أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جورج حداد - انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على المشاعية البدائية -الشرقية-















المزيد.....



انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على المشاعية البدائية -الشرقية-


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 12:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي "الغربي" على المشاعية البدائية "الشرقية"
جورج حداد*
ان النهاية المفجعة للحروب البونيقية، والتي تمثلت في التدمير الكامل لقرطاجة وابادة واستعباد اهاليها (تقول بعض المعلومات التاريخية ان عدد سكان مدينة قرطاجة كان يبلغ 700000 نسمة، وان عدد القتلى بلغ 300000، وحتى بمقاييس هذا الزمن فهذا عدد ضخم للغاية. وقد أحرق غالبية القرطاجيين الاحرار انفسهم في بيوتهم، كي لا يقعوا في الاسر؛ ومن تبقى منهم حيا ووقعوا في يد الرومان، بيعوا عبيدا في سوق النخاسة. وكانت هذه اكبر صفقة بيع عبيد حتى ذلك التاريخ، باستثناء "صفقة" تحويل شعب مصر الى عبيد لدى فرعون، على يد اليهودي يوسف "التوراتي")، ـ نقول ان تلك النهاية المفجعة لا تقتصر اهميتها على نهاية حضارة عظمى في التاريخ القديم، ولا على غلبة دولة على دولة، وظهور الامبراطورية الرومانية بوصفها القطب المهيمن في العالم القديم، وبوصفها اول من قسم العالم الى: غرب مستعمـِـر، ظالم، لصوصي ومتطور، وشرق مستعمـَر، مظلوم، منهوب ومتخلف؛ بل ان الاهمية الاعظم للنهاية المفجعة للحروب البونيقية هي انها وضعت حدا فاصلا وصارما بين عهدين، مختلفين نوعيا، من عهود تاريخ المجتمع البشري، وهذان العهدان هما:
1 ـ عهد المجتمع اللاطبقي الذي مثله طويلا النظام المشاعي البدائي.
و 2 ـ عهد المجتمع الطبقي، الذي دشنه النظام العبودي، وتلاه النظام الاقطاعي ـ القناني، وانتهى الى النظام الرأسمالي ـ الامبريالي المعاصر.
ان التحول من نظام المشاعية البدائية اللاطبقي الى النظام الاستغلالي الطبقي، العبودي فالقناني فالرأسمالي، يكمن في صلب كل الشرور في التاريخ العالمي القديم والمعاصر. وما التاريخ البشري سوى تاريخ الصراع لاجل فرض هذا التحول، من جهة، ولاجل رفضه وازالته، من جهة اخرى.
وانها لعبرة تاريخية كبرى، ينبغي ان نتوقف عندها مليا، ان التحول من المجتمع اللاطبقي الى المجتمع الاستغلالي الطبقي، قد ارتبط منذ البدء بالمسألة القومية، وتقسيم العالم الى (شرق ـ غرب)، شعب مظلوم وشعب ظالم، غرب استعماري ظالم وشرق مستعمر مظلوم.
واننا، مرة اخرى، لا يسعنا الا ان نبدي الاسف الشديد ان مؤرخينا لم يعطوا الاهتمام الكافي للحروب البونيقية ونتائجها، وانهم لم يفعلوا سوى رصد ووصف تصويري للاحداث، دون التعمق في تحليلها واستقراء نتائجها التاريخية، الاجتماعية والقومية والعالمية.
ونحن لا ندعي القدرة على سد هذه الثغرة الكبرى في وعينا التاريخي. ولكننا، بجهدنا المتواضع، نحاول ان نلقي نظرة على احدى صفحات تاريخنا القديم الاليم، على ضوء مفهومنا الاجتماعي والقومي للتاريخ والمجتمع البشري، وذلك بهدف محاولة تصويب الفهم الناقص والمشوه والمنحرف لواقعنا الراهن.
ونجد من الضروري ان نبدأ بحثنا باستشهاد من فريدريك انجلز (من كتابه: اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، حيث يقول: ان "الحرب البونيكية الثانية (218-201 ق.م) – إحدى الحروب التي دارت رحاها بين دولتين من أكبر دول مالكي العبيد في الأزمنة القديمة هما روما وقرطاجا، من أجل بسط السيطرة في القسم الغربي من البحر الأبيض المتوسط، ومن أجل فتح الأراضي الجديدة وامتلاك العبيد . انتهت الحرب بهزيمة قرطاجا".
ولا ادري شخصيا اذا كان لدى ماركس وانجلز اقوال اخرى حول الحروب البونيقية، وانا اكتفي هنا بمناقشة هذه الفكرة لانجلز.
ان هذا الرأي المكثف والتعميمي لانجلز يفيدنا، ضمنا، وباختصار شديد، عن انتصار النظام العبودي، تحديدا الروماني، كنتيجة منطقية لكون الحرب كانت لاجل "فتح الاراضي الجديدة وامتلاك العبيد"، وبأنها انتهت بهزيمة قرطاجة.
