|
محمود -الشوعي - وأراؤه
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 09:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
محمود "الشوعي " وآراؤه .. أنه أكثر من جار قديم ، وأكثر من عم أو رفيق ، أنه صديق أذا كانت الصداقة ممكنة بين "فتى " "وكهل "، وهو والد صديق الطفولة ، الشباب والكهولة . كان بيتهم بمثابة بيتي الثاني ، وبتأثيرهم أصبحت شيوعيا في فترة لاحقة !! ومحمود المعروف بكنيته الشوعي (بلهجة الفلاحين )، أي الشيوعي ، شخص حظي باحترام اهل القرية ، حينما كانت قرية ، لمواقفه وتضحياته الكثيرة . ناضل ضد الحكم العسكري الذي كان مفروضا على الاقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل ، تظاهر وجند لمُظاهرات ، راسل الصحافة الحزبية من تحت الحكم العسكري ، وزع الصحافة الحزبية (الشيوعية طبعا )على القرى المجاورة مشيا على الاقدام (لم تكن هناك سيارات في تلك الفترة ) ، هابه الناس ،لأن العلاقة معه هي نوع من التمرد على الحكم العسكري الجائر ، ومع ذلك احترموه !! لقد كان فردا من مجموعة لم تكن تهاب الموت حينها ، وكلهم تعرضوا بشكل وأخر الى محاولات اغتيال جسدية أو معنوية من قبل الحكم العسكري وأعوانه !! تلك فترة يجب توثيقها ، فلم يتبق من هذا الرعيل الأول الا قلائل لا يتجاوز عددهم ، عدد اصابع اليد الواحدة !!( لمن يهمه الأمر ) .... وهومن مجموعة قامت السُلطات بنفيهم وسجنهم لسنوات ، لكن منفاهم القسري تحول الى حاضنة لهم ولأفكارهم ، فما كان من السُلطات الا أن أعادتهم الى بيوتهم ، لئلا يُثيروا " شغبا " في قرى كانت هادئة !! ومحمود ، عمل في فرع البناء وأصبح مُقاولا ، وأكتسب خبرة بالعمل ومعرفة بالدراسة ، وحاول قدر امكانه أن يكون نزيها وعادلا مع العمال الأُجراء ، رغم أنه يخضع لقوانين "الاقتصاد الرأسمالي " !! بعد سنين طويلة من النضال ضد القهر والتمييز ، وبعد فترة طويلة من التوعية ، استطاعت قائمة الحزب أن تحصل على ثقة الناخبين وتفوز بعدد من مقاعد المجلس البلدي ، لتكون شريكة في السلطة وبل وتختار من يقف على رأس السُلطة المحلية ، وكان هذا حدثا غير مسبوق وغير مُتوقع من قبل السُلطة المركزية . وكان محمود "الشوعي " واحدا ممن يُقررون مع رفاقه وشركائه ، وجه ووجهة السُلطة المحلية . والتي (للسلطات المحلية ) كان لها دور رائد في الاعلان عن يوم الارض لاحقا .. لذا ... تم اختيار محمود ليكون ضمن الوفد الحزبي الذي سيسافر في رحلة عمل ودراسة الى الاتحاد السوفياتي العظيم ، وكانت زيارة الاتحاد السوفياتي حلما يُراود ذهن كل شيوعي أنداك .. كانت تلك الرحلة "سبب المصائب " ، وما زال يتحدث عنها بحُرقة الى يومنا هذا ، بعد مرور عشرات السنين عليها . وبما أنه واسع الصدر وأُحب مشاكسته جدا ، فعندما التقيته بالأمس فرحت كثيرا ،لأنني لم أره منذ فترة طويلة ، خاصة وأنه قد تخطى الثمانين حولا ، وفرحت لأنه بصحة جيدة وما زال قابلا للمُشاكسة !! وقصة الزيارة بالمُختصر المُفيد ، هي قصة كل شيوعي بنى قصرا من الاحلام عن الاتحاد السوفياتي ، وكيف أنهار هذا القصر بعد أن زار الاتحاد السوفياتي !! وبما أن محمود مُحتص بفرع البناء ، فقد كانت له مُلاحظات كثيرة حول "قتل الدافعية " لدى العُمال !! فليس لدى العامل أي حافز "لزيادة " انتاجيته ، طالما أن سقف الأجر ثابت !! ومحمود لم يتعلم الصمت والسكوت ، فقد تحدث وعلنا عن رأيه وانتقاده لطريق ادارة ورشات العمل في البناء ، وتحدث عن الحوافز المادية وتحدث ...