أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طاهر مسلم البكاء - المعلم ..بين الأمس واليوم














المزيد.....

المعلم ..بين الأمس واليوم


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 00:25
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مع أطلالة العام الدراسي الجديد وبدء طلبتنا كفاح الدرس ، تطفو الى السطح تساءلات عديدة ، عن المستوى التدريسي المقدم اليوم الى طلبتنا ،ولماذا بدأ يختلف عما كان عليه الحال في السبعينات او الثمانينات ،حيث لم يكن الطالب يعرف الدورات الخاصة لكفاية ما يقدمه المعلم اوالتدريسي من جهد ومتابعة ، كما لم تكن المدارس الأهلية موجودة اصلا ً ، فيما التفوق والنجاح والتفاعل للطلبة أفضل بكثير مما هو اليوم .
ان من أصعب التحديات التي واجهت البشرية هي عملية اعداد الانسان ذاته، ولاتزال هذه العملية الى يومنا هذا من التحديات الكبرى على الرغم من كل ما توفرمن تيسيرمتمثل بالتوجيه الرباني (الاديان السماوية ) والتراث الأنساني الهائل والمستوى التقني الذي بلغته البشرية الأن،واليوم تبتدأ المدارس الحديثة مع الانسان منذ الصغر ، لتهيأته ،واسناد ما وهبه الله تعالى من الفطرة بقوى" اضافية تجعله قادرا" على مواجهة عواصف الحياة ورياحها العاتية ، وتوجهه الوجهة الصحيحة التي يخدم بها نفسه ومجتمعه،ويصبح عضوا" نافعا" ، وتمهد له السبل ليكون من المتميزيين الذين يعملون على تطوير الحياة والاخذ بها الى سبل جديدة من التقدم والرفاهية .
الخلل يعزى الى عدة اسباب :
يعزى الخلل الى عدة اسباب منها قلة المدارس وعدم نموها بنسبة تتناسب مع النمو السكاني ، حيث اصبحت الصفوف تملأ بأكثر من طاقتها ،وتقادم الأبنية القديمة وعدم توفر الراحة فيها للطالب ،الطلبة أنفسهم بدأيزداد بينهم عدد المتسربين من الدراسة بسبب الظروف التي مر بها العراق من حروب وارهاب ،كما ان المناهج الدراسية المعتمدة على المادة النظرية والتي تهمل الجانب العملي تقلل من متعة وانجذاب الطالب للدراسة وغيرذلك من الأسباب ،غير اننا بصدد التطرق الى موضوع المعلم والذي يشمل كل تدريسي في مراحلنا الدراسية ، والذي اختلف اليوم عما كان عليه بالأمس ، لقد كان المعلم سابقا ًيبذل جهدا ًاستثنائيا ً لأجل طلبته ويحرص على النسب والمؤشرات لطلبته وكان من المتابع والمكتشف للمواهب الفتية بما يوجهها الوجهة الصحيحة في المستقبل ،اما اليوم فهناك نوعان من التدريس التدريس في المدرسة الحكومية وقد بدء يأخذ شكلا ً روتينيا ً بدليل أن أي طالب يريد النجاح يجب عليه الدخول في دورات خاصة لدى التدريسي نفسه الذي لم يعطه الجهد والأهتمام في المدرسة الحكومية !
تدريسين من الأمس لن تنساهم الذاكرة :
من تدريسي الماضي انقل صور لانجدهما في مدارس اليوم ،حيث نجد اليوم على الأعم الأغلب تدريسين لايعرفون حتى اسماء طلبتهم وهذا ينطبق على الذكور والأناث ،الأول : كان مدرس للرسم وكان يخرج عن كون درس الرسم هو رسم صورا ً لأشخاص اواشجار وما الى ذلك ،كان يطلب من الطلبة ان يعيشوا افكارا ً ذهنية قبل ان يرسموا ويطلب في كل لوحة ان تكون هناك فكرة وكنا صغارا ً وقتها على مثل هذا الموضوع ،وفي احد الأيام جاء احد الطلبة ،ممن يسكنون مناطق الأهوار وقد رسم صورة لطائرة محلقة بينما جلس الربان على سطحها وبيده المجذاف ،كما يفعل اهل الأهوار مع البلم ،الوسيلة التي يتنقلون فيها ،وشعر معلم الرسم انه وجد كشفا ً مهما ً،حيث أوقف الدرس وبدأ يشرح الأفكارالتي جسدت في اللوحة ثم إقتطعها وارسلها الى معرض عالمي لتفوز بالجائزة الأولى وليعلن ولادة فنان كبير .
والثاني تدريسي مادة الأدب وقد كان بصيرا ً ولكننا كنا نشعر انه ينصت الى خلجات قلوبنا ويعرف كل شئ عنا ،وفي يوم سمعناه يقول لأحد الطلبة المتميزين بيننا : بني انت موهبه وستكون اديب كبير انشاء الله وانا أأمرك بالبدء بقراءة الف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وسأسألك في مادتها .
اما مدير المتوسطة وكان يتفحص الطلبة المنتقلين من مرحلته الى مرحلة الأعدادية ، فقد رفض طلب احد الطلبة الذي كان يرغب بالتقديم الى اعدادية الصناعة ، قائلا ً له انك موهبة ومشروع طبيب ويجب عليك الأستمرار بالدراسة العلمية ،وهكذا هو اليوم احد الأطباء المشهورين في إختصاص الجلدية ، انها نماذج من تدريسي الأمس بدأنا نفقدها اليوم في زحمة الحياة وهموم الظروف الأنية التي يكون قد اخذ الأنسان يهتم بالمادي اكثر من المعنوي ، وقد يكون لعدم الأهتمام من الدولة بالمعلم اثرا ً كبيرا ً في خفوت تمييزه كما كان في السابق .
من المهم ان تلحق بمؤسساتنا التعليمية مراكزللبحث والتطوير لدراسة مشاكلناالدراسية في المراحل كافة ووضع الحلول الناجحة لها بالتعاون مع قادة البلد حيث ان الوقاية خير من العلاج واننا بتدعيم مدارسنا وواقعنا الدراسي انما ننشأ جيل سليم بدنيا" وعقليا" يعزز قدرات العراق ويبني ما نصبوا ان يتحقق لبلدنا من أزدهار في كل المجالات وهذا خير من ان نترك أبناءنا وهم في اعمار الورود بتسربهم من الدراسة ، ينخرطون في متاهات بالضد من مصلحتهم ومصلحة الوطن .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بلا بوش ) حقيقة أم هرطقة
- الحروب والأرهاب وطفولة في الشوارع
- ارهاب العراق .. ارهاب دولي
- سوريا والتراجع الأمريكي
- وثيقة شرف أم وثيقة عدم ترشيح
- السيسي ..إيزنهاور مصر
- ذي قار رقم كبير في عالم النفط
- السبيل الى وحدة العراق
- نظرة مستقبلية في الأنتخابات العراقية
- المطلوب وقفة ضمير عالمية مع العراق
- ونجح بوتين من جديد
- يريدون النفط بدون العرب
- نستورد الماء والتمر من بلاد الصحراء !
- الجنة الموعودة و ونشر الأرهاب
- سمعة أوباما والحروب الجبانة
- فرنسا.. موقف غير مشرف
- الديمقراطية تلد ديكتاتورية !
- يا لعار ما يسمى جامعة الدول العربية
- العراق سببا ً لعودة ضمير العالم
- شريعة الغاب الدولية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طاهر مسلم البكاء - المعلم ..بين الأمس واليوم