ولكن في الوقت نفسه فإن هذا الرأي التعميمي قد يفهم منه ان النظامين الروماني والقرطاجي كانا نظامين متماثلين لـ"دولتين من اكبر دول مالكي العبيد في الازمنة القديمة"، ومن ثم فإنه سواء انتصرت روما، او كانت انتصرت قرطاجة، او لم تنتصر اي منهما ولم يتم تدمير قرطاجة، فإن النظام العبودي كان سيكون هو المنتصر، كنظام اجتماعي جديد يتصف بالوحشية المطلقة وبحـَيْوَنـَة الانسان وتشييئه، ويقوم على انقاض نظام المشاعية البدائية.
ولكننا نعتقد ان هذا الرأي التعميمي لانجلز حول الحروب البونيقية بحاجة الى تحديد وتدقيق وتوضيح وتصويب.
وفي رأينا المتواضع ان الحروب البونيقية كانت، موضوعيا، حروبا لاجل، او ادت الى، فرض النظام العبودي، من الجانب الروماني فقط. وان روما كانت دولة ذات نظام عبودي، وكانت الحروب البونيقية نقلة نوعية في تاريخها لاجل تعميم النظام العبودي في العالم القديم.
اما قرطاجة فكانت دولة ذات نظامين اجتماعيين مختلفين، حيث كان "يتعايش" ويتصارع فيها:
1ـ بقايا نظام المشاعية البدائية، التي كانت تتمثل اجتماعيا في المشاعات الانتاجية، العائلية والعشائرية، لمجموعات المنتجين الاحرار الذين كانت توحدهم العائلة او العشيرة، وتتمثل سياسيا وعسكريا في ما يمكن تسميته "الحزب الوطني" في قرطاجة، بزعامة عائلة "برقة" وابرز شخصياتها "هملقار برقة" و"هنيبعل برقة". وكان هذا الحزب يمسك بيده زمام الجيش، وهو تحديدا الذي كان يحارب روما، وليس طبقة مالكي العبيد.
و2ـ نظام مالكي العبيد، الذي كان يتمثل في ما يمكن تسميته سياسيا "حزب الخيانة الوطنية"، وكان يمسك بيده زمام السلطة السياسية، بسبب الغنى الفاحش والرشوات الخ. ولم يكن هذا الحزب يؤيد الحرب ضد روما، بل كان ضد هذه الحرب، وضد "الحزب الوطني" القرطاجي الذي كان يخوض ويقود الحرب.
ومن ثم فإن الحرب بين روما وقرطاجة، كانت حربا بين النظام العبودي الذي كانت تمثله روما، والنظام المشاعي البدائي في آخر اطواره، الذي كان يمثله "الحزب الوطني" في قرطاجة.
ولتوضيح رأينا نعرض فيما يلي بعض الافكار التي نعتمد فيها على ما ورد في، او التي يمكن استنتاجها مما ورد في كتاب المؤرخ الالماني الكبير تيودور مومزين وهو بعنوان "تاريخ روما" (ونحن نعتمد الترجمة البلغارية، الصادرة في صوفيا، بدون تاريخ) ولا ندري اذا كان يوجد ترجمة عربية لهذا الكتاب ذي الاهمية الفائقة. جاء في الكتاب ما مفاده:
1ـ كانت الارستقراطية الحاكمة في قرطاجة تبدي استياءها من انتصارات هملقار برقة في اسبانيا. ويتحدث مومزين عن الصعوبات التي كان يواجهها هملقار في تأسيس وتجهيز الجيش وتأمين الرواتب له، مقابل معارضة حكومة قرطاجة، ويقول ان "الدوائر الحاكمة في قرطاجة كان لها علاقات (مع روما) تصل الى حد الخيانة الوطنية. والى جانب جميع الصعوبات (التي كان يواجهها هملقار) ينبغي ان تضاف ايضا صعوبة تجميع الاموال لانقاذ الوطن بدون علم الرومان وخصوصا بدون علم الحكومة (القرطاجية) الموالية للرومان". (مومزين، الطبعة البلغارية، ص 186).
2ـ بعد هزيمة الجيش القرطاجي بقيادة هملقار في صقلية، وانسحابه منها، وكان يتشكل في غالبيته من المرتزقة وخصوصا الامازيغ (البربر)، رفضت سلطة قرطاجة ان تمنح المرتزقة حقوقهم (الاجور وبدلات الطعام والخيول التي قدموها للجيش) وتدعهم يعودون الى عائلاتهم، مما ادى الى انتفاضة هؤلاء الجنود والاحتماء بإحدى المدن الامازيغية. وقد تحولت انتفاضة الجنود المرتزقة الى انتفاضة شعبية امازيغية ضد القرطاجيين. كذلك اخذ العبيد يفرون بأعداد كبيرة وينضمون الى الانتفاضة، وبلغ عدد جيش الانتفاضة اكثر من 70 الفا. وكان الناس يتبرعون بسخاء لهذا الجيش. وقد ادت هذه الانتفاضة الى خسارة قرطاجة ليس فقط لكل صقلية، بل وللجزر المتوسطية الاخرى كسردينيا وكورسيكا. وادت بالاخص الى تمكين روما من فرض اتفاقية استسلام مذلة وشديدة الاجحاف على قرطاجة.
