أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - التغيير التائه بين الداخل و الخارج














المزيد.....

التغيير التائه بين الداخل و الخارج


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد السؤال الحساس هو: هل تحتاج أوضاعنا إلى تغيير؟ بل بتنا نتوه في نقاش، ربما يكون عقيماً، يتراوح بين إتهام شعارات التغيير و القوى التي تطرح التغيير بإرتباط ب " الخارج " الذي هو أميركا، التي تسعى للسيطرة و الإحتلال حكماً، و بالتالي غضّ النظر عن كل مشكلات الداخل. و بين الإقتناع بأن التغيير لن يتحقّق إلا بقوة " الخارج "، الذي هو الإمبريالية الأميركية حكماً.
لهذا بات الرافض للتغيير من الخارج، رافضاً لأي تغيير و مدافعاً عن نظم إستبدادية فاسدة، دمّرت البنى المجتمعية و أنهت الحركة السياسية، و فككت التكوينات المحلية. الأمر الذي جعلها هشّة إلى حدّ أن أي فعل خارجي يمكن أن يحوّلها بسهولة و يسر. و بالتالي أفضى هذا الموقف إلى تجاوز المشكلات الداخلية و الأزمات العميقة التي وصلت إلى حدّ التفجّر نتيجة إستبداد السلطة و نهبها و إفقارها المجتمع. مما جعل، أو يجعل، صاحب هذا الموقف خارج سياق الصراع الواقعي و ملحق بالسلطة، القامعة و المنهارة معاً.
كما أن الداعم للتغيير من الخارج، بات ملحقاً بمشروع إمبريالي يهدف إلى السيطرة و النهب و التدمير، و إلى الإحتلال، رغم أن " النوايا " لا تقصد ذلك. لكن إعتبار تغيير الداخل هو الهدف المطلق، و الإنطلاق من الشعور العميق بالعجز، و أيضاً الحاجة الماسّة إلى التغيير لقهر مستبدٍّ أوصل إلى ذاك الشعور بالعجز، كل ذلك يجعل قبول دور الخارج في التغيير مسألة لها مبرّراتها.
إن الإنطلاق من بنية السلطة فقط ، و بالتالي التركيز على الجانب الديمقراطي بالتحديد ، و الشعور بأن تحويل إستبدادية السلطة غير ممكن دون " قوّة خارقة ". يقود حتماً إلى ذاك الموقف الذي يتشبّث بالخارج الإمبريالي، و من ثَمّ إلى تزيين أهدافه و تعميم التصوّر بجدّيته في تحقيق الديمقراطية و " نشر الحرية "، تأسيساً على أن " عصر العولمة " يميل إلى أنسنة العالم. و لهذا يصبح القبول بالخارج الإمبريالي أساساً لسياسة تخدم توجّهات الخارج ذاته، و تصبّ في مصالحه.
لكن الإنطلاق من " خطر الخارج " فقط ، و بالتالي رؤية ما هو موحِّد مع السلطة ، بكل الصفات التي أشرت إليها ، سوف يُبعد عن الفئات الشعبية التي تعيش مشكلات عميقة نتيجة نهب السلطة و إستبداديتها معاً، و التي تشعر بلا إمكانية إستمرار الوضع كما هو، و بالتالي بضرورة التغيير.
في السياق الأول يُربط التغيير بالخارج الإمبريالي، و يوضع في جعبته. و في السياق الثاني يُلغى التغيير ( أو يؤجّل ) خشية إستفادة الخارج ذاته. لتخرج القوى المعنية بالتغيير من دائرة الصراع لتحقيقه، و تبقى النظم الهشّة عرضة لتغيير الخارج دون مقاومة. و لهذا يتحقّق " التغيير " في الحدود التي يريدها الخارج و لمصلحته، دون تحقيق تغيير حقيقيٍّ يخدم مصالح المجتمع.
بمعنى أن السؤال: هل التغيير ضرورة؟ هو الذي يجب أن يحظى بأولوية، و بالتالي على ضوئه يجب صوغ سياسة تحقّق التغيير، لكن في الإطار الذي يخدم الداخل. إن الحالة الإستقطابية بين الداخل و الخارج هي تعبير عن رؤية أحادية لا ترى تعقيد الظروف، و بالتالي تعقيد الموقف الضروري لمواجهتها. الأمر الذي يفرض أن تكون الأمور واضحة من الداخل و الخارج، كي لا يبقى التغيير تائهاً بين الحدّين: الداخل السلطوي و الخارج الإمبريالي. التغيير ضرورة لكن بفعل القوى الشعبية.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الطوائف
- أميركا و الأصولية
- منزلقات الأصولية
- الإصلاح ليس ضرورة
- الى الأستاذ حسقيل قوجمان
- نداء إلى كل الماركسيين في الوطن العربي
- غيبوبة السياسة السورية
- بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟
- طبيعة المقاومة العراقية
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟
- ثورة اكتوبر ، محاولة للتفكير
- ما هي الماركسية؟
- الماركسية و الاشتراكية و حرية الانتقاد
- ممكنات تجاوز الرأسمالية عودة الى ماركس
- مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - التغيير التائه بين الداخل و الخارج