يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساريو

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 03:27
المحور: حقوق الانسان
    

فضيحة أخرى في مخيمات تندوف
يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساريو



تمكن نشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان من تهريب، من مخيمات الحمادة بتندوف، وثيقة احتجاج موقعة من طرف سكان سود بمخيمات البوليساريو بالرغم من المراقبة المشددة وكثرة نقط التفتيش والسدود الأمنية الجزائرية المحيطة بالمخيمات.
وقد تم توزيع هذه الوثيقة في موريتانيا لإخبار وإعلام السفارات والمنظمات الدولية ، بأمر العنصرية التي يواجهها السود ، من طرف قادة جبهة البوليساريو و الحكومة الجزائرية .
وحسب هؤلاء النشطاء الحقوقيون ، يتعرض السكان السود في مخيمات البوليساريو لممارسات الرق والعبودية وسوء المعاملة بشكل يومي ، وما فتئت هذه الممارسات المناهضة تتفاقم أكثر وأكثر.
ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ، جملة من تفيد بوضوح – دون لف ولا دوران – أن سود مخيمات البوليساريو محاصرون من طرف ميليشيا البوليساريو والجيش الجزائري، في ظل ظروف خطيرة ، يأملون عبر بيانهم – المهرب- إلى إيصال أصواتهم إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بجنيف ، حتى يتسنى له التعامل مع الشكاوى التي يتلقاها والواردة عن الضحايا الصحراويين المطوقين من طرف جبهة البوليساريو وقوات الجزائر ، في مخيمات الحمادة بتندوف.
وقبل تهريب البيان المندد للعبودية بالمخيمات بأيام تلقى الانفصاليون ضربة من الفنان الكوميدي جمال الدبوز في سهرة اختتام حفل "لومانيتي" بفرنسا.
خلال الحفل أشهر أحد الحاضرين علم الانفصاليين ... فقال جمال الدبوز: " هذا هو العلم التونسي ؟ " شعر حامل العلم بالغبن وتملكه غضبا مستطيرا، فرد مجيبا: " لا، بل هي علم البوليساريو" ... فرد عليه الدبوز بامتعاض الدبوز " آه، لهذا لم أتعرف ... لم يسبق لي أن سمعت بالبوليساريو " ، هذه الكلمات أخرجت رافع العلم وثلته عن الصواب فرددوا "، متهماين الدبوز بتمجيده لملك المغرب و المغرب ... أليس الدبوز ببساطة مغربي حتى النخاع .
وقبل هذه الصفعة تلقى الانفصاليون وولية نعمتهم، الجزائر، صفعة أخرى من طرف البرلمانيين لأوروبيين.
لقد تلقت قيادات البوليساريو في الصيف صفعة على الوجه بعد تصريحات "ماريا مونيز" الأوروبية البرلمانية ، أحد أعضاء وفد البرلمان الأوروبي الذي زار الصحراء، مما دفع محمد عبد العزيز المراكشي إلى رد فعل هستيري .
انتابت رئيس الانفصاليين غضبا مستطيرا عندما أقرّت "ماريا مونيز" أن خطة الحكم الذاتي المغربية تعتبر بديلا واقعيا وموثوقا لتسوية ملف الصحراء نهائيا.
لقد اعتمدت جبهة البوليساريو والجزائر على حد سواء على الزيارة التي قامت بها مجموعة من تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، للتنديد بحالة حقوق الإنسان في الصحراء ، لكن تصريحات "ماريا مونيز" أسقطت انتظارات قصر المرادية وصنيعته البوليساريو في الماء، وكانت الصدمة قوية.
وليست هذه المرة الأولى تنكشف فيها قضية العبودية والاتجار بالبشر داخل مخيمات تندوف التي تديرها جبهة البوليساريو وتحاصرها بدعم ومساعدة قصر المرادية وجنرالات الجزائر.
وقد سبق فيلم وثائقي يحمل اسم "مسروق" أو "ستولن" بالإنجليزية، أن حكى في 75 دقيقة، قصة عائلة أفرادها من ذوي البشرة السوداء يعيشون حياة الرق والعبودية. ويركز الوثائقي، الحائز على جائزة أفضل فيلم في مهرجان عموم إفريقيا للفيلم والفنون بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، على شخصية "فطيم سلام" بالتحديد والتي تم فصلها عن أمها "مباركة" لمدة 30 سنة منذ بداية الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1975، حيث قامت"دايلو"، ابنة "مباركة"، بخطف "فطيم" وهي في الثالثة من عمرها من حضن أمها لتنقلها بعد فترة إلى مخيمات تندوف داخل التراب الجزائري. وقضى مخرجا الفيلم، أسبوعاً برفقة العائلة داخل مخيمات تندوف، حيث التقيا أفرادها لبضعة أيام في إطار برنامج تشرف عليه مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لمتابعة تفاصيل الحرية المسلوبة وتكشف "فاطمة"، إحدى أخوات "فطيم"، تجربة أختها التي تعمل معلمة للأطفال في إحدى المدارس. وعلى الرغم من أن عمل "فطيم" يمنحها هامشاً، وإن كان قليلاً، من الحرية إلا أنها لا تقدر على الانعتاق من سجن العبودية، وتبقى حبيسة أغلال الرق الثقيلة التي تلفها سيدتها "دايلو" حول أدق تفاصيل حياتها اليومية؛ كما قالت "مباركة"، وهي والدة الفتاتين "فطيم" و"فاطمة.