3ـ منذ ان تسلم هنيبعل القيادة في 220ق.م بدأ يستعد للحرب مع روما، ولكنه لم يحصل على دعم السلطة القرطاجية، وحينما خاض اولى معاركه الكبيرة في 219ق.م، بدأ "الوجهاء" القرطاجيون يعربون عن استيائهم من الهجوم الذي وقع "بدون أمر" من الحكومة القرطاجية (ما اشبه اليوم بالبارحة، الا يذكرنا هذا بالهجوم السياسي الذي تعرض له حزب الله في حرب تموز 2006 واتهامه بأنه هو الذي تسبب بالحرب بسبب عملية اسر الجنديين الاسرائيليين)، بل وبدأ الحديث عن امكانية تسليم القائد الجريء للرومانيين. "فهل كانت الحكومة القرطاجية تخشى من الجيش والجمهور في قرطاجة، اكثر من خشيتها من الرومان". (مومزين، الطبعة البلغارية، ص 194).
نكتفي بهذا القدر من الاستنتاجات التي يتوقف عندها محلل تاريخي وعالم اجتماع كبير مثل تيودور مومزين، لننتقل نحو اضاءة سريعة على نقطة جوهرية اخرى وهي طبيعة طبقة ملاكي العبيد القرطاجية، وصراعها مع "شعبها" من "المنتجين الاحرار" من بقايا نظام المشاعية البدائية، والاختلاف بينها وبين طبقة ملاكي العبيد الرومانية، التي هي الطبقة "النموذجية" لملاكي العبيد:
1 ـ نشأت الطبقة التجارية القرطاجية في البداية كشريحة "وظيفية" اجتماعية، تتولى تصريف منتوجات "المنتجين الاحرار" (الذين يقوم انتاجهم على الملكية الجماعية، العائلية والعشائرية، لوسائل الانتاج ومنتوجاته)، في الاسواق الخارجية، واستيراد "المواد الخام" وبعض السلع الاجنبية التي تفتقدها قرطاجة. ومع الوقت تحولت الطبقة التجارية القرطاجية الى طبقة تجارية غنية جدا وكوسموبوليتية، اي ان نشاطها لم يعد يقتصر على تسويق السلع القرطاجية واستيراد حاجات قرطاجة من السلع والخامات، بل صارت تشتري من اي مكان وتبيع في اي مكان آخر، واصبحت قرطاجة (ومنتوجاتها) حلقة واحدة وحسب من سلسلة نشاطات الطبقة التجارية الكوسموبوليتية القرطاجية.
2 ـ لقد امتدت الشبكة التجارية القرطاجية من شمالي افريقيا الى مصر وايطاليا واليونان والبحر الاحمر والبحر الاسود، ونشأت شريحة تجارية عليا ذات طابع دولي "كوسموبوليتي"، لم تعد تعتمد على تصريف المنتوجات "الوطنية"، بل ان قرطاجة نفسها اصبحت "سوقا" لهذه الشريحة، مثلها مثل الاسواق الاخرى.
3 ـ لم يكن التطور التكنولوجي يسمح بتحويل الرساميل التجارية المكدسة الى رساميل انتاجية (بالمعنى الصناعي). ولكن بالتدريج بدأت الطبقة "الرأسمالية التجارية" الكوسموبوليتية تشتري العبيد، وتنشئ بواسطتهم مشاغل ومحترفات "عبودية" لانتاج السلع "الرائجة" التي ينتجها "المنتجون الاحرار" القرطاجيون، لان كلفة انتاج تلك السلع بواسطة العمل العبودي هي اقل من اسعار تلك السلع ذاتها حينما يشتريها التجار من "المنتجين الاحرار". وتراجعت الى الدرجة الثانية اهمية الحرف والصناعات اليدوية في الاقتصاد القرطاجي "المشاعي البدائي" القديم. وتحول العمال المأجورون والحرفيون الى جمهور كبير فقير، في مقابل الطبقة التجارية الغنية جدا التي تمسك بيدها السلطة، وتستخدم الرشوة على نطاق واسع في عملية انتخاب مجلس الشيوخ والقضاة الحاكمين. ولكنه لم يكن بامكان الطبقة "الرأسمالية التجارية" الغنية الانتقال على نطاق واسع الى اسلوب العمل العبودي في القطاع الحرفي والصنائعي اليدوي، لانه لم يكن بامكانها تحويل المواطنين القرطاجيين الاحرار الى عبيد، ولا جلب العبيد الاجانب بكثرة الى داخل قرطاجة والمدن الحليفة لها وتحويلها الى مجتمع عبودي، لانها ـ اي الطبقة "الرأسمالية التجارية" المتحولة تدريجيا الى طبقة ملاكي عبيد، وجدت مقاومة شديدة من قبل المواطنين القرطاجيين الاحرار: المنتجين اعضاء "المشاعيات الانتاجية" وعمال العمل المأجور والعاطلين عن العمل. وتجسدت هذ "المعارضة" في "الحزب الوطني" بقيادة عائلة "برقة" وحلفائها.
