أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الأسد القاتل















المزيد.....

الأسد القاتل


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خبر ملفت أن (( جانغ سونغ ثايك ، الرجاء تهجئة الأسم ثلاث مرات ليبدو مألوفاً )) وهو زوج عمة الرئيس الحالي لجمهورية كوريا الشمالية، قد أقيل من منصبه، والمعروف أن جانغ هو العقل المدبر لنظام كوريا الشمالي منذ عقود .

ويعتبر أيضاَ الوصي على الزعيم الحالي في خطواته الاولى عندما تولى رئاسة البلاد وكان صغيراً وقليل الخبرة، وقد قادت الظروف جانغ ليكون أحد أهم رجال المرحلة من آل القادة الأفذاذ من سلالة كيم (الجد والاب والابن) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى هذا اليوم العاصف.

ويأتي اقصاء جانغ سونغ ثايك كأهم حدث سياسي في كوريا الشمالية منذ تولي " كيم جونغ اون " الحكم، أما من هو كيم لمن لا يعرف من قليلي الثقافة القومية، فهو حفيد " كيم إيل سونغ " (( قدس الله سره )) الذي حكم كوريا الشمالية طوال 46 عام بالتمام والكمال، لكن وحين وفاته المؤسفة لم يترك الكوريين بلا قائد تاريخي فذ وهو إبنه طبعاً " كيم جونغ إل " ولقبه القائد العزيز والذي يعتبر عيد ميلاده أحد أهم الأعياد الرسمية في كوريا الشمالية، أما لماذا العطلة ؟

فلأن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية تذكر دوماً أن ولادته كانت عجائبية فعندما حانت ساعة المخاض والولادة لوالدته القديسة الطاهرة، ظهر قوس قزح مميز الألوان ملأ السماء، وطلعت نجمة في السماء في آن. طبعاً مع غناء جميع أنواع الطيور، وتحليق كل الفراشات ... وهذه أحد الاشارات الكورية بأنه شخص خارق للطبيعة، وأن أمثاله نادرين .
لكن الحياة التي ابتسمت له حين ولادته لم تمهله كوالده في الحكم أكثر من 14 سنة، إذ توفي إثر نوبة قلبية آلمت الكوريين الشماليين، فأقاموا حفلات النواح والبكاء طوال أسبوع من الزمان، ليعودوا بعدها إلى عادة التصفيق للخلف الحالي كيم حونغ أون، الذي تولى الحكم بالورائة باعتباره من سلالة العظماء .

وفي عودة إلى بطل مقالنا الذي كررتم ترداد إسمه ثلاث مرات الرفيق " جانغ سونغ ثايك " وأذكر مرة أخرى أنه زوج عمة الزعيم الشاب الجديد، الذي اتهم بتهمة التمرد على النظام الكوري العظيم، بعد أن أسدى جميع خدماته الجليلة لعائلة سونغ بأجيالها الثلاثة فكان أمين سرها المالي ، أما الجرائم المرتكبة فهي وفق وصف الاذاعة الرسمية لا يمكن أن تخطر على بال (( يعني لا تحاولوا تتحزروا ما رح تعرفوا )) وتسبب الرفيق جانغ مع رفاق السوء بأذى هائل للحزب والثورة المباركة ... وهي المباركة من عندي للتفخيم .

وفي تفصيل لاحق .. و بعد أن عجز الكوريين في التكهن بالسبب الذي قلب الحال فبات رجل قوي كـ جانغ خارج معادلة السلطة .. عللت الوكالة الرسمية قرار الاقالة أنه جاء لسوء إدارة النظام المالي للبلاد والفساد وملاحقته النساء ومعاقرة الخمور والمخدرات.
والغريب أن تظهر هذه الجرائم فجأة للعلن بعد مزاولة مهنته الحساسة كأهم رموز الحزب والدولة طوال عقود، ومنها مسؤولية كاملة عن أموال العائلة وهي بالتأكيد ذات أرقام فلكية، وكان وصياً على الرئيس الحالي قبل استلامه لمسؤولياته وحتى الماضي القريب . ويقال أنه كان طموحاً زيادة عن اللزوم .

في المقابل ومن باب المقارنة، استلم بشار الأسد الحكم، لكننا وحتى اليوم نجهل تاريخ عيد ميلاده، أو على الأقل لا يعتبر عطلة رسمية يا حرام، كما أن أحداً لم يردد على مسامعنا أن السماء ابتسمت عندما أبصرت عيناه النور، أو أن شيئاً خارقاً قد حصل . وهذا كله من حظنا السيء !!!