وتحدث ، حتى أثار حفيظة المُضيفين والمسؤولين الحزبيين . لم يصمت عندما عاد الى البلاد ، وتحدث الى قيادات الحزب ، وطلب منهم أن "يُنبهوا " قيادات السوفيات الى الخطأ ، لكن قادة الحزب "هنا " سخروا منه قائلين : "عال والله ، هذا محمود بدو يعلم السوفييت ، شو يعملوا!!" ، وما زالت هذه الجملة تحز في نفسه الى هذه اللحظة !! ولم يكتفوا بذلك ، فقد أتخذوا قرارا بتجميد عُضويته في الحزب ، ردا على نبوءته التي تحققت لاحقا والقائلة بأن الاتحاد السوفياتي سينهار !! محمود الشوعي ما زال شيوعيا في فكره ، وقال لي بالأمس أن انتصار الشيوعية حتمي ، والتطور التكنولوجي الهائل ، سيقضي على الحاجة الى " قوة العمل " وستقوم الروبوتات بكل الأعمال ، وسيعمل العُمال نصف ساعة يوميا في الاعمال الجسدية وسيقضون بقية يومهم في النشاط الذهني والفكري !! قاطعته قائلا ومستفزا : هل تقول بأن العرب سيُمارسون العمل الذهني والفكري ؟؟؟!!! - لا اقصد العرب !! أجابني ، لكن بقية الشُعوب ..!! ماحكتُه وشاكستُه ، لكنه لم يفقد الأمل بحتمية انتصار الشيوعية .. واستمر قائلا : الا ترى بأن الصين الشيوعية تنتصر على الرأسمالية ؟؟ - أسف يا صديقي ، ولكن الصين أو بالحري الاقتصاد الصيني ، يخضع لقوانين الرأسمالية !! أجبته كمن يذر الملح على جرح مفتوح !! - لا يهم ذلك ، فالصين يقودها حزب شيوعي وهذا هو المُهم !! قالها حاسما النقاش وواضعا حدا لمُشاكساتي !! الحُلم لا يتلاشى ولا يزول ، ولو حاول الاعداء أو الأدعياء قتله !! شكرا .. لمحمود "الشوعي " على تفاؤله في هذا الزمن ألأغبر !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنس ودواجن...!!
-
تخصصات نادرة ...
-
بين النقد والشتيمة ..
-
لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين
-
قطاع غزة والجنة ...!!
-
أحاديث في غرفة العناية المُكثفة ..
-
شيطنة أم مواجهة ؟؟!! تعليق على مقال الاستاذ خالد الحروب
-
هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي
-
جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون
-
هل حقا هذا موقع للحوار ؟؟
-
العملاق هوى .. مانديلا يفارق الحياة
-
لنا .. ولكم .
-
لوركا وعُرس الدم السوري ...!!
-
سيدنا ماعز والمُراهقان المغربيان ..أو التلاميذ أشطر من المُع
...
-
ألهوية والجغرافيا ..
-
عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..
-
-نحن لا نضرط أبدا ..!!-..
-
اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..
-
أفضل الانفاق ..
-
علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
المزيد.....
-
شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
-
بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز
...
-
الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات
...
-
بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام
...
-
كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي
...
-
“اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت
...
-
هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
-
الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة
...
-
مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
-
بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|