أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - من هو العنصري؟














المزيد.....

من هو العنصري؟


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 07:52
المحور: المجتمع المدني
    


كثيرا ما نسمع بان النظام الفلاني عنصري فاشي او بان الشخص الفلاني عنصري، ولتسليط الضوء عن هذه الظاهرة السياسية الاجتماعية الخطيرة، كانت من الضرورة التعرج على الظاهرة كمفهوم ان جاز التعبير. فاللعنصرية الفاشية هي عبارة عن نظام فكري وايديولوجي تقوم على اساس تمجيد عنصر محدد في المجتمع ويفضلها ويميزها عن الاخرين لاغراض تمتين وتقوية النظام واطالة عمرها فضلا عن اظطهاد الشعوب الاخرى والاستحواذ على مقدراتهم مبررا بان عنصره هي الااسمى والاقوى مستخدما شتى انواع الخطابات التي تدعم وتروج للفكرة وتبرر لها او باساليب الاكراه والصراعات والحروب، ومن الامثلة التي يمكن الاستشهاد بها هتلر وفرانكو وصدام حسين.
طبعا الذين عانوا "كافراد او كشعوب"بل كانوا ضحايا هذه النزعات الفردية وهذه الانظمة يتذكرون الاساليب التي استخدمت من قبل هولاء العنصريين والفاشيين. ومن حقهم لاعادة كتابتها او للاستشهاد بها عند الضرورة لفضحها اولا ولكشف الستار عنها ومن ثم احقاقا لحق المظلومين من الضحايا والاهم جدا من كل ما سبق هي ان تصبح درسا للاجيال القادمة لمنع تكرارها وهي الاسلوب الاهم والافضل لدفع عجلة التغيير نحو الامام وبناء مجتمع مدني ومؤوسساتي وشفاف لا مكان فيها للعنصرية والشوفينية حاضرا ومستقبلا.
ففي احدى المحاضرات في الدراسات العليا وفي خارج البلاد وبعد عشرة سنوات من سقوط نظام صدام العنصري تحدثت عن ماشاهدته بعيني من مظالم اثناء حكم صدام من هدم للقرى الكوردية في شمال العراق بما فيها المدارس والجوامع وتهجير قسم من سكانها الكورد الى منافي في جنوب العراق والتي لم ينجوا منها الكثير وخاصة الاطفال والشيوخ واعيدت زج قسم المتبقي منهم في مجمعات قسرية بنيت على شكل معسكرات اعتقال تراقبهم ثكنات عسكرية بنيت على اطرافها وعلى مداخلها في اوضح صورة واقعية لممارسات عنصرية وفاشية ربما مارستها هتلر وموسليني وغيرهم اثناء ممارساتهم العنصرية والفاشية مع ضحاياهم.
كان في اللمحاضرة شخص سبق انه قد خدم في الجيش الصدامي ضابطا فبدلا ان يتاسف عن كل هذه الماساة والكوارث العنصرية التي تسببت بها صدام ونظامه للعراقيين وللعراق، قال موجها اصبع يديه نحوي "انت عنصري"! تصورو انا الضحية لاعمال وحشية لنظام عنصري وفاشي ولمجرد حديثي عن تلك الجرائم اصبحت "عنصريا" من وجهه نظر زميلنا وبينما هو يعتبر نفسه "وطنيا" لانه يدافع بل يبرر لجرائم عنصرية وفاشية اقترفت ضد قسم كبير من ابناء شعبه وعلى طول عقود من الزمن؟
هنا ذكرته كونه يظهر بانه "متدين"بان "الساكت عن الحق شيطان اخرس" وبان "من رأى منكرا فيغيره بيديه وان لم يستطع فبليسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان" وذكرته ايضا بان الامام علي قال"حين سكت اهل الحق عن الباطل، توهم اهل الباطل انهم على حق" واخيرا بالاية "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" في كل هذا لعلي اوضح له موقفي و اساعده على "فهم"و"هضم"بان ما استشهدت به من حقائق حصلت امام ناظري ليست لكوني كوريا فقط بل لانني ضد العنصرية والظلم وبجيمع اشكالها ومع الحق ولو كانت لغيري، ثم لو نسكت عن الماسي التي لحقت بالشعب الكوردي خاصة وبالشعب العراقي عامة نتيجة السياسات العنصرية والفاشية للنظام السابق سنكون مشاركين في الجريمة بشكل او باخر واحتمالية تكرار الماساة في المستقبل تبقى عالية لان الغرض من الاستشهاد بماسي الماضي ليس للانتقام لان الانتقام تفكيرسلبي وفعل مدمرللذات قبل الاخر، بل للاعتبار ولاخذ الدروس ولمنع تكرارها مستقبلا بالدرجة الاساس ولمنع ظهور عقليات عنصرية وشوفينية ودكتاتورية في المجتمع العراقي مرة اخرى.
طبعا بالمناسبة في محاظرات سابقة وبحظور نفس الزميل كنت قد استشهدت بالمظالم التي تعرضت وتتعرض لها الشعب الفلسطيني على ايدي الصهاينة وادعم وبكل جوانحي حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وحقه في تقرير المصيره على ارضه وكما يستحق وكما يناسبه لتتحقق العدالة والسلام للجميع، بعد كل هذا زميلنا اعتبرني عنصريا لانني تحدثت عن مآسي شاهدتها بنفسي وعن مظالم لحقت بالفلاحين وبالمدنيين الكورد اثناء حكم العنصري والفاشي صدام للعراق .
فمن هو العنصري ياترى؟



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخلاق والدفاع عن قضية شعب
- هل يعرف شعوبنا ماذا يريدون؟
- الكورد تعرض للاظهاد من قبل الاخرين بسبب هويته القومية وليس ب ...
- الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟
- نذير-الحرب- في العراق ورسالة-كانت- في السلام
- أطفال العراق مابين عهدين
- نتائج الفرق الرياضية العراقية وعبارة-انشاء الله-
- المنتخب العراقي لكرة القدم ومباريات اليابان
- السفارة العراقية في سيئول تقيم مأدبة افطار لابناء الجالية
- هل حقق الفريق الكوري غايته في اولمبياد لندن؟
- الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم
- توقيع الرئيس بين عهدين
- هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟
- آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتور ...
- أيهما صح وليس أيهما حلال او حرام!
- تعريف وأنواع الدكتاتوريات: مجتمع مدني
- كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد
- الكلمات نوافذ أم جدران
- سيئول
- محاولات


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - من هو العنصري؟