أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - ورقة عن الحرب الإمبريالية الصهيونية في المنطقة العربية















المزيد.....

ورقة عن الحرب الإمبريالية الصهيونية في المنطقة العربية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1) خاضت الإمبريالية الأميركية حروباً كثيرة في مختلف أنحاء العالم، كانت تعبِّر عن ميلها للسيطرة و سعيها لفرض مصالح رأسماليتها، في إطار سياستها الإمبريالية الهادفة إلى الهيمنة على العالم و قيادته. و كانت هيمنة الرأسماليات الأخرى تحدّ من هذا الطموح، و إن كانت أدت نتائج الحرب العالمية الثانية إلى إنطلاقها لتحقيق مشروعها العالمي.
لكنها قرّرت منذ نهاية الحرب الباردة سياسة الهيمنة التامة على العالم، و تكريس السيطرة المطلقة لإحتكاراتها التي باتت مهدَّدة بالإنهيار في إطار التنافس الرأسمالي بين مجمل المراكز الرأسمالية. لهذا إنتقلت إلى حرب ساخنة تطال العالم كله، تهدف إلى سيطرة الرأسمالية الأميركية على إقتصاد العالم، من أجل التحكُّم فيه و إحتكاره، و تكييفه مع مصالح إحتكاراتها. إنها العولمة العسكرية التي نشهد فصولها، التي هي طريقة الإحتكار الإمبريالي الأميركي للعالم، و التي باتت تهدِّد البشرية كلها، و تطال بآثارها شعوب العالم، لكنها تطال العرب بشكل مباشر و حادّ و خطر، و لكنها أيضاً تلقي بظلالها على أوروبا كذلك.
إنها حرب إمبريالية بإمتياز، بدأت سنة 1990 ضد العراق، و طالت يوغوسلافيا و أفغانستان، رافقتها تدخّلات عسكرية أميركية في الصومال و هايتي و كولومبيا، في إطار السعي للسيطرة على المفاصل الإستراتيجية في العالم، لكنها تهدف إلى تعميم الهيمنة الأميركية عبر السيطرة على النفط في المنطقة الممتدّة من الخليج العربي إلى بحر قزوين، و حتى إفريقيا و روسيا. و أيضاً عبر السيطرة على الأسواق التي يجب أن تكون محتكرة من قِبل الشركات الإحتكارية الأميركية. إنها عملية فرضٍ للعولمة الإمبريالية الأميركية بقوّة السلاح، و عملية تعميق النهب الإمبريالي لشعوب العالم بالعنف و الحرب.
2) و بالتالي فإن إحتلال أفغانستان ثم العراق يهدفان إلى السيطرة العسكرية و السياسية و الإقتصادية على المنطقة التي باتت تسميها الإدارة الأميركية: الشرق الأوسط الأعظم. و لهذا فإن إحتلال العراق لن يكون الإحتلال الأخير في صيرورة الحرب الأميركية، خصوصاً و أنه مدعّم بقواعد عسكرية مهمة في منطقة الخليج العربي، و في مصر، و باتت تصل إلى الجزائر، إضافة إلى أسطولها الحربي الذي يقيم في البحر الأبيض المتوسط، و كذلك إلى قواعدها في آسيا الوسطى و أوروبا عبر الحلف الأطلسي، الذي بات يستعدّ للتوسّع جنوباً.
حيث ستعمل الإمبريالية الأميركية ( كما وعدت ) على تحقيق " تغيير عميق و جذري " في هذه المنطقة. الأمر الذي يجعل الحرب خطراً راهناً و مستمرّاً، سيطال دولاً أخرى.
و الآن تتحضّر لتحقيق التغيير في سوريا و لبنان، و أيضاً إيران، حيث بدأت الضغوط، و تحضّرت الأجواء التي تسمح بالتدخل. لكن سنلحظ بأن الحرب هذه المرّة ربما لن تشنّ من قِبل الإمبريالية الأميركية التي تواجه مقاومة مهمة في العراق، و بالتالي ربما لن تغامر في خوض حرب جديدة الآن. بل سوف تشنّ من قِبل " حليفتها ": الدولة الصهيونية، التي تتحضّر لفرض شروطها على كل المنطقة العربية، و التي تسعى لتحقيق " سلام " مع سوريا دون التنازل عن جزءٍ أساسيّ من الجولان المحتلّ.
3) و هذا الأمر يجب أن يدفعنا إلى التفكير ملياً في طبيعة العلاقة العضوية التي تربط بين الإمبريالية الأميركية و الدولة الصهيونية، حيث يبدو أن إسرائيل هي جزء من السياسة العالمية للإمبريالية الأميركية، و هي محور مركزيّ في إستراتيجيتها في " الشرق الأوسط " سابقاً و " الشرق الأوسط الكبير " الآن، و بالتالي فإن إسرائيل هي جزء من قوى العولمة الإمبريالية، و جزء من قوى الحرب و القتل و السيطرة و الإحتلال، و بالتالي من العولمة العسكرية. إنها جزء عضويّ من الإمبريالية الأميركية، و تعمل إنطلاقاً من كونها إمبريالية فرعية هدفها السيطرة على المنطقة العربية. و هي الآن تتحضّر لأن تلعب دوراً مسانداً و مكملاً للدور الأميركي في إطار الرؤية الأميركية لتغيير الجغرافيا السياسية لكل المنطقة. إنها إستثمار إمبريالي لعب أدواراً مختلفة في الماضي في خدمة المشروع الإمبريالي، لكنها تتحضّر اليوم لكي تلعب دوراً حاسماً كجزء من الإمبريالية الأميركية ذاتها.