وقد قامت سلطات جبهة البوليساريو باعتقال مخرجي الفيلم الوثائقي قبل أن تتدخل السفارة الأسترالية في باريس لدى الجزائر للإفراج عنهما. وحدث هذا عندما أدركت البوليساريو أنهما كانا بصدد تصوير مشاهد لم تعجبها، وحاولت منعهما ثم جاء الاعتقال فحضر ضباط من الأمم المتحدة للتفاوض على إطلاق سراحهما. كانت لديهما أشرطة أخفياها في الصحراء على أمل أن يقوم شخص ما بتهريبها لهما خارج المخيمات... وهذا ما تم.
كما دان تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية سنة 2008 استمرار بعض أشكال العبودية داخل مخيمات تندوف.
يقال أن الغربال لا يحجب أشعة الشمس ... رغم أن الجزائر والبوليساريو ظلا ينفيان بقوة وجود العبودية بمخيمات تندوف إلا أن هناك جملة من الوثائق الرسمية صادرة من سلطات البولساريو نفسها أو مصادقة عليها، الكثير منها تم تسريبها للرأي العام العالمي. منها على سبيل الاستئناس ليس إلا، "تحرير رقبة"، وهي ببساطة وثيقة صادرة عن ما يسمى "وزارة العدل والشؤون الدينية"، بجمهورية البوليساريو الوهمية المزعومة، توثق أن المدعو محمد سالم امحمد هيلال قد حضر للمحكمة الابتدائية بمخيم أوسرد التابع لجبهة البوليساريو، "وهو في أتم الأوصاف المعتبرة شرعا" ..."ليرفع الرق عن السيدتين مباركة ومسعودة وأبنائهما" بتاريخ 13/6/2007.. والوثيقة مصادقة وموقعة ومختومة من جميع الأجهزة المذكورة..
فرغم انقضاء أكثر من عقد من القرن الواحد والعشرين، وبعد مرور أزيد من أربعة عشر قرنا من صرخة عمر بن الخطاب المدوية: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، لا زال هناك أناس يتبجحون بالتحرر والدفاع عن الحرية وتقرير المصير على الركح الدولي وفي المحافل العالمية لكنهم في عقر دارهم وبين ظهرانيهم يستعبدون يستعبد الناس في نطاق "رق وعبيد" كما كان معمولا به منذ قرون خلت.
إن التقارير الحقوقية الدولية لازالت تتحدث عن مئات إن لم يكن آلاف من العبيد والرقيق الذي يُتملك ويورث ، في حين تتنفي الجزائر وصنيعتها البوليساريو في المنابر الدولية وجود أية حالة رق أو استعباد في مخيمات الحمادة بتندوف.
وكانت عدة تقارير صحفية وطنية ودولية تحدثت عن العبودية والرق الممارس في حق العديد من الصحراويين السود بمخيمات تندوف. وعرّت عدة شهادات موثقة بالصوت والصورة واقع العبودية الممارس في حق الصحراويين السود داخل المخيمات خصوصا لدى قادة الجبهة والمقربين منهم وبعض الأسر النافدة داخل مخيمات الحمادة.
لقد انكشفت الأمور وسقطت كل الأقنعة، وتبيّن بجلاء أن الدعاية التي تقوم بها مكاتب البوليساريو في العواصم الأوروبية والدولية، والتباكي الذي يقوم بها مندوبوها مستغلين حالة التعاطف الإنساني العامة مع أوضاع المحتجزين في مخيمات تيندوف، هي حالة كاذبة هدفها مراكمة الثروات عبرالاتجار بالمساعدات الإنسانية والسطو عليها.
ومنذ سقوط جدار الخوف على امتداد العالم العربي شرع العشرات من النشطاء الحقوقيين الصحراويين وقفات احتجاجية أمام مقر رئاسة عبد العزيز المراكشي بمخيم الرابوني بعد أن ضاقوا درعا جراء الصمت الرهيب من طرف قيادة جبهة البوليساريو وحاميتها، الجزائر، حول ظاهرة العبودية التي مازالت متفشية بشكل خطير داخل المخيمات، وبدؤوا منذ مدة يرفع المتظاهرون شعارات تندد بسياسة الآذان الصماء التي تنهجها قيادة الرابوني والسلطات الجزائرية تجاه هذه الظاهرة المشينة ،ويطالبون بوضع حد لهذه الآفة كما يلفتون الانتباه إلى تردي الأوضاع المعيشية والحقوقية عموما داخل المخيمات وسياسة الانتقام تجاه المعارضين لسياسة عبد العزيز وأعوانه.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات