أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - صالح برو














المزيد.....

صالح برو


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 05:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



زمرة دم الإنسانية
صالح برو

بدون الأمس لا يمكن فهم اليوم، وصعوبة فهم المرحلة السياسية هذه بشكل عام متعلقة بصعوبة فهم الحكومة التي تمارس العمل السياسي، ولكن القليل من البحث في التاريخ يكفي للوصول إلى الحقيقة التي كشفت الستار عن مسرح عديمي الأخلاق من السياسيين الذين كرسوا الغوغائية صيغة وحيدة للعمل السياسي، عن هؤلاء الأقزام التي تقول عن صوتها: "نقيقنا أجمل صوت في الكون".

ورغم أنَّ ملامح القدر السياسي لواقع المنطقة لم يتضح بعد فإنَّ الشعب قد وصل إلى حقيقة مفادها أنَّ هناك عنصرين شديدي الأهمية في تاريخ المنطقة، الأول هو الإخفاق من خلق وسط مناسب للسياسة، والثاني هو عدم ظهور شخصية سياسية قيادية مناسبة.
ولطالما أنَّ الظلم قد غلف المجتمع العربي عموماً والمجتمع السوري خصوصاً ولا عدالة في توزيع الأشياء إلا الألم فما على الشعب إلا أنْ يحدث دوياً عالياً في العالم كله ليخلق قدراً يليق به وعلى مقاسه، لأنَّ عدم الاستقرار في ظرف كهذا لم يعد مخيفاً بالنسبة له بعد تجربة الاستقرار التي دامت أكثر من أربعين عام حيث كانت أكثر وجعاً وأشد خطورة مقارنة مع الواقع الراهن.
وقد كان "أدونيس" محقاً حينما قال: "نعم، تولد الحرية في البلاد العربية كل عام غير أنها تلد ميتة"، بل أقولُ أنَّ الحرية تنحر في البلدان العربية لمجرد أن تصبح فكرة فقط، أو حتى حلم، ولو كان محض صدفة.
ففي البلاد العربية بشكل عام كل شيء محكوم عليه بالموت، وليس بوسع أحد أن يلوذ بالفرار إلا أنْ ينظر من خلال الباب، أو النافذة وينتظر المجهول لأنَّ الموت العشوائي، والقتل المجاني هما الطريقتان الوحيدتان اللتان تعلمتها الأنظمة بحرفية عالية خلال تجربتها الطويلة. والسبب في ذلك أنَّ طبيعة روح هذه الأنظمة تحتوي على البيروقراطية العملاقة التي يديرها الآلاف من الكائنات المعدية بالجراثيم، وما على الشعب إلا أنْ يعلن الحرب ضد الجلادين، وهو الشيء الوحيد الذي له معنى في الوقت الراهن.
ولكن كل الخشية كما ذكرت في مقالات سابقة في نفس هذا الإطار من أنْ تصبح الحرب أداة عشوائية، وهمجية، وضرب الثورة كما حدث في بعض المناطق وهذا ما تطمح إليه السلطات. وهذا احتمال قائم لأننا لو عدنا إلى حسابات تلك الأنظمة لاكتشفنا أنها أسّست مجتمعاتها على أسس مهزوزة وهشّة تحسباً لظرف كهذا كي تلعب بأحجار الشطرنج ضمن المربعات الطائفية.
ولكن الهشاشة، من جهة ثانية، كانت الألم الذي وحّدَ الناس حاملين معاً شعار زمرة دم الإنسانية الواحدة. وما يؤكد صحة هذا القول أنه ما من ثمة زمرة دموية تؤكد أن هذا كردي وذاك مسيحي والآخر عربي، وهذه هي المعادلة الإنسانية الحقّة.
أما إذا دققنا بمطالب الشعب سنجد أنه لا يطالب بالوجوه الجديدة كما يحدث الآن من تغييرات طفيفة في الواجهة السياسية إنما يطالب بنظام جديد يخدم مصلحة المواطن لا السلطة، يضمن كرامة المواطن لا الطاغية.
ولو فكرنا عبر تاريخنا الإنساني الصامت لوجدنا أنَّ وصمة العار في هذا العصر لصيقة بنا تماماً بخاصة عندما جعلنا من المجرمين رجال دولة، ومن الجلادين قضاة يحكمون على العادلين والشرفاء بأنْ يموتوا ميتة المجرمين
. ولكننا الآن اخترنا الحياة والحقيقة في وطن حكمه الصمت والإهانة وجبروت الطغاة.



#صالح_برو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاهد
- السفهاء لا يرون إلا أحلاماً سفيهة
- روتشيلد وفكرة الحرية
- للعالم أقول
- موت يحكم الشرق!
- خطورة الحرية في المجتمع القاصر.
- الاستقلالية والإنسانية في العصر الحديث
- سيرة ظل
- شريعة الشيطان
- العبث إنقلاب
- المعارضة العربية والمستقبل
- حكاية شراب العصر
- أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية
- هوليود والدراما التركية
- نكران الذات
- محاولة الفئران
- العودة إلى الحياة
- ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - صالح برو