أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من يدفع الفاتورة؟














المزيد.....

من يدفع الفاتورة؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرأسمالياتُ الحكوميةُ العربية غيرُ النفطية لم تشكل برلمانات تحاسب القوى الحكومية والأهلية لدفع فواتير المرحلة، فالذين أكلوا وأخذوا وأسرفوا وفرّغوا المطاعمَ العامة من ذهبها وهربوا بأموال البلد وبقي بضعة أشخاص تبرّئهم المحاكمُ واحداً بعد آخر!
في تونس كان التنظيف للمخزن الحكومي المثقل بالغنائم جيداً، لكن خطرَ ظهور صنف جديد من لصوصِ المخازن أمر وراد.
في الرأسماليات الحكومية النفطية التي ساهمت المادةُ المرتفعة القيمة عن دخولِها الجماعي الكلي العاصفة العربية، تجنبتْ التحولات العنيفةَ وتغيرات السلطات، لكن البلدين الأقل نفطاً وهما عُمان والبحرين راحا يواجهان آثارَ هذا الوضع ولا يزالان.
عمليةُ الفوضى السياسية في بدء الربيع العربي التي انفجرت في البحرين لم تخلق آثاراً إيجابية، بل أربكتْ التطورَ الاجتماعي السياسي، لكونها تجاوزتْ الشكلَ البرلماني الممكن وقفزت عنه ورفضته، فيما قفزتْ بالنقابات قفزةً كبيرةً غير مفيدة بل مضرة بتطور النقابات العمالية الضعيفة الوليدة ولدورها، هذا الموقف من قبل المعارضة الدينية لم ينمُ من حلقات تطور المجتمع البحريني المدني التحديثي، واستعجلت وسلقتْ التطورَ السياسي، ولم تترافق مع المكونات السياسية والنقابية الجديدة وتصعدها في خطى الإصلاح وخلق تراكماته وتطوراته المفيدة.
ولهذا فإن رجوع مكونات المجتمع للاختلاف حول الأوضاع الاقتصادية، جوهر المشكلات والقضايا، هو ليس عودةً إلى الوراء بل هو عودة لاستئناف التطور الاجتماعي السياسي، من خلال تلك الركائز البرلمانية والنقابية، لكن من قبل المتعاونين مع النظام والمترصدين للأخطاء والمصلحين له.
ولهذا فإن هذه العودة رغم زخمها البسيط تطرح أمام المعارضة الدينية القافزة أسئلةً جوهرية، حول سلبيتها، وعدم نقد وتغيير مستويات وعيها وشعاراتها، وخاصة أن ما قامت به وتقوم هو نزيفٌ مالي كبير تسببه هذه المعارضة ويدفع ثمنه المجتمع ككل.
كانت المسألة الأكثر تحدياً وإثارة هي تقرير الرقابة المالية، فما جاء في تقرير الرقابة يتجاوز الكثير مما عاشت عليه المعارضةُ السياسية البحرينية من خطاباتٍ عامة مجردة وصواريخ ملونة متفجرة في السماء على مدى سنوات، فهو تقريرٌ يقتحمُ الوزارات الحكومية ويكشفُ الاختلالات الداخلية، وهو مدى نقدي غير مسبوق في دول الخليج العربية، ويمكن أن نعدَّ مثل هذه التقارير بدايةً مهمة، من الضروري أن تترافق مع دور المجتمع المدني في الرصد والتحليل وكتابة الدراسات بحيث تتحول المسألةُ إلى درس موضوعي مهم لأجيال وتغيير سياسي متعدد الجوانب.
لكن هذا لا يعني توقف الوزارات الحكومية عن المناورة والدفاع عن النفس، والمزايدة على لجنة الرقابة المالية، ويُرى ذلك في تذبذب موقف اللجنة نفسها لكيفية الخروج بالحلول، حين تشير إلى توصيات صندوق النقد الدولي المُغرضة في رفع الدعم الحكومي، وهو ما حدث بعد أيام من صدور التقرير في سلسلة من قرارات رفع الدعم!
ولكن قوى البرلمان والنقابات والجماعات السياسية كانت أقل قدرة في الفهم والمناورة من الحكومة، فاحتجاج البرلمان على رفع سعر الديزل كان مسرحياً عاطفياً، وليس سياسياً محنكاً.
وكانت ملاحظات قوى المجتمع المدني الشعبية أكثر أهمية حيث بينت مجالس وكتابات عدة مخاطر رفع الدعم وآثاره الجانبية على معيشة المواطنين والمقيمين.
ومن الغريب أنه مع موافقة الجهات الرسمية بهذه السرعة على أن رفع الدعم صار سياسة معتمدة بررته إنه سوف يطبق فقط على غير البحرينيين، وكأن الأسعار والأجور والظروف الاقتصادية المشتركة والخدمات المختلفة من صحة وكهرباء ومياه بين البحرينيين والعمال الأجانب يمكن أن تُحجز وأن لا تتداخل.
والملاحظ توجه رفع الدعم إلى جوانب ثانوية حتى الآن وكأنه عملية تصعيد مستمرة متجهة نحو جوانب رئيسية يمكن أن تحدث آثاراً سلبية خطرة على المجتمع.
يفترض العودة إلى البرلمان وعدم تجاوزه، وتنفيذ قرارات وتوصيات لجنة الرقابة وانتظار نتائج الحلول الموعودة من قبل أجهزة الدولة وعدم التسرع في مختلف القرارات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية
- رموزٌ معتمةٌ لفئةٍ وسطى
- المسألةُ ليستْ المذهبية!
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ
- ثقافةٌ غير بناءة
- إشكاليةُ التوحيدِ
- الهروبُ من العلمانية!
- كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا
- السياسةُ الأمريكيةُ وتفكيكُ العربِ
- من الفئاتِ الوسطى إلى الطبقةِ الوسطى
- مانديلا وشروطُ التقدمِ الموضوعية
- التعسفُ وجذروهُ


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من يدفع الفاتورة؟