وجاءت الحروب البونيقية (بين قرطاجة وروما) كاستمرار او امتداد خارجي للصراع الناشب داخل قرطاجة بين بقايا المشاعية البدائية وطلائع النظام العبودي.
4 ـ استخدم العمل العبودي في قرطاجة على نطاق اوسع في الزراعة، حيث ان المزاحمة مع "المنتجين الاحرار" في هذا القطاع هي اقل، وكان بعض التجار ـ المزارعين الكبار يمتلكون حتى عشرين الف عبد يعملون في الارض. كما استخدم العمل المأجور في الزراعة. وكان الكثير من اليهود يعملون مع ملاكي العبيد القرطاجيين كمياومين (تيودور مومزين، تاريخ روما، الطبعة البلغارية، ص 139). وتوجهت طبقة ملاكي العبيد نحو الاستيلاء على الاراضي من السكان الاصليين (الامازيغ) واقامة ما يسمى "الفيلات" والمزارع الضخمة التي تعتمد على عمل العبيد. وكان بعض الافراد يملك كل منهم عشرات الاف العبيد، الذين كانوا يعملون في الارض في اسوأ الظروف والشروط. ومن اجل الاحتفاظ بملكياتهم والسيطرة على عبيدهم كان هؤلاء "الاسياد" يشكلون جيوشا خاصة بهم واجهزة سلطة خاصة بما يشبه "دولة داخل الدولة"؛ ولم يعد من مصلحة هؤلاء الاهتمام بالقضايا "القومية" العامة، وصار كل همهم توسيع "دولهم" الخاصة، على حساب كل ما عداها.
5 ـ كانت الطبقة الرأسمالية التجارية الحاكمة تخشى من المعارضة الشعبية، كما تخشى من انقلاب الموظفين الكبار، وخصوصا القادة العسكريين، وقيامهم بالاستيلاء على السلطة. وقد وجد ذلك انعكاسه في العلاقة السيئة بين السلطة في قرطاجة وبين هنيبعل، ومن قبله والده هملقار.
7 ـ في كل الحروب التي خاضتها روما وقرطاجة ضد بعضهما البعض، فإن روما كانت تقاتل منذ البداية وبوضوح تام لاجل استعباد القرطاجيين والاستيلاء على اراضيهم واراضي غيرهم. اما الذي كان يقاتل روما من الجانب القرطاجي، فلم يكونوا ملاكو العبيد القرطاجيون، بل كانوا الاحرار القرطاجيون، المرتبطون بهذا الشكل او ذاك بالانتاج المشاعي البدائي. وكان هنيبعل ينادي بصراحة انه لم يأت لاستعباد الاسبانيين او الغاليين او الايطاليين او الرومان انفسهم، بل جاء لتحرير الجميع من تسلط السادة الرومانيين، وحينما كان ينتصر في اي معركة، لم يكن هنيبعل يستعبد الاسرى، بل على العكس تماما كان يطلق فورا، وبدون فدية، سراح جميع الاسرى من غير الرومان الذين كانوا يقاتلون مع الجيش الروماني، ولم يكن يستخدم او يبيع الاسرى الرومان انفسهم كعبيد، بل كان يطلق سراحهم ايضا مقابل فدية، مع علمه انهم سيعودون الى صفوف الجيش الروماني لمقاتلته من جديد. وحينما اوقع هنيبعل الهزيمة الكبرى بالجيش الروماني في معركة كاناي في 3 اب 216ق.م واصبحت الطريق الى روما مفتوحة، امتنع هنيبعل عن اقتحام روما لتدميرها وسلبها ونهبها وسبي نسائها واستعباد اهلها.
8 ـ وخلافا لطبقة ملاكي العبيد القرطاجيين، التي نشأت على اساس "شراء" العبيد بالرأسمال التجاري المتكدس لديها، فإن "الدولة" الرومانية نشأت من الاساس كدول توسعية ـ استعبادية، وكانت الحرب هي وسيلتها الرئيسية للتوسع والاستيلاء على اراضي الغير ولاسر اكبر عدد ممكن من الناس وتحويلهم الى عبيد. وكان الرومان يعتبرون اية ارض هي رومانية بمجرد ان جنودهم وطأوا باقدامهم هذه الارض. وكان يتبع الجيش الروماني مجموعات من النخاسين (ولا سيما اليهود) يحملون الاموال والأغلال ليشتروا الأسرى ويسلكونهم بالاغلال كي يبيعونهم لاحقا في الأسواق بيع العبيد.
ولمدة قرون كانت الدولة الرومانية تخوض الحروب ضد مختلف المدن والبلدان والشعوب، اولا داخل ايطاليا ثم خارجها. وبواسطة هذه الحروب كانت توسع اراضيها، وتنهب ثروات الشعوب المقهورة، وتتزود بالعبيد من سكان تلك المدن والبلدان.
وحولت الحروب روما الى اغنى واقوى امبراطورية في العالم القديم.
9 ـ ـ لم تكن لكل من قرطاجة او روما افضلية احداهما على الاخرى من حيث طبيعة النظام السياسي المتناقض (الارستقراطي ـ الدمقراطي في كلتا الاثنتين)؛ ولكن روما تميزت بأن جعلت الجيش يعتمد على الخدمة العسكرية للمواطنين و"الرعايا" الموعودين بالمواطنية؛ في حين ان الطبقة السائدة في قرطاجة لم تكن تريد بأي شكل من الاشكال انشاء جيش وطني قوي والانفاق عليه، وتركت "الحزب الوطني" القرطاجي لوحده يواجه صعوبات الحرب، وحتى حينما نزلت القوات الرومانية بقيادة سيبيون الافريقي على الشاطئ الافريقي لتهدد قرطاجة ذاتها، فإن السلطة الارستقراطية القرطاجية لم تعلن التعبئة العامة، لمواجهة الغزو الروماني، بل طلبت من هنيبعل ترك الاراضي الايطالية والعودة للدفاع عن قرطاجة، وترك هنيبعل لوحده يواجه سيبيون الافريقي وحلفاءه الامازيغ بدون اي دعم من السلطة القرطاجية. وحتى حينما حوصرت قرطاجة في 149ق.م تمهيدا لتدميرها، فإن السلطة الرومانية لم تعمد الى تشكيل جيش وطني للخروج ولمواجهة الجيش الروماني خارج اسوار المدينة.
10 ـ كرست روما مبدأ "الحق الاستعماري" و"حق القوة" واعطته طابعا "شرعيا" و"شعبيا". فقد كانت السلطة الرومانية تجعل المواطن الروماني له مصلحة في الحرب الاستعمارية التوسعية واستعباد الاخرين. فقد كان يجري توزيع الاراضي المفتوحة على الجنود والمواطنين الرومان، وكان يجري منح الجنسية الرومانية لـ"الرعايا" غير المرومنين الذين كانوا يقاتلون مع الجيش الروماني. كما ان الروماني المقاتل كان يحق له اخذ بعض الاسرى (خصوصا الذين يأسرهم هو شخصيا) كعبيد للعمل لديه. وفي حال افتداء بعض الاسرى فإن المواطن الروماني صاحب العبد الاسير هو الذي كان يقبض الفدية.
ان تكريس حق "الفتح الاستعماري" هو ابشع ما انتجه التحول من المجتمع اللاطبقي المشاعي البدائي الى المجتمع الطبقي العبودي. وان الدولة الاعظم في العالم اليوم، اي اميركا، هي دولة قامت على "حق" الفتح الاستعماري. فكل شبر في الارض الاميركية هو للسكان الاصليين، الذين سموا "الهنود الحمر"، والذين ابيدوا ابادة كاملة (112 مليونا او اكثر) ليحل محلهم المستعمرون الفاتحون. وتطبق اسرائيل "الحق" ذاته ضد الفلسطينيين العرب. كما ان كل شبر في ارض الدولة التركية المعاصرة هو في الاساس اراض ارمنية واشورية وسريانية ومسيحية عربية ويونانية وبلغارية. لنتصور ان انطاكية، المدينة المسيحية العريقة التي تنتسب اليها كل المذاهب المسيحية الشرقية، هي مدينة "تركية!!!"؛ ولنتصور ان القسطنطينية، احدى اكبر المنارات التاريخية للحضارة العالمية التي بناها الشعب اليوناني العظيم هي "اسطمبول تركية!!!"، لمجرد ان جزارا اسمه الخان او السلطان محمد الفاتح وجزارا آخر اسمه مصطفى كمال اتاتورك استطاعا بالتتالي ذبح بضعة ملايين من سكانها الاصليين اليونانيين والبلغار. والان يراد تطبيق هذا "الحق الروماني" ذاته على مناطق شمال العراق وشمال سوريا، التي هي مهد المسيحية الشرقية الاصيلة، الاشورية والكلدانية والسريانية، حيث يراد فصل هذه المناطق عن الوطن الام، واعلانها كمناطق "كردية" او ضمها الى تركيا. وتوافق الحركات التكفيرية الاسلامية، بل وتتآمر، لنزع عروبة هذه المناطق، لمجرد ان سكانها الاصليين كانوا مسيحيين (ذبحوا، او تحولوا الى الاسلام بالدعوة او بالقوة)، ولمجرد ان الغاصبين، الاتراك او الاكراد، هم "مسلمون!!!".
10 ـ قبل الدوتشي بنيتو موسوليني بآلاف السنين كرست روما النظام العبودي ما يمكن تسميته "الوطنية الفاشستية". وذلك عن طريق الربط بين المصلحة المادية الفردية للمواطن وبين عملية الحرب الاستعمارية التوسعية ضد الشعوب الاخرى. فكانت السلطة الرومانية تلزم المواطنين بتغطية نفقات بناء السفن الحربية وتلتزم باعادة دفع نفقات بناء تلك السفن في حال تحقيق الانتصار. وكان المقاتلون الفرسان (اي المواطنون الذين يذهبون الى الحرب مع احصنتهم الخاصة التي يتولون هم نفقتها) يمنحون حقوقا عقارية وتجارية اكثر من غيرهم من المواطنين حتى لو لم يكونوا في الاصل من النبلاء، وفي الغالب كان تجار روما من الفرسان. واننا نكتشف هذه "الوطنية الفاشستية" في الفاشستية الايطالية والنازية الالمانية، كما نكتشفها تماما في الحركة الصهيونية حيث كان يتم الاستيلاء على اراضي الفلاحين الفلسطينيين وبناء "المزارع التعاونية" (الكيبوتزات) عليها باسم "الاشتراكية اليهودية او الصهيونية" او حتى "الشيوعية اليهودية او الصهيونية" (بالمناسبة: "تحية خاصة!!!" للشيوعي العراقي السابق "الشيوعي الصهيوني" الحالي: يعقوب ابراهامي). كما نجد اليوم في اسرائيل "المشاركة الشعبية" في اسهم شركات الصناعة الحربية؛ ومن المعلوم ان الهستدروت (اي النقابات العمالية) الاسرائيلية تساهم بالاموال المتجمعة لديها في اسهم شركات الصناعة الحربية. الامر الذي يجعل الصناعة الحربية والانتصارات العسكرية مصدر ربح ودخل اضافي للمواطن وخصوصا للعامل الاسرائيلي. ونذكر انه خلال الحرب العربية ـ الاسرائيلية الاولى في 1948 ـ 1949 وخلال حملة جمع التبرعات لاسرائيل في اميركا رفع شعار "ادفع دولارا تقتل عربيا"، وهو ما يشبه الشعار الاميركي التاريخي "افضل هندي احمر، هو الهندي الاحمر الميت". اي: اقتله وخذ بيته وارضه. وهذا تماما ما طبقته وتطبقه الان الجماعات الاسلامية التكفيرية ضد المسيحيين في العراق وسوريا.
11 ـ ومن وجهة نظر شبه "داروينية ـ اجتماعية" (وندعو جميع علماء الاجتماع والانتروبولوجيين لدراسة هذه النقطة)، فإن طبيعة جغرافية الشرق (العربي والروسي وصحاري الرمال والثلوج) وخصائصه المناخية قد ساعدت على جعل هذا الشرق "الموطن الاصلي" للمشاعية البدائية، واستطرادا لظهور "المسيحية الشرقية"، المتصفة بنزعة رفض الظلم والعبودية والاستغلال والاستعمار.
في حين ان طبيعة جغرافية غربي البحر المتوسط وخصائصه المناخية قد ساعدت على جعله "الموطن الاصلي" للنظام العبودي فالاقطاعي (القناني) فالرأسمالي، واستطرادا لظهور "المسيحية الغربية" (الصليبية)، المتصفة بنزعة تكريس الظلم والاستعباد والاستغلال والاستعمار.
وقد شذ عن هذه القاعدة فئتان "شرقيتان":
الاولى ـ هي اليهود، الذين كانوا بطريقتهم "مسيحيين" (يؤمنون بمجيء "مسيحهم" ـ الملك) معادين للمسيح والمسيحية.
والثانية ـ هي العثمانيون، الذين كانوا بطريقتهم، النفعية وحسب، "مسلمين" مزيفين معادين للاسلام والشعوب الاسلامية.
وفي سياق تاريخي، ليس من الصدفة بتاتا ان هاتين الفئتين "الشرقيتين" الشاذتين: اليهود والعثمانيين، اختارتا في المحصلة الالتحاق والالتصاق التام بالغرب العبودي ـ الاستعماري المعادي لشعوب الشرق المناضلة ضد العبودية والاستعمار.
وبعد هزيمة قرطاجة، فتحت الطريق امام قادة روما لاستعباد العالم القديم، فاستداروا اولا نحو الدولة المقدونية/الإغريقية وهزموها واستولوا عليها وعلى امتداداتها في الشرق العربي؛ كما استداروا نحو "حليفتهم" مملكة نوميديا الامازيغية (البربرية) فمزقوها وقسموها ثم استولوا عليها تماما بالقتال وبدون قتال. وفتحت الطريق لاستيلاء روما على كل محيط حوض البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا والمشرق العربي واسيا الصغرى وشبه جزيرة البلقان واوروبا الشرقية وقسم كبير من اوروبا الغربية والوسطى.
