أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد علي عوض - وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!














المزيد.....

وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 15:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إنَّ الحالة ألتي أطرحها في هذه السطور ليست جديدة، إنّما الجديد هو ما يَظهر بين فترة وأخرى من قرارات وتعليمات تزيد من تعقيدات الروتين المتخلِّف المُتّبَع في دوائر الوزارت العراقية بدلاً من التخلّص منه وإتباع الأساليب الحديثة في سرعة إنجاز معاملات المراجعين. إستفحال تلك الظاهرة يعود إلى سببين: الأول هو فقدان ثقافة إحترام الوقت من قِبَل أصحاب القرار، وهذا يدّل على العقلية المتخلفة ألتي يحملها ويتحرك بها المسؤول في الدولة، وللأسف حتى الوسط الإجتماعي العراقي مُصاب بهذا المرض وهو ليس حالة شاذة، فجميع مجتمعات البلدان العربية مصابة به. والسبب الثاني هو أنّ المسؤول عندما يصدر هكذا تعليمات، إنّما يبرهن أنه شخص طاريء على الموقع الوظيفي ألذي يشغله ويعاني من عدة النقص! ... الحديث يدور هنا حول دائرة معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي العراقية. الأمثلة ألتي سأذكرها لا تعني حالات خاصة، ولكن تعبِّر عن ظاهرة عامة إصطدمَت بها جميع الكفاءات العلمية العراقية العائدة إلى الوطن، فمنهم مَن كان يريد الحصول على حقوقه التقاعدية وآخرون يرغبون بالعودة إلى عملهم الأكاديمي السابق... أحد الأساتذة الفُضلاء يحمل لقب الأستاذية بألإقتصاد من لندن، وبألرغم من التحذيرات والنصائح ألتي قُدِّمِت له مِن قِبَل الأصدقاء بعدم الذهاب، إلاّ أنه عاد إلى العراق بناءً على الوعود ألتي تلقاها من أولي الأمر في بغداد الذين صوَّروا له الوضع «گمرة وربيعة»، فبسبب المعاملة السيئة ألتي تلقاها من بعض العاملين في ذلك الجهاز وعدم إحترامهم لدرجته العلمية وتقديرهم لعمره أصيبَ بالجلطة القلبية!! مما دفعه إلى العودة إلى بلاد الغربة- لندن ألتي يجد فيها مَن يعطيه قدَرَه العلمي والإنساني. الحالة الثانية هي أن الكثير من العائدين بعد أن يكملوا المستمسكات المطلوبة يقدّمون ملفاتهم إلى تلك الدائرة بإنتظار حسم قضاياهم، وهذا يعني الإنتظار لمدة لاتقل عن ستة أشهر! لذلك ولعدم مقدرتهم على البقاء في العراق لأسباب مادية وصحية وفقدان السكن، يقومون بإنجاز معاملة (الوكالة) لأحد الأقرباء أو الأصدقاء لغرض المراجعة والحصول على النتيجة، ثمّ يعودون إلى مِن حيث قدِموا، مع العلم أنّ الدائرة المعنية لديها البريد الألكتروني ورقم الهاتف لصاحب المعاملة، لكن لا وجود لشيء إسمه الإتصال بصاحب العلاقة بريدياً أو تلفونياً وإعلامه بإنجاز معاملته من قِبَل التعليم العالي!.. لقد قام أحد الأصدقاء المخوّل بمراجعة التعليم العالي من خلال الوكالة ألتي يحملها حول معاملة معادلة الشهادات بعد مرور سبعة أشهر على تقديمها للقسم المختص في الوزارة، فتفاجأ بوجود نظام جديد فُرضَ في الآونة الأخيرة، ومختصر النظام الجديد يتلخص بأنّ المُراجع لايمتلك الحق بالذهاب مباشرةً إلى قسم معادلة الشهادات في الطابق الخامس، بَلْ عليه الحصول على رقم المراجعة في الطابق الأرضي الذي فيه مجموعة من الطاولات التي يجلس عندها موظفون يقومون بمناداة المراجعين حسب أرقامهم، والرقم الذي يحمله الصديق كان -437- فبعد مرور أربع ساعات من الإنتظار تمَّت مقابلة 20 مراجع، مما دفَعَ بالصديق إلى صرف النظر عن متابعة إنجاز المعاملة! لديَّ تساؤل عن الشهادة والدرجة العلمية ألتي يحملها أولئك الموظفون ألذين بأيديهم تقرير مصير الكفاءات العلمية، ألا تُعتبَر تلك الممارسات إهانة مِن لَدُن الجهلاء بحق حملة الشهادات الأكاديمية والألقاب العلمية العليا!؟.. إليكم صورة رقم بطاقة المراجعة المهزلة:



لقد أصبحَتْ حقيقة دعوة الكفاءات العراقية واضحة، فما هي إلاّ أكذوبة وعودتهم تعني إزاحة المتنفذين الفاشلين علمياً عن إدارة الدولة وحرمانهم من غنائم السلطة.
أقول لصاحب هذا القرار المتخلف الخاص بالمراجعين، أنَّ الدواوينية «البيروقراطية» هي إحدى سمات الأنظمة الشمولية وتُعبِّر عن نزعة الحاكم الأمّي بالتسلط على مَنْ هُم أسمى منه فكرياً وعلمياً وإدراكاً بدور الكفاءات العلمية في بناء المجتمع والبلد.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول ذات الإقتصاد الإنتقالي والعراق
- وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أ ...
- إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إ ...
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة
- قضمْ المجتمع إسلاموياً و مصادرة الحقوق المدنية
- ما بعد الفصل السابع و صلاحيات مجالس المحافظات والإنتخابات ال ...
- مَنْ يحمي القانون إذا كان مغفّلاً ... والإنتخابات البرلمانية ...
- الأزمة المصرية الأثيوبية... وحقوق العراق المائية
- هل ستقوم مجالس المحافظات الجديدة بملاحقة ملفات الفساد لسابقا ...
- ملاحظات حول بعض مداخلات المشاركين في ندوة المعهد العراقي للإ ...
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفَيلي المافيوي!
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!
- الإعلام المرئي المستقل المؤمن بالعملية الديمقراطية و دوره في ...
- التيار الديمقراطي والحتمية الأصعب
- إعتقال الدكتور مظهر محمد صالح .. هو عدم تقدير للإعتبار الأكا ...
- الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي
- محطات تثير القلق... تستوجب التوقف عندها !


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد علي عوض - وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!