أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغودار ايضا















المزيد.....

عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغودار ايضا


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 10:41
المحور: الادب والفن
    



على شاكلة اي مخرج كبير لم تكن السينما من قبله كما كانت من بعده ابدا،وقد يكون هو المساهم الاكبر في خلق ما يدعى بالموجة الجديدة منتهلا من سينمائيين مدرسين كبار ابدى اعجابه بهم ذات مرة...
من المعلم الكبير رينوار وزميله روبرت بيرسون،والمعلم الآخر الفريد هيتشكوك واندريه بازان الناقد السينمائي الذي التف من حوله تلك الفئة التي سوف تصبح فيما بعد من كبار مبدعي السينما الفرنسية لتشكيل ما يدعى بالموجة الجديدة....ولا ننسى ايضا اعجابه بالسينما الامريكية محققا افلاما في تاريخه السينمائي الذي امتد لربع قرن تقريبا ذات نكهة امريكية تجارية خالصة.
سينما تروفو كانت سينما هادفة،وهي سينما نرى فيها شذرات من السيرة الذاتية المقصودة طبعا،على الرغم وبشكل عام ان تروفو لم يكن مهموما بشيء اسمه السيرة الذاتية...
فمع فيلم الاربعمائة ضربة الذي حققه عام 1959 مسقطا شخصية(انطوان دونييل) على سيرة حياته ،فهو سيحقق الفيلم القصير أنطوان وكوليت 1962 وقبلات مسروقة 1968 وسرير ولوح 1970 والحب الهارب 1979.
ولد تروفو من دون اب ليكتشف بعد فترة من حياته ليست بالمبكرة بأن والده لازال على قيد الحياة،مما شكل عقدة كبرى في حياته،خاصة عندما رفض اهل والدته الارتباط به نظرا لأصله اليهودي للتتزوج والدته من السيد تروفو الذي سيمنحه اسمه.
لعل فيلم 400 ضربة الذي نحن بصدد مناقشته الآن من اقوى افلام تروفو ذات العمق الذاتي ومن الممكن ايضا المفاضلة على هذا الفيلم بحيث نعتبره نحن من افضل افلام تروفو قاطبة،في حين يرى البعض ان هذا الشرف يجب ان يحظى به فيلم جولي وجيم،بينما يرى البعض-في حكم غريب-ان فيلم قبلات مسروقة 1968 هو افضل افلام هذا المخرج،ولكن وان حسبنا قيمة هذا الفيلم ومن جميع الجهات،فنحن نحسب قيمة هذا الفيلم على الصعيد الفرنسي كله وليس ضمن سينما تروفو نفسها...
فسينما تروفو ليست بالضرورة ان تكون ثقيلة عصية على الفهم على شاكلة افلام مبدعبن كبار من انتونيوني وفليني وتاركوفسكي،وهي تنهل من مدارس كثيرة،فنحن نلاحظ تأثره احيانا بالواقعية الايطالية خاصة في افلامه الأولى وتحديدا في فيلم الاربعمائة ضربة في محاولة منه-وكانت ناجحة على اي حال-لخلق سينما فرنسية حقيقية ذات ابعاد جمالية خاصة تميزها عن اي سينما ثرثارة مكررة اخرى،وهو الأمر الذي كانت تغوص فيه السينما الفرنسية حتى النخاع في ذلك الوقت،كما انه لم يكتفي بذلك بل كانت سينماه ذات تنويعات مختلفة،من افلام سيرة ذاتية الى افلام ذات نكهة امريكية خالصة وخبطات مسرحية،ولكن يبقى الاقوى منها هي الافلام التي حققها تروفو من اجل نفسه فقط...
ونحن نستطيع ان نغض النظر عن اشباه الافلام التي حققها تروفو قبل فيلمه هذا الذي شكل مع فيلم (Breathless) لجان لوك غودار البداية الفعلية والحقيقية للموجة الجديدة في تشكيل آخر دعي فيما بعد (علاقة جديدة بين المتلقي والشاشة)،وهذه الميزة تحديدا شكلت معلما اساسيا لغودار ومنذ بداياته حيث بدا ثوريا محاولا اختراع السينما من جديد،على ان تروفو بدا اكثر هدوءا واثارة للاشكاليات منه،لأنه وببساطة كان تركيزه على المضمون الفيلمي اكثر من الشكل بحيث لا نلاحظ فعليا اي ثورة شكلية في اي فيلم من افلام تروفو.
ولد تروفو عام 1932 وتوفي عام 1984 عن ورم في الدماغ مخلفا وراءه اكثر من عشرين فيلما طويلا..
جين بيير لود(الذي لعب دور البطولة في هذا الفيلم وهو ابن خمسة عشر عاما) كان ممثلا وبطلا مفضلا لرواد الموجة الجديدة،ومفضلا بالذات عند تروفو،لذلك علينا ان لا ننسى ولا نغفل ان لود كان لاعبا اساسيا ومهما في تلك الفترة ومن احد اكبر الشخصيات بلا منازع التي عملت على اشهار الموجة الجديدة،وعلينا ان لاننسى ذلك الفيلم الرائع الذي حققه مع المخرج الفرنسي المنتحر(جون اسكيتش)-(الأم والعاهرة) وايضا تعامله منقطع النظير مع غودار ومع مخرجين كبار ايضا على شاكلة بيير باولو بازوليني في فيلم حظيرة الخنازير وبرناردو برتولوتشي في فيلمه التانغو الأخير في باريس.
