أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-















المزيد.....

-من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سيبقى لقب "المرأة الحديدية" الذي أطلقه السوفيات على مارغريت تاتشر، أبان الحرب الباردة خالداً في التاريخ وهو لقب لطالما اعتزت به، لكنها كانت تتحفظ على لقب "ابنة البقال" الذي أطلقته عليها الصحافة البريطانية.
عرفت تاتشر بأنها محافظة متشددة وليبرالية إلى ابعد حدود ومناهضة شرسة للاشتراكية-الشيوعية ومن كبار المشككين بالمشروع الأوروبي ومعارضة للحركة النسائية ومثيرة جدا للجدل، لكنها تبقى بشكل خاص من عظماء القرن العشرين لم تقبل مطلقا بأنصاف الحلول.
وكانت تاتشر بطلة "ثورة" غيرت وجه بريطانيا لكنها قسمتها بعمق أيضاً بين 1979 و1990، وكانت تقول "انني مع التوافق، خصوصا بشروطي".
وكان الانتصار الكبير الذي حققته القوات البريطانية على الأرجنتين سنة 1982 عاملاً هاماً في إعادة انتخاب تاتشر رئيسة للوزراء في 1983 و في1987 أعيد انتخابها رئيسة للوزراء وكان العامل الأساس لنجاحها سياستها الاقتصادية الناجعة.
وماغي هي أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات متتالية، في تاريخ بريطانيا، إذ استمرت أحد عشر عاماً متصلة، تأرجحت خلالها شعبيتها بين القمة والحضيض، بعد أن قامت بخصخصة قطاعات كاملة من الاقتصاد وبتفكيك الأقل مردودية منها (الصناعة الثقيلة والمناجم) كما أزالت الإطار التنظيمي للخدمات المالية في ظل ارتياح كبير في أوساط الأعمال، وأعادت إطلاق النمو وتصدت لدولة العناية والعجز العام، ولذلك أطلق على حقبة الثمانينات عقد "التاتشرية" نسبة إليها، وهي أحد الوجوه البارزة في السياسة العالمية للقرن العشرين والتي لقبت بـ"صاحبة المعجزات السياسية والأرقام القياسية".
ولم يكم من طبيعة تاتشر العودة إلى الوراء" وهو شعار تردد لوضع حد لإضراب لعمال المناجم استمر سنة وإضراب عن الطعام قضى خلاله عشرة سجناء من الجيش الجمهوري الايرلندي بينهم بوبي ساندز الذي كان نائبا في مجلس العموم البريطاني وأصبح فيما بعدئذ رمزاً.
مسار (ماغي)السياسي الأسطوري بدأ بمحاولتين فاشلتين، ثم بعدهما نجحت في الانتخابات البرلمانية لتصبح عضواً في مجلس العموم البريطاني، وهناك أخذت مواهبها السياسية تتفتح، فجلسات مجلس العموم أصبحت مجالا لتظهر فيها براعتها الخطابية وأسلوبها المؤثر وصوتها الرزين وشخصيتها الآسرة.
كل هذه المواهب جعلتها عضوة متميزة في مجلس العموم البريطاني "البرلمان" وواحدة من الأعضاء البارزين في حزب المحافظين ليتم تعيينها متحدثة باسم الحزب.
أما أول منصب هام تولته تاتشر فكان المنصب الذي أسنده إليها ماكميلان رئيس الوزراء البريطاني في وزارة التأمين الاجتماعي، وقد برزت مواهبها بشكل واضح عندما ألقت أول خطاب بخصوص العمل في الوزارة، حيث تميز بالدقة والحيوية واتساع الرؤية.
وفي حكومة "إدوارد هيث"، تولت منصب وزيرة التعليم، وقد تركت بصمات هامة على السياسة التعليمية البريطانية، حيث اهتمت بالتربية وبالمراحل الأولى من التعليم، كما عملت على زيادة أعداد المعلمين المؤهلين وإعادة تدريبهم وتكوينهم.
وكانت خسارة "إدوارد هيث" للانتخابات ثلاث مرات من أربعة خاضها حزب المحافظين تحت قيادته، هي التي دفعت تاتشر لأن ترشح نفسها ضده في انتخابات زعامة الحزب، وقد حققت انتصاراً ساحقاً وتأهلت لخوض المعركة الانتخابية في 1979، حيث حققت انتصاراً تاريخياً وأصبحت أول رئيسة للوزراء في تاريخ بريطانيا.
