مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 21:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أشهر الأماكن والمناطق والمدن في كتاب : العهد الجديد ( الإنجيل ) – 6
أعشق المكان , لأنه ملتصق بنا نلمُسه بيدنا نستنشق رائحته نحفظ لونه وكثافته ووظيفته , يرافقنا يسوّرنا تلقطه كاميرا عيوننا وتحفظه في صندوق الذاكرة لتغذّي خيالنا ويغذي فكرنا وجسدنا وروحنا متى أردنا استرجاعه والتمسّك به بما يحمله ويحمّلنا من صلابة الإرتكاز إلى الجذور والإنتماء وتحولات الزمن وتعرية الأيام وتغيرات الفصول والعصور وعطاء المواسم وعناصر الطبيعة لأن مقومات الحياة تسكن وتُحفر فيه لتعلمنا حب الأرض والطبيعة والجمال فتتغذى وتتجدّد روحنا باستمرار بما يحمل من صور وذكريات وفرح وألم وموت وحياة ووجوه ومتغيرات فيتحفّز العقل فينا لأنه إبن المكان و إبن البيئة الموجودة على كوكبنا فعلياً .
التضاريس , أشال سطح الأرض هي مساحة متنوعة على كوكبنا الأرضي ومن مكوّناته وجزء منه .... والأمكنة الجغرافية كبيرة صغيرة مرتفعة منخفضة مسكونة من البشر خالية خضراء جرداء صحراء جبال سهول أودية منخفضات أنهار جبال هي للمخلوقات الحية من الإنسان والنبات والحيوان ..
إذاً , نحن هنا عليها وفيها نولد ونعيش ونحيا ونموت فهي وجودنا هويتنا أرضنا فعلاً , وليس مُتخيلاً في السماء -
لماذا نقول أرضنا مقدّسة و مباركة ؟
لأنها تحمل في طياتها وأسمائها عطر الماضي وبخور الحاضر وياسمين المستقبل
لأن شعوبنا وشعوب المنطقة عاشت فيها وعليها منذ 10 اّلاف سنة بل مليون عام كان هنا إنساننا القديم سكن الكهوف والمغاور وقمم الجبال ..
أعطت الثورات والحضارات الأولى للبشرية , أعطت المعتقدات والإيمان والأفكار والأنبياء والمعلمين والرسل والقديسين والأبطال والثوار والمصلحين والمفكرين والإبداع الإنساني وعطر الشرق
هناك أسماء أمكنة من أوطاننا سافرت إلى أقاصي المعمورة وأصقاعها وحملت رسالة وكلمة , حملت معها مبادئ وقيم وبشائرالمحبة والسلام واحترام حرية الإنسان وقداسته . حملت رائحة طين بلادنا ومدنها وعواصمها وقراها وبحيراتها ومعابدها وما زالت تشع نوراً وفكراً متحرراً متجدداً وإخاء !
ما يُلاحظ ويُعاش أن أكثر هذه المدن اليوم وأسماءها التاريخية المعمّرة تُسرق وتُغير وُتجرف وتهدم ويقتل صاحبها أو يُخطف لأنه منها ولها وإليها يعود !
حروب وراء حروب واحتلالات ومستوطنات واستزراع غرباء واستئصال أصلاء , وفتن تلد فتن ومجازر إثر مجازر وإبادات بالجملة لحملة عنف وترويع ورعب لشعوبنا لم تحدث في التاريخ إطلاقاً , لكي تغيّر وتمحي أسماء وتلغى من الوجود مدن وقرى وأوابد وتفرّغ من أصحابها الأصليين ويعاد تركيبها الديمغرافي من جديد بأقوام غريبة ناهبة سارقة مُكسّرة كل تراث وأوابد ,,, أيّ تفكير وتخطيط جهنمي هذا يرُسم لنا , اللعب بكل ما يمت بصلة لوجودنا وإرثنا الحضاري والوجودي !