سيلعب لود شخصة تروفو في اربعة افلام سيرة ذاتية سيحققها تروفو خلال مشواره الفني الذي سيمتد كما قلنا لمدة ربع قرن وان كان تروفو لم يقصد أن تكون هذه الأفلام سيرة ذاتية،إلا ان المتابع الفطن لا بد ان يرى في هذه الافلام شذرات من سيرة ذاتية تخص هذا المخرج تحديدا وهذا امر حسمه النقد ولم يعد فيه اي شك او مجال للخلاف.
وعلى العموم فأوضح فيلم لتروفو تحدث فيه عن نفسه هو هذا الفيلم كان كاتبا للسيناريو ايضا،وهو مهدي تحديدا الى ذكرى اندريه بازان الذي كان الأب الروحي لفرانسوا تروفو،وتوفي بازان في وقت قريب من تحقيق هذا الفيلم مع بداية ظهور تروفو الحقيقية وترسخ مكانته في السينما الفرنسية..
فيلم ال400 ضربة هو فيلم سردي وسهل ذا نزعة عاطفية كبيرة،ويصح ان نقول عنه بأنه فيلم عن الذكريات ويصح ان نقول ايضا بأنه فيلم سيرة ذاتية
حيث سيلعب لود شخصية(أنطوان دونييل)وهو ابن خمسة عشر عاما وسيلعب لاحقا هذه الشخصية في افلام لتروفو قادمة.
هناك سرد متقشف في غاية الواقعية،حيث ان الحبكة لا تلعب دورا ذا اهمية كبيرة في الفيلم،عن صبي هادئ ومتمرد يحاول اكتشاف عالم الكبار وتقليده مبكرا،يهرب من المدرسة ويكتشف ان امه تخون والده مع رب العمل..
يدعي بأن امه قد ماتت ليحصل على عذر للغياب عن المدرسة ويحصل على غقاب قاسي من قبل والديه امام التلاميذ،وعند ذلك يقرر ان يهجر والديه ليعيش التشرد والسرقة ...ونلقي نظرة على تغيرات وتطورات في حياة هذا الصبي:
اصبح مدخنا....قارئا معجبا ببلزاك
إذا كلها تنويعات على وتر واحد في فيلم ذو حدث مركزي واحد ومسار واحد عن تتابع الضربات التي يتلقاها هذا الصبي مع اول حياته...
هذا المسار كان مقنعا متماسكا في عوالم ليلية خارجية لا تحلق في عوالم خاصة في خط رسمه تروفو للموجة الجديدة.
تسير الامور به بعد يأس واضح من قبل والديه واصراره على التشرد والسرقة،إلى ملجأ للأحداث وهناك سوف يتلقى معاملة قاسية..
في الفيلم نرى الاقتباس الدقيق لحدث مهم وشديد حدث ذات مرة في حياة مخرجنا...
هو ليس والدك الحقيقي ...هو اعطاك اسمه فقط
هنا علينا ان نقول ان دونييل كان سببا فعليا لما حدث له،وهو شيء مهم ونستشعره في الفيلم لأن تروفو تعمد ان يقدم القصة من دون أي نزعة ميلودرامية يعرف تماما-ربما-بانها حدثت فعليا...
احد مميزات الموجة الجديدة المهمة بانها محايدة تماما اتجاه البطل ولا تحاول ان تعطي المشاهد اي ميزة اتجاه البطل،إلا اذا كان هذا البطل مجرما عند ذلك سينقلب المسار العاطفي والسردي معا،لأن هذه السينما تؤكد على التجديد والثورية لأن غودار عندها سوف يعمل على قلب الموازين ويكسبنا التعاطف مع بلمندو ...ولكن وان كان كلا الفيلمين(اللاهث والاربعمائة ضربة) يقفان متماسكان كبداية حقيقية للموجة الجديدة،إلا ان الهدوء الذي يميز فيلم تروفو جعله يبدو ذو اهمية اكبر،لأنه يضع نقاطا محددة واضحة لسينما سوف تحقق لاحقا شهرة ما بعدها من شهرة،ولكن ايضا بدت افلام غودار المبكرة اكثر جمالا ومتعة وتشويقا لأننا مع غودار كنا نكتشف من جديد.
على العموم فهذا الاسلوب السردي المتقشف الذي يذكر بالواقعية ايضا والمحايد هو ما نستطيع قوله عن هذا الفيلم الخالي من التعقيد أو الاشكاليات العصية على الفهم،ولكن كان للنهاية دورا كبيرا ومن نواحي كثيرة ومتعددة...
هذه النهاية الفيلمية الشهيرة...يركض هاربا...يصل الى البحر...ينظر...يبدأ بالرجوع...ينظر الى الكاميرا وتتركز لقطة(Zoom)على وجه دونييل.
علينا ان نخمن ما هو مصير هذا الشاب التعيس...
معلق بين الماء والأرض...بين الماضي والحاضر...انها المرة الأولى التي يرى فيها البحر..
ولكننا نعرف جيدا ان هذا الشاب سوف يصبح مبدعا سينمائيا كبيرا
بلال سمير الصدّر9/7/2013
تروفو كان كاتب سيناريو فيلم اللاهث وقطع علاقته مع غودار عندما اكتشف بانه يحقق اعمالا خاصة له ويحبط اعمال مخرجين آخريين



