(بلا بوش ) حقيقة أم هرطقة

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كنا صغارا ً ونسمع اهلنا عندما يغضبون من واحد من اشقاءنا يوصمونه بكلام لانفهمه كانوا يقولون له :
( بلابوش ) ، تلفظ ككلمة واحدة غير مجزءة .
ومع الزمن اعتدنا على الكلمة وبدأنا نستخدمها على انها عندما تقال لشخص كأنك توصمه أو تدعو عليه بشئ مؤلم كنوع من انواع المرض مثلا ً ،وعندما حاول بعضنا سؤال من يكبرونه سنا ً عن معنى بلابوش لم نجد أي جواب شافي عند أي أحد ممن كانوا يستخدمون اللفظ ، ولاهم يعرفون من اين جاء استخدام اللفظ ولا نحن توصلنا الى معرفة معلومة ما عنه ، لقد توارثوه عن اباءهم مثلنا تماما ً ، وكان شيئا ً عاديا ً مثل الكثير من المصطلحات التي نستخدمها لأننا وجدناها متداولة قبلنا فتدرج على ألسنتنا ، دون ان نعرف معانيها، أو احيانا ً يظهر انها دارجة في لغتنا من لغات أخرى أجنبية مثل التركية والفارسية أو الأنكليزية ...الخ
ومر الزمن ودارت السنين وفي لحظة استرخاء، وفيما نحن نقلب صفحات الماضي أنتبهنا فجأة الى ذلك الكلام الذي كان يطلقه أهلنا ،ونحن من بعدهم دون ان نعرف معناه ( بلابوش ) ، فأحسسنا اننا قد نكون وجدنا المعنى الواضح له دون ان ننتبه ،لا بل اننا قد عشنا فيه بكل جوارحنا وبتفاصيل مملة أخذت منا ومن أعمارنا وراحتنا وسلامة بلادنا الكثير،لقد اتضح لنا انها تعني :
( بلاء بوش )
كون ان ما مر بنا وببلادنا كعراقيين من بلاء بفعل الحروب والحصار التي حصلت عند تسيد آل بوش الحكم في امريكا ، يصنف على انه بلاء لم يشاهده غيرنا لا في الماضي ولافي الحاضر وقد ابتدأ منذ العام 1991ولا يزال مستمرا ً ، حيث دمرت بلادنا بالكامل وقتل الآلاف وهجر الملايين ،وعشنا الحصاروالعوز والكفاف والأنعزال عن العالم مما أخر بلادنا عشرات السنين ،ولايزال هذا البلاء مستمرا ً على شكل ارهاب متعدد الألوان حتى بعد خروج القوات الأمريكية من العراق .
من اوحى لأهلنا البسطاء :
اذا كان كل هذا اصبح واضحا ً لنا ونحن ننظر للأحداث التي وقعت وحصلت بالفعل وعشنا وقائعها ، يبقى التسائل الكبير هو من المتنبئ الذي اوعز الى أهلنا بأن بلاءا ً بأسم بوش سوف يحل بالعراقيين ،وأنه بلاء من النوع القاسي والمخيف بحيث يوصمونه بالذي يريدون ان يقسوا عليه في تعاملاتهم العادية ، وقد كانوا يستخدمون اللفظ حتى قبل ان يولد بوش ،بحيث انه أمتزج لديهم بكثرة الأستخدام ليصبح دارج : ( بلابوش ) .
محاولات للحصول على جواب :
كون ان أغلب موروثنا المعلوماتي الشائع لدى العامة يرجع الى أصول وافكار دينية أو تاريخية فقد ارتأيت ان اتجه الى علماء الدين البارزين ومتخصصي التاريخ ، وبدأت بطرح تسائلاتي على احد المتخصصين بالتاريخ والأثار ، فلم يجبني بغير ابتسامة ،كمن لايصدق ما كنت انقله له ، وقال رجاء انا رجل علماني وانت تشوش تفكيري ! ، أما رجل الدين وهو احد علماء الحوزة العلمية في النجف فقد قال :
ان هذا الموضوع كان واضحا ً تماما ً ومنقولا ً في كتبنا وبشكل اكثر تفصيلا ً مما طرحت ، غير اننا كنا لانستطيع تحديد الفترة الزمنية بالضبط كما نحن الأن نراها بعد ان حصلت على أرض الواقع ، لقد كان ايضا ً مذكورا ً في موضوع بلاء بوش أمورا ً أكثر تفصيلا ً مثل : ( أن اليهود ســيصلون الـى مـدينة أور التـاريخية ويقتل الرئيس العراقي ، ثم يخرَجون من العراق ،وان هناك مساندة من ايران ) ، ولكنك لاتستطيع ان تساند هذه الأقوال وتطرحها بشكل موثوق قبل ان تحصل ، ففي عام 1991 وصلت الجيوش الأجنبية الى الناصرية وتمركز الأمريكان في اور ولكن الرئيس العراقي لم يقتل ، وهذا ما حصل بعد العام 2003 في الكرة الثانية لبوش الأبن .
ان أغلب هذه الروايات منقولة في كتب الشيعة عن آل بيت الرسول ، كانت تروى الى خاصتهم من العلماء ،غير انها بكثر التداول ومرور السنين يشوبها الكثير من الغموض والتشويش ،ويضاف لها أحداث ووقائع ، وهذا ما يحصل بصورة اوسع لتوقع ظهور المهدي المنتظر ، أعتمادا ً على المنقول عن الرسول في دلائل ظهوره .
وعلى أي حال فأن هناك العديد من المفاهيم المتداولة في الكتب الدينية لجميع الأديان ،والتي تدعي التنبؤ بأحداث مستقبلية ، وقد لا تسسترعي منا أي انتباهة بأعتبارها كم هائل من المنقول الغامض والغير مسند بسند موثوق ،أو هكذا يبدو لنا ونحن نقرأها او نسمع عنها ، ولكن بعد ان تثبت على ارض الواقع تصبح مسألة فيها نظر .

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل