أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - اخر شاويش عثمانى!














المزيد.....

اخر شاويش عثمانى!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


اخر شاويش عثمانى!

(عندما كان الناس يعيشون و يموتون فى امكنه و ازمنه تشبههم!)



لم يكن احدا ليعلم ان يوم الاحد سيكون اخر يوم فى حياه الشاويش العثمانى.و بعد اعوام على الذى حصل روى لى صديق انه زار الشاويش ليله وفاته . كان الشاويش على غير العاده يتحدث بحبور مع زوجته الارمنيه التى يصرخ عليها لاسباب بسيطه الى درجه استدعت كما قيل تدخل المختار عده مرات.
والمختار ذاته لم يكن ينجو من الاقاويل التى كان تشاع حوله.قيل انه (يلفى) الى امراه مطلقه توفى زوجها الذى كان من امهر حدادين القريه. و كان يقال ان المختار القصير القامه, يرتدى بدلته السوداء المقلمه كلما مر امام حارتها , او كلما عرف انه من الممكن ان يلقاها.
كان المختار ارملا, الامر الذى كان يجعل الروايه حوله تلقى بعض القبول خاصخ من خبثاء القريه .

و لكن المختار كان يسخر من هذه الشائعات, و يعزز من وقاره بان يحرك قليلا العقال فوق الحطه البيضاء فوق راسه , معتبرا انها شائعات مصدرها المناوئون له فى القريه . و على ايه حال, لما كان يساله احد ان يجد له امراه ثانيه لتعينه على اخر العمر, كان يردد مخففا من وقاره قليلا, و هو يبتسم ( ما عاد عندى مروه لتسلق شجره التين!)
اما عن العمر الحقيقى للشاويش فقد كان من الامور المبهمه على سكان القريه . و لذا كان هذا الامر مصدرا لاشاعات و حكايات عده كانت تدور فى السهرات.

و كان البعض يصدق ما يروى عن عمره و البعض الاخر يشك فيها. قيل مثلا انه ولد فى ذات اليوم الذى هزمت فيه قوات الشيخ عرار جيش نابليون فى جبال نابلس, و معنى ذلك انه ولد حوالى العام 1801. و هناك من خبثاء القريه من كان يحصى الاعوام بالتطابق مع هذا التاريخ ليرى ان كان ذلك معقولا!ا

.و الامر الاخر الذى كان يشغل و يحير القريه, هو معرفة الشاويش بعده لغات.اذ لم يعرف انه دخل مدارس اكثر من مدرسه القريه, ذات الصفوف الثلاثه التى كان مديرها , شاب من عائله الخازن من حيفا يضع على راسه طربوشا احمرا , و يقال ان اصول اجداده تعود الى بلاد كسروان فى جبال لبنان. .لكن هذا الامر كان يفسره البعض انه ذكاء خاص من الشاويش , لانه كان يتعلم لغه البلاد التى كان يذهب اليها مع الجيش .و لذا قيل انه يعرف التركيه و الارمنيه و الالبانيه و البوسنيه و هو بالطبع امر عظيم لرجل لم يتعلم سوى بعضة سنين .


الامر الاخر الذى كان محط تساءل خبثاء القريه كيف استطاع الشاويش ان يتزوج امراه ارمنيه بهذا الجمال . فقد كانت زوجته محط غيره نساء القريه. كانت نساء القريه يتظاهرن بعدم الاهتمام بها, لكن فى حقيقه الامر كان وجودها مصدرا لشائعات لم تنقطع بمرور السنين .فعلى سبيل المثال كانت النسوه يسخرن منها عندما يشاهدنها تزرع ورد امام البيت..و لما سالتها احداهن لماذا تزرع الورد امام البيت ؟قالت لكى يستمتع الشاويش بمنظر جميل و هو يتناول الغداء على مصطبة البيت .ردت المراه بخبث ان زوجها يستمتع بالطعام بدون الحاجه ان يرى ورودا!.

فى قادم الايام اكد لى صديقى الذى التقيته فى بروكسل بعد مضى اعوام طويله على وفاه الشاويش ان عالمه قد اختلط فى اخر ايامه.كان بين الحين و الاخر يردد اسماء اصدقاء رحلوا منذ سنين فى الحروب العديده التى كانت تخوضها الدوله العليه بدماء رجال بلادنا . كما اخبرنى ان الشاويش لدى انفعاله و هو يتحدث عن الحروب التى خاضها , كان ينهض ظنا منه انه سيركب حصانه فيقع على الارض. فتاتى زوجته الارمنيه التى لم تنجب, لتحمله و تساعده على الجلوس .بل و كذلك سرت شائعه فى القريه انه اعترف امام زوجته قبيل موته بقليل انه لم يكن شاوشا بل عسكريا عاديا. و انه ادعى ذلك لكى يتزوجها .لم يكن من الممكن بالطبع التحقق من كل هذه الاقاويل اذ بعد زمن زالت القريه و هجر سكانها فى اقاصى الارض , و لم يعد هناك من شاهد على المكان سوى جامع صغير و كنيسه صغيره, ابقى عليهما المحتلون الجدد لاظهار احترامهم لللاديان !

اوسلو فى 4.12.2013



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الزمار!
- لمواجهة هجمه الهمجيه !
- ثقافه المحبه و التعاطف مع الاخرين يتم تعلمها تماما مثل ثقافه ...
- 100 عام على مؤتمر اللا مركزيه فى باريس, و السؤال الى اين نحن ...
- التوقيت المثير للتساؤل فى دعوه نور الدين عيوش الى احلال الدا ...
- الجنازة!
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!
- لون الارض ابيض!
- حول ضروره الحريه فى المجتمعات الانسانيه!
- البيت يحترق!
- نحو اقتلاع الارضيه الفكريه لللارهاب!
- المطلوب كلام مثل حد السيف و حاد كوخز الابر!
- حول الامانه المجتمعيه هل تثق فى المجتمع الذى تعيش فيه؟
- المطلوب استخدام العقل النقدى لمعرفه خارطه الطريق!
- لبنان : من زمن ريمون اده الى زمن نموذج بغداد!
- رحيل شاعر الوجع الانسانى محمد الشرفى!
- حول التحضر و مقاومة الكوارث!
- فى ذكرى رحيل ادوارد غريغ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - اخر شاويش عثمانى!