4) و إذا كانت النضالات العالمية من أجل فلسطين قد تركّزت على دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة في الضفة الغربية و قطاع غزّة، طيلة العقود الماضية، دون أن يتحقّق شيء من ذلك، فإن الواقع الراهن بات يشير إلى أن السياسة الصهيونية طيلة تلك العقود، قادت إلى أن تُفرض وقائع على الأرض تؤكّد إستحالة قيام هذه الدولة، بعد أن كانت القيادة الفلسطينية قد أقرّت بوجود إسرائيل، و سعت إلى التوصّل إلى حل نهائيّ. و لقد نشأ ذلك نتيجة السيطرة على أراضي السكان ، و التوسّع الهائل في الإستيطان، و كذلك الطرق الإلتفافية، و من ثَمّ " الجدار العازل ". الأمر الذي قاد إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات منعزلة و متحكَّم بها، في ظلّ سيادة إسرائيلية على الأرض و الأجواء و المعابر و طرق المواصلات بين المدن.
لهذا سيبدو أن الشعب الفلسطيني لن يحصل على أيٍّ من حقوقه، حتى في إطار جزء من فلسطين، و سيُفرض عليه الحل الصهيوني القائم على إعتبار أن الأرض الفلسطينية هي كلها " أرض إسرائيل "، و إعطاء سلطة ذاتية للسكان الذين سيعتبرون " جالية أجنبية " في أرضهم و وطنهم.
5) هذا الأمر يفرض إعادة النظر في الموقف من الدولة الصهيونية، و إعتبار أنها مشروع إمبرياليّ بالأساس، و ليست حلّ للمسألة اليهودية كما كان يجري الإدّعاء. و أنها جزء من الدور الإمبريالي للسيطرة على المنطقة العربية، و جزء من قوى الإحتلال و التدمير و القتل. لقد حلّت الرأسمالية الأوروبية المسألة اليهودية ( التي كانت تمثّل مشكلة أوروبية فقط ) على حساب العرب، عبر إستغلال اليهود في مشروع سيطرة و إحتلال. و منذ إذ باتت الدولة الصهيونية جزءاً من المشروع الإمبريالي للسيطرة و الإحتلال و النهب. و هي منذ زمن جزء من المشروع الإمبريالي الأميركي، و تلعب دور الكابح لمطامح العرب، إضافة إلى إحتلالها فلسطين لمنطلق للسيطرة و الحرب.
إسرائيل إذن تتحوّل إلى إمبريالية إقليمية، تسعى إلى الهيمنة على محيطها، بالتوافق مع الهيمنة الإمبريالية الأميركية التي بدأت بإحتلال العراق. و إذا كنا نسعى لرفض الإحتلال الأميركي للعراق، و لرفض الحرب الإمبريالية التي تشنّها الدولة الأميركية، يجب أن نسعى لرفض الوجود الصهيوني، و رفض تحويل اليهود إلى جيش إمبريالي يعمل في خدمة الإمبريالية، و يحقّق مصالح رأسمالييها.
لهذا يجب التأكيد على رفض إسرائيل الإمبريالية، بالتوازي مع رفض الإمبريالية كلها. و يجب السعي لتحقيق حلٍّ ديمقراطيّ عادل يلبّي مصالح الشعوب، و يقود إلى تحقيق السلام و الرفاه. و لن يصبح ذلك ممكناً إلا بتصعيد الصراع ضد الإمبريالية و الصهيونية، و تصعيد المقاومة من أجل الإستقلال و التحرّر. تحرّر الفلسطينيين، و التحرّر من العقيدة الصهيونية التي هي بنت المشروع الإمبريالي. و بالتالي إيجاد حلّ ديمقراطي للمسألة اليهودية التي باتت مسألة عربية بإمتياز.
6) إن الحرب الإمبريالية التي ميدانها هو الوطن العربي، و الدور الذي تلعبه الدولة الصهيونية في إطارها، تهدِّد شعوب المتوسط كلها، العرب و أوروبا، و تهدِّد بإستمرار النهب الإمبريالي، و التدمير و التخلّف، و بالتالي تهدّد بتصاعد الإفقار و البطالة و الهجرة، و أيضاً التعصّب. لهذا يصبح من الضروري تحالف شعوب المتوسط ضد الإحتلال و ضد الحرب الإمبريالية، و توافقهم على مقاومتها،من أجل هزيمة الإمبريالية، و تأسيس عالم بديل يقوم على المساواة و التكافؤ، خالٍ من النهب و الإستغلال و الحروب و التعصّب و العنصرية. هو بحق عالم الشعوب.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة القومية العربية: تجربة نصف قرن
- مسار الخصخصة في سوريا
- عودة الى الطبقة العاملة
- الحركات الشعبية و دور أميركا
- التغيير التائه بين الداخل و الخارج
- ديمقراطية الطوائف
- أميركا و الأصولية
- منزلقات الأصولية
- الإصلاح ليس ضرورة
- الى الأستاذ حسقيل قوجمان
- نداء إلى كل الماركسيين في الوطن العربي
- غيبوبة السياسة السورية
- بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟
- طبيعة المقاومة العراقية
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - ورقة عن الحرب الإمبريالية الصهيونية في المنطقة العربية