أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - راياتك بالعالي يا سوريا















المزيد.....

راياتك بالعالي يا سوريا


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


يخطر على بالي خلال ما نمر و تمر به سوريا فيلم شاهدته منذ زمن بعيد اسمه (كنا جنوداً) قام ببطولته الممثل العبقري (ميل غيبسون)، وتدور أحداثه عن حرب الفيتنام ضمن قصة إنسانية تصور الحياة العائلية للجنود الأمريكان وتوديعهم لزوجاتهم وصديقاتهم وأبنائهم قبل الذهاب للمشاركة في (الجهاد المقدس الأمريكي) وما يتضمن ذلك من مشاعر تستدعي من المشاهد بعض الدموع لصدق التمثيل وبراعته.

ما أذكره من انفعالات عندما كنت أتابع الفيلم أنني وفي (لاوعيي) وفي (انبهاري) بالأداء المهني للممثلين وخلال أحداث الفيلم صرت حاقداً على الفيتناميين...بل أكثر من ذلك...صرت أقول بيني وبين نفسي ـ وعلى اعتبار أن الفيلم يتحدث عن حرب حقيقية حدثت يوماً من الأيام ـ لعن الله هؤلاء الفيتناميين القساة، الذين لا يريدون الحرية ولا الديمقراطية لشعبهم المحكوم بقبضة الحزب الشمولي الواحد ويواجهون بالنار والمدافع طائرات الهيليكوبتر الأمريكية المليئة بالخير والعدل والإنسانية وبالجنود المسالمين أولئك الذين تركوا زوجاتهم وأبنائهم على بعد آلاف الأميال ليقدموا الحرية لهذا الشعب الضعيف أمام حكامه.

وبما أنه كما في الأعلى كذلك على الأرض...فأنا أقول وكما كان في الأمس قد يعود اليوم...إذ يجب ألا ننسى أنه وخلال حرب الفيتنام قبل نصف قرن تقريباً فإن قسماً كبيراً من الشعب الفيتنامي والذي كان يشكل (فيتنام الشمالية) كان مؤيداً لحرب الأمريكيين ضد القسم الجنوبي، لا بل إنه كان عبارة عن قاعدة عسكرية تنطلق منها الطائرات المدججة بشتى أنواع الأسلحة لدك القسم الجنوبي من الفيتنام.

طبعاً وبعيداً عن أجواء الأفلام والإعلام والدعاية الرمادية..أسفرت حرب الفيتنام عن مقتل مليون إنسان من الفيتناميين وتدمير البنى التحتية والفوقية والأراضي الزراعية بشكل شبه كامل..بالإضافة إلى ملايين الأشخاص المعاقين وكما تعلمون لم يؤد ذلك إلى انتصار الأمريكان أو إلى انتشار الحرية والعدالة والمساواة، بل أدى فقط إلى الدمار..والدمار فقط.

أما لماذا أذكر هذا الفيلم خلال هذه الفترة فإن ذلك يعود لاستماتة قسم من الشعب المفترض أن يكون سورياً ومطالباته واستغاثاته كي تتدخل تركيا العثمانية الإخونجية عسكرياً في سوريا عسى أن يلبي ذلك تطلعاتهم إلى (الحرية) التي ينشدونها ويخلصهم ذلك من سيطرة الحزب الشمولي فيصبحوا بعد ذلك مباشرة دولة اسكندنافية تعم فيها الحرية جميع أرجاء سوريا ويصبح لكل مواطن الحق بممارسة حياته الطبيعية دون أي عقبات، لا بل أكثر من ذلك إذ أنه سيصبح لكل فرد قصراً وسيارة (شبح)..بالإضافة إلى رصيد مفتوح في أرقى البنوك السويسرية يستطيع عن طريقه أن تكون لديه عشرون صديقة شقراء وسمراء على نمط (ماريا شاربوفا) و(بيونسيه) يستمتع معهن في أفخم الفنادق المطلة على البحر الكاريبي.

في سوريا قهر اجتماعي...هذا ما يعلمه الجهبذ والساذج...في سوريا فساد مستشري...هذا ما يدركه البصير والكفيف...في سوريا توزيع للثروات لا يمت للعدل بصلة...هذا ما يتفق عليه الجميع...في سوريا هدر للمال العام لحساب شخصيات من وزراء ومدراء 90% منهم لا يستحق أن يكون ناطوراً لبناية... (مع احترامي الشديد لكل المهن الشريفة) هذا ما أعلمه شخصياً...في سوريا فقر وبطالة وقتل للمواهب والطاقات والإبداع...هذا كله ما يجب تغييره...... والسؤال هو كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نموذجان من التاريخ لا يكذبان

في النموذج الأول وهو الثورة الفرنسية التي ساهم فيها ما انتشر من فقر وانعدام للعدالة وحركة فكرية غير مسبوقة، بالإضافة إلى التحريض عليها من قبل أعداء الملك، وفي هذا النموذج حرب أهلية استمرت عشر سنوات قتل فيها ما يقارب النصف مليون إنسان ولم تثمر بعد عشر سنوات من استمرارها إلا عن قدوم (نابليون بونابرت) الذي وبغض النظر عن عظمته كقائد عسكري إلا أنه كان ديكتاتوراً تسبب في قتل ما يفوق ذاك العدد خلال حروبه الاستعمارية.

