أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - مواسم المطر














المزيد.....

مواسم المطر


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 17:59
المحور: الادب والفن
    


قراءة في "جني المطر " للشاعرة "حنان رحيمي
كامل حسن الدليمي : العراق
الشاعرات في عالمنا العربي لا زلن يصارعن الأعراف والتقاليد والموروثات البالية التي تضع المرأة في المقاعد الخلفية خصوصا في الميادين الإبداعية، بالرغم من أن شاعرية المرأة التي قد تفوق الرجل فيما حباها الله من عاطفة وقدرة على الإتيان بالصور الجميلة وفقا لبيئتها وحجم معاناتها فضلا عن ان مخيلتها ترتبط بهامش الحرية الممنوحة لها في القول والفعل وتطالعنا بين والحين والأخر مبدعة من بلاد العرب يحاول البعض صرف الأضواء عن منتجها الإبداعي الجميل، أو نقده بشكل يقلل من قيمته ، ليس من باب إخضاعه للمعايير الفنية بل من دوافع نفسية تتشكلت من خلال العقل الجمعي في النظرة السائدة للأنثى وكأن الرجل وحده القادر على خوض غمار الإبداع متناسين أسماء مشرفة في موروثنا لمبدعات وضعن الرجل في حرج لما أعطين من قيمية فنية عالية في ما أنتجن من قصة ورواية ونص شعري بل وفكر اجتماعي أو فلسفي أو حتى ديني ، فهل لا زال البعض يشكك بقدرة المرأة العربية على إثبات وجودها ؟ والجواب نعم لازلنا مجتمعاً ذكورياً يصادر حقوق المرأة في الغالب.
ومن خلال قراءة في منتج الشاعرة اللبنانية " حنان رحيمي " وجدت أن من الضرورة بمكان الإشارة إلى أن " جني المطر " تجربة نسويه ناضجة تعبر عن اشتغالات جديدة في الأسلوب وفي المضامين فقد توزعت المجموعة بين الذاتي والموضوعي ولعل الذاتي قد فاق الموضوعي كثيرا وعبر عن صدق الإحساس بوقع الحياة في سلبها وايجابها ، وتلمست وأنا المتذوق أو القاريء ولا أزعم لنفسي حرفة نقد الشعر توفر عنصر الدهشة في ما نطلق عليه بشعر "الومضة" وحسن اختيار الألفاظ وجمالها ، وقد قدم للمجموعة الشاعر اللبناني الجميل " نعيم تلحوق " وهو يشير لمكامن القوة في نص رحيمي ومعاناتها واصرارها على التشبث بالحياة رغم ما يعتريها من معاضل قد تسقط بالقاضية العديد من الرجال .
ان تجربة " رحيمي" في جني المطر إطلالة نسائية ناجحة وناضجة بلا شك فقد طرحت رؤيتها بلسان ابتعد عن التعمية والترميز والتزمت وحدة الموضوع وعرفت كيف تحقق التوازن بين الموضوعية والذاتية التي غالبا ما تسلب النص جمالياته من خلال التشتت الخطابي المرتبك تقول الشاعره:
خذني على قدر حلمي /فحين أعلنتك /صدى لحروفي /أمطر الملح من عينيك /حين اردتك
طائرة ورقي /نامت الريح .ص11
فهل من فجيعة بعد كل هذا؟ فصدى الحروف صار يمطر الملح ،والطائرة الورقية لا تبعث المسرة في قلوب الاطفال مالم تتعلق في اجنحة الرياح ، انه شعور بالالم والمعاناة الذاتية التي أرادت التعبير عنها بصيغة الأنا المعبرة عن أنواة الآخرين فكم هي الأمنيات الجميلة التي تذهبها حادثات الزمان أدراج الرياح .
وفي موضع آخر ترتسم الدهشة على المتلقي ايا كانت ثقافته لان المفردة يسيرة وجميلة تقول:
كأنما لدي مشكلة في الرؤيا /لا احتمل ضوءين /أنت والنهار .ص12
فهذه اللوحة الرائعة المشرقة المفتوحة على تأملات عديدة لم تكلف رحيمي سوى بضعة مفردات وكأنها تريد القول عذب الشعر ليس بأساليب الالتفاف على وقت المتلقي وهي حقيقة فمشاغل الدنيا سلبت الإنسان وقته وليس مستعدا لقراءة معلقة طويلة ليجد في نهايتها او في وسطها مايريد الشاعر إيصاله مفرطا بالوقت .
وفي ومضة أخرى تقول :
حين أسدل عليك ...جفوني
وتتغلغل في ضوء عيوني
لا تكن طفلا شقياً /يملأ حواسي بالضجيج/ دعني انام /كي أحلم بك/ ص62
زاوجت الشاعرة في هذه الومضة بين الحلم المفضي لحلم آخر معبرة عن قدرتها في التلاعب بالمفردات والتمكن من الفكرة محافظة على الوقع الموسيقي ضمن نسق مدرك حسيا مشكلة سلالم بين المفردة ودلالاتها والموضوعة وترابطها دون أحداث تنافر بين اللفظي والمعنوي كما يحصل عند الكثيرين خصوصا من مريدي اللغة الانفجارية والشعر الخالي من الموضوع وهم يطلسمون لنا المطلسم أصلا.
ان توظيف الفكرة وإيصالها للمتلقي بأقل المفردات لا شك هو من بلاغة القول وحينما نجد اكتمال المعنى وجمال سياقته في نص نصفق في قلوبنا للشاعر معبرين عن اتفاقنا معه أو حتى نغبطه ونتمنى احيانا لو كنا نحن القائلين تقول:
لا أعرف .. عندما أراك ..
كيف تفزع الأرض من ساكنيها
ولا يبقى سواك...
انظر كيف حققت الشاعرة مبتغاها وأوصلت الرسالة بيسر وسهوله من خلال تسعة مفردات آخذة بنظر الاعتبار عامل الوقت متصرفة به بطريقة ذكية وعلى هذا المنوال وردت الومضات المعبرة عن صدق الرصد ودقته دون ان تحدث ثقلا على المتلقي .
ومن هذا المرور السريع على " جني المطر " أرفع يدي مصفقاً بحرارة لكل مفردة ملتزمة وردت في مجموعة " حنان رحيمي " متمنيا لها المزيد من التألق والنجاح .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارك اللسان
- ذياب شاهين بين المرأة والوطن
- إمارة البنفسج
- قراءة في مجموعة صادق الطريحي
- مصائد المغفلين
- قتل أباه وكبّر
- مياسة الحفافة والثقافة
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - مواسم المطر