أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الطاغية العراقي عبر التاريخ















المزيد.....

الطاغية العراقي عبر التاريخ


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطاغية العراقي عبر التاريخ
لم يتشرف الدكتور إمام عبد الفتاح إمام بإضافة مسمى "الطاغية العراقي" إلى عائلة الطغيان التي ملى بها كتابة القيم "الطاغية" .
واقتصر كتابة الرائع على نماذج مبسطة من الطغاة تشرفت بهم ارض ميسوبوتاميا وبدئها بالطاغية البابلي .
وربما نسي إمام عبد الفتاح بان الايدولوجيا القومية في العراق أقرت للبابليين بالعروبة بعدما أعاد صدام حسين كتابة التاريخ واستلم من ملكهم المعظم "نبوخذ نصر" رسالة كما استلم عادل إمام رسالة من الوالي .
يقول المؤلف في طاغية بابل بأنة كان وكيلا لله في أرضة ولم يكن ربا كما ادعى الفرعون المصري إلا أنة تصرف بسلطة مخولة تتفوق بإضعاف مضاعفة على سلطة الفرعون المصري .
وان مخالفه رأي ذلك الطاغية يكلف المعارضين رقابهم واعتبر الخروج علية كفرا ما بعدة كفر .
وأنة لابد من إطاعته طاعة تامة ولهذا كان الشعار البابلي المشهور يقول للكل " اسمع فقط كلام إلهك " ولا تتكلم أبدا ..

ولأجل تحصيل الطاعة التامة ادعى الطاغية العراقي الاتصال بالأرباب المتعالية في زمنه البالي فصاهر تلك الأرباب وتقرب منها وأصبح بالتالي وكيلها أو ابنها بالتبني كما هي عادة سدنة معابد الوهم اليوم .

وأصابت حمى التعلق بالأرباب المتعالية والانتساب لها عقول الفاتحين ووجدوها فرصة رائعة لكسب طاعة المحكومين .
يقول التاريخ بان سدنة الوهم البابلي أضافوا للاسكندر المقدوني أوصافا ألاهية واعتبروه خارقا للطبيعة وبلغ من تصديق الاسكندر لتلك الفكرة أن ادعى بأنة الآلة ابن زيوس بمباركة سدنة الوهم .
تلك العبارة التي أضحكت جنود الاسكندر أنفسهم حينما طلب منهم السجود له كآلة وقابلوه بالصفير والاستهجان في ذلك التاريخ البعيد .

ولان ذاكرة العراقيين مملوءة بمرارة الحزن وماساته من عصور ما قبل التاريخ إلى عصور تدوينه فحين يذكر العراق فانك على الفور تتذكر السجون والمعتقلات .الجلادين والطغاة .
و شهرة جلادي وطغاة العراق من الطول والعرض تفوقت على أشهر جلادي وطغاة التاريخ وتقدمت بأشواط ومراكز على جلادي النازية والفاشية وليس هناك من سجن بلغ من الوحشية ما بلغته سجون العراق من التفنن في تعذيب مخالفي الطاغية والانتقام منهم .
ونال بعض الطغاة شهرة هائلة وحشر أسمة في موسوعاتها وأوراقها النتنة .
يروي تاريخ الطبري مشاهد مفزعة من سجون الحجاج الثقفي ويصف كيف تكوم فيها السجناء على شكل أكداس وكلما مر عليها ذلك الطاغية وسمع أنين وتوسلات الضحايا قال كلمته الشهيرة :-
" اخسئوا فيها ولا تكلمون "

ويضيف تاريخ آخر كيف جلب أبو جعفر المنصور بنائين محترفين وأساطين عمارة من مناطق بعيدة للتفنن ببناء سجون ضيقة على مقاس الضحية .
واستمر تاريخ الطغاة . الجلادين والسجون يسير بالتوازي مع سير الزمن حتى قيام ما يسمى بالعراق الوطني الملكي الذي أضاف إلى قائمة السجون قلاعا أخرى أصبحت سكنا دائما لنزلائها لازال تاريخ هذه الأرض يخجل من تذكرها على الملأ أو أن يضيفها إلى كتب التاريخ .

