أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - إلى الأمام ..إلى الأمام حصاد نهاية السنة














المزيد.....

إلى الأمام ..إلى الأمام حصاد نهاية السنة


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


إلى الأمام ..إلى الأمام
حصاد نهاية السنة

إبراهيم زهوري
- "بدنا ( أي نريد ) الحلاوة ...بدنا الحلاوة " !!
هكذا إعتاد أن يتمرد وأن يحتج بحروف كلمتين عاريتين فقط ضد أهل الطالب الذي صدرت نتيجة نجاحه في امتحان الشهادة الثانوية رهط من أطفال المخيم مجتمعين كخلية نحل نشطة زاعقين صارخين بأعلى صوتهم كجوقة كورال -;-نظم للتو بغية تحقيق ما أمكن من مطلبهم المتفق عليه باﻹ-;-جماع في لحظة عنفوان حين يأتي يطرق بابهم هائجا-;- صيف كل سنة وكأن له من ضمان الشرعية ما يكفي لوحده تفسير وحشية تحدي إندفاعهم العنيدحتى تخال أنه من صميم حقهم المهدور أوالمغتصب , لايستطيع أن يردعهم في زفة اﻹ-;-نفلات العفوية هذه أحد أو أن يجرؤشخص-;-ما بزجرهم و طلب منهم الهدوء أو حتى التمني عليهم بالتحلي بقليل من الصبر , كل هذه الهمروجة اﻹ-;-حتفالية التي تنتقل دوما -;-منسابة لوحدها مستسلمة لقدر براءة الحرية مثل أشرعة زورق شط يتيم لاتسكن خريف طيبتها دروب مروج ضفاف ملتوية,سارحة ليس لها حدود دونما إعداد معقدأوتخطيط مسبق من مكان قريب إلى مكان بعيد آخر نحو مصدر التهاني والتبريكات وكأنها تصميم فرقة فرسان خيّالة تطارد طيف شبح أعيته لعنة الترحال, كاليتامى يرشدهم صوت الطبل الفاجر الرعديد حين يدعوهم فرادى وجماعات إلى ساحة الحرب طمعا-;- في غنائم إنتصاراته وهي جمع ما يستطيع أحدهم للكثير من السكاكر الصلبة والطرية يحفظهم بحرص شديد كحرص الصياد على لحم طرائده , لايبخل على أقرانه ولا يمانع على عملية تبادل مستعجلة إن تمناها غيره أحد ,يضعهم في كيس بلاستيكي أسود - بعد أن يملئ جيوبه وتنتفخ وجنتيه وتتكور من شدة القضم وروعة المضغ - كغلة تجوال أخيرةمع نهاية شمس النهارتكفيه مؤونة يومين أو ثلاثة على الأكثر , والحلوى المغلفة متنوعة تنوع أصناف الفاكهة الشهية يرغبهاولايفرّط بها إن جاءت هبة بالمعروف وتوفرت هدية بالمجان وخاصة تلك المحشوة بالكريماوالشوكولاتة مطعمة بالسمسم مختلطة بحبات البركة السوداءكتطريزة ثوب الفاتنات,وعلى الأغلب ترميها عليهم متكرمة كزخات المطر المنهمرة عندعتبة باب بيتهاالأم التي غلبها سحر ميعاد الفرح وأطارت من ثوب حيائها شرارة السعادة الغامرة كل علامات الخجل وكأنها في لحظتها الفريدة هذه تعلق لأول مرة إكليل فخر وغار تتويجا-;- لإيثار تفاني جهودها ليسجل مجد الواقعة في دفتر الذكريات العصي على -;-رقع النسيان , يرفع رأسهاعاليا -;-لتحصد حينهاورد إبتسامات اﻹ-;-عجاب وعدّة الكلام المنمق عن التقدير والتفاني من الأقارب والجيران وإشارات الحسد المخفية وغمزات الغيرة المستترة من خصومها الأباعد وهي من المؤكدأنها في لجة النشوة وعرين البهجة هاتين لا تعير اهتماما-;-واضحا-;-لما قد يجري من حولها قد يدفع في اتجاه تفاقم مثل صغائر هذه الأمور فليس من السهولة أن تقع في قاع حمى الهموم مجرد فريسة ضعيفة تنهشها غيلان الزمن الأغبر , لذلك تطلق عاليا-;- وهي تدرك قمة قيمة ماهي فيهمن جوف أحشائها حبل الزغاريد طويلا-;- له ما يبرره في قاموس يأس المعذبين وتدعمه