أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - عبور














المزيد.....

عبور


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 19:39
المحور: الادب والفن
    


كنت على وشك أن أطفيء جهاز الحاسوب فزعا من النقطة التي بدت انها مشتعلة في مكان صورة فيديو المحادثة، لئلا تتسبب في عطب الجهاز، لولا انها اثارت استغرابي في تراقصها وانتقالها من مكان لآخر.
قبلها بدا مكان الفيديو قد اسود فجأة ليقطع عني اشراقة صورتها، قاطعا معه بهجة كلامها واندفاعات الاقتراب الشهية.
كانت هي من طلب الصداقة في صفحة الفيسبوك. وحالما وافقت، دخلت علي في خانة الدردشة لتشكرني على موافقتي صداقتها ... ولتبرر في انها اعجبت بي وبكتاباتي في اول لقاء، ثم لتعرض علي مفهوم الحب من أول نظرة ...
وهكذا بدأت علاقة حب وشيجة، في لهفة للقاء، وانتظار قاتل وغزل شامل .. ورغبة أجساد ان تحتضن بعضها على أرض الواقع.
وعلاقة فكرية تطابقت فيها وجهات نظرنا في كل مديات الفلسفة والعلم ... وكل ضروب الادب والفن.. فنمنا طوالا بين أحضان خيالاتنا ونحن نستمع الى ما أهدتني وأهديتها من أغان ... فلم يسلم من ارتماء روحينا سطح غيم أو قمر .. ولا مغارات كهف أو دروب غابة ..ولارمال شاطيء بحر.
ولم نشك، في اننا تؤأم جسد واحد قد انشطر مع بداية تفجر الكون، وعاد ليلتصق.
النقطة المشتعلة المتراقصة أخذت تكبر وتكبر .... لكنها حين خرجت من شاشة الحاسوب أثارت عندي الالتباس في انها قد تكون جمرة سيكارتي وأن خيالي قد انفرط عقده. خصوصا انها بدأت تتراقص وتخط فوق فضاء كرسي قريب مني ... لتعلن تجسم جسدها.
نعم .. بلحظات بدا جسدها المكتنز أمامي بلحمه ودمه ... بشعرها الاشقر وعيونها الخضر بأبتسامة شفتيها المرضابة.ولتزيد هلعي بقولها ... هاأنذا اتيت. أليست هي مفاجأة لك.
كررت عبارات التهدئة بعدما انتبهت لرجفة جسدي... ثم قالت موبخة ..
- لايصح ان تخاف هكذا ياحبيبي .. لو ان كل البشر كانوا قد خافوا من هذا الموقف فلاينبغي عليك انت ان تخاف ... الم نتحدث من قبل عن سكان الكواكب الأخرى.. الم تصدق ماقالت الفيزياء عن الثقوب الدودية والانتقال فيها خارج تحديدات ماعرفنا من زمان ومكان. الم نتفق في انك فيلسوف خارق. أهدأ ياحبيبي لتعرف المزيد.
كدت اشعل سيكارتي بالمقلوب لولا انها نبهتني بأناملها المضيئة. وكدت اهرب منها لولا انها طوقتني بذراعيها وهي تسحرني بكلمات دافئة ... هاهو جسدي يحضنك كما رغبت في كل لقاءاتنا الصورية. فمم انت خائف.. لو أردت بك شرا لفعلت الآن..
ثم تراجعت الى كرسيها لتزيد اطمئناني. وتزيده أكثر بقولها... ها انا بعيدة عنك .. أسترخ الان واسمع.
بلحظات شعرت باسترخاء منتشي قد حل بكل جسدي، وهو يمتلأ باهتزازات هادئة لصوت كأنه قد انسل من الرحمة ذاتها ....
قالت ... أولا ... انا اعشقك حقا ... ولن أموت الا وأنا على صدرك ..
كانت ذكية في اشعاري بانها مخلوق يموت .. حتى تزيل عني مابقي من خوف تراجفت عنده خلايا تفكيري العصبية. ويبدو انها بذلك قد تأكدت من وصول حالتي النفسية لتقبل ماتقول ... فقالت
- في الحقيقة أنا انثى عذراء من سكان كوكب(......) الذي يبعد عن كوكب الأرض حوالي ألف سنة ضوئية.... كوكبنا كوكب جميل، وهو أصغر قليلا من حجم الارض ... ونحن اناس مسالمون جدا ومتكاتفون مع بعضنا .. نحن لانعرف الكذب او القتل وغيرها من رذائل، وبصراحة لم نعرفها الى من خلال سكان الكواكب الاخرى ومنها كوكبكم .. لقد انتهجنا العلم طريقا وحيدا لفكرنا.. فجملنا به كوكبنا بأنشاءات وجعلنا منه جنة، وزادت بتقنياته اعمارنا لتبلغ مئات السنين ... وانطلقنا الى سكان الكون لنتواصل معهم بكل حب وسلام.... انطلق كل منا ليبحث في صوب.. وانا كان بحثي العلمي عن كيفية التواصل مع كوكب الارض. وكنت انت مشروع بحثي ... الذي بعده أنطلق لأتواصل مع كل سكان الارض. وبما انني بشر مثلك ... فقد أحببتك حقا..
أجلت اغراءات جسدها كل اسئلتي ... فقررت ان انتهز فرصة قد لاتتكرر ... قررت .. ان اغامر في صحة ماتقول .... قررت ..أن انسى ماقالت ... وأن أرجع بمشاعري الى ما قبل اشتعال النقطة.. وأن أهجم وأن أتدفق كما اشاء .. وكما شاء الهوى... تعبنا ... ثم نمنا معا.
في صباح اليوم التالي.. صحيت على صوت صراخ زوجتي وهو يهدر ... انهض ولملم بنفسك مائدة خمرك المتناثرة بسرعة، بينما انا أحضر الفطور كي لانتأخر عن الدوام .. يبدو انني اليوم سأستمتع بقصة أجمل من كل القصص التي كتبتها، لأن آهاتك أراها متناثرة في كل مكان من غرفة الاستقبال.
20/1/2014



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخطي
- ظل الزمن
- حوار فلسفي
- مسيرة
- مرآة الزمن
- سعيد العتال
- مشروع صفر
- شارع الاطباء
- الصرح الزراعي
- الوطن وحقوق الانسان
- وجهها
- فلم الماتريكس.. جنة الأحلام على أرض أجهزة الكمبيوتر
- أرجوحته
- انبثاق
- هروب الزمن
- نظرية الأوتار من وجهة نظر فلسفية- قراءة في كتاب الكون الانيق
- الديمقراطية من وجهة نظر مادية
- الفلسفة .. التشكل الجديد
- التسلسل المنطقي لمداخل فهم العقل الانساني


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - عبور