وحينما تم انتخابها، كانت مؤشرات الاقتصاد البريطاني سيئة للغاية، فمعدلات النمو كانت منخفضة والتضخم في ازدياد وأعداد العاطلين في ارتفاع، فبدأت تاتشر مراحل الإصلاح الطويل الذي أتى بثماره بعد أعوام لتصبح بريطانيا في طليعة الدول الصناعية الكبرى، وليرتفع معدل الدخل بها إلى حد كبير بعد انخفاض معدلات التضخم والبطالة.
تميزت مارغريت بالعناد والصلابة والتمسك برأيها حتى النهاية، مما أدى إلى استقالة عدد كبير من وزرائها ومعاونيها، وكان من الطبيعي أن ينقلب عليها حزبها متهماً إياها بالديكتاتورية والتصلب. وخوفاً من حدوث انقسامات خطيرة تهدد كيان الحزب آثرت تاتشر الانسحاب. ففي 22 نوفمبر سنة 1990 أعلنت تاتشر استقالتها من منصب رئيس الوزراء، ولم تكن هذه الاستقالة مفاجأة لأحد إذ جاءت بعد تصاعد الصراع داخل الحزب والحكومة في بريطانيا، وتم انتخاب جون ميجر خلفًا لها.
وظلت تاتشر بمجلس العموم البريطاني حتى سنة 1992، وفي العام نفسه منحت لقب "البارونة"، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات، ثم اعتزلت السياسة فيما بعد لتعيش تقاعدها المريح.
وكانت تكرر بدون كلل لمعارضيها من وزراء او "بيروقراطيين في بروكسل" "ليس هناك من بديل".
أما بالنسبة للنقابات فكانت تصفها بـ"أعداء الداخل" الذين يتوجب إسكاتهم. ومن "أعداء الخارج" ليوبولد غالتييري الرئيس الأرجنتيني الذي اخرج بالقوة من جزر فوكلاند (مالوين) الخاضعة للسيادة البريطانية في المحيط الأطلسي والتي تطالب بها الأرجنتين.
وكان اقرب أصدقائها الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي رفعت معه "العلاقة المميزة" عبر الأطلسي إلى أعلى قممها. كان "الرجل الثاني في حياتها" بعد دنيس تاتشر على قول كاتبي سيرتها.
اعترفت بأن الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشيوف "رجل يمكن التعامل معه" تندرج في عداد الذين انهوا الحرب الباردة، ووصفت نلسون مانديلا بـ"الإرهابي" فيما كان الديكتاتور التشيلي اوغستو بينوشيه يلقى الاستحسان في نظرها لأنه تبنى نظرياتها الاقتصادية وقضيتها في فوكلاند.
قال عنها الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران الذي كان كان معجباً بها وغاضباً منها: "انها تملك عيني كاليغولا (الإمبراطور الروماني المعروف باستبداده) وفم مارلين مونرو"، فيما قال المستشار الألماني السابق هلموت كول: "كانت تاتشر على الدوام تسبب لي الصداع".
في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1990، واجهت تاتشر انقلابا من قبل وزرائها الذين كانوا على خلاف معها بشأن ضريبة على الفرد اعتبروها جائرة.
ومع إطلالة القرن الجديد أصيبت تاتشر بالخرف، وقد دشنت في 2007 تمثالاً لها في البرلمان بهذه الكلمات "كنت أفضل الفولاذ لكن البرونز لا بأس به، انه لا يصدأ".
وما بين الإعجاب الشديد والكره الدفين لسياستها، انقسم الرأي العام البريطاني بشأن وفاة مارغريت تاتشر، فسكان ضاحية بريكستون جنوب لندن خرجوا في مسيرات للتعبير عن فرحهم لوفاة تاتشر ، ووصفوها بسارقة الحليب نسبة لايقافها توزيع الحليب مجانا على الأطفال في المدارس وتخصص ميزانيته لبناء مدارس جديدة
سيدة بريطانية تقول :“تاتشر كانت السبب في بؤسي عندما كنت شابة وهي مسؤولة عما نعيشه اليوم من فقر وعوز حيث كانت صارمة في سياستها وأنا احملها المسؤولية الكاملة عن الفقر في مجتمعنا اليوم".
من جهة أخرى وصف عمال المناجم في بريطانيا وفاة تاتشر بالحدث العظيم ،حيث كانت قد اصطدمت بهم في ثمانينيات القرن الماضي بعد بعد رفضها تحقيق مطالب النقابات العمالية.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) وبشرى سارة للشعب ا ...
- الكذب مفتاح الفرج
- رحلة ابن بطوطة للبصرة
- أين ساعات البصرة ؟
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل البدوي - -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-