أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - التطاول .. دعوة الى الفوضى والأباحية















المزيد.....

التطاول .. دعوة الى الفوضى والأباحية


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 21:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



انهم نفر ممن يدعون العلمانية ،و يظهر ان عقولهم توحي لهم أنهم أوتوا من العلم ما لم يبلغه غيرهم ! مع أن الرسل والأنبياء يقولون وما أوتيتوا من العلم إلاّ قليلا ،ومدعي العلمانية هؤلاء ، يتطاولون على الأنبياء والرسل والمقدسات التي آمن بها الملايين من البشر وعلى طول صفحات التاريخ
يقول المؤرخ الأغريقي بلوتارك :
( لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا قصور ومدن بلا مدارس ولكن أبدا ً لم أجد مدن بلا معابد ) .
وهذا ان دل على شئ فأنما يدل على حاجة الأنسان الكبيرة الى الدين والى معونة السماء له ،أنه بحاجه الى آله يكون أقرب اليه من حبل الوريد ،وبذلك فالأيمان يدعم الأستقرار النفسي والهدوء الروحي ويسند الفضائل ويكبح الشهوات والرذائل ، وقد ثبت أن لامؤدب للأنسان أفضل من كبح الشهوات والغرائز .
وإذا سلمنا أن الأنبياء والرسل هم عظماء أشير لهم بالبنان في صفحات التاريخ ،تمكنوا من توحيد البشر ومقارعة الظلم وعاشوا ينشدون العدل والمساواة وبث الأخلاق الفاضلة والحميدة ،إذن يصبح السؤال منطقيا ً :
ما أهداف أولئك الذين ينظّرون للنيل من الأديان والأنبياء والرسل والذين ما فتؤا يكيلون النقد البعيد عن المنطق ويتمادون في النيل من مقدسات ملايين البشر ،دون أن يقدموا بديلا ً منطقيا ً لما يهدمون ، هم بهذه الصورة يبغون الهدم دون البناء ،فهم إذن عبثيون كان هناك الكثير من أمثالهم في وقت كل نبي ومرسل وكانت نهايتهم معروفة .
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} [البقرة : 6 - 7]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)} [البقرة : 11 - 12]

