أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الله هناك في اقلام الدشاديش ....!














المزيد.....

الله هناك في اقلام الدشاديش ....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 21:34
المحور: الادب والفن
    




1
ايام كانتْ هناك الاعياد واراجيحَ جذوع النخل وموسيقى موزارت الراقد تحت جفون الأباء..
لم يكن وقتها ( هيرمان هيسه ) يكتب روايته الصوفية عن رقة بوذا..
لم يكن هناك .. جيش الحرس الجمهوري يعد العدة كي يذهب ابعد من عبادان ..
لم تكن دبي ...
وابراج الدوحة ..
ودرعا البلد لم تكن تزرع سوى الزيتون ..
ذلك الزمان ...القهوة فيه قصيدة وسيكارة وسكرة وفضيحة غرام سري في اسطر رسائل اشواق الله لفقراء المدن المنكوبة بالخبز وبالعشق وبصلاة الامهات..
لم تكن الجندية قاسية ..
ولم يكن الامريكان في شوارعنا يحلون الكلمات المتقاطعة ويرمون علب المعلبات للقطط..
لم يكن ..
سوى الله ودشاديش العيد المقلمة ..
ذلك التأريخ ...
هو حضارتنا التي ذهبت..
وعندما تعود..
نعوشنا تعيش نشوة العرس..
راج كابور ..
حسين علاوي مختار محلة السيف..
السندباد في سفره الغامض
مرقة الباميا ...
والحنطة المسمومة ...
وعقد ابي عامل تنظيف في بلدية موسكو..
المندائيون اغلبهم شيوعيون ويأوون الى بيوتهم مبكرين..
عاداتنا السرية لمجرد قراءة خبر ليلة غرام برلنتي عبد الحميد والمشير عبد الحكيم عامر..
وعندنا زعيما مقتولا بغدر رشاشات بور سعيد اسمه عبد الكريم..
وعندنا التمر وشجرة الصفصاف وخيزرانة المعلم
وعندما سارتر وصدر برجيت باردو..
وعندما الحسين الذي نضرب الزنجيل ونطبر رؤوسنا لأجله ...
وعندنا الله ..
يعطينا الأمل ونعطيه التوسل والدموع ...
تلك حضارتنا ...
كانت رائعة مثل الهايكو الياباني
تختصر سحر العالم كلمة ..
بومضة وعبارة وعينيكِ..........!

2
مقلمة دشاديش العيد...
الأحمر أجمل خطوطها ...
وعندما تتوسخ من تراب ساحة الاراجيح وعشب حديقة الملك غازي...
ثمة من يغسلها ..
طشوت الامهات ...
ومسحوق الغسيل أمواج ..
ودعاء لابي الجوادين أن يدوم العيد الف شهر......!

3
والآن ..
المسافة بين طفولة المدن المستوحاة من أحلام الآلهة وليل مدينة فوبرتال الأمانية.
هي المسافة بين النعاس وجرح الشظية.
من مثلنا رآى ..
وصارت خدمته العسكرية عشرة أعوام.
من مثلنا القصيدة والقصة وذكورته ناقته في صحراء الحرب وأناشيد أذاعات الصومال وبنسلفانيا.
من منا ...
يرى الله في محنته.
وبتوسل سريالي يرجوه أن يطلق رصاصة كلاشنكوف على فخذه.
فقط ليحصل على اجازة مرضية ..
او يرسلوه جريحا الى مشفى أسمه شرحبيل.
أنا رواية طويلة..
يكتبها البرتو مورافيو على خاصرة انثى ايطالية..!

4
مقلمة دشاديشنا ...
ضمائرنا مقلمة أيضا ..
والقدود حمراء..
ومستوردة مثل صناديق المانجو من بساتين دلهي.
أمي لم تتذوق ثمرة في حياتها ..
وليس حجا حتى اتذوقه بدلا عنها ..
ولكن حتما ...
شرف للموز والمانجو والكوي
ان تتذوقه أمي..
لكن اسنانها غادرت فمها ...
وكل موسيقى حنينها الي الآن يبدأ بحرف الثاء..
وهو بالنسبة الي أهم من مهمة الأبراهيمي في سوريا.....!
لأنه لم يفعل شيئا..
وأمي بدعاءها البيزنطي تتمنى أن لايخترق الرصاص مآذنة السيدة زينب..
أنها عواطفنا ..
نحن الشيعة...
كل دشاديشنا تمزقت في عاشوارء...!

5
الله هناك في اقلام الدشاديش ....!
بدون حبر وتكتب خواطرها..
بدون مشط تمرح بسعادة اغاني فيروز في لحية ماركس..
بدون رمش
ترى نبؤة بابل في مصير اليهود...
ومثل مجنون من أهل دكا.
يحتضن دشاديش الدرواويش..
وكأي رائد فضاء يصرخ..
هاهو المريخ ...
كله مزارع بطيخ.................!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فوربرتال 13 مايس 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع أسديناوية* في مدينة ميونخ ...!
- سبارتيكوس الروماني وناصر حكيم الشطري .........!
- نهار في باريس
- بنجوين شمال الله... الجبايش جنوب الله
- الأمان الديني في مناطق الأهوار....(الديانة المندائية انموذجا ...
- خواطر سينما الأندلس الشتوي.......!
- راجيش كنا ... وطفولتنا الهندية
- تذكروا الرائد (( نيل ارمسترونغ ))
- روح ماركس وسبعينيات الذكريات
- دموع العراق وفقراء الكريستال..............!
- أيام ساكو وفانزيتي ..........!
- بعْ من دمكَ لتسقي عَطشَ عَمكَ.....!
- عقد متعة..!
- كن سمكة قرش..ولاتكن ملكا ظالما .......!
- عيون بان كي مون
- قل للدمعة : وحدكِ أنتِ الملكة .......!
- لاتقل لها أنت وردتي
- مرات يشعر اللص أنه نبي.....!
- يولسيس الأبحار للمفخخة.....!
- إبن لادن ورومي شنايدر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الله هناك في اقلام الدشاديش ....!