على الفور بأجمل رباعيات المواويل ,عينيها زائغتين ترجم الوجوه الجاهدة وتعري قشور النفاق البليدة , وبين الحين والآخر تناشد منصاعة لمهابة منظرحشد غير متوقع أمام الباب المفتوح على مصراعيه بأن يعلو الهتاف أكثر وأن يعاد الترداد مرارا-;- كرمى عيون المحتفى به وأهله الطامعين بارتفاع منسوب حدة الصخب إلى درجة ينافس فيها ويعلو على صوت احتفال مماثل وقريب ,ترتفعان يديها نحو الأعلى دون تردد مثل ابتهال إيمان خشوع المريد في كنف تجلي الحضرة اﻹ-;-لهية تشكر الله على وفرة نعمته التي جاءت في ريعان وقتها تماما-;-.. حينئذ تقبض أصابع بطن كفيها المحناة على ما تيسر لها من قطع الحلوى وترشهم في الهواء كرذاذ الماء في ظهيرة قيظ وكأنها بذلك تدفع العطش بعيدا-;- منزويا-;- لترتاد ينبوع ألقها أجمل الغزلان ..وبدون نداء إيعاز أو إعلان من نفير يهجم الأولاد وتتراكض أرجلهم النحيلة في كل حدب وصوب ليأخذوا نصيبهم قانعين بما توفر لهم من اللقى المنطرحة على الرمل كما سرب الحمام يحط على كومة حب, أما هذه السنة تحديدا-;- كانت الإحتفالات محض خروج عن عادة المألوف لكنها ليست بهذه الغرابة الشديدة التي يمكن أن تفسد لأصحاب الشأن مؤانسة المناسبة أو أن تنغص عليهم بهجة المتعة العلنية فقد كان على الأطفال أنفسهم أن يصموا آذانهم بمحض إرادتهم ويخرسهم عن حنجرة الهتاف تحين وثبة الترقب لينحنوا قليلا -;-إلى مستوى الركبتين يشبه تماما-;- ركوع المصلي في صلاته حتى لايسقطوا مضرجين بدمائهم ضحايا رخيصة في براثن مرمى نيران شبكة الأزيز الأحمر التي تشكلها ضاربة عرض الحائط كما يقولون زخات الرصاص المتطاير كالشرر وهم يتدافعون كنوبة التائه في صحراء, مهرولين تسبقهم علامات عدم الرضى وسيل الشتائم الساخطة , يدوسون بعضهم بعضا-;- علّ منهم من يفلح ويفوز في التقاط المقذوفات الفارغة الساخنة وهي تندس عشوائية خائبة مراوغة أصداء زوايا غبار أرجاء المكان المهجن الذي أضاع هدرا-;- وعن طيب خاطر بريق عذريته منذ أن باعت الأم لسان زحف زغاريدها بحفنة رصاصات بندقية مأجورة كاذبة .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا زمان الطائفية
- شجرة ليمون واحدة تكفي
- حرّاس اللوحات وتيه الكلمات الفظة
- نهدين من صبر وهدوء
- أسورك عنبا ... أجتاحك نبيذ
- في البلاد نافورة دنس , وعلى الأشلاء قاع صحراء قاحلة .
- لم يأخذوا إلا نصيب ما توفر لهم من الدنيا
- وراء ظهري نعش أمواج شاردة , جذع أرض وفصاحة لسان
- تغريبة حلم الغجري
- الهواء زبد هياج ... مرصعا بالحبر وسواحل الشرفات
- تئن خاصرتي كلما مّستها..... ريح غزال
- كلاب حراسة وجسد فرانكنشتاين
- من جدثي بيادرالظلال نهار أشباح, ونار الخيمة رفوف أجنحة وأطيا ...
- في الهوى ... صفصافة أخرى للغياب ,دمع غيم زاج ...
- - بلال - المنتصر في التسكع والرابح خمرة المغامرة
- وجع يبتكر يقينا , والجياد أدركتها عصافير الغجر .
- شمال البلاد أضرحة , و الأرض هي نفسها .. قامة شموس مذعورة تقت ...
- الحكيم في المخيم .. بيننا ! إذا ... لماذا لا يأتون إلينا !
- ضجر العتبة ونعال الياسمين طوق نايات المساء
- سراب أبدية كنوم ثقيل مضرج بالهتاف , غبار نحيل وكأس انتظار .


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - إلى الأمام ..إلى الأمام حصاد نهاية السنة