وعليه فإن هذا النموذج من التغيير وكما أثبت التاريخ هو نموذج فاشل بشتى المقاييس، ولا يوجد فيه أي شيئ جميل سوى بعض الصور لرجل يحمل علماً كبيراً والشمس وراءه..أو صورة امرأة تصرخ وثديها العاري فائق الجمال ..مع ظلال ورفاق في السلاح حولها لكي تناسب المشهد..أو قبضة تدل على العزيمة ووراءها جموع من القطعان التي تعلم ما تريده في هذه اللحظة ولا تدري إلى أين يقودها في المستقبل صاحب هذه القبضة.

النموذج الثاني

بريطانيا التي كانت تراقب ما يجري في جارتها فرنسا تعلمت الدرس جيداً وأدركت أن حصيلة هذه الحرب (الثورة) لن تكون إلا وبالاً على الحكومة وعلى الشعب في ذات الوقت فاستخلصت العبر وأجرت التغيير المطلوب بطريقة سلسة راعت فيها تطلعات الشعب وحفظت لمن هم في الحكم قدراً مناسباً من حظوتهم فضربت أكثر من عصفور بحجر واحد ولم تنجر إلى مثل هذه الحرب الأهلية (الثورة) التي انجرت إليها جارتها، لا بل إن التقدم الذي حققته على مختلف الأصعدة فاق إلى حد كبير ذاك الذي حققته فرنسا.

فالتجربة الديمقراطية في إنكلترا وعلى الرغم من أنها دولة (ملكية) تجربة من أرقى تجارب الديمقراطية في العالم، وحقوق الإنسان الإنكليزي على مستوى البلد وخارجه هي من أقوى الحقوق على الصعيد العالمي، والتعايش الذي شهدته وتشهده هذه الدولة نموذج للتدريس...طبعاً لا يتذاكين أحد ويستعرض التاريخ الاستعماري للملكة المتحدة فنحن نتحدث عن التجربة الديمقراطية التي شهدتها داخل أراضيها...كما لا يتذاكين أحد ويشير إلى بعض المناوشات هنا وهناك بين محتجين ورجال الشرطة فهي بالنسبة المئوية الدالة على رضا الناس في تلك البلاد لا تتجاوز الـ5% من مجموع السكان الكلي.



سوريا في قلب العاصفة

وبالعودة إلى تذكري لفيلم (كنا جنوداً) ومدى تأثير الدعاية والإعلام في ما جرى ويجري من أحداث، أعود لأؤكد أنه وأثناء مشاهدتي للفيلم كدت أن أحقد على الفيتناميين الأشرار الذين يقتلون الأمريكيين الأخيار، وهذا جراء الصورة التي تعرض على التلفاز، وتسمى في علم الإعلام (الدعاية الرمادية) وهي أن تعرض جزءاً من الحقيقة ثم تؤسس عليه مجموعة من الأكاذيب التي تدفع بعموم الناس الأميين وضعيفي الثقافة إلى تصديق كل ما يشاهدونه، وهو بالمناسبة ما يحدث خلال التغطية الإعلامية المواكبة لما يجري في سوريا وعرض جزء من الحقيقة ثم التأسيس عليه بمجموعة هائلة من الأباطيل التي تؤلب الحقد بين المناطق والمذاهب خدمة لحثالة من الناس.



أمنية

إثر تصاعد الأحداث بوتيرة متسارعة ودماء تسفك هنا وهناك...تمنيت لو أن سوريا كانت بالفعل مجموعة من الدول التي تعيش فيها كل طائفة على هواها دون أن يكون هذا الاحتكاك بين الطوائف والذي أدى إلى ما أدى إليه خلال هذه المرحلة.....إلا أني عدت لاستدرك.....لو أنها كانت كذلك فما جدواها.....عظمتها في احتضانها للجميع فلم نريد أن نخربها....كبرياؤها من كبرياء الجميع مجتمعين...فلم نريد أن نشتتها....دورها المحوري في المنطقة والعالم متأت من دور جميع أبنائها بعقولهم وفأفكارهم مجتمعين..فلم نريد أن نصغرها.

أمنيتي أن أراك يا سوريا..وقد نفضت عنك كل أسباب التخلف من فساد وعصبية وطائفية وعاد العالم كله لينظر إلى الأعلى....من أعاليه.... إلى علاكِ.... راياتك بالعالي يا سوريا ع طول الزمان.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمَ لستم سعداء؟
- طريق النحل
- عَزفٌ مٌنفَرد على أوتَارِ رُوح
- أنا حازم شحادة
- المُقَامِر
- دعوةٌ للاعتذار
- أشبَاح
- شَيءٌ مِنَ البحر
- جلجامش
- المُعَاتِبه
- دكتوراه
- صعود المطر
- مطرُ الشام
- في صلنفة بين الأغنياء
- رِهَانُ الشِّعر
- في بيتِ لميا
- قصيدةُ حُبٍّ لدمشق
- يا ماريا
- تركتُ يدَ أمّي لأَجلِك
- كلُّ البلادِ بلا حضوركِ كالملاجئ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - راياتك بالعالي يا سوريا