أؤمن بأن هذا الوضع الإستثنائي لن يدوم , وهذه الأعاصيرالبشرية الهوجاء التي تقتلع الحيوات وأساسات الوجود والحياة الإجتماعية الجميلة الراقية لن تعيش طويلا , الخير لن يموت فينا وسيتغلب العقل والحكمة على الشر والحق على الظلم والعلم على الجهل والتعصّب والوحدة على الطائفية البغيضة ,, لن تموت ولن تتغير مدننا وعواصمنا وأسمائها العريقة و ستبقى رائحة قداستها تفوح حتى انتهاء العالم ......
لن يموت هذا الوطن المقدس إلا بفناء البشرية والعالم كله , لأن مدننا وعواصمنا وإنساننا من صلب الأرض ونواتها الحديدية , نبض قلب الشرق المؤمن بالسلام والعدالة والحق والحرية والإنسانية مهما اخترعوا من سلاح لترويضه وتجريف عقله وبستانه وبياراته .. فالزيتون والأرز والنخيل من هنا ودم الشهداء مسفوح على كل غوطة ورابية وجبل زيتون
---------
كتاب الإنجيل أي ( العهد الجديد ) يضم ويحوي الأناجيل الأربعة للقديسين ( متى لوقا مرقص يوحنا ) , والرسائل وأهمها رسائل القديس بولس العديدة , ورؤية يوحنا .
يخبّرنا كتاب ( العهد الجديد ) ويذكر أسماء الكثير من المدن والأماكن التي رافقت وشهدت تعاليم السيد المسيح وتلاميذه في بيوت الأصدقاء والساحات العامة والفضاءات المفتوحة والبساتين الخضراء والتلال النقية والبحر المتموج حيث لا شيوخ ولا كتبة ولا رقيب ولا سلطة ولا كرباج ورجم وشرائع مقيدة لعهود مضت هي لغير زمنه تحد من سَفَر الكلمة والفكر للشعوب الأخرى الغير يهودية أي لجميع الأمم وبعيداً عن الممنوعات والفوقية والشوفينية والتعصّب والإنزواء والتحنيط ,,, وبما أنني من عاشقات المكان , ومن ضمن اختصاصي ومهنتي لما لها هذه الأمكنة من معنى وقيمة و دلالة وتاريخية وذاكرة في حياة الشعوب والإنسان الفرد بصورة خاصة فأحببت اليوم أن أشير إليها في هذه الدراسة حيث قسّمت وفرزت هذه الأماكن الواردة في الكتاب المقدس إلى قسمين أو قائمتين للتوضيح :
1 – أولاً ..المدن التي مشاها وزارها وعاش وأكل وشرب وعلم وعمّد وبشّر فيها السيد المسيح تلاميذه ورسله وبقية الجموع التي رافقته في نشر كلمته وتعاليمه الثورية ورسالته الأممية والإشتراكية البدائية أولاً , تنحصر في فلسطين كلها وجنوب لبنان حتى مدينة صور وصيدا وحولهما " جليل الأمم " , وجنوب سوريا جبل الشيخ وهضبة الجولان ومحافظة القنيطرة حتى بحيرة طبريا والحولة , ونهر ووادي الأردن , ومصر من شمالها حتى وسطها وجنوبها .
2- ثانياً .. أسماء أماكن ومدن زارها ومشاها وبشر ومكث أو سجن فيها القديس بولس الرسول وتلاميذ السيد المسيح فيما بعد , خارج حدود فلسطين واليهودية .
القسم الأول :
- مدينة الناصرة – بيت لحم – مصر – السامرة - أورشليم – نهر الاردن – وادي الأردن - بيت عنيا – بيت صيدا – بيت يعقوب – بيت فاجي - أريحا – سدوم - أفرام – كفر ناحوم – صيدا – صور – فينيقية – الجليل الأعلى - قانا الجليل – المدن العشر – طبريا – الرامة – كورازين – نائين – يافا - عمّاوس - جنسارات - حقل الخزّاف (بئر يعقوب - حقل الدم – غباثا – الجتسمانية – الجلجثة ( الجلجلة ) – جبل الزيتون – العليّة – دار الولاية – سلوام – سورية – البراري والجبال – هيكل أورشليم -
جبل ثابور – المجامع - الهياكل اليهودية – البحيرات - بحر الجليل - الجبال ( جبل الموعظة , التطويبات , التجلي ..) ,
---------
سميّ السيد المسيح في الإنجيل أسماء عديدة منها : المعلم , السيد , الكلمة , وإبن الإنسان , ويسوع الناصري نسبة لمدينة ( الناصرة ) , ويسوع الجليلي نسبة لمنطقة ( الجليل ) , ويسوع السامري نسبة لمدينة ( السامرة ) –
- أما المدن والأماكن التي بشّر القديس بولس الرسول فيها ومشاها وسافر إليها ومكث فيها مع الكثير من التلاميذ والمؤمنين فهي كثيرة أهمها :
دمشق – حنانيا – أورشليم ( القدس ) – طرسوس – قيصرية - ديار العرب – أنطاكيا – قبرص - أسبانيا – أثينا - روما – إيطاليا – أقريطيش – كريت – مالطة - بَرجة – الأدرياتيكي – الأدرياني – أبولونيّة - أبّيوس – لُسترة – قيرين – اّسية – دلماطية - بسيدية – بَرغامُس - ساموتراقيا - إيتونية – أبولون – بَرجة – اّخائية – اّزوت – قورنثوس - كولوسي – قَودو – ألّيركون – قنيدس – غزّة – فيلبي – نائين – نينوى – فرات – طرواس – فيلدلفية – قيليقية – أفسس – قيسرية فيلبس – قيسرية فلسطين – بمفيلية – أنطالية – أزمير – طراخونيطس – فيلبي – غلاطية - كورنثوس – هرمجدون ؟ - ميرة – بَطمُس – تياطيرة – بطلمايس – بوطيول – دربَة - أجون – الحوانيت الثلاثة – صرفَت صيدا – شَليم – سيناء – سلمونة – سلامين – سَرَقوصة ( سيراكوزة ) – سرديس – ساموتراقيا – رودس – البُنط – بيرية – غلاطية – بابل – إيقونية – إيطورية –أبيوس – عمورية – عيون – طراخونيطس – ليقية –
---------
اعتبر هذه الدراسة الأولية وما سبقها من دراسات وإضاءات قريبة وتتمة لهذا الموضوع هو جُزء لا يتجزأ من النضال الطبقي والقومي والإنساني ضد الإستبداد والعنصرية وإلغاء الاّخر ودوره في صنع التاريخ القديم والحديث وما قدمه من تضحيات وإنجازات للحضارة الإنسانية .
التراث أمانة في أعناقنا نحن المثقفات والمثقفين التقدميين - كل أنواع التراث -
فموضوع اليوم
هو خدمة للتراث الفكري والثقافي والإيماني والمعرفي والهويّات والإعتقادات لشعوبنا وأجيالنا الجديدة لتدرسها بدورها ومن منطلق قناعاتها وثقافتها وتضئ عليها من مفهومها ورؤاها المتجدّدة الكونية ..
أعتبر هذه الدراسة وغيرها من الدراسات والإضاءات كواجب وطني وثقافي وعلمي ونضالي عليّ القيام بهذه المهمة خدمة لوجودنا على هذه الأرض والدفاع عنها حتى اّخر رمق ونسمة في حياتنا وهي مساهمة فعالة في حفظ خطوات التوثيق وأرشيف التقويم لأسماء المدن والأمكنة والصروح والوجود ..
اكثر هذه الأماكن التاريخية المقدسة الممهورة بالدماء والاّلام التي ورثناها وسكنتها شعوب هذه المنطقة ستبقى منارة للعالم ومعلمة للعدالة والحرية واحترام الإنسان وحقوقه المقدسة مهما تعاقبت أقوام وفصول وعصور ..
المدن هي لشعوبنا كلها وستبقى لنا مهما اخترعوا من وسائل القتل و " الترانسفير " .. !
-------------------------------------
المصادر : الكتاب المقدس - الإنجيل ( العهد الجديد )
مريم نجمه – هولندا – 2013
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