أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مزمل الباقر - العمدة أحمد الرفاعي ( 4 – 5 )















المزيد.....

العمدة أحمد الرفاعي ( 4 – 5 )


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 13:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


العمدة أحمد الرفاعي ( 4 – 5 )


أعود مجدداً لكتاب ( أحمد الرفاعي يساري متميز ) وللجزئية الثانية منه تحديداً – والتي خصصت للوثائق - حيث كتب دكتور رفعت السعيد تحت عنوان ( مذكرات لم تكتمل ) عن احداث جرت اثناء مسيرة احمد الرفاعي النضالية صنعها او ساهم في صنعها واصبحت جزء من تاريخ مصر السياسي بشيء من التعميم. وجزء من تاريخ الحركة العمالية بمصر بشيء من التخصيص.

اورد السعيد عدداً من الذكريات على لسان احمد الرفاعي بعضها ورد بشهادات سابقة في الجزء الأول من الكتاب وبعضها ترد لأول مرة في مقاله ولكنني سأعود بشيء من التحيز لروايته او لعلها رواية احمد الرفاعي نفسه عن قضية الشيوعية لأنقل منها الجزء الخاص بالشهيد صلاح بشري حيث كلف العمدة من قبل اللجنة المركزية للحزب بمرافقة جثمان الشهيدة من مطار القاهرة وحتى مطار عطبرة بعد أن يشرف على مظاهرة تجوب شوارع القاهرة للتنديد وشجب سلوك الإدارة الحاكمة تجاه المسجون صلاح بشرى واهمال علاجه حتى فارق الحياة.

( مضت المظاهرة، وهي تجد الروافد التي تمدها بالجماهير، طلبة وعمال من الجيزة، ما أن وصلت المظاهرة إلى ميدان التحرير حتى التقت بعشرات الألوف من العمال القادمين من شبرا وحلوان والوايلي والعباسية، وتوجهت المظاهرة إلى ميدان الأوبرا حيث صلي على جثمان الشهيد، وكان الغضب قد استبد بالجماهير وهي تهتف بسقوط الاستعمار، وسقوط الرجعية والسراي والمطالبة بمحاكمة الخونة ورجال المباحث ). (الكتاب ص 129)

وبعد خروج الجثمان من المسجد توالت الخطب التي كانت – على غير العادة – لا تتحدث عن صفات الشهيد ولا ترثيه بل كانت خطب نارية تحكي تفاصيل ما جرى في السجن وانتهى بمفارقة الروح للجسد والبدن للحياة. ثم نقرأ في فقرة تالية حديث النفس ( وما أن ارتفعت الطائرة في المساء، حتى بدأت انظر إلى جثمان صلاح في صندوقه الخشبي وعليه بعض الزهور وبطاقات النقابات والمدارس والكليات موضوعه على الصندوق.

( يا الفظاعة لقد كان صلاح معي في السجن منذ فترة قصيرة رأيته .. وهو ينزف دائماً من صدره .. سمعته .. وهو يكح حتى يوشك صدره أن يتمزق. تذكرت .. معاركنا في السجن من أجل الوصول إلى مجرد تركيب زجاج لمنع البرد في شهر يناير، اعتصامنا في السجن من أجل السماح له بكوب من الحليب. تذكرت .. إدارة السجن وهي ترفض بحجة أن ذلك ليس مدرجاً في اللائحة). ( الكتاب ص 130)

ويحدثنا السعيد عن المفاجأة التي احدثها الرفاعي حينما استبدل الكلمات الجامدة المحفوظة التي املاها عليه الباشا بكلمات حارة مرتجلة تنادي بسقوط المستعمر ( ومضت جنازة صلاح بشري ضخمة، مزدحمة بالآلاف من ابناء السودان، وهي تهتف بكفاح الشعبين في مصر والسودان. ويسقط الاستعمار والرجعية . ومضت المظاهرة كبحر بلا شطآن له حتى وصلنا إلى المقابر، حيث استبد الحماس بطاقم الطائرة واشتركوا في المظاهرة، مرديين نفس الهتافات ضد الاستعمار وضد فاروق). (الكتاب ص 131)

ثم إن العمدة التقى بزملاء الكفاح بالسودان ( كنت أعرف معظم قيادة الحزب الشيوعي السوداني، ولكن كانت هي المرة الأولى التي أرى فيها "الشفيع أحمد الشيخ" والعملاق "قاسم أمين" من رواد الحركة النقابية، ومن قيادات الحزب الشيوعي السوداني البارزة). (الكتاب ص 133)

يواصل العمدة في حديثه عن تلك الزيارة ( والتقاليد السودانية في التعازي، لا تختلف كثيراً عن نفس تقاليدنا في مصر، حيث يدور الحديث في استراحة المقرئ، عن الفقيد وصفاته. وكانت فرصة طيبة لشرح الظروف في مصر، وسجونها التي اغتيل فيها صلاح البشرى، مع التركيز على تبرئة حزب الوفد الذي تسلم السلطة قريبا، حيث بدأت انفراجه ديمقراطية، من دم صلاح، ). (الكتاب ص133)

بعد ان انتهت مراسم العزاء لذلك اليوم توجه العمدة مع قاسم أمين إلى الفندق الذي وصفه احمد الرفاعي بأنه الفندق الوحيد في المدينة (وقضيت الليلة مع الباشا في نفس الحجرة، وما أن اصبح الصباح، حتى وجدت قاسم يوقظني وهو يبتسم وصحبني إلى الخارج، حيث كان اعد مؤتمرا صحفيا قلت فيه كل ما في نفسي ضد فاروق والرجعية المصرية والانجليز.

( ولا ادرى ما الذي دفعني لان افكر في قضاء بضعة أيام في السودان استجابة لدعوة الرفاق السودانيين. ولكني فؤجئت بالطيارين وقد فكروا أيضا في عدم العودة، وخاصة بعد ان اشتركوا في المظاهرة وهتفوا ضد فاروق لكن الشيء الذي كان يقلقهم ما هو مصير الطائرة.. وهل سيتركوها .. وبعد نقاش قصير استقر رأينا على العودة وليكن ما يكون.) (الكتاب ص 134)

يواصل السعيد سرد ما جرى بعد ان حطت الطائرة بمطار القاهرة وهروب العمدة من الاعتقال وينتقل بنا لعهد محمد نجيب الذي اصدر قراراً بحل الاحزاب وترتب على ذلك حملة واسعة من الاعتقالات التي استهدفت الشيوعيين والقوى الديمقراطية في الأساس. وتحت عنوان جانبي "درس القرية الأول" يحدثنا عن تجربة اصدار اول منشور ( أول منشور اصدرناه يدور حول الطلبة المعتقلين في الثانوية العسكرية، حيث قتل الطالب عصام سري الطالب بكلية الطب. كانت تلك فرصة لابد ان نقتنصها لفضح الارهاب وقطع الطريق على مسيرة التعذيب التي كانت في بدايتها.

(حضر في هذه الفترة الرفيق عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وتمت اجتماعات طويلة بيننا انتهت إلى مفهوم موحد، ولكنه أصر في هذه الفترة عودة "الجنيد علي عمر" السوداني الذي كان عضوا في اللجنة المركزية لحدتو، ورغم عدم اقتناع الجنيد بالقرار، فقد نفذه وأقمنا حفلاً صغيراً رغم ظروف هربنا. واخذنا بعض الصور وكان هذا هو اللقاء الأخير مع جنيد زميل الدراسة والنضال). (الكتاب ص 136).

في ما تبقى من ( أوراق لم تكتمل) يحكي لنا رفعت السعيد تجربة العمدة العريضة مع السجون المصرية أمثال: سجن بني سويف، السجن الحربي، والنقلات النوعية التي احدثها احمد الرفاعي داخل تلك السجون بالتعاون من رفاقه بالسجن مثل استصلاح الأراضي وتغيير بيئة السجن بإحداث نشاطات اجتماعية.

تحت عنوان ( حدتو وثورة يوليو) يتحدثنا المقال عن تأييد حدتو لثورة 23 يوليو التي تبنت الشعارات الاشتراكية ولكن هذا التأييد احدث نوع من البلبلة في صفوف الحزب باعتبار ان حدوث انقلاب عسكري ذا طابع وطني ليس بالأمر المعتاد. غير ان التأييد كان " نابعاً من مشاركتنا فيها عضويا وسياسيا إذ كان لحدتو تنظيم في داخل الجيش، يساهم مع تنظيم الضباط الأحرار، بل كاعظم اعضائه في تنظيم الضباط الأحرار". (الكتاب ص 157)

ويتعرض السعيد في ذات المقال "مذكرات لم تكتمل" لتجربة الإضراب عن الطعام في "الأوردي 1955" والتي شارك فيها أحمد الرفاعي ورفاقه ( لم يشترك في الإضراب سوى مجموعة "حدتو" وبعض العناصر الديمقراطية وفشلت كل المحاولات لاقناع الآخرين بالاشتراك في الاضراب). (الكتاب ص 162)

وكانت المطالب التي من أجل اضرب المعتقلون عن الطعام تنحصر في اربعة مطالب هي السماح بقراءة الصحف، السماح بالزيارة، السماح بالمراسلة ونقل وجهة نظرنا إلى السلطة في عودة الديمقراطية).

ما تبقى من المقال عشر ورقات يخصصها دكتور رفعت السعيد للحديث عن مقاومة بور سعيد سنة 1956 للعدوان الثلاثي ولا تذكر هذه المقاومة إلا ويذكر العمدة أحمد الرفاعي الذي كان له دور كبير في نجاح هذه المقاومة. وعن أحداث هذه المقاومة وبخمس عناوين جانبية، جاءت الوثيقة الأخيرة في الكتاب تحمل هذا العنوان: ( المواجهة المباشرة مع العدوان الثلاثي في معركة بور سعيد) بقلم أحمد الرفاعي نفسه.

اتوقف ها هنا على ان اوصل بإذن الله في الحلقة الأخيرة من هذه المقالات الحديث عن العمدة أحمد الرفاعي



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمدة أحمد الرفاعي ( 3 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 2 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 1 – 5 )
- كنخلة جاءت إلى النيل حزينة
- الغرباء
- بابك .. قفلتو
- تفاصيل مقتضبة
- طيفك
- س. ج.
- البسوس .. وصديقي .. وأنا ( مناحة .. على قبر صديقٍ .. حي)
- من يوميات الناس التحت
- طيف
- اعتراف
- فنجان قهوة في حضرتها
- عن المسألة التعليمية بالسودان
- امرأة على حافة الدمع
- ولوج أخير
- ما تزعلي
- إطلالة على قافلة الرحيل
- ألأني


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مزمل الباقر - العمدة أحمد الرفاعي ( 4 – 5 )