أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أبو صابر وربابة بشار بن برد














المزيد.....

أبو صابر وربابة بشار بن برد


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 15:55
المحور: كتابات ساخرة
    




قال أبو صابر: الأدب الساخر أدب عالمي لا يخلو منه تراث أمة حية؛ فهو يسجل أحداث العصر تسجيلا أمينا وهو النافذة التي تطل منه الشعوب على أنماط الحياة ويرصد من خلالها الواقع الإنساني بأدق تفاصيله.
قلت: نعم فأدب السخرية لا يقل في أهميته عن الألوان من الكتابات الأدبية الجادة.
قال مقاطعاً: ، وهو يغني في بعض الأحيان عن مقالة كاملة أو قصيدة كاملة، فالأدب الساخر أرقى ألوان الفكاهة، خاصة المصبوغ منه بالصبغة السياسية.
قلت: ولهذا وجده الكتاب أداة ملائمة ووسيلة صالحة للنقد والتهكم والتقريع فيبدو في مظهره كوميدي المشهد وفي تأثيره مضحكة الواقع.
قال مبتسماً ولكن هذا الأدب لمن يعنيه أشد من الموت الزؤام.
قلت: صحيح ما تقول فهو من أشكال النقد الواعي الممزوج بالإحساس الفطري المتجذر في أعماق الشعب المهموم والمستضعف.
قال: لقد حفل التراث العربي بالعديد من الصور الساخرة، مع أنها لم تبرز في شكل أدبي قائم بذاته، حيث كانت مرتبطة بالفنون الأخرى خاصة في الشعر.
قلت: وكيف ذلك؟
قال: بوسعنا أن نلحظ الصلة العميقة بين فن السخرية وفن الهجاء، ونعتقد أن فن الهجاء الذي أبدع فيه شعرنا العربي القديم، يجسد ذروة فنية من ذرى السخرية الأدبية الذكية
قلت: صحيح فهاهو شاعرنا الكبير بشار بن برد ترك لنا اثني عشر ألف بيت في الهجاء المر والسخرية الضاحكة الحزينة، وقد خلد الناس في ذاكرتهم سخرية بشار.
قال أبو صابر: وماذا قال بشار؟
قلت: ومنها قوله:
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
قال: وما قصة هذه القصيدة؟
قلت: ربابة هي خادمة الشاعر العباسي المشهور بشار بن برد 69 - 168هـ التي قال عنها: إنها طلبت إليه أن يقول فيها شعراً، فداعبها بقوله:
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
ولم يزد عن وصفها بأنها ربة بيت وأن لها عشر دجاجات وديك له صوت ناعم حسن.
وقد رضيت بذلك بل ربما أنها طربت له وزادها نشاطاً في خدمته.
قال: لم يكن بشار بن برد مخطئاً كما ظن بعض من حوله الذين جاءوا مستفسرين ومستهزئين لتلك الأبيات التي قالها بشار بن برد بالجارية ربابة ... !
قلت: فكيف وفق عقولهم أن يكون هذا الشاعر الكبير ببلاغته أن يقول أبيات مثل هذه وهو القائل رغم انه أعمى منذ ان ولد :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا****واسيافنا ليل تهاوى كواكبه
قال أبو صابر: لله دره ذلك المبدع الذي شبه تلك الحالة من ضراوة المعركة ومدى هولها بليل تتساقط كواكبه فيا له من بيت اتضحت فيه بلاغة وعبقرية هذا الشاعر الذي لم ير بيوم من الأيام ليلا ولا كواكباً ولا أسيافا ولا غيره !

قلت: ومع ذلك يراه من حوله انه أصبح أضحوكة عند بعض الشعراء حينما قال أبياته بربابة والتي لا تحمل في طياتها اي بلاغة توصف !
قال: لكن بشار بن برد ذلك الأعمى لم يكن أعمى إدراكاً وفهما للحياة وما بها من بشر فلقد رد عليهم بجواب يعتبر بحد ذاته درس لكل صاحب خطاب فبين لهم بأنه حينما خاطب آلامه وجماهيرها تكلم بكلام بليغ يصل لأذهان من يهتم بها من العلماء والفقهاء والبلغاء والخطباء فكان لزاما عليه أن يأتي ببيت كأن مثار النقع !
قلت: بينما ربابة ليست الا جارية لا تهتم الا بما حولها من دجاج وما يهمها من اهتمامات منزلية
ولم يكن مخطئا بشار حينما قال : لو ذهبتم لربابة وسئلتموها أي الأبيات لديها أجمل :
قفا نبكي على ذكرى حبيب ومنزل****بسقط اللوى بين الدخول فحومل
أم :
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
فأنها لن تقول إلا ربابة رب البيت !!
قال أبو صابر: وما دمنا نتحدث عن الربابة فلا ضير أن نذكر الدف فكليهما من أدوات العزف ما دام هكذا حالنا في هذا الزمن الرديء وأقول على لسان : الشاعر سِبطِ اِبنِ التَعاويذي:
وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ إِبنَتُك فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقصُ
إِذا كانَ رَبُّ البـَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً فَشيمَةُ أَهلِ البَيـتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

وأقول وأنا أرقص كالطيرالمذبوح: دