أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)














المزيد.....

الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سألني ابني الصغير: بابا ماهو السَجن؟
قلت له: وتركت كل الأسئلة لتأتيني بمثل هذا السؤال الرهيب؟
قالت زوجتي: اجبه.. فبالإجابة فائدة.
قلت لها: ويالها من فائدة بغيضة.
تم استطردت قائلاً: السَجن هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته.
وأضافت زوجتي: والسجن هو طريقة لاحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الأشخاص إجراءاً وقائياً تقوم به وزارة الداخلية بوصفها سلطة عامة.
قال ابني: ولم يتم الاحتجاز؟
قلت: للتحفظ على مشتبه به حتى إتمام التحقيقات.
قالت زوجتي:: ويطلق على السجن بغرض التحفظ بـ الحبس الاحتياطي أو حبس تحفظي، أو اعتقال وقائي.
قال ابني: السجن بحسب الأصل نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك لا يستخدم إلا وفقاً للقانون.
قلت: نعم وهو كإجراء وقائي مخول للسلطة أو الإدارة لتقديرها أن شخصاً بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل تهديداً على المجتمع أو النظام.
قال ابني: وهل يعتبر السجن اعتقالاً؟
قلت: السجن بهذا المفهوم الأخير يطلق عليه أيضاً" اعتقالا" وهذا الأخير يكون تعسفاً من السلطة العامة التنفيذية إذا استطالت مدته على النحو الذي يساوى فيه بين المعتقل لشبهة دون ثبوث جرم فعلي، وبين المسجون لكونه قد ارتكب بالفعل جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن وسلب الحرية.
قالت زوجتي: كما يطلق السجن على المكان الذي تتم فيه سلب حرية الإنسان، وهو مكان معد ليكون صالحاً لحبس شخص أو أكثر ويكون إعداده بوضع الأسوار والقضبان الحديدية وتعيين الحراسة اللازمة لمنع المسجون من الفرار.
قلت لزوجتي ضاحكاً: من أين لك بهذه المعلومات..هل تذاكرين (من وراي)؟
ضكت وقالت: لا لكن لإفادة ليس إلا!!
قلت مخاطباً ابني: وبعبارة أخرى يتم وضع كل الوسائل الممكنة لمنع الشخص من الخروج من المكان المحبوس فيه وتحت سيطرة كاملة لحراس السجن.
قالت زوجتي: ومن الأخبار التي تضمها كتب التاريخ بين دفتيها، أخبار السجون السياسية ومن فيها من المساجين، وهي أخبار كثيرة تدل على كثرة الوقائع في هذا الشأن.
قلت: أن عقوبة السجن في الدولة الإسلامية، حسب ما نستشف من الأخبار في كتب التاريخ، لم تكن توقع بالسجين إثر حكم قضائي يصدر ضده وينص على سجنه لمدة زمنية محددة، وإنما كان السجين يلقى في السجن بمجرد غضب صاحب السلطة عليه، ويبقى هناك حتى يعفو عنه، أو يتغير صاحب السلطة الذي أمر بسجنه فيخرج من السجن، أو يموت السجين أو يقتل.
قلت: وما تشير إليه هذه الكتب من كثرة أعداد النساء السجينات! مثلا يذكر المسعودي أن الحجاج أمر بإنشاء سجن واسع كان يودع فيه النساء والرجال، وعند وفاته وجد في سجنه من النساء (ثلاثون ألف) امرأة. إن صدق هذا الخبر، فإننا نستنتج منه كثرة أعداد النساء المشتغلات بالسياسة واللاتي كان لهن نشاط في هذا المجال أغضب الحجاج ودفع به إلى زجهن في السجن.
قال ابني: وهل يكون على النساء حراس أم حارسات؟
قلت: لا يا بني أن استعمال المرأة مشرفة على سجون الرجال، ويبدو أنه كان أمراً معتادا أن يوكل أمر الإشراف على السجين وحراسته إلى امرأة، فالخليفة المقتدر كان موكلاً قهرمانة عنده لتشرف على من يسجنهم.
ضحك ابني بعفوية وقال: ويتركون الرجال يحرسون النساء!!
قالت زوجتي: ولكن تلك الحارسات كن يحافظن على سجنائهن، ويروى التنوخي في (الفرج بعد الشدة) أن أحد المساجين كان تحت عهدة امرأة يقال لها ناز بانو، وقد ظلت تشرف عليه سنين طويلة ثم حدث أن جاء مندوب من صاحب السلطة الذي أمر بسجنه، يريد قتله، فحالت تلك المرأة بينه وبين الوصول إلى السجين وطلبت منه أن يسلمها كتاباً يتضمن الأمر بقتله، فرجع.
قال ابني: بابا وما هو السجن السري؟
وضعت يدي على فمه وقلت: (استر علينا الله يستر على عرضك)، (الحيطان إلها أذان)
قال: يعني المخبر السري.
حملت ابني بين ذراعي وقلت بصوت عال: منو ضايع له ولد..منو ضايع له ولد)؟!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير الانتخابات واجب شرعي يثاب فاعله
- الاغتيال بالموت الصامت
- العراق سيتحول بالإعدامات من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأو ...
- كشف أسرار الطائرة MIG – 21 تسبب بقتل ثلاثة طيارين عراقيين وه ...
- امسكني أن استطعت!!
- -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-
- عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) وبشرى سارة للشعب ا ...
- الكذب مفتاح الفرج
- رحلة ابن بطوطة للبصرة
- أين ساعات البصرة ؟
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)