أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - الشعر والسياسة (1)














المزيد.....

الشعر والسياسة (1)


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 20:02
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت بدايتى للدخول فى عالم النضال السياسى من بوابة الشعر .. فشأنى كان شأن الكثيرون من أترابى فى اوائل السبعينيات عندما ودعنا طفولتنا ببراءتها ودهشتها ولعبها الى حيث الصبا الذى تتفتح فيه كافة مسام الفكر والمشاعر المرهفة ..

بدأت حواسى تبحث عن ملاذات الحب والتحقق وتأججت المشاعر والرغبات البكر ولم يكن لدى سوى الكتاب والقلم والكراسات تعويضا عن واقع لم يكن يستجيب دائما الى ما أحلم وأجنح من رغبات وأمنيات تحتاج الى أجنحة وسموات للإقامة لا الى شقة من حجرة وحيدة وصالة ننحشر فيها نحن الخمس أولاد بالإضافة الى أم ريفية حنونة ومنكسرة و أب جنوبى لم يعرف سوى قسوة الواقع ولم يكتسب منها إلا ماجعله كائنا يحطاط للمدينة التى اغترب إليها تحت وطأة لقمة العيش الصعبة ومايراه - هو الجنوبى النشأة والشباب - فى تلك المدنة الغريبة من ألاعيب وفجور وميوعة يجب ان يخلق ساترا دفاعيا حصينا على صغاره - الذى هم أنا واخوتى - فبدت لى أن الحياة فى النهاية لم تكن سوى قائمة من الممنوعات التى تخرج يوميا من تحت شارب أبى الأسود الغليظ الذى يشبه تماما وقع كلماته على وجدانى ...

لم أغضب منه كان لدى دائما إحساس بأنه معذور حتى وهو يستخدم حزام بنطاله الغليظ بمغاليقه المعدنية فينطق جسدى النحيل وقتها بالدم ... لم أكن أجرؤ سوى على الطاعة والحب ...

أما طاقة التمرد والرفض فكان أمامها براحا من الأوراق فى نهاية الليل حيث كنت أكتب الشعر الذى كان يشبه أغنيات عبد الحليم حافظ الحزينة المفعمة بالشجن ... وهكذا بدأت كتابة الشعر وقادنى ذلك نحو أهمية القراءة والتثقف فى كل شئ ( هكذا نصحنى أساتذتى فى المدرسة بعد أن إطلعوا على محاولاتى الأولى ...

وهكذا قرأت فقادنى يوسف إدريس الى القراءة فى الإشتراكية ( لا أدرى يوسف إدريس أم ان هناك صوت داخلى ينبع من واقعى وتمردى عليه فى آن واحد ) ربما أيضا كانت مداومتى على مجلة الطليعة ( الإصدار الأول ) لما كانت تحتويه من ملحق أدبى ذو مستو رفيع على صعيد الشعر والقصة القصيرة والنقد الأدبى ...

ومن ثم عرجت الى الماركسية فى سن مبكرة .. وبدأت أشارك فى المهرجانات الأدبية التى كانت تقيمها الأندية الأدبية ببيوت وقصور الثقافة الجماهيرية ..

واصبحت اتحدث مع اترابى على انى أصبحت ماركسيا وادخل معهم فى جدال حول علاقة ذلك بالدين واخبئ كتبى وافكارى وأشعارى بعيدا عن والدى الذى كان يعتبر كل هذه الأشياء من قبيل ميوعة أهل المدن ...

وتوغلت كثيرا فى عالم النضال السياسى بعد وفاة أبى ( أمى كانت تقول انها فخورة بما أفعل رغم أنها كانت لاتجيد القراءة والكتابة )

أعتبرت نفسى مع إنتفاضة يناير 1977 مناضلا سياسيا كنت وقتها أبلغ من العمر تسعة عشرة عاما .. شاركت فى فاعالياتها بكتابة أغنية غناها مباشرة فى وسط مجموعات الشباب الناقم على الأوضاع استاذى الراحل الفنان والمغنى والمخرج المسرحى المرحوم أسامه حسنين .. دخلت غمار العمل السياسى المباشر .. لكننى كنت مع ذلك أكتب الشعر باللهجة العامية المصرية كلما خلوت الى نفسى .. أصدرت ديوانين ... ثم توقفت مغامرتى الشعرية عند هذا الحد ...

إذ لا وقت للنضال العملى على أرض الواقع والشعر معا فاخترت النضال العملى على أرض الواقع من أجل ماأعتقد عن إيمان قوى بقيمة ماأفعل ومايستحق منى التضحية بماهو أغلى من الشعر ...
---------------------
وللحديث بقية تتبع فيما بعد ...



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليكن حمدين صباحى أكثر وضوحا فى هذا ..
- فليذهب الإستحقاق الرئاسى الى الجحيم
- إحتمالات تعاطى الإخوان مع الإستحقاق الرئاسى
- حمدين صباحى وضربة البداية
- ثلاث ملاحظات حول اللحظة الراهنة
- ملاحظة ليس إلا ...
- تعليقا على مشهد الذكرى الثالثة
- الجيش هو عضو مجلس الإدارة المندب للنظام السياسى المصرى
- لزوم مالايلزم فى مقولة العسكر
- لماذا سأصوت بنعم لمشروع الدستور الجديد
- مشاغبات سياسية : (1) وللناس فيما يعشقون من بيادات مذاهب
- ماذا يريد السلفيون
- الى الأقباط من المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم
- فى إنتقاد : إنتقاد اليسار المصرى
- عن أمى أحدثكم
- ملاحظات على هامش مشروع دستور مصر 2014
- المرأة المصرية والدستور
- فى نقد الثائرين
- أحمد فؤاد نجم .. نبل فى منتهى الشراسة
- استبدال الرأس السياسى للتحالف الطبقى المسيطر هو ماتم بعد تنح ...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - الشعر والسياسة (1)