أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السيسي بونابرت














المزيد.....

السيسي بونابرت


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء الاضطرابات والفوضى عقب انتصار الثورة الفرنسية (1789-1799) بإسقاط النظام الملكي وإعلان قيام الجمهورية، وقع حكم فرنسا الثورية في حجر زعيم سياسي شعبي يدعى ماكسميليان روبسبير (1758-1794)، الذي بحجة استعادة النظام في البلاد والتصدي لأخطار خارجية أطلق ما عرف باسم "عهد الرعب" (1793-1794) أعدم خلاله معظم زعماء الثورة الفرنسية وقضى على كل الذين اعتبرهم "أعداء الثورة"، إلى أن لقي هو الآخر نفس المصير بقطع رأسه أمام الملأ فوق ذات المقصلة في ذات العام، 1794. في جو الفزع والرعب والمؤامرات هذا، ظهر في المشهد قائد عسكري اسمه نابليون بونابرت استطاع أن يجلب الأمن والاستقرار ثانية إلى ربوع البلاد ويبعث من جديد السكينة والطمأنينة والأمل في نفوس الفرنسيين المتعبين. ساعتها، لم تتردد فرنسا ما بعد الثورة ضد الملكية في أن تكافئه بتاج جديد على رأسه في 1804. خوف فرنسا الثورة على وجودها قد جعلها تضحي بثورتها وترتمي ثانية بإرادتها في أحضان نفس النظام الملكي القديم الذي ثارت ضده قبل سنوات قليلة فقط.

في مصر ما بعد ثورة 25 يناير 2011 منذ تولى الساسة الإسلاميين السلطة، سواء في البرلمان أو الرئاسة، وهي تعيش في فزع وفوضى وعدم استقرار وخوف مما يخبئه المستقبل. هم كلما أحكموا قبضتهم أكثر على مفاصل الحكم والدولة والمجتمع، كلما بعد الأمن والاستقرار وازداد الخوف أكثر. إذ مع كل قرار أو قانون أو إجراء تنفيذي، أو بيان أو حديث لوسائل الإعلام، تضعف هيبة الدولة تحت أقدامهم وتنسحب سيادة القانون وينعدم النظام وتسود الفوضى أكثر فأكثر. هو، ربما، "عهد رعب إسلامي"، يؤدي فيه الرئيس مرسي دور روبسبير، بينما من ورائه تؤدي جوقة الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين نفس دور "لجنة السلامة العامة" التي عهد إليها الرئيس الفرنسي بمهمة تصفية جميع زعماء الثورة والمعارضين لحكمه.

مقابل هذه الخلفية المنفرة والنكدة والمقلقة والمرعبة باطراد، صعد إلى خشبة مسرح الجلاء أمس الأول الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، خلال احتفالية نظمتها جامعة المستقبل في ذكرى تحرير سيناء وخطب الشعب المصري محاولاً أن يستنهض فيه مجدداً روح العزيمة والثقة والطمأنينة والوحدة والأمل:

"الجيش المصري وطني عظيم وشريف وصلب، وصلابته من شرفه، ولا تقلقوا أبداً على مصر، وفرصة أقول إن المصريين حين أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها، لما جيش مصر نزل حماكم،...إحنا إيدينا تنقطع قبل ما تمسكم،...لازم يكون عندنا أمل وثقة كبيرة في بكرة، وبكرة تشوفوا مصر وهي أم الدنيا، وهتبقى قد الدنيا ومش عاوز أنسى أقول لأهلي المسيحيين كل عام وأنتم بخير، وأنا عاوزكم توجهوا التحية لمصر".

من لحظة اللعب على المكشوف بين السيسي ومرسي، أو بالأدق بين الجيش والإخوان، على أرض مدن القنال الثلاثة السويس والإسماعيلية وبورسعيد في أعقاب قرار الرئاسة بفرض حظر تجوال، وخصوصاً حين اختار الجيش صف الأهالي وضرب عرض الحائط بقرار مرسي العنتري، أصبح لا حل آخر ممكن للمواجهة سوى أن تضع المباراة أوزارها بانسحاب أحد الطرفين. ومنذ ذلك التاريخ، قد أصبح السيسي ومرسي ومن ورائهما أشبه بالعدائين في "ماراثون التقرب من الشعب"، وكل منهما يبذل كل جهده من أجل الوصول إلى خط النهاية قبل الآخر. السيسي بات يعلم علم اليقين أن مرسي يبيت للإطاحة به مثلما سبق وبيت لسلفه المشير محمد حسين طنطاوي وانقض عليه فجأة في أقرب فرصة سانحة، والتي ربما كانت معدة ومدبرة سلفاً لهذا الغرض تحديداً.

طالما الوضع كذلك، لا يتبقى أمام السيسي إلا أن يكمل مشوار الركض الذي بدئه من ضفة القنال في سيناء صوب نجدة الوطن من القاهرة على ضفة نهر النيل، الهدف الذي سبق وفضله على أن يطيع أمر رئيسه بأن يصوب سلاحه في وجه الشعب، تماماً كما فعل الجيش من قبل أثناء الثورة. وطالما أصر الإسلام السياسي الحاكم على الاستمرار في هدم الدولة وترويع المصريين وإرهابهم على الإذعان والخضوع كرهاً لسلطته كرعايا ملك وليس كمواطنين تحت سيادة القانون، لن يكون أمام المصريين أيضاً من ملاذ آمن آخر سوى الجري في نفس الاتجاه. وحين يلتقي مثل هذا القائد الوطني الفذ- مدعوماً بالقوة المنظمة والمسلحة الأعظم على الإطلاق- بالإرادة الشعبية الحرة، ساعتها قل على تجربة الإسلام السياسي في الحكم السلام.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السيسي بونابرت