تفنن طغاة العراق الوطني بأبعاد مناوئيهم ولهذا شيدوا منافي جديدة تمتاز ببعدها عن مقر الحكم في ذلك الزمن كسجن العمارة ونقرة السلمان ونصبوا مشانق عالية تأرجحت عليها أجساد بريئة ليس لها من جريرة سوى أنها آمنت بايدولوجيا مغايرة لايدولوجيا السلطة .
ومن شغف الطاغية العراقي بالسجون والمعتقلات حول حتى القصور التراثية المليئة بحدائق الورد إلى معتقلات رهيبة ملئوها بالجلادين والقتلة .
وربما لا ينسى العراقيون والشيوعيون خصوصا منهم جلادي قصر النهاية و ماحل بين جدرانه القذرة حين حاولت قوى الردة التي وصلت بقطار أميركي من قتل ثورة العراقيين ثم التنكيل بأحراره .
يروي التاريخ قصصا بشعة وأهوال مشاهد يقشعر منها البدن أخفقت حتى روايات أشهر القصاصين من إيصال صورة حقيقية حول ما جرى في تلك الأقبية المظلمة .
وحين ضاقت تلك المعتقلات والسجون بنزلائها لم يجد الطاغية العراقي بدا من دفن ضحاياه أحياء في مقابر جماعية ظل التاريخ إزائها صامتا .

يذكر التاريخ بان أعظم الأيام وأكثرها بقاء في الذاكرة هو يوم سقوط الطاغية العراقي ويصفه بأنة يوم قيامة مهيب ولنذكر للتاريخ نماذج مجيدة من هذه الأيام .

رقص البابليون كثيرا واستقبلوا فرسان الاسكندر بالمزامير بعد خلاصهم من حكم الطاغية الاخميني حاكم بابل .

وكاتب أهل العراق بني بوية لخلاصهم من حكم الطاغية العباسي وحين تجبر بني بوية طلب أهل العراق من السلاجقة تخليصهم من بني بوية حتى وصل الأمر إلى إحضار المغول في آخر الأمر للخلاص من ظلم الطاغية العباسي وجلاوزته .

واستقبل أهل البصرة الملك الحجازي بقصائد عصماء بعد رحيل حكام الباب العالي .

وبلغ من سخط العراقيين على عصابة ولصوص نوري السعيد بان سحلوه حتى تفسخت جثته على إسفلت الشارع .

وإذا كان التاريخ يصف الطاغية العراقي بأكثر الأوصاف بشاعة وان هذا الطاغية يورث أخلاقة المنحطة في كل مفاصل السلطة حتى تصل إلى حضيضها المتدني ويصبح الكل يتشدق باسمة ويضرب بعصاه الغليظة وأنة يسن القوانين على هواة من اجل ابتلاع الكل لأجل مجون رغباته وشهواته المنحرفة .

فإننا نضيف لهذا التاريخ بان الطاغية العراقي أكثر الناس جبنا حين تتغير موازين القوى وينتصر التاريخ لضحاياه وتنقلب أرقام المعادلة .

ارتجفت أرجل الحجاج الثقفي وخاف الخروج لمنازلة سيف "غزالة الخارجية " حين دعته للمبارزة بواقعة رسمها احد الشعراء للزمن وهو يقول .

" أسد علي وفي الوغى نعامة ..... تفر من صفير الصافرِ"
" هلا برزت لغزالة في الوغى .... بل كان قلبك في كف طائر ِ"

وبلغ من جبن المنصور بأنة ينام في قلعة محصنة ولا يجلس إلا محاطا بالحرس الغلاظ .

ولبس نوري السعيد عباءة امرأة للهروب من قبضة الثوار والتجأ صدام حسين إلى حفرة لكي ينجوا من أبناء العم سام وهو الذي ملى الأرض ضجيجا بالإقدام والجرأة .

ولو عرف المتنبي اليوم سر نفسية وجبن هذا الطاغية المتجبر ربما ضحك علية ووصفة بتلك الكلمات التي هجا بها ذلك اللص "ضبة العيني " بتلك القصيدة .

" وما يشق على الكلب ... أن يكون ابن كلبه "
فيا أخبث الناس أصلا .. في أخبث الأرض تربة "
" إن أوحشتك المعالي ... فأنها دار غربة "
" وان آنستك المخازي .... فأنها لك نسبة "
" كذا قد خلقت .... ومن الذي يغالب ربة "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج2
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...
- الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم
- لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري و ...
- متى يصبح الجيش العراقي جيشا وطنيا محترفا ؟
- هكذا وصف جلال الطالباني ومسعود برزاني صدام حسين وبيان 11 آذا ...
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج2
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج1
- وهكذا وصل خلاف -سقيفة بني ساعده - إلى أطفالنا الصغار
- وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري
- لماذا يبكي الشيعة وهم يعلمون بأنهم يحكمون العالم ؟
- هكذا كان تقييم -العراق- في بلاد الهندوس
- لماذا ادعينا المسيحية في بلا الهندوس ؟
- وياليت -لأخلاقنا - و - مجتمعنا - عُشر أخلاق الهندوس


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الطاغية العراقي عبر التاريخ