ميزانية البصره ... وفرس شيخ شباط

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 00:02
المحور: كتابات ساخرة
    

في ملتقاهما اليومي المسائي عند باب احدى داريهما المتجاورتين وفي (مجلس الغيبه) كما يسميانه يتطرقان لقضايا الخدمات التي (يخصصان لها )القسم الاكبر من الوقت خلال لقاءات سويعات ماقبل صلاة المغرب كل يوم, وفي هذا اليوم التقيا بعد ظروف قسريه اضطرتهما (لرفع الجلسه) ليومين متتاليين بسبب هطول الامطار في احد اليومين ورطوبه مكاني جلوسهما في اليوم التالي , وبعد صباح مشرق جميل (تحسنت الاوضاع ) واصبح الظرف مواتيا لاستئناف جلساتهما فقررا اللقاء الذي توقع كل منهما ان تكون ذخيرة صاحبه فيه مليئة بما هو جديد مما يجعله مختلفا عن سابقاته , فخلال يومين لابد انهما تنقلا بين العديد من الفضائيات وشاهدا الكثير من الاحداث , طلب (ابو محسن) من جاره (نومي بصره) بدلا من الشاي واستجاب الجار الطيب ابو جميل لطلب جاره , وبعد اصدار تعليماته لام جميل عاد لاستئناف نشاطه مستهلا حديثه (بحسره) اعقبها تعليق مقتضب (والله يابو محسن ذكرتنا بالبصره) , أطرق الجار ثم رفع رأسه مؤيدا ان استذكار هذه المدينه ذو شجون , ولكن ما الذي تذكرته عن المدينة الطيبُ أهلها ؟
-لايمكن ان تتذكر البصره دون ان يمر شريط من الذكريات , المفرح والمحزن منها .
-نعم للبصرة جاذبية خاصه تجعلها اكثر خلودا من سواها , انها مدينة الثقافه والادب والجمال والنخيل ... ولعنة النفط.
-لماذا نرى النفط لعنة وهو مصدر قوتنا الوحيد بعد ان اصبحنا بلدا كسولا لاينتج من قوته ومستلزمات حياته إلا النزر؟
-البصره ذاتها هي الدليل , لقد صرح محافظها ان تخصيصاتها من الميزانيه للعام الماضي بلغت 7,5مليار دولار اي بما يفوق ميزانية دولة الاردن البالغه فقط6مليارات وانت تعرف الوضع المتقدم للاردن والوضع المتخلف للبصره الى الحد الذي لايمكن ان نعقد اي مقارنه بين الحالتين , اليست هذه لعنه من لعنات النفط ؟
-وماذا فعل المحافظ الجديد الذي انتقد سابقيه لسوء تصرفهم في تخصيصات هذه المحافظه؟
- لا اعرف ولكن (الجماعه) عودونا على انتقاد بعضهم للاخر واتهامه بالفساد وادعائه بامتلاك الفضائل دون سواة والنتيجه كما ترى
-والله يا ابو محسن ذكرتني ب(فرس شيخ شباط) , فقد كانت لديه (كحيله) تحلبت لها رياق اللصوص , وكل منهم يريد سرقتها وانت تعرف ما للفرس الاصيله انذاك من قيمه ماديه ومعنويه باعتبارها عدة الفروسيه أضف الى ان سرقتها من بيت الشيخ تشكل دليلا على انتهاك حرمة داره , وحين نم لسمع الشيخ نوايا الخبثاء قرر ان يعتمد على ولديه في حراستها واوعز لهما باقتسام الليل بينهما وان لاتغمض عين احدهما في شطر الليل الذي يُكلف به وهو ما اصطلح على تسميته ب(المنطر) , وهدد من تُسرق في منطره بسوء العقاب , وذات فجر حين نهض الشيخ لاداء صلاة الفجر صُدم حين لم يجد الفرس في مربطها , فاستشاط غيضا ونادى على ولديه وجاءاه وكل منهما يملأ عينيه النعاس , وحين سألهما عن ايهما الذي سرقت في منطره ادعى اولهما انه اكمل واجبه الليلي وعينه لم تبتعد عنها واضاف الاخر انه استمر بحراستها حتى مطلع الفجر , حينها قال الشيخ مادامكما قد اتممتما الليل وهي موجوده فانها لم تذهب بعيدا ولربما خرجت الى جوار البيت فاخرجا وأتياني بها , هنا وجدت امهما مخرجا وهي العارفه بان ولديها لم يلتزما بواجب الحراسه منذ الليلة الاولى
فقالت : هيه اكيد لم تُسرق في الليل لكن ربما سرقها احد (ابناء الحرام) عند خروجها فجرا , وردد بعدها الولدين بطريقة ببغاويه (أيه بويه انباكت بالنهار) , حينها عرف الشيخ ان ولديه لم يؤديا الواجب ولم يحفظا الامانه وان مايرددانه الان عذر اقبح من فعل فقال : من يُسرق ماله ليلا رجل غلبه سلطان النوم ... أما من يُسرق بعد طلوع الفجر (ماهو رجل) وانا بيتي لايسكنه منذ اليوم من فقد شجاعة الرجال .
وسلامتكم

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات