أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق














المزيد.....

جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 23:53
المحور: كتابات ساخرة
    


جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق
خليل البدوي

"رأيت اليوم على أكوام القمامة جرذاً، يخطب عن النظافة، وينذر الأوساخ بالعقاب، وحوله، يصفق الذباب.
قال الجرذ: تعاني اغلب مناطق العراق من أنابيب صرف صحي اندثرت بسبب التقادم والاستهلاك، وانهيار محطات المعالجة التابعة للبلديات، التي أُعطبها الإهمال، وهذا شيء مفرح لنا.
وأضاف: أنابيب الصرف الصحي، تسببت في انهيار تام لبني الصرف الصحي التحتية في كل مدن العراق قاطبة، ولا يستثنى من ذلك العاصمة بغداد، وهذا أمر نشكر الجهات ذات العلاقة في الأمانة والبلديات عليه.
واستطرد قائلاً: وفي المدن الصغيرة في العراق، حيث تخلو الإحياء من شبكات الصرف الصحي، يلجأ الأهالي إلى شق نهر صغير بين البيوت، يكون بمثابة مجرى لمياه الصرف الصحي، ولهذا يتذمر الناس ويشكون بينما هذا يسعدنا كثيراً.
وقال أيضاً: إذا أمطرت الدنيا كثيراً ارتفع منسوب مياه المجاري، تنبعث الروائح الكريهة من البالوعات وتصعد الفضلات الصلبة إلى الأعلى، مما يجعلنا نستنشق أفضل العطور.
توقف الجرذ قليلاً وهو يتلفت (يمنة ويسره) وقال: أن النقص الكبير في التيار الكهربائي، الذي يوقف عمل محطات الضخ والمعالجة يؤدي إلى تدفق المياه غير المعالجة، ويضطر الجهات المعنية إلى جعلها تتدفق مباشرة إلى أنهار العراق من دون معالجة، وهذا بطبيعة الحال تتفشي الأمراض، وهي تصيب البشر بينما تكون لنا مناعة.
وتفشي الأمراض سيبقى أمرا محدقاً بالبشر إذا لم تتم معالجة فعالة لمياه الصرف الصحي، كما حدث عام 2007 حين تفشى وباء الكوليرا في بعض مدن العراق.
ونحن باسمكم نشكر المسؤولين في الأمانة والبلديات والصحة على عدم معالجتهم الفعالة لمياه الصرف الصحي، والذي لو كانوا قد اتخذوا إجراء عليه لحلت الطامة الكبرى علينا.
ومن حسن حظنا جميعاً أن سوء الأوضاع الأمنية إضافة إلى التفجيرات بعد عام 2003، أدى إلى شلل تام في أعمال الصيانة إضافة إلى انهيار تام لشبكات المجاري في العراق.
وتابع: وبحسب تقرير اليونسيف فان مياه الصرف الصحي غير المعالجة من بغداد وحدها تكفي لملىء 370 حوض سباحة أولمبي يومياً، وهذا يعني أننا نعيش في بحبوحة وخير ونعمة.
و أنشئت شبكات الصرف الصحي في العراق بصورة فعلية وعملية في خمسينيات القرن الماضي، وكان العراق متقدماً في هذا المجال بين دول المنطقة لكن عدم مواكبة توسع المدن وزيادة عدد السكان، وانحسار الإدامة، أدى إلى اندثار الشبكات وانسدادها، وهي عوامل ساعدت على بقاءنا وديموتنا.
ومن المظاهر التي تؤثر على بيئة العراق وضع المضخات التي تنقل مياه الصرف الصحي عبر الأنابيب لكن عدم أحكام العمل يؤدي إلى رمي المياه الثقيلة في العراء، وهذا يفيدنا جميعاً بلا تمييز، فالبيئة الملوثة هي صمام الأمان لديموتنا.
كما أن تلك (التخسفات) التي تولدها العجلات الثقيلة وهي تسير في الشوارع التي تعاني من طفح المجاري، جعلتنا نبني بيوتنا وفق احدث التصميمات ذات المعايير العالمية.
وبسبب انهيار أعمال معالجة مياه الصرف الصحي، فان صب شبكات الصرف مباشرة في الأنهر يؤدي إلى ازدياد نسب التلوث، حيث أثبتت القياسات في نهر دجلة ان نسبة الزنك ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف عن النسب المسموح بها، إضافة إلى ارتفاع نسب الرصاص و النحاس، ومن المتوقع أننا سنقوم بإعلان مناقصة عالمية للاستفادة من ذلك الرصاص والنحاس.
صفق الذباب والبعوض للجرذ بحرارة الذي انحنى لهم شاكراً ومعتذراً لئلا أن يكون قد أخرهم عن أعمالهم.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)
- تزوير الانتخابات واجب شرعي يثاب فاعله
- الاغتيال بالموت الصامت
- العراق سيتحول بالإعدامات من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأو ...
- كشف أسرار الطائرة MIG – 21 تسبب بقتل ثلاثة طيارين عراقيين وه ...
- امسكني أن استطعت!!
- -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-
- عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) وبشرى سارة للشعب ا ...
- الكذب مفتاح الفرج
- رحلة ابن بطوطة للبصرة
- أين ساعات البصرة ؟
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق