أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إيران الإسلامية في سوريا العلمانية














المزيد.....

إيران الإسلامية في سوريا العلمانية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 01:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف يعقل أن نظاماً يدعي كونه إسلامياً في إيران يستميت لهذه الدرجة في الدفاع عن نظام يدعي كونه علمانياً ومحايداً تجاه الأديان في سوريا، ويحول دون مجيء نظام جديد قد يدعي كونه إسلامياً مثل الإيراني؟ كيف تعقل مثل هذه العلاقة المتماثلة والحميمة بين نظام الولي الفقيه والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ونظام المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، وفي الوقت نفسه مثل هذا العداء المستحكم ضد إسلاميي سوريا، إخواناً أو سلفيين أو جهاديين؟ هل يعقل أن نظاماً إسلامياً مهما كان مذهبه يمكن أن يتحالف مع نظام علماني ضد أخيه الإسلامي، حتى لو كان من مذهب آخر؟! أليس هذا المذهب الآخر هو نفسه مذهب أصدقاء مخلصين مثل خالد مشعل وعمر البشير ومحمد مرسي؟ لماذا يصر خامنئ، المرشد الأعلى الإيراني، على التمسك ببشار، الرئيس السوري، ضد رياض الشفقة، المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا؟

قد أنفقت إيران ولا تزال كنوزاً وجهوداً جبارة في مد جسور ونطاق ما يسمى "الهلال الشيعي" حتى تطوق به من كل الجهات العالم العربي ذو الأغلبية السنية، شرقاً من العراق والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، شمالاً من سوريا وجنوب لبنان وقطاع غزة ومصر، جنوباً من اليمن والسودان، وربما هناك جهوداً مضمرة في نفس الاتجاه داخل أفريقيا جنوب الصحراء وغرباً من المغرب والجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية. إيران تصطاد وتسمن الإسلاميين الشيعة في كل مكان حول العالم العربي ذو الأغلبية السنية؛ لكن إيران تصطاد وتسمن أيضاً داخل نفس العالم العربي كل ما يصادقها من إسلاميين سنة ضد معارضيهم العلمانيين السنة أيضاً. لكن ماذا لو اضطرت إيران، لسوء الحظ، إلى أن تختار في نفس الزمان والمكان بين اثنين إسلاميين أحدهما شيعي والآخر سني، أو بين واحد إسلامي سني والآخر علماني لكن شيعي؟ هذا الأخير هو بالضبط نوع الخيار الذي وجدت إيران الإسلامية الشيعية نفسها محشورة فيه داخل سوريا. وقد اختارت إيران أن تضحي بـ"إسلاميتها" في سبيل نصرة "شيعيتها" في سوريا، حتى لو كانت شيعية علمانية قح.

أنا، في هذا المكان، لا أقف مع إسلامي ضد علماني ولا مع سني ضد شيعي، ولا العكس. أنا فقط أبحث، قدر استطاعتي، في حقيقة ما يجري على الأرض، بصرف النظر إذا كان يخدم هذا الطرف أو ذاك، أو يعطي البلد المقصود دفعة للأمام أو للخلف. في ضوء التصرف الإيراني حتى الآن داخل سوريا، أنا لا أستطيع سوى أن أستخلص أن هذا النظام الحاكم في إيران ليس "إسلامياً" كما يدعي والأصدق أن يكون "طائفياً" بامتياز، مبني على مبدأ "أنا وأخي على ابن العم، وأنا وابن العم على الغريب". إذ يستحيل على مثل هذا النظام الطائفي أن ينصر طائفة أبناء عم (الإخوان المسلمين) على طائفة شقيقة (الشيعة العلويين)، لكن هو في الوقت نفسه على أتم الاستعداد للتحالف مع طوائف من أبناء العم ضد الغرباء (مثل الأنظمة الإقليمية غير الصديقة أو أمريكا أو إسرائيل)؛ أما أن يتحالف مع أبناء العم هؤلاء ضد أخوة شيعة سواء في سوريا أو لبنان أو في أي مكان آخر، هذا هو المستحيل عينه.

بناء على ما سبق، قد لا يصبح مستغرباً بعد أن تقف إيران الإسلامية بنفسها في وجه قيام نظام حكم إسلامي، مثل الذي يقوم الآن في مصر وتونس، في سوريا أيضاً طالما أن مثل هذا النظام المتوقع سيكون "سني المذهب" وسوف يحل محل آخر "شيعي المذهب"، حتى لو كان هذا الأخير علمانياً قحاً ولا يمت بصلة لأصول الحكم الإسلامي. بذلك قد يكون النظام الحاكم في إيران مذهبياً طائفياً وليس "إسلامياً" كما يدعي؛ لو كان "إسلامياً" بحق ما وقف حتى الآن ضد قيام نظام "إسلامي" شقيق متوقع في سوريا ودافع بهذا الإخلاص والتفاني عن نظام "علماني" لكن "شيعي" لا يزال قائم هناك.

الأخوة في إيران، تحرياً الصدق والأمانة مع النفس والغير، رجاء إعادة التسمية إلى "جمهورية إيران الشيعية".



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إيران الإسلامية في سوريا العلمانية