أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟














المزيد.....

بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و السؤال مهم نتيجة ما شاب العلاقة بين ضفّتي الأطلسي منذ الحادي عشر من أيلول سنة 2001. حيث إنبنت سياسة بوش منذ إذ على تجاهل أوروبا و تهميشها، بعد أن حدّد لها الخيار بين أن تكون مع أميركا و بالتالي تدعم كل سياساتها و حروبها، أو تُحسب ضدّها، في إطار سياسة كانت تخدم المصالح الأميركية بالتحديد و تجرّ العالم إلى حروب لا نهائية. و كان الإختلاف حول الحرب على العراق عميقاً، إلى حدِّ تكريس إنقسامٍ فعليٍّ بينهما. ترافق مع هجوم إعلاميّ أميركي وصل حدّ إعتبار أوروبا: القارة العجوز.
و لقد تمثّل إعتراض أوروبا في رفض السياسة الحربية الأميركية، و عودة الدولة الأميركية إلى سياسة الإحتلال. و كذلك في رفض السياسات الحمائية الأميركية للعديد من القطاعات الإقتصادية، و رفض الزراعة المعدّلة جينياً، و العديد من المنازعات التجارية.
هذا من حيث السياسات و الخلاف بين الدول. لكن تبدو السياسة الأميركية منذ الحادي عشر من أيلول و كأنها تسعى إلى فرض السيطرة الأميركية على العالم عبر القوّة العسكرية فائقة التفوّق التي إمتلكتها خلال الحرب الباردة، و بالتالي فرض مصالح رأسماليتها و شركاتها على حساب كل الرأسماليات الأخرى، عبر إحتكار الأسواق – إحتكار التوظيف فيها و التصدير إليها -، و أساساً عبر التحكّم بالنفط العالمي من خلال إيجاد قواعد عسكرية أميركية في كل المناطق التي تحوي النفط، حيث أن النفط هو " مصلحة قومية أميركية " كما بات يُشار منذ سنة 1998 على الأقل. و كان كل ذلك يعني خسارة أوروبا، لأنه يعني الخضوع للإرادة الأميركية نتيجة حاجتها للنفط، و أيضاً يعني تقليص أسواقها العالمية، و تراجع إستثماراتها في العالم.
و كان يبدو الصراع و كأنه صراع من أجل تكريس هيمنة أميركا في المجال الإقتصادي، بعد أن أصبح التنافس في إطار السوق العالمية الحرّة يسير لغير مصلحتها. الأمر الذي فرض عليها إحتكار الأسواق عبر القوّة المتفوّقة التي تتمتّع بها منذ نهاية الحرب الباردة. و كانت معادلة العلاقة مع أوروبا تقوم على مبدأ إلحاق الرأسمالية الأوروبية بالرأسمالية الأميركية، أو تأكيد هيمنة الرأسمالية الأميركية على الرأسمالية الأوروبية، من خلال تقليص أسواقها و بالتالي تهديد وجودها، لكي تهاجر رساميلها إلى أميركا التي تحتاج إلى تعديل ميزان مدفوعاتها الذي يشير إلى " هروب " إلى الخارج نتيجة العجز في الميزان التجاري. أو عبر شراء الشركات الأوروبية المأزومة وفق ذلك. أو عبر قبول العمل " من الباطن ". أي بالإعتراف بالهيمنة المطلقة للرأسمالية الأميركية. بمعنى أن السوق العالمي يجب أن يكون واحداً، و أن تكون السيطرة فيه للرأسمالية الأميركية دون مقدرة الآخرين على المنافسة. و في إطار ذلك يجب أن يندغم الرأسمال الأوروبي في هذه المعادلة.
لقد إحتكر الرأسمال الأميركي السوق العراقي بعد الإحتلال، و هو يسعى لإحتكار سوق " الشرق الأوسط الكبير " كله. و بالتالي ستخرج أوروبا من بلدٍ تلو الآخر. من سوريا و لبنان، كما من الجزائر و المغرب العربي. و سوف يُحتكر هذا السوق الضخم من قِبل الرأسمال الأميركي. فهل يقبل الرأسمال الأوروبي هذه المعادلة؟
المشكلة أن الرأسمال بات متشابكاً، و لم يعد من الممكن أن يتكرّر إنقسام العالم الرأسمالي إلى معسكرين متناقضين كما حدث في القرن العشرين. لكن ضمن هذا التشابك تستغلّ الرأسمالية الأميركية تفوّقها العسكري الهائل من أجل تكريس هيمنة الرأسمال الأميركي المطلقة في إطار هذه العلاقة المتشابكة. أي بحيث يظلّ الرأسمال الأميركي هو القوّة المسيطرة، و بالتالي بحيث يضعف الرأسمال الأوروبي و يصبح تابعاً ، أو في مرتبة أدني، ضمن علاقة التشابك هذه.
و بالتالي ماذا يمكن لبوش أن يعطي لأوروبا؟
في السياسة سيتحقق التوافق في الموقف من سوريا و لبنان، و يتقارب في العراق، و أيضاً في الصراع العربي الصهيوني. و يمكن أن يجري البحث في الدور العالمي للحلف الأطلسي. لكن ماذا بشأن الصراع الحقيقي؟ الصراع من أجل السيطرة و النهب، من أجل النفط و الأسواق؟
ربما كانت الصعوبات الجدّية في العراق هي التي تدفع بوش إلى إظهار التوافق مع أوروبا، و محاولة الوصول إلى إتفاق ما. لكن عمق الصراع يُبقي الخلافات قائمة.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة المقاومة العراقية
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟
- ثورة اكتوبر ، محاولة للتفكير
- ما هي الماركسية؟
- الماركسية و الاشتراكية و حرية الانتقاد
- ممكنات تجاوز الرأسمالية عودة الى ماركس
- مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال
- مشكلات اليسار في الوطن العربي - ما العمل؟
- مشكلات مفهوم المجتمع المدني
- حول الموضوعات من أجل نقاش هادئ لمنهجية و لرؤية - مناقشة لموض ...
- هل الرأسمالية باتت - إنسانية-؟ مناقشات حول العراق
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة- 3 - الحركة الشيوعية و مشكل ...
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة 2 -3 المقاومة العراقية و ضر ...
- (من أجل المقاومة العراقية الشاملة(1-3 - وضع أميركا في العراق
- الخطاب -الديمقراطي- الأمريكي في -الشرق الأوسط الكبير-


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