واذاقت روما الامرين للشعوب التي اخضعتها بالقوة. ومع كثرة عدد الاسرى الذين بلغوا الملايين والملايين، من كل الاقوام والاجناس، والذين كانوا يمتلكون مختلف المهارات، حدثت القفزة الكبرى في التحول التام والنهائي من مجتمع المشاعية البدائية في طوره الاخير (الذي تعايشت فيه اشكال الدولة الاستغلالية المركبة بشكل طفيلي فوق المجموعات المنتجة "الحرة في ذاتها") الى النظام العبودي، الذي اصبح معه العمل يقوم فقط على كاهل العبيد، والنبلاء الرومانيون هم فقط الذين كان يحق لهم (او يستطيعون) ان يمتلكوا العبيد؛ اما "جمهور" المواطنين "الاحرار" الرومانيين فكان يستفيد باشكال مختلفة من نظام العبودية. وتحولت روما بسرعة الى نظام العبودية على نطاق واسع، حيث اصبحت كل الاعمال (وقسم كبير من الجيش ذاته) منوطة بالعبيد.
وحتى عشية هذه المرحلة كانت العبودية ظاهرة ضيقة، مقتصرة على العبيد المنزليين، اما مع "التخمة" بالعبيد التي سدت مسام المجتمع الروماني القديم، فقد تحولت روما، منذ تلك المرحلة بالذات الى النظام العبودي، الذي تقوم فيه معظم او كل الاعمال على كاهل العبيد. وأصبحت روما "مركز" العالم القديم وسيدته. وقسم العالم الى قسمين: اسياد هم الرومان، وعبيد من جميع الشعوب الاخرى.
وجاء وقت، في عصر السيادة والعربدة الرومانية، اصبح فيه سعر "الدابة البشرية" ادنى من سعر "الدابة الحيوانية". وكان مباحا للنخاسين (اليهود وغير اليهود) وللسادة الرومان قتل عبيدهم لادنى سبب وبدون سبب. وتحولت الحياة البشرية الى جحيم، والمجتمع الانساني الى غابة حقيقية تأنف الحيوانات ان تعيش فيها.
وكانت الديانة اليهودية التوراتية قد بررت العنصرية اليهودية فيما مضى تبريرا "دينيا ـ الهيا"، بالادعاء التوراتي ان اليهود هم "شعب الله المختار" وكل الشعوب الاخرى هي "أغيار". اما روما، التي كانت لا تزال على الوثنية، فقد عمدت الى تبرير العنصرية التي يقوم عليها النظام العبودي تبريرا "اخلاقيا"، وذلك باطلاق صفة الوحشية والهمجية على الشعوب الاخرى التي تستعبدها، والتي تحولت الى ما يمكن تسميته "مناجم خامات بشرية" او "مزارع دواجن بشرية" للحصول على العبيد. وكان الرومان غير قادرين على تبرير استعباد القرطاجيين والمقدونيين والاغريق، نظرا لأنهم بالاساس مساوين للرومان او يتفوقون عليهم حضاريا. وقد قدروا ـ اي الرومان ـ ان البربر (الامازيغ) هم الادنى تطورا بين جميع الشعوب المستعمرة والمستعبدة من قبلهم، فارتأوا ان يطلقوا صفة "البربري" و"البرابرة" و"البربرية" على كل تلك الشعوب المستعبدة، وان كانوا قرطاجيين او مكدونيين او اغريق او غيرهم، من اجل تبرير العبودية. وبهذا "الاجتهاد اللااخلاقي" الروماني اتخذت كلمة "بربري" و"بربرية" معنى جديدا هو: همجي وهمجية. وبهذا المعنى دخلت كلمة "بربري" (= همجي) و"بربرية" (= همجية) في القاموس اللاتيني القديم، ومنه في قواميس مختلف اللغات. وكانت هذه "مكافأة معنوية!" تاريخية قدمتها روما للبربر (الامازيغ) الذين ساعدوها في هزيمة هنيبعل وقرطاجة. وهذه "المكافأة!" هي درس تاريخي لكل من تسول له نفسه السير في ركاب العدو القومي الاستعماري.
