أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيران العبيدي - رائحة البنفسج














المزيد.....

رائحة البنفسج


نيران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 15:45
المحور: الادب والفن
    


حاولت ان تنسى اليوم الطويل الذي قضته ُما بين تدريس صف يتكون من اربعين طالباً محشورين في مستطيلات خشبيه تسمى رحلات , وتصليح اوراق الامتحانات التي حبستها في درج مكتبها بالطابق العلوي للمدرسة . كل شيء لهذا اليوم له طعمهُ الخاص , الدوام نصف دوام , وهناك زحمة في الشوارع غير معهودة كأنهم مسرعين لقدرهم يحاولون انهاء ما تبقى من متعلقات استعداداً لعطلة نهاية الاسبوع ..تسترق السمع لاغاني ام كلثوم المنبعثة من المقاهي في طريق عودتها فيزيدها احساساً بالاحتفاء بعد اسبوع عمل متعب مرت ايامه متثاقلة وبطيئة
اسرعت لاكمال واجباتها البيتية غسلت الصحون على عجل , وجهزت العشاء للاولاد وضعته على طاولة المطبخ بعد ان اخذت كمية منه وضعته في صحن داخل الفرن لحين عودته من خارج المنزل .....صعدت على عجل الى الطابق العلوي رأته ُ يغسل بقايا صابون الحلاقة من على ذقنه في غرفه الحمام , ناولته المنشفة بحركه فائقة لكنها لم تسمع منه كلمة شكر..ذهبت الى غرفه النوم اختارت قميص يتناسب مع لون البدلة .. وضعت القميص والبدلة على مهل فوق السرير ..اخرجت قفيص ربطة العنق مع الأزرار الذهبية من علبة صغيره موضوعة فوق درج الدولاب المجاور للسرير
ارتدى ملابسه وشدَ ربطة عنقة وهو ينظر الى المرآة وهي تجلس على طرف السرير تنظر اليه عبر المراّة
أين تذهبون هذه الليلة ...؟
اعتبر هذا تحقيق ؟
لا ...ولكن فضول
مشرب وبار أريدو في السعدون
لماذا أريدو وليس نادي نقابة المحامين..؟
استدارَ نحوها ......ناولته الجاكيت . وضع سترة البدلة على كتفه
لا اشعر بالراحة في نادي النقابة !! اشعر وكأن العيون تراقبنا سيما ونحن نحتفل بولادة قصيدة جديدة لصديقنا الشاعر
هزت رأسها علامة الرضا ... نظرت اليه نظرة ثاقبه ...تلاقت واشتعلت العيون .... طبع قبلة على جبينها !!
ساحاول عدم التاْخير ... استل مفتاح السياره من على الدرج وسمعت وقع اقدامه وهو ينزل السلم
نظرت الى الساعة الجدارية ليس هناك الكثير من الوقت ذهبت الى غرفه الأطفال . ساعدتهم على النوم وطبعت قبلةعلى جبينهم انجزت ما تبقى من ترتيب ... اخرجت معطف الحمام البرنص من خزان البياضات .. وضعته على يدها.. سحبت جهاز الراديو من على الكاونتر ودخلت غرفة الحمام ...
اخرجت الشامبو المعطر برائحة البنفسج التي يحبها , وضعته مع الراديو على السطح المرمري للمغسلة المجاورة ... ادارت مفتاح الراديو بعد ان ربطته بالكهرباء , انطلقت سيتا هاكوبيان بصوتها الجميل وهي تغرد كالعصفور " بجفوفك الترفات تتمنى روحي اتبات" ........:نزعت ملابسها ورمتها في سلة الملابس .. فتحت قفيص شعرها انسدل شعر اسود كثيف سرساحي وهي تنظر الى المرآة الكبيرة.. لاحظت ان جسمها يحتوي على الكثير من الدوائر ... راسها دائره كبيرة.. عيونها دائرتين سوداوتين .. فمها دائرة كرزية .. دائرتين يعلوان صدرها ودائرة صغيرة تتوسط بطنها .. مسحت يدها على صدرها وضغطت على رؤوس حلمتها , استدارت بقوة بعد ان عضت شفتيها .. فتحت حنفية الماء لتملأ المغطس حوض البانيو .. رشت ورد البنفسج اليابس في حوض الماء وعملت رغوة من الشامبو ونزلت الى البانيو
استمعت الى الاخبار الى نهاية النشرة .. سحبت نفس طويل وغطست داخل الحوض قفزت بعد انقطاع نفسها وهي متجددة
كان بخار الحمام قد ترك قطرات من الندى على سطح المرآة مسحته بيدها ..نشفت نفسها وارتدت قميص النوم الوردي الذي ا ستلمتهُ هدية منه بعيد ميلادها ... وضعت خيط اسود من الكحل تحت جفنها الأسفل وخرجت الى غرفة الصالون ,توسطت الغرفة وهي تسرح شعرها امام المدفئة وتجلس على السجاد الكاشاني الأحمر تستمع الى صوت رقاص الساعه الجدارية الذي يعلو ويخبو وفق احساسها .
رأت ضوء سيارته منبعث يتجه نحو شباك الصالون .. اسرعت الى غرفتها , استلقت على سريرها مدعية عدم الاكتراث بعد ان سحبت رواية كان يقرائها لفؤاد التكرلي , فتحت الكتاب مدعية قراءة الرجع البعيد
سمعت صوت الباب وهو يفتح... يتلوه صوت ارتطام على الحائط ثم ارتطام آخر
استفزت من السرير ونزلت مسرعة شاهدته وهو مخمور يترنح ويؤشر لها انه بروم التقيء ..!!! اسرعت لجلب سطل من المطبخ وضعته امامه .. جلس على الاريكة ووضع راسه بين يديه ,اندفع بقوه الى الوراء ثم الى الامام فأندلق ما في جوفه من قيء نحو السطل , شاهدت بقايا القيء تتناثر على السجاد الكاشاني
ذهبت الى المطبخ وجلبت معها قدح من الماء ارادت ان تعطيه كي يتناوله , دفع يدها ... توقف معتكزاً على ساقيه , ارادت ان تمسكهُ لكنه هبط على الاريكة شبه مغمى عليه وقد استغرق في نوم عميق وصوت شخيره يملء الغرفه .




#نيران_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغد السهيل وقصة شفرة ابو حالب
- مطالب المتظاهرين باخراج النساء من السجون بين القانون والواقع
- ابليس بعيدا عن الدين قريبا من السرد
- ازمة اليسار
- فيروز الاحدب
- اشياء صغيرة
- الحلقه الثانيه جريمه ايذاء الاطفال
- حريه الراي وتكميم الافواه في مقتل الاعلامي هادي المهدي
- المراءه المعنفه والعنف الاسري
- جريمه الارهاب بين النظريه والواقع
- كركوك ليست الدراجه الهوائيه للكمسمول يا سياده الرئيس
- السيده الخرساء وقصر العزله اسطوره عراقيه للكاتب سليم مطر
- ثلاث قصص قصيره جدا
- على هامش التداعيات
- لمصلحه من كل هذا ؟؟
- على هامش مقابله رئيس الوزراء الاسترالي
- رائحه البنفسج
- موسم الرحيل
- مقال قصير بعنوان لا داعي للاسفاف
- ليلة نصف مقمرة


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيران العبيدي - رائحة البنفسج