أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم الشخصية الإيجابية














المزيد.....

مفهوم الشخصية الإيجابية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 19:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم الشخصية لإيجابية
نمط سلوكي إيجابي يمنح لصاحبها بموجب مقدمات مهمة وتكوين أساسي متعلق بالوعي مستخدم النظام العقلي بما فيه من خزين وذاكرة ومنشطات ومفاعلات لفهم الواقع أولا كم هو وهل يمكن أن نتجاوزه بالقدرة على توظيف ما يمكن توظيفه لهذا التغير أو للهدف المنشود على قاعدة البحث عن الأحسن, هذ البحث ليس أفتراض فقط بل عن سابق تصميم يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية باتجاه أولا نحو سد الحاجة الملحة وبدرجاتها ومن ثم الأنتقال إلى ما بعدها بالأهمية ثانيا, وفي مراحل أكثر تطورا لمحاولة سبق الزمن بقراءة السيرورة الخاصة بالأحداث المتوقعة ومحاولة سوقها وفق مصلحة حقيقية أي تطويع الحدث أما للتخلص من سلبياته أو محاولة جني أكثر فائدة مرجوة منه أو على التأثير على مجريات الزمن وما سيفرضه على الواقع من نتائج فهي تتقدم على واقعها وتنتج من هذا التقدم أسباب لتطور.
إذن الشخصية الفاعلة يمكن أن نصفها بأنها القادر بالقوة أن تنشئ واقع جديد سواء أكان الواقع كلي عام أو جزئي خاص, المهم أنها تنتج تدبير إيجابي فاعل ومفعل لسلسة من الردات الإنفعالية دون أن تتحكم بها أدوات الواقع ولا شروطه القاهرة ,فهي إيجابية بهذا المعنى عقلانية متفهمة واعية ومثمرة تحتكم للعقل وأدواته وتستقرئ الواقع ومن كل ذلك تستنبط فعلها من مجموع كل هذه الأدوات.
حتى يمكن أن تكون الشخصية فاعلة عليها أن تتكون طبيعيا من خلال بيئة صالحة تشترط فيها الحرية أولا والسلام ثنيا والإعداد والتقويم ثالثا, وبدون هذه الشروط لا يمكن تصور تكوين هذه الشخصية إلا نادر ولظروف خاصة تتجاوز طبيعية الشخصية فتكون استثناء إبداعي فقط, الحرية تمكنها من أن تختار من مجموعة خيارات تكون مسؤولة عن خيرها النهائي وتبني عليه لأنها تدرك أن النتاج المتحصل عائد لها وعليها فهي تمثل نفسها في النتاج.
أما عنصر السلام مع الحرية يمنحها التعاطي مع موضوع والحدث والرؤية بعيدا عن القهرية والإستلابية التي تحول مفهوم الفعل من إيجابي إلى سلبي أتقائي, أي تحويل الجهد من محاولة الدفع عن الذات قهرا إلى صنع دفاع طبيعي مستديم غير مرتبط بالإلجاء القهري لصد عوامل طارئة.
النقطتين الأوليتين لا يمكن تفعيلهما دون إعداد وإعادة تقويم مرحلي يترفق دوما مع كل خطوة إعدادية أو تمهيدية حين اكتمال أساس القوة الذاتية في الشخصية كي تعمل بقوتها الخاصة, ويتم بناء الإعداد والتمهيد في المراحل التربوية والتعليمية وصولا إلى مرحة النضج الواعي, هنا يمكننا ان نثق أن ما ينتج من بناء التربية والتعليم قادر مع الحرية والسلام أن يهيئ للفرد أساسيات القوة القادرة على الفعل وأنتجه بدون الخوف من تأثيرات جانبية طارئة.
أما عن كيفية تحويل هذا التكوين إلى عطاء وهو المحور الثاني فلا يحتاج إلى إعادة زرع الثقة بالوعي وفسح المجال أمام الطاقات من خلال جملة من التدابير التشجيعية والتعبوية واللوجستية التي تساعد على إظهار المكمن الإيجابي من الفعل دون أن نستصغر هذا الفعل أو نجعله عرضة لهزات تحد أو تمنع من تكرار المحاولة مثلا أو إعادة مستويات التخطيط والمتابعة إلى مراحل سابقة.