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات صياغة خطاب النهضة العربية الثانية
- Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسار ...
- Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية وا ...
- الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
- أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
- Breath 2007(كيم كي دك):عن حالة بشرية ترغب في انهاء الانفاس
- Time(الزمن)كيم كي دك:العلاقة بين الرجل والمرأة وفقا للمقياس ...
- امرأتان 1961(فيتوريو دي سيكا):عن الجوع وعن قسوة الحياة وعن ا ...
- 3-Iron(ثلاثة اقنعة) للمخرج الكوري كيم كي دك:فيلم عن مقدار ال ...
- Samaitan girl2004 للمخرج الكوري كيم كي دك:حبكة غير مقنعة وفي ...
- سارق الدراجة1948(فيتوريو دي سيكا):عن فيتوريو دي سيكا وسارق ا ...
- فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي
- رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر
- فندق المليون دولار2000(فيم فندر): فيلم متوسط المستوى كأفضل ن ...
- الممتثل(The Conformest)1970 برناردو برتولوتشي: أي شيء من اجل ...
- اشكالية خطاب المرأة
- العزلة-The Isle2000 للمخرج الكوري كيم كي دك:مخرج ضد الكيتش و ...
- باريس تكساس 1984(فيم فندر): عن الماضي المختفي في احضان ترافي ...
- Bird Cage Inn- خان قفص العصفور(كيم كي دك):المساواة البشرية م ...
- اجنحة الرغبة 1987(للمخرج الألماني فيم فندر): السينما التي تت ...


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغودار ايضا