أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - إغتصاب هدى















المزيد.....

إغتصاب هدى


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 06:30
المحور: كتابات ساخرة
    


"استعدوا من الآن للاحتشاد في جلسة محكمة جنوب شرق الأمانة يوم اﻷ-;-حد من أجل هدى وعرفات..أشعر أننا سنحرق المحكمة إذا صدر الحكم بترحيلها للموت و لم يقض بتزويجهما و إقامتها"..بهذا النداء "العنتري" بدأت حكايتنا كيمنيين مع هدى آل نيران..تهديد أطلقه صحفي ما في مقالة ما..تهديد أجوف هو بالطبع كما هو حاله من مُردديه من اليمنيين من بعده.

تثير قضية هدى في نفسي لأسباب عديدة ذات الإحساس الذي سأشعر به لو وجدت صرصوراً في وجبة غدائي..و لعل أهم تلك الأسباب أنك ترى بطريقة عملية كيف يُمارس أغلب البشر عملية "خلق" الإدعاء بأخلاق و أفكار لا يؤمن بها الجميع "تماماً"..فاليمنيون يبحثون عن الانتقام من الجارة الكريمة و لأنهم أجبن من أن ينتزعوا حقوقهم منها انتزاعاً أو أن يقوموا بالانتقام منها بمنطقٍ رجولي يعتمد على المواجهة انتظروا لكي تأتيهم أنثى مُحملةٌ بخطيئة ما -تُقتل الفتيات في اليمن لو قمن بما هو أهون منها بكثير- لتكون هي وسيلتهم في الانتقام.

فلم يرجمها اليمنيون مُستقبلين بحجر كما كانوا سيفعلون لو كانت الفاعلة يمنية عائدة بخطيئةٍ ما..و لم يتحدثوا عن أنها خاطئة و تستحق القتل و لكنها عكس ذلك أصبحت المهدَّي المُنتظر بالنسبة إلينا!!..لم يستقبلها اليمنيون مُهللين لأنها أنثى في مجتمع يُقدسهن و ليس من أجل الحب كما يدعون و لكن لأنها فقط قد تكون "غصة" لشهر أو لشهرين على أكثر تقدير في حلق الجارة الكريمة..فيا له من نصر لنا لنقيم له الليالي المِلاح!!.

من هنا بدأت هدى تحمل أثقال البطولة التي يتمناها -البطولة لا أثقالها- أغلب اليمنيون و التي عجزوا عن تحقيقها إما لانعدام الرجولة فيهم أو لانعدام شعورهم بمعنى الكرامة الإنسانية..فعندما قيل أن هدى قالت:"أنها من عسير و عسير أرض يمنية" تعامل اليمنيون و كأنها نبي أوحي إليه فلجم الكافرون بآيات نبوته!!..متناسين أن الأرض بيعت منذ عقود و لم يتحدث إلا القلة مُعترضين على بيعها أما البقية فاحنوا رؤوسهم كما رجولتهم و باعوا الأرض بصمتهم..الأرض التي تُعادل لدى البعض معنى فقدانها فقدان الشرف..و لكن لا بأس فكما كان هناك ملك على أرض العميان يوجد لدينا حالياً نبي في أرض اللا رجال.

و لكن لنرى حال نساء اليمن و التي ستصبح هدى واحدة منهن قريباً إلا لو حالفها الحظ بطريقة أو بأخرى..و لنقم بتوضيح الصورة الوهمية لدى هدى..فالشعب اليمني تعاني 98% من نسائه من التحرش الجنسي..فيدين أغلب أفراد المجتمع الضحية و يُبرأ الجاني بكرمٍ حاتمي..إذاً نحن شعب كريم يا هدى فهنيئاً لك بنا..و أراك بعين الخيال بعد عدة أسابيع تسيرين في شوارعنا و تتعرضين للتحرش و حينها لن تنفعك كثيراً صرختك الدرامية:"أنا بوجيهكم يا أهل اليمن" لأنك وقتها ستكونين تصرخين بين قوم أغلب أفراده ستكون ردة فعله تجاهك هي أن يتجاهلك أو أن يُدينك "فالفتاة المحترمة لا تتعرض للتحرش"!!..و مع ماضيك الجميل لا أعتقد أنك "حينها" ستكونين محترمة بالنسبة لهم..فالغرض منك قد "أُستنفذ".

أنه شعب تعاني 57% من الإناث فيه تحت سن الخامسة عشر من اغتصاب القاصرات و يصر أغلب أفراده بملامح كلها تقوى زائف و إيمان شهواني أنها سنة نبوية..فتعازيَّ الحارة لك يا هدى أنك لست في الثامنة أو التاسعة..فحينها كنت ستموتين تحت وطأة جسد عجوز يحاول إثبات رجولة ولتَّ و اندثرت عن طريق جسدك..و كنتِ حينها ستكونين شهيدة تُخلدَّين في جنة تمارسين فيها ما تحبين مع الولدان المُخلدَّون.

