا من الرأسمالية المصرية وفيه جنود من أبناء الفلاحين والعمال وفقراء المدن والريف ومن كل الشرائح والطبقات .. ولكنه تشكل وتمفصل عبر ثقافة وطنية خلقتها ظروف مصر ووجود عدو دائم على الحدود المصرية تلتقى مصالحه مع مصالح الإستعمار العالمى دائما .. ووجود عقيدة قتالية وطنية تربى عليها هذا الجيش منذ زمن طويل ومن الخطأ عدم وضع كل هذه الظروف فى الحسبان قبل إهانة جيشنا بأطلاق المقولات نحوه بشكل عشوائى كمقولة ( العسكر ) عليه ...
سيقرأ بعضهم هذه الكلمات فيهتف على الفور .. صاحب هذا المقال ( لاحس للبيادة ) او من (عبيد البيادة ) ..
وإن كان لابد من بيادة ففى النهاية ( ومن الآخر ) فسأقول لهم ان شخصى - الذى لايحمل مايزهو به على الإطلاق سوى إنتمائه الوطنى وشرف إنتمائه لليسار المصرى - لامانع لديه من أن يحمل شرف مجرد الإقتراب من بيادة أحمد عرابى والبطل أحمد عبد العزيز وعبد المنعم رياض وسليمان خاطر وابراهيم الرفاعى وأحمد حمدى ومحمد زرد وسيد زكريا خليل ويسرى عماره .. وغيرهم من الضباط و الجنود شهداء بورسعيد 56 وشهداء معارك البلاح و شدوان وغيرها من معارك حرب الإستنزاف المجيدة وشهداء حرب الإستنزاف وشهداء حرب أكتوبر ..
كما أننى ممن يقدرون وقوف الجيش مع الشعب فى 30 يونيو فلولا موقف الجيش لتأجلت مسألة سقوط الاخوان المسلمين لوقت ربما كان فى غير صالح القوى المدنية الديمقراطية ..وهذا كله مختلف عن الموقف من قضية ترشح السيسى من عدمه لأننى بصراحة أحد هؤلاء الذين يؤمنون أن المرشح الرئاسى لايجب أن ينظر اليه إلا بناء على مشروع سياسى وطنى وبرنامج محدد (انظر ماكتبت من قبل فى الحوار المتمدن فى عدد 4231 بتاريخ 30-9-2013 بعنوان (هذا هو المرشح الذى سأصوت له فى الإنتخابات القادمة )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=380282
ولا يشرفنى على الإطلاق أن أكون من هؤلاء الذين يمحون الذاكرة الوطنية لمجرد كسب معر كة سياسية صغيرة أو لمجرد إفحام خصم سياسى فى عملية إستعراض سياسى لاقيمة لها ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سأصوت بنعم لمشروع الدستور الجديد
- مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب
- ماذا يريد السلفيون
- الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
- فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى
- عن أمى أحدثكم
- ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014
- المرأة المصرية والدستور
- فى نقد الثائرين
- أحمد فؤاد نجم .. نبل فى منتهى الشراسة
- استبدال الرأس السياسى للتحالف الطبقى المسيطر هو ماتم بعد تنح ...
- فى شأن مسألة الفريق السيسى
- أقنعة محمد محمود الأولى
- أوهام مرحلية
- عندما كانت الحكمة تنطق من صيحات حواة الشوارع
- خمسة ملاحظات حول وحدة اليسارالمصرى
- فى شأن مسألة انتشار ارتداء الحجاب والعباءة النسائية والنقاب
- دونما ذلك سنكون خارج التاريخ
- فى معنى ان يقف الحاكم الثانى فى القفص
- كلمات حول الأنتظام السياسى الجماهيرى ( بفتح الغين دائما )


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر