أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد جلو - حينما كان العرب في القمة، و الغرب في القمامة، عكس اليوم















المزيد.....

حينما كان العرب في القمة، و الغرب في القمامة، عكس اليوم


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 18:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مدينة فاس
المدينة المغربية الجميلة
قضيت فيها كل مرحلة الإبتدائية
أي، أغلب طفولتي
---

لها في قلبي
موقع خاص
لا يقل عن
... بغداد
---

بالمناسبة
إن كنت لم تعرف ذلك سابقا
سأقولها لك الآن:
---

أول جامعة في العالم
هي
جامعة القرويين
في فاس
أسسها المغاربة
---

يا لسعادتي
شعرت بغبطة و فخر عظيم
حين قلتها
---

أسسوها
حينما كان للعلم منزلة عظيمة
عند العرب
---

أسسوها
حينما كان الأوروبيون
غارقين في تخلُفهم
غارقين في تدينهم العميق
غارقين في خرافاتهم
غارقين في جهلهم العميق
غارقين في الزهد
و الإكتفاء بالقليل
و سعيهم إلى نبذ الحياة الدنيا
و ضمان آخرتهم
---

فبينما كان العرب مشغولون بالتقدم و الرقي
و جامعة القرويين
مثل أوكسفورد و كامبريدج و هارفرد اليوم
يقصدها كل من طلب أعلى درجات العلم
---

كان الأوروبيون مشغولين
بما يعتبرونه
أهم من ذلك
مشغولون
بالورع و التقوى
---

و حتى النقود القليلة التي يكسبون
تنتزعه منهم الكنيسة
بالقوة أحيانا
أو بالخداع غالبا
لتعطيهم صكوك الغفران
---

فيصبح رجال الدين، أعظم نفوذا
و أغنى الناس
يعيشون في الكنيسة
و الكاتدرائيات الفخمة
---

تجد رجال الدين يعيشون في أضخم و أعظم و أغلى بناية في البلدة الفقيرة
محاطون بأكواخ بائسة
أكواخ السذج الذين بنوا لهم الكنائس
---

و هكذا، مرت أوروبا بعصر إنحطاط
دام 500 عام
سميت هذه الفترة
بالعصور الأوروبية المظلمة
---

لم ينتج عن تلك العصور المظلمة، أي تقدم
و لم ينتج عنها، أية حضارة
و لم نعثر عنهم أي أثر ذو قيمة
سوى الكنائس و الكاتدرائيات الهائلة العملاقة
فقط
---

إنتهى التخلف الأوروبي أخيرا
إنتهى، في عصر النهضة
حين أقفل الأوروبيون أبواب الكنائس
على قساوستهم الدجالين
و إنصرفوا إلى العلم و المعرفة
على الرغم من إحتجاج، و تهديد، و تكفير الكنيسة
---

فاس الحبيبة
فاس طفولتي
فاس
ثالث أكبر مدينة في المغرب
عدد سكانها 1.8 مليون
و أهلها، من أطيب المغاربة
---

أُسِسَت فاس و توسعت على مراحل
في عام 789 ميلادي، أسَسها إدريس الأول
مؤسِس الدولة الإدريسية
على الضفة اليمنى من نهر فاس
---

بيوتها قائمة إلى الآن
و أسوارها قائمة إلى الآن
و يسميها الناس
فاس البالي، أي القديم
---

لحسن الحظ، صمد فاس البالي إلى حد الآن
و تعتبر منطقته حاليا، أكبر منطقة سكنية كثيفة مغلقة على قيادة السيارات، في العالم
---

بعد إنشائها بقليل
نزح قرويون إليها، من جميع الأنحاء
فسمي حيهم، بالقرويين
ثم سكن الأندلسيون الأثرياء فيها
فسمي حيهم، بالأندلسيين
و سكن الكثير من اليهود في حي
سموه بحي الملاح
---

في عام 808 م، بنى إدريس الثاني، بعد موت أبيه، إدريس الأول، مدينة أخرى على ضفة النهر اليسرى
فصارت مدينتين متجاورتين
---

إزدهرت فاس تحت الحكم الأموي في الأندلس
ثم دخلها المرابطون، بقيادة يوسف بن تاشفين
و وحدوا المدينتين المتجاورتين
و أسَسَ فيها جامعة القرويين
و هي أول جامعة علمية، بالمفهوم الحديث
في تاريخ البشرية
---

القرويين سُميت على سكان مدينة القيروان
الذين نزحوا إليها
ومنهم عائلة فاطمة الفهرية
المرأة التي أسست جامع القرويين
---

عام 857، أُسِسَ جامع القرويين الشهير
بعد ذلك، سيطر على فاس الموحدون
بعد حصار تسعة شهور
---

في 1276م بنى المرينيون فاس جديد
و حصنوا المدينة بسور
و بنوا جامعا كبيرا أخرا
و عدة قصور و حدائق
---

سيطر العثمانيون على فاس في 1554
ثم العلويون في 1649
---

إستورد العثمانيون فكرة الطربوش، من فاس
إستوردوها خلال القرن التاسع عشر
فلقد كانت فاس، هي المدينة التي إخترعت الطربوش
فلذلك
يسمى الطربوش في لغات أوروبا بعبارة (فاس)
و عندما تقول لأوروبي كلمة فاس، يتصور أنك تقصد الطربوش
---

كانت فاس عاصمة المغرب حتى 1912
حيث إنتقلت إلى الرباط
هجر أغلب يهودها منها
حتى أفرغ حي الملاح من قاطنيه اليهود
خلال النصف الثاني من القرن العشرين
و رافق ذلك تدهور إقتصادي لمدينة فاس
---

بنى و وسع الإستعمار الفرنسي المدينة الجديدة في فاس
و عليك أن لا تشتبه أو تلتبس بين المدينة الجديدة، التي بناها الفرنسيون، و فاس جديد، المدينة القديمة التي بنيت خارج أسوار فاس البالي منذ مئات السنين
---

فاس البالي، هي فاس الأصلية
تقع على منطقة منحدرة، ذات ميلان شديد أحيانا
و لتعذر دخول السيارات و لوريات النقل، تستعمل البغال و الحمير لحد الآن، و بصورة شبه مطلقة
لحسن الحظ، صمد فاس البالي إلى حد الآن و تعتبر حاليا أكبر منطقة سكنية كثيفة مغلقة على قيادة السيارات في العالم
---

في 2008، زرت فاس مرة ثانية، بعد غياب 44 سنة
فوجدت أنهم بنفس الطيبة التي كانوا عليها، حين غادرت فاس في الستينات
طيبتهم، ذكرتني بطيبة أهل بغداد في الستينات
الطيبة التي إختفت الآن، من الكثير من البغداديين
و حل محلها النفاق و الكره و الكذب و العنف و اللامنطق و الشر
---

إن أردت معرفة درجة طيبة أهل بغداد قبل 50 سنة
إذهب إلى فاس
---

حرارة فاس معتدلة طيلة السنة
معدلات حرارتها يتراوح بين 6 في أبرد يوم شتاء، و 33 في أحر يوم صيف
و يمر الصيف عادة بلا مطر
---

أنا أكتب هذا
و كلي إشتياق
للتمشي في أزقة فاس البالي الضيقة
و الشديدة النظافة
و للتوقف بين آونة و أخرى
لفسح المجال لبغل أو حمار محمل بالبضاعة
للمرور في الزقاق، الضيق
---

سأزورك يا فاس
مرة أخرى
و بالتأكيد



#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية الولايات المتحدة الإشتراكية الديموقراطية الشعبية
- تحطيم الولايات المتحدة
- أوجه الشبه بين الشيوعية و الإشتراكية و الدين
- الشيوعية، و فلسفات التضحية و الإيثار و نكران الذات الأخرى
- طريقة مضمونة لتحرير فلسطين
- قصة قصيرة جدا
- بدنا أتاتورك مصري يا جدعان
- لو كانت الدول الإمبريالية رأسمالية حقا، لما أصبحت إمبريالية
- هل تعتبر اليهودي ظالما أم مظلوما؟ رواية تاجر البندقية، بإختص ...
- رسالة مفتوحة، إلى أعزائي الأمريكان
- القضاء على الفقر في العراق، أسهل من أغلب دول العالم
- حين تعشينا سمكا، بفضل القوات الإيرانية
- الأموات، لن يحتاجوا إلى بيوت
- الموناليزا الأفغانية ... الصورة التي هزت العالم
- حينما يركلون الأسير الإيراني، و يركل معهم الجميع
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني
- أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الأول
- حينما يَضرِبون، و ينهال معهم الجميع
- طقطقة مفاصل الأصابع المتعمدة بإستمرار. هل ستحطم تلك المفاصل ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد جلو - حينما كان العرب في القمة، و الغرب في القمامة، عكس اليوم