وقبل ان يطل عهد التقويم المسيحي، كانت هذه المنطقة الكبرى التي سيطر عليها الرومان بالقوة قد تحولت الى سجن كبير للشعوب والى مسلخ بشري. وطبقت روما سياسة الارهاب الكامل والشامل والدائم على الجميع. وكان القادة الرومان يتنازعون فيما بينهم ويتسابقون للسيطرة على مختلف المناطق، والحصول على اكبر عدد ممكن من العبيد. وكانت الوحدات الرومانية تسرح وتمرح على هواها، وتهاجم المدن والبلدات والقرى في كل الاتجاهات، بحجة توطيد الامن وتمجيد الامبراطور، فتنهب ما تنهب، وتقتل من تقتل، وتبيع الرجال والنساء والاطفال، مع الدواب، للنخاسين. وصارت اكبر "تجارة" رائجة هي التجارة بالبشر، التي نسميها "النخاسة" (التي كانت في الاصل مقصورة على بيع الدواب، فأضيفت اليها التجارة بالبشر). ولما كان الروماني المتعجرف يأنف من هذه "التجارة" فقد تنازل عن هذه المهنة المنحطة الى فئة تقوم "ثقافتها" الدينية ـ الاخلاقية على احتقار ابناء الشعوب الاخرى، واعتبارهم حيوانات او بمستوى الحيوانات، ونعني بها الطبقة التجارية اليهودية، التي تخصصت في مهنة النخاسة بالبشر، وكدست اولى واعظم ثرواتها عن هذا الطريق، من ايام الامبراطورية الرومانية. واذا اخذنا بالمعايير "الاقتصادية" الماركسية، فإن "التراكم الاولي" للرأسمال (منظورا اليه في مدى تاريخي سابق على الرأسمالية كنظام اجتماعي ـ طبقي)، قد تم بالتحديد في هذه المرحلة بالذات، اي مرحلة الانتقال النهائي الى النظام العبودي، حيث ان مالكي العبيد قد استغلوا عمل العبيد بالمعنى الفيزيائي ـ الطبيعي ـ الانتاجي؛ اما "ثمن" العبيد فقد تكدس لدى النخاسين ـ اليهود.
ويقودنا هذا الى ثلاثة استنتاجات وجودية بالنسبة للانسانية جمعاء:
الاول ـ ان النخاسة بالبشر هي المهنة "الرأسمالية" الاولى، ولا تزال كذلك، ولكنها غيرت اشكالها فقط، والرأسمالية المعاصرة (الرأسمال والعمل المأجور) ليست سوى شكل "متطور" و"حضاري" للنخاسة اليهودية الحقيرة.
الثاني ـ ان الطغمة المالية اليهودية هي الطغمة الرأسمالية الاولى في التاريخ، وهي طغمة نخاسين ـ اعداء للجنس البشري كله، اولا واخيرا.
والثالث ـ ان الاساس التاريخي للعنصرية "النخبوية"، "الاختيارية" (شعب الله المختار!)، او "التفوقية"، اليهودية، يوجد في دورها المركزي القديم في العملية الرأسمالية والنظام الرأسمالي منذ انتصار النظام العبودي الروماني واضطلاع اليهود بدور "نخاسي الشعوب المقهورة"، حتى منها او على رأسها الشعوب الاكثر حضارة في زمانها، والتي لا تزال الى اليوم تمثل المنارة الحضارية التاريخية الاساسية للانسانية جمعاء، كالفينيقيين والاغريق والمقدونيين والصقالبة. وان القضاء النهائي على العنصرية اليهودية، والحل النهائي لـ"المسألة اليهودية"، يكمن ليس في ابادة اليهود البسطاء كما فعل هتلر (لان الرأسمالية "تحتاج" الى وجود "اليهود" وهي ستعيد انتاجهم)، بل ان القضاء التام على العنصرية اليهودية يكمن في القضاء النهائي على النظام الرأسمالي. وهذا ما "لا يريد" ان يفهمه بعض الشوفينيين العرب و"الاسلاميين" المزيفين، الذين يسيرون في ركاب شيوخ النفط وفي ركاب الصهيونية والامبريالية الاميركية ذاتها بحجة "كسب صداقتها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهور المسيحية الشرقية كظاهرة نضالية ضد الاستعمار والاستغلال ...
- معركة سوريا تتجه نحو الحسم في اتجاه واحد: تحطيم المؤامرة وسح ...
- قبل ان يرتفع العلم التركي فوق قلعة حلب...
- الاسباب الذاتية لهزيمة قرطاجة
- طبيعة الانتصار الروماني على قرطاجة
- تدمير قرطاجة والسقوط العظيم للمشاعية البدائية
- قرطاجة والطور الاخير للنظام المشاعي البدائي
- فلاديمير بوتين: قيصر شعبي عظيم لروسيا العظمى
- مسؤولية الغرب الاستعماري عن المجازر التركية ضد الارمن
- الكتل المالية العالمية المتصارعة في الغرب تصطدم برأسمالية ال ...
- الضرورة التاريخية لوجود حركة نقابية تعاونية جديدة في لبنان
- روسيا هي العدو التاريخي الاول لليهودية اليوضاسية
- بطريرك كل المسيحيين وكل العرب
- -المسيحية العربية- حجر الاساس للوجود الحضاري للامة العربية
- المسيحية قبل وبعد ميلاد السيد المسيح
- -الفوضى البناءة- ردة اميركية رجعية على هزيمة اسرائيل في حرب ...
- الحرب -الاسلامية!- الاميركية ضد سورية والنفط والغاز في شرقي ...
- معركة سوريا... مشروع افغانستان معكوسة، او الفخ الروسي للعصاب ...
- من التعددية الحضارية الى الآحادية القطبية الرومانية
- الاهمية التاريخية للحروب البونيقية


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جورج حداد - انتصار روما على قرطاجة: انتصار للنظام العبودي -الغربي- على المشاعية البدائية -الشرقية-