واستكمالا للموضوع لا بد أن نعرج على مفهوم الشخصية المنفعلة وهي الشخصية التي تتعاطى مع الحدث بعد حصوله ومع الفعل بعد صيرورته واقع دون أن تتمكن من المشاركة في عملية حصوله أو التأثير في المجريات الدائرة حوله ,فهي سلبية بمعنى أنها نفسية حسية أكثر من كونها عقلية علمية تتعامل من خلال ما يطرحه الواقع نتيجة الفعل لأنها متخلفة عن القياس والتوقع وغير قادرة على التنبؤ بسيرورته ,تستجيب بالقدر الذي يهزها دون أدنى قدرة على أن تتغير أو تحاول التكيف مع المتغيرات فهي دائما أسيرة لها لذا تظهر فوضويتها وأحيانا عدم المبالاة وعدم الأكتراث للنتائج الحاصلة إلا بالقدر الذي تستطيع معه حماية نفسها في لحظة الفعل وما بعده تنسى وتتجاوز لتقع مرة أخرى في نفس المطب وتبتلى بنفس الإشكالية في كل مرة , فهي تنحدر ولا ترتقي.
هنا يكمن القياس من خلال الظاهرة السلوكية التي تتعامل مع الحدث فعل أو انفعال أو تتشارك مع الزمن بالتهيئة أو بالاستجابة الطبيعية للحدث, وعلية بالمقدار الذي يتوضح ويرشح ممكن أن نصف هذه الشخصية كونها إيجابية فعلية أو سلبية إنفعالية ولكن قبل تعميم هذه النتيجة لا بد أن نلاحظ النقاط التالية.
1. ليس هناك شخصية إيجابية بالمطلق بمعنى أنها تتعامل بالواقع ومع الواقع بهذه الصورة من التماميه والكمال, كما أننا يمكن أن نجد من جانب أخر بسهولة صورة للشخصية الإنفعالية بالمطلق وخاصة في تلك المجتمعات التي تشرعن العبودية وتعيش جو من الاضطراب الأجتماعي والصراعات المستمرة لأنها من نتاج تلك الأحوال والظروف.
2. هناك نسبة عالية تتداخل فيها الشخصيتان وتتشارك في المظاهر تبعا للأحوال العامة وتقلباتها وحسب ما يمكن أن تسمح به فترات الحرية والسلام وهي الصفة الغالبة في كل المجتمعات التي تتحول تدريجيا من حالة الصراع والسيطرة إلى حالة السلم الأهلي والأستقرار المدني.
3. لا يعني أن تكون الشخصية فاعلة أنها لا تنفعل لأمر ما أحيانا وقد يكون شكل ردة الفعل فعل أخر قادر على التغلب على الفعل الأول واحتواءه أو لتقيل من مخاطره الناشئة لا سيما في الحالات التي لا يمكننا توقعها أو تداركها بشكل طبيعي.
4. وأحيانا قد لا نجد حد فاصل حقيقي بين الفعل أو ردة الفعل وقد يتداخل الأمران معا, هن يكون قياس يتبع الأمر الأكثر تأثيرا والأقدر على الثبات من غيره وخاصة في حالات ردات الفعل الاستباقية التي يبادر بها الفرد قبل حصول الفعل المتوقع وهو نوع مهم من انواع الفعل الإيجابي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردي والبداوة والديمقراطية
- الشخصية العراقية بين الفعل والإنفعال ج1
- سارة صانعة الحلوى _ قصة قصيرة
- قلم وفرشاة
- منظومة الأخلاق وصنع السلام والحرية
- تأريخنا حقل ألغام
- التسييس الديني والدين السياسي
- صورة الوجود في الموجود
- الرجل الذي أحب حمارا _قصة قصيرة
- اليسار و الدولة المدنية
- كلام فوق المعقول
- مشروع الإنسان _الإنسان
- اليسار وافاق العمل المستقبلي
- اليسار العراقي وقراءة في مستقبله السياسي
- الأساس العلمي لدراسة النفس والسلوك
- مفهوم الوجود فلسفيا
- العقلانية ودورها في تثبيت دور العقل
- الوعي العلمي والتجريبي وفهم التأريخ
- الحرية قبل الدين
- التصنيف العقلي والديني


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم الشخصية الإيجابية