أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج قصة قد تكون سهلة ومكررة لولا لمسات المخرج فرانسوا تروفو














المزيد.....

اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج قصة قد تكون سهلة ومكررة لولا لمسات المخرج فرانسوا تروفو


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 23:26
المحور: الادب والفن
    


اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج قصة قد تكون سهلة ومكررة لولا لمسات المخرج فرانسوا تروفو
هو الفيلم الثاني في مسيرة المخرج فرانسوا تروفو الذي نتعاطف معه احيانا ونقول بان هذا المخرج يمتلك موهبة ويمتلك شيئا معينا خفيا يجعلنا نلاحظ ان المستقبل مرسوم ومحدد امامه بشكل واضح،بينما في احيان اخرى نبكي على هذه الانعطافة السخيفة بين فيلمه السابق 400 ضربة وهذا الفيلم.
الحيرة هي اساس هذا الفيلم... في بعض الاحيان نلاحظ فيه لقطات قوية وانقلابات على سينما مهدي لها بالاساس وهي سينما الجريمة الأمريكية،كما ان اللمسة الشاعرية في الفيلم محسوبة له بقوة التي بالكاد نراها في هذا النوع من الأفلام.
وتارة نجده فيلم قدمه تروفو كهدية نابعة من حبه لسينما سوف يتجه اليها من حين الى آخر ألا وهي السينما الأمريكيةنوهنا نراه يقدم فيلما ذو كوميديا غير هادفة وغير واضحة المعالم وميلودراما مبالغ فيها لدرجة انها لا تنم عن مخرج كبير.
ولكن نستطيع ان نغض الطرف عن هذا وبجرة قلم واحدة ونقدم الغفران له،لسبب وحيد ألا وهو أن الفيلم القادم لتروفو هو جولي وجيم،ومن خلال مقدمتنا السابقة نرى بأننا وضعنا فيلم تروفو هذا في مرتبة وسطى لا يتزحزح عنها ابدا.
شارلي عازف بيانو في ناد ليلي يقبع في احد ضواحي باريس...خجول صارم وقوي حاد النظرات، له اخوه متورطين مع رجال عصابات ومبدأه في التعامل:إذا تعرض احد اخوتك للمتاعب ولم يكونوا ينوون قتله-أي المتورط معهم- فتمنى له الحظ السعيد.
لينا الساقية في نفس الملهى الذي يعمل به شارلي معجبة به ومتحفظة اتجاه لمساته...ثم يبدأ بشرح مسار قصة الحب هذه في عوالم ليلية:
هذه الشاعرية..هذا المونولوج في التعبير عن فهمه لشخصيتها والتخطيط لحركاته اتجاهها-اتجاه لينا- واحتساب ردات فعله واتخاذ قراراته شيء قلما ما نشاهده في حبكة امريكية من هذا النوع وهذا بالتأكيد يحتاج الى رؤية مخرج.
وهو متورط ايضا مع جارته العاهرة الحسناء (كلاريسا) التي تعمل معه في النادي الليلي...هذه العلاقة نستطيع القول عنها بانها جنس من اجل الصداقة،كما انها تعمل على رعاية أخاه الصغير(فيدو).
رجال العصابات شخصيات كوميدية يحاولون التربص به من اجل الوصول الى اخوته....
لسرد الماضي(flash Back) دور رئيسي في الفيلم،ولكن هل تلك القصة التي يقصها رجال العصابات على شارلي وصديقته حيث يظهر فيها رئيس شارلي في العمل في لقطة منقسمة إلى ثلاثة دوائر،في كل دائرة يبدي ردة فعل مختلفة وواضحة من خلال القصة التي تروى أمامنا.
علينا أن نسأل أنفسنا:هل كان هذا شيئا مألوفا...الفيلم على الأقل لا تنقصه لمسة الابداع..
تروفو مغرم بالمونولوج الداخلي لشارلي:حبه...اقترابه...اندهاشه:يقول في نفسه:
لا تنظر إلى أقدامها...هذا شيء غير مناسب...انظر لخطواتها...شاهد الخطوات وإلا سوف تقع
هذا المونولوج المستخدم في التعبير عن المشاعر الداخلية شيء يفوق المشاعر نفسها...شيء يشبه الترقب...الحكم على النفس واحتساب الرضا أو عدم الرضا...
الآن شارلي يعزف على البيانو...ولكنه في الماضي لم يكن يفعل ذلك
بعد هذه الجملة يبدأ بالاسترجاع...
يسترجع الماضي...يسترجع قصة اعجاب بنادلة سوف تصبح لاحقا زوجته والسقطات في الفيلم سوف تبدو واضحة بشكل أكبر...
حيث يميل تروفو هنا الى التكرار والى التقرير والى النهايات المسرحية،هذا لأن التقرير واضح فيها إلى أبعد حدود..
قصة زواجه وكيف اصبح شهيرا وكيف اصبح يشتري الكتب التي من الممكن ان تعالج خجله،وهنا نلاحظ أن تروفو يقدم عقده ذات البطل الواحد في تعبير عن حبه لسينما أمريكية في فيلم على عكس ظاهره يتمتع بهدوء كبير.
يكتشف ان اباه الروحي قد استغل زوجته،وكل ما فعله له كان في مقابل الحصول على جسد زوجته...
يرتكب خطأ فادحا...كان يعرف بأنه إذا تركها الآن وخرج من الغرفة سوف تشعر بوحدة كبيرة،في متابعة لنفس المونولوج الداخلي الموصوف سابقا...هو يحاول ان يحتكم الى عقله ولكنه يرفض،وسرعان ما سوف يعود ليجدها قد انتحرت هذ وهو في اوج شهرته...
عندها سيتحول من (Edourd Saroyan) إلى (Charli Koller) ويتعمد ان يختفي عن الانظار...
إذا المسار الذي يرسمه تروفو في الفيلم مسار لقصة شخصية عن عازف بيانو ذو ماضي أليم أراد الاختفاء وأراد ان يهمش نفسه فعليا...أراد ان يعود إلى ذلك الماضي ولكن ذلك البيانو اجبره على العودة...اجبره على العودة إلى العزف فقط...
هذا الفيلم خالي من حدث مركزي فعلي...هو سرد...سيرة ذاتية...عن عازف بيانو نرى فيها الماضي واللحظة التي يعيش فيه الآن...ترفو لا يصيغ قصة حب...ولا قصة عن العصابات،بل انه فقط يصور لحظات سوداء ماضية ولحظية ولكنها قاسية في حياة هذا الشخص..
قبل ان نصل إلى اللقطة الأخيرة علينا أن نقول ان تروفو كان متوازنا جدا في الدراما مع بعض الكوميديا غير المحسوبة وميلودراما كان لا بد منه ان يقع فيها خاصة في هذا النوع من الأفلام
يتعمد سرد الأحداث بسلاسة على عكس البطل الذي يحتسب خطواته واهدافه القادمة ورغباته ويحاول التنبؤ بردات فعله من خلال مونولوج داخلي وقرارات لا يلتزم بها على الغالب...
ولكن الشيء الصعب هو حكمنا على هذا الفيلم ضمن سينما تروفو نفسها..
هو مهتم الآن بجريمة قتل وشخص من خلف الشاشة يغني بالفرنسية بلكنة فرانك سيناترا..
أن تموت لينا في مشهد الثلج الذي اعتبر اسوأ مشهد في الفيلم-على أثر شجار بالمسدسات بين اخوته ورجال العصابات كانت نهاية مقصودة...خبطة مسرحية غير مقبولة...مسارها مقرر...ولكن وعلى شاكلة سينما أنتونيوني تحديدا عاد كل شيء الى مساره الطبيعي لشخص لا يهمه مسار الأحداث نهائيا..
رغم كل شيء...رغم التوسط في الحكم على الفيلم،وضمن معرفتنا المسبقة أن تروفو سيقدم أفلاما أخرى أقل شأنا من هذا الفيلم،فلو البقي هذا الفيلم يمشي في مساره الصحيح لقلنا ان اطلق النار على عازف البيانو هو درس فيلمي متكامل...درس في اخرج قصة قد تكون سهلة ومكررة لولا لمسات المخرج فرانسوا تروفو...
بلال سمير الصدّر 8/7/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية العنكبوت 1970 برناردو برتولوتشي:برتولتشي يعيد تشك ...
- عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغو ...
- إشكاليات صياغة خطاب النهضة العربية الثانية
- Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسار ...
- Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية وا ...
- الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
- أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
- Breath 2007(كيم كي دك):عن حالة بشرية ترغب في انهاء الانفاس
- Time(الزمن)كيم كي دك:العلاقة بين الرجل والمرأة وفقا للمقياس ...
- امرأتان 1961(فيتوريو دي سيكا):عن الجوع وعن قسوة الحياة وعن ا ...
- 3-Iron(ثلاثة اقنعة) للمخرج الكوري كيم كي دك:فيلم عن مقدار ال ...
- Samaitan girl2004 للمخرج الكوري كيم كي دك:حبكة غير مقنعة وفي ...
- سارق الدراجة1948(فيتوريو دي سيكا):عن فيتوريو دي سيكا وسارق ا ...
- فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي
- رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر
- فندق المليون دولار2000(فيم فندر): فيلم متوسط المستوى كأفضل ن ...
- الممتثل(The Conformest)1970 برناردو برتولوتشي: أي شيء من اجل ...
- اشكالية خطاب المرأة
- العزلة-The Isle2000 للمخرج الكوري كيم كي دك:مخرج ضد الكيتش و ...
- باريس تكساس 1984(فيم فندر): عن الماضي المختفي في احضان ترافي ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج قصة قد تكون سهلة ومكررة لولا لمسات المخرج فرانسوا تروفو