لكن الحظ يعوضنا بالتأكيد، لأن الأسد الابن جاء أوعى من والده بكثير فبينما قرر حافظ نفي شقيقه رفعت عن سوريا لأنه ارتكب الكبائر، وهي في عرف آل الأسد ليست بسرقة الآثارات ولا بالاعتداء على مئات النساء، ولا بسرقة أموال الدولة، ولا بجرائم القتل التي لم يتوقف عن ارتكابها لحظة واحدة ، مروراً بالاساءة لهيبة الدولة والشعب، فهذه كلها أمور بسيطة لم يؤت على ذكرها، بل المهم أنه حاول أثناء مرض أخيه الاستيلاء على السلطة، فكان الحكم عليه سارياً وما زال .

فطنة بشار الابن كانت واضحة، فهو لم ينف صهره وزوج شقيقته أو يقوم بتسريحه من مناصبه، وإنما قام بقتله مع متآمرين آخرين منهم وزير دفاعه فيما عرف باغتيال خلية الأزمة، واتهم الأسد حينها من قبل جهات مخابراتية مطلعة بالشأن السوري، أنه وراء جريمة القتل التي أطاحت بأربع ضباط كبار تسرب له أن كل منهم حاول تجاوزه والتخابر مع جهات خارجية من خلال قنوات اتصال سرية، طبعاً الجريمة تمت بتنسيق مخابراتي روسي وإيراني .

وللغرابة أنه وبعد أشهر طويلة من عملية الاغتيال عقبت على صفحتي في الفيس بوك ،سيدة تدعى بشرى حافظ الأسد، والمفروض أنها زوجة المغدور آصف شوكت، تعنفني بأن علي العودة إلى الوطن والمساهمة في عملية البناء التي يقودها بشار، بدل الانتقاد والكلام الفارغ (( وهي لهجة أدمنوا عليها )).

وللمفارقة فقد كنت أكتب من بيتي في دمشق ومن خلف طاولتي المحببة، بينما كانت هي تكتب من إمارة دبي وفي فيلا ربما اشترتها على عجل (( يا للبؤس ))، ولما رددت عليها بالنبرة ذاتها متهمة .. بأن عليها الخجل من أن تطلب من سواها ما تعجز عن فعله، وأنها سافرت مرتين إلى دبي الأولى كانت لستة أشهر والثانية مستمرة حتى اليوم إثر مقتل زوجها، لم تجب بل جذفت تعقيبيها ولم أصادفها منذ ذلك الحين . فيا للقهر

المؤسف في القضية أن السماء التي بخلت علينا بظاهرة أسطورية، حين ولادة بشار، رافقها تقتير من الحياة أيضاً، لأنها لم تهبنا رئيساً رقيق القلب يكتفي بالتنبيه والاقالة، بل بقاتل سفاح ارتكب قبل نشوب الثورة عشرات الجرائم، صحيح أن مسرحها كان خارج سوريا، لكنه حين تفجر الثورة تفجرت أيضاً قريحته الاجرامية لينهال على الشعب الذي ينتمي إليه بمئات الألوف من عمليات الابادة الفردية والجماعية، وكنا نتمنى من السماء أن ترسم قوس قزح، أو أن تظهر النجوم وترصعها ببعض الأضواء وإن كان ذلك في وضح النهار، ربما لما دفعنا ثمن حريتنا هذه الكلفة الباهظة .

الأسد وفي حديث صحفي إثر مقتل الحريري، أجاب ببراءة طفل، أنه لم يقدم على قتله، وأن أخلاقه تنهيه عن هذه الجرائم، بعض السذج من الناس صدقوه، رغم أن مئات الأدلة تشير ليس إلى تورطه في الجريمة المذكورة، بل بأنه هو العقل المدبر لها وهو الآمر بارتكابها .
واليوم وبعد مئات الألوف من الشهداء الذين ماتوا بأمر من هذا السادي، يأتيك بعض الأشخاص الذين يدافعون عنه، بأن يقولوا وهل يمكن أن يسلمهم السلطة، أحد من ردد ذلك محام صديق .
فسألته :
من هو مصدر جميع السلطات .. فقال بعفوية الشعب !!

هذا الفصام بين الحقيقة والواقع وقلة المسؤولية كما الاستهتار هو الذي أوقعنا بهذا المخاض الطويل .
وإذ نحن اليوم مشغولون بهجاء لا مبالاة العالم بنا، وعدم اكترائه بجرائم الابادة التي ترتكب بحقنا، ملزمون بأن نعتمد على أنفسنا فقط، وأن نقتلع الشوك الذي زرعناه بأيدينا .
ذلك لأن السماء واجمة ولن تبتسم حتى يغادرنا هذا المجرم .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة
- مخطط تقسيم المنطقة
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :
- فرصة الأكراد التاريخية
- أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .
- الديمقراطية والأكشن
- لن أكون السبب !!
- تحديات النانو
- كيف يتحول النجم إلى نصف إله
- ماذا لو لم يكن لدينا ثورة ؟
- أميركا .. السعودية .. الثورة
- انشقاق شريف شحادة
- قدري جميل يختار موسكو
- لكي تطمئنوا
- التصعيد العسكري .. إلى أين ؟
- من قلبنا ووجداننا الثوري


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الأسد القاتل