|
فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -1-
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 20:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري *********************************** ان تأسيس الاطارات السياسية للتعبير عن حاجات مرحلة تاريخية ما يفترض فتح نقاش شامل وعام حول مختلف الأهداف والأسباب التي تفرض نفسها وبقوة لآنشاء هذه الاطارات . ومن ثمة تكون تلك الأهداف والأسباب وهي تتوالد من أذهان مختلف الفرقاء هي المادة المرنة التي تملأ فراغ تلك الاطارات . والا بقيت فارغة الا من أسماء أولئك الذين برمجوا لتأسيس هذا الاطار او ذاك . ما يلاحظ في الاطارات الثلاث التي شكلت النواة الصلبة لفيدرالية اليسار التي تم التأريخ لولادتها الرسمية يوم الأحد 23 --3--14 ، أنها أحزاب منشقة جميعها عن الحزب الأم "الاتحاد الاشتراكي " الذي يترنح في الاونة الأخيرة ويعرف صراعات مريرة بين جناحين ، جناح الأمين العام ادريس لشكر ، وجناح رئيس الكتلة البرلمانية السيد أحمد الزيدي . وهو ما يعكس حجم الأزمة التي تنخر جسد اليسار عامة . ففي ظل مشهد عربي يشهد تحولات سوسيو سياسية عميقة ، وتغيرات ابستيمية غير مسبوقة ، كان لابد من البحث عن كيانات سياسية جديدة تعبر عن وعي المرحلة وعن تحدياتها ورهاناتها ، خاصة وأن اللعبة السياسية طرأ عليها تحولات قد تعتبر انقلابا على مستوى المعادلة الانتخابية . اذ استطاعت الأحزاب ذات المرجعية الدينية التفوق في جميع الدول العربية التي شهدت انتخابات عقب الانتفاضات والثورات العربية التي قادها عنصر هام من مكونات الشعوب العربية ، وهو عنصر الشباب . الذي وجد نفسه بغير قائد يقود سفينة الثورة والانتفاضات الى شاطئ التحول والتغيير ، وبدون مشروع يمثل بديلا آنيا او متدرجا لمختلف نماذج نظم الحكم التي سقطت . مما جعل بقايا ما يسمى بالدولة العميقة لا تجد صعوبة في العودة بسرعة الى مقاليد الحكم . والمغرب ليس استثناء في هذا المجال ، وان كان خاض تجربة مغايرة ، وتداعيات حركة 20 فبراير المجيدة يعرفها كل راصد للمجرى السياسي المغربي ، حيث تم الالتفاف على مطالب الحركة بدهاء سياسي يحسب للقصر من جانب الانتصار المرحلي او المستمر ، حسب تقييم سياسي موضوعي . فنحن اذن أمام تحولات بنيوية عميقة وخطيرة ، تم غض الطرف عنها من قبل جميع الفرقاء السياسيين بالمغرب ، ولم تتم مواكبتها بالدراسات والتحليلات الكافية لرصد أهم نتاجات المرحلة ، لتجاوزها وبناء ما يمكن أن يمثل استجابة حقيقية لسؤال المرحلة . وكأننا نعيش بدون بوصلة وعلى غير قصد . ولا يخفى عن اللاعب السياسي أن الحزب هو الاطار الذي يجمع عددا معينا من الأفراد للتعبير عن اهداف مشتركة من شأنها أن تنعكس ايجابا على مختلف الفرقاء الاجتماعيين ، وهو ما يقول به " ايدموند بيرك " اذ يعرف الحزب السياسي بأنه " "مجموعة من الأفراد اتحدت بجهودها الذاتية لترقية المصلحة الوطنية على أساس مبدأ معين متفق عليه بين المجتمع " . وبدأ الترقية هنا يختزل مجموعة الأفكار والبرامج والسبل الكفيلة باعطاء معنى مادي ومعنوي لمختلف التصورات التي ياتي بها الحزب الجديد . غير أننا وفي خضم التجربة الحزبية بالمغرب ، يخرج المراقب والباحث الى خلاصة تنطبق على جميع الكيانات السياسية . وهي كون الأحزاب السياسية مجرد تجمع لشلة معينة تهدف الى احراز مكاسب محددة ، وتفتقر الى أهم عنصرين من شأنهما اعطاءها بعدها الاشعاعي ؛ عنصر انتاج الأفكار ، وعنصر الاقتراب من الجماهير . وحين محاولة ادماج هذين العنصرين والبحث عنهما في الاطار السياسي الجديد ، نجدنا أمام فراغ فكري ، وأمام خواء جماهيري . فكلمات السيدة نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد ، وكلمة الشيخ عبد الرحمان بنعرو الأمين العام احزب الطليعة الديمقراطي ، وكلمة عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي ، لم تقدم خارطة طريق بقدر ما اجترت نفس مطالبها القديمة ، وان ظلت بعض المطالب محينة وذات راهنية ما لم تتحقق كمطلب الملكية البرلمانية . لكنها لم تقدم اجابات عن مختلف المشاكل التي يتخبط فيها مجتمع المغرب اليوم ، الذي يعاني ضرورة من عوائق عديدة أهمها نخبوية الاشتغال السياسي ، والاستفراد باتخاذ القرارات ، وانعدام الخيال أو الابداع السياسي . وتهميش القواعد في بناء الاطارات السياسية ، وهو ما نبه اليه قبل شهرين تقريبا قيادي في احدى هذه الاطارات .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما قبل الحداثة
-
تجدر الاشارة
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-2-
-
بعيدا عن ايباك قريبا من ايران
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا *
-
جرائد ليست للقراءة -1-
-
في فهم منظومة الثورة المضادة
-
جديرون نحن بالقتل
-
كيف افهم الحداثة الآن وهنا
-
كل ثقافة وأنتم مثقفون
-
حركة 20 فبراير بالمغرب ، الثابت والمتغير
-
عيد الشعب
-
لا تقلق اني راحل
-
القضاء المغربي وحفاظات وزير العدل
-
دروب الاستعارة طريق الحرية
-
أن نحترق خير من أن نتعفن
-
من يشتري حلمي غيري
-
تناقضات الدستور المغربي بخصوص الجهوية
-
نحو جنيف 3
-
كل السراب مملكتي
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|