وإذا تناولنا كمثال معجزة الأسلام الخالدة ، القرآن الكريم ، انها لاتزال ماثلة تتحدى ،كما كانت في بدء الدعوة الأسلامية ، إذا كان هناك من متطاول فليأت بمثله وليبلغ ما بلغه أسلام محمد في شرق الدنيا وغربها والذي هو بحد ذاته معجز آخر لايقل عن معجز القرآن ،وإلا ّ فكل كلام هو عبارة عن هرطقة ،على مطلقها أن يتحرى حجمه وينتبه الى ما يجلب على نفسه من نقص .
مثال بسيط لتقريب علمية القرآن :
دعوة لقراءة رسالة الدكتوراه للدكتور محمد عبد الله دراز الموسومة :
( دستور الأخلاق في القران ) والتي نوقشت من قبل خمسة من اساتذة في السوربون والكوليج دي فرانس والتي حصل من خلالها على دكتورية الدولة في الفلسفة من جامعة السوربون بعد احدى عشرة سنة من البحث العلمي ،والدكتور محمد عبد اللة هو مصري ازهري ، تخرج من جامعة الأزهر ثم سافر الى فرنسا للحصول على الرسالة المذكورة وقد قام الدكتور عبد الصبور شاهين بترجمتها وتحقيقها والتعليق عليها في ثلاث سنوات ثم اخرجها في كتاب بنفس الأسم .
إذن إذا كان القرآن يتجدد في كل عصر فمن حقنا ان نتساءل ما الجدوى من سماع وقراءة اناس مغمورين يتطاولون على شخص عظيم مثل محمد ،لماذا لانسمع لعظماء وكتاب مدحوا محمد وحتى من اعداءه المنصفين ،يقول الكاتب اليهودي مايكل هارت :
( ان محمدا ً هو اعظم الشخصيات أثرا ً في تاريخ الأنسانية كلها ،فهو الأنسان الوحيد الذي نجح نجاحا ً مطلقا ً على المستوى الديني والدنيوي )
ويقول الأديب العالمي تولستوي :
( يكفي محمد فخرا ً انه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة ،وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم ،وان شريعة محمد ستسود العالم لأنسجامها مع العقل والحكمة ) .
وهناك الألاف من عظماء البشرية الذين يجدون انفسهم يمدحون عظمة محمد بدون ان يكون هناك دافع لذلك غير دافع الضمير .
والأنسان في الأسلام هو خليفة الله في الأرض الذي وهبه كل ماوجد فيها يقول تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة : 29]
وعليه بعد ان كرم بهذه المكانة اللائقة أن يقوم بعمارة الأرض وأن لاينزع الى فناءها ،وأن يقدم كل ما يتمكنه من عطاء فكري وسلوك حسن وهذا ما سيكوّن سيرته التي سيميز بها عند الله تعالى :
{فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)} [الشورى : 36]
العقل والأدراك
ــــــــــــــــــــــــ
هل أن العقل قادر على إدراك كل شئ موجود حولنا لكي ننتقل بعد ذلك الى السؤال الثاني وهو هل العقل قادر على سبر أسرار الكون والحياة والتي نبدو نحن بالنسبة لها من الضآلة بمكان عظيم ،وهل من المنطقي أن يظهر الله لنا جهارا ً لكي نؤمن ؟ ،وطبيعي أن الجواب على السؤال الأول هو النفي ،فلقد وجد الأنسان أنه يجهل أمور كثيرة تحيط به وتتخلله سواء في داخل كيانه أو بمحيطه الخارجي ،وأن تقدم العلوم قد أماط اللثام عن بعضها ولكن عقله المجرد كان قاصرا ً عن إدراكها لفترات طويلة من الزمن رغم وجودها وأن حواسه لاتدرك بعض الذبذبات التي تراها وتكشفها بعض الحيوانات ! ،فمثلا ً الخفاش والكلب وبعض أنواع الأسماك تتمكن من أكتشاف الأصوات التي لايتمكن من سماعها الأنسان المحدود سمعه بترددات بين ( 20 هرتز الى 20 كيلو هرتز ) ،وكذلك الموجات الراديوية والتي هي موجودة منذ خلق الله الكون ولكن الأنسان يجهلها رغم تعمقه بالفلسفة وبلوغ عقله مدارك واسعة فيها حتى كشف عنها في السنوات الأخيرة حيث بدأ يستفيد منها في الراديو والتلفزيون والموبايل وأجهزة الملاحة البحرية والفضائية وغيرها ،وكذلك الطاقة الهائلة الموجودة داخل الذرة وغير ذلك الكثير، لو نظرنا الى الخلية التي دخل العلم الى بواطنها متأخرا ً نجد ان كروموسومات الأنسان يبلغ عددها 46 بينما كروموسومات قرد الشمبانزي تبلغ 48 وهو ما فت في عضد اولئك العلمانيون الذين يعتقدون أن قردالشمبانزي هو جدهم الأعلى ،أما مادة الوراثة ( DNA ) والموجودة على الكروموسومات فأن كميتها بحسب عالم الوراثة تبوديتيس ديبوزهانسكي ، لأربعة بلايين من البشر لاتزيد على ثلاثة أجزاء من مائة جزء من الغرام ،أما كميتها التي حملت الصفات الوراثية لبني البشر منذ آدم والى اليوم فانها لاتزيد على غرام واحد ،وهو إعجاز لايملك تفسيره سوى من خلقه ولا يمكن ان يكون قد حصل عشوائيا ً بأي حال من الأحوال .
،وهذا دليل على عظم المركب الذي يركبه أولئك الذين يتحدثون عن وجود وعدم وجود اله رغم نقص العقل البشري والأتفاق على قصوره في العديد من الأمور ،ولكنه من جانب آخر يستطيع بجلاء إكتشاف دقة صنع هذا الكون وعظيم القوانين التي تسيره والتي مما لاشك فيه لايمكن ان تكون جاءت من فراغ .
التعصب الديني والمعتقدات الخرافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان المتعصب قد يقف جنبا ًالى جنب مع ذلك الذي ينكروجود الله ، فهو يسئ الى تعاليم الدين وينحاز انحيازا ً أعمى دون فهم الجوانب الواسعة للتدين ،وهو يشابه ذلك الذي يؤمن بالخرافات على أنها حقائق .
من المعلوم ان الكثير من الأمور في الحياة تفسد إذا تناولناها بالتحليل ،فهل يمكن لحبيبين يعيشان مشاعر الحب والجوى أن يرجعا مايشعران به الى نشاط هرمونات معينة ،أن تحليل هذه المشاعر كمثل الماس الذي يعود الى فحم بالتحليل ،وكذلك الأيمان بالله تعالى هو شعور روحي من الخطأ قياسه بمقاساتنا الأرضية وتحليله في المختبرات .
ونحن نقوم بعملياتنا الحياتية دون ان يدرك العقل فينا ما يجري بداخلنا من عمليات وما تعمل من أجهزة فائقة القدرة داخل اجســامنا ، أمدها الله تعالى بالديمومة لتعطينا اســـتمرارية الحياة ، ومع كل ذلك نتطاول لنتناول وجـود الله من عدمه !



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد نور وثورة
- هل كان لخيم الأعتصام ضرورة
- لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة
- انسان اليوم متمدن ام متوحش
- لماذا يقتل الأنسان أخيه الأنسان
- استولاد مخلوق غير مسيطر عليه
- مقارنة.. زمن الديكتاتورواليوم
- صبي الأزبال والحاكم
- الميزانية .. موت البلاد لا نهوضها
- داعش تجاوزت المنطقة الخضراء
- الأنتخابات القادمة دوران في حلقة مفرغة
- عالمية الولاء الحسيني
- الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
- اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
- أمبراطورية الفوضى
- مانديلا..ثورة السلام والعدل والحرية
- القادم .. رقبة حزب الله
- العرب .. الكرسي قبل الكرامة
- النقب تعيد ذكرى مأساة اغتصاب فلسطين
- فلسطين ..قصة احتلال جديدة


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - التطاول .. دعوة الى الفوضى والأباحية