أنه شعب تعاني 47% من نسائه من العنف الأسري و يرى أن ضرب الزوجة قانون شرَّعه الله لهم في غيبوبة إلهية كان يمر بها..فهنيئاً لك يا هدى و أقاطع أصابعي لك داعية أن لا يكون زوج المستقبل ممن يقرأون القرآن بتلك الطريقة..لأنه لو كان كذلك فلن تجدي قانوناً ينصفك فأنتي و جسدك له ليفعل بهما ما يشاء.

أنه شعب تعاني 22% من نسائه في المدن الساحلية من دعارة سياحية و يصمت بمنطق القوَّاد الذي لا يرى ضير من التكسب من فراش نسائه..فهنيئاً لك يا هدى شعب امتهن أغلب أفراده الصمت كالقوَّادين و امتهن التكسب منه..أتعلمين يا هدى أن هناك فتاة قتلت رجلاً لأنه حاول الاعتداء عليها و لم يخرج لنصرتها إلا 15 شخصاً فقط!!..لم يهتم اليمنيون لقضيتها و لا المنظمات و لا الصحفيون و لا الناشطون و لا حتى من سيحرقون المحكمة من أجلك..لأنهم بعقلية القوَّاد علِموا أنهم لن يتكسَّبوا من وراء نصرتها أي شيء..فلمَ يكترثون لها إن لم يكن لهم من ورائها ذلٌ لعدو و لا نفعٌ يُرجى؟؟.

كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي صباحاً و الإخبارية مساءاً فأجد مجتمعاً يمارس أغلب أفراده النفاق و كأنه في مباراة لكسر احتكار عبدالله بن أبيَّ بن سلول له كماركة مسجلة خاصةٍ به..أتعلمون ليس مُعيباً أن نكذب على أنفسنا فنحن يلزمنا التجمُل لكي نحيا أو لنمارس ما يشبه الحياة..و كما فعلها أحمد زكي في فيلم "أنا لا أكذب و لكني أتجمل" نفعلها نحن دائماً و طوال الوقت و لا أتذكر أني وقت مشاهدتي للفيلم أدنت أحمد بل بالعكس تعاطفت معه جداً.

لكن ما لا أستطيع مغفرته أو تقبله على أقل تقدير هو الازدواجية في المباديء و إدعائها رغم فقدانها..فأصبح المجتمع الذي يُمارس القهر المُنظم تجاه المرأة يتغنى بحقها في الحب و هي التي ما زالت تشحذ منهم منذ أكثر من عقدين حقها في قانون يحميها من الإنتهاك أو القتل أو على أقل تقدير من التحرش!!..و حصلت أغلب المنظمات على دعاية مجانية عن طريق دعمها لهدى و لو بطبع بطاقات دعوة لزفافها..و الناشطون رفعوا أصواتهم ناعقين بحق الفتاة في الحياة و الحب بل و التفكير أيضاً..و الصحفيون تكلموا كثيراً عن النصر المعنوي الذي حققته هدى لنا..ذلك النصر الذي عجز شعب بأكمله عن تحقيقه لنا و يبتغون لشخص ما أن يحققه لهم عن طريق فراش!!.

هدى من وجهة نظري أخطأت بطريقةٍ ما و لكنها كانت تملك أيضاً نوعاً ما من الشجاعة و الأنانية يفتقده الكثيرون..و لكني في ذات الوقت أشعر أن هدى تم اغتصابها كثيراً من خلال أغلب اليمنيين المتداولين لقصتها و المتنفعين من ورائها..لهذا أتوقع أن تكون ليلة زفاف هدى ليلة نصرٍ "فحولي" أسطوري لكل يمني تاجر بها..ففي تلك الليلة سيذل رجالٌ بلا رجولة جارةً لهم أذلتهم لعقود و ما زالت..لهذا فليساعد الرب هدى على ذلك الكم الهائل من المُغتصبين لها في ليلة زفافها..و هنيئاً لك يا هدى بهذا الشعب الذي تعتقدين أنك "بوجهه" أو أنه يكترث لأمرك أو لأمرنا حقاً.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين
- فتاة لليلة واحدة
- لهو رباني -قصة-
- الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
- شيخ الخصيان – 5
- شيخ الخصيان - 4
- شيخ الخصيان – 3
- شيخ الخصيان – 2
- شيخ الخصيان - 1
- بنت الشيخ
- باسندوة ماشفش حاجة
- لماذا زين جوزيف؟؟
- غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
- كل شيءٍ هاديء في الضالع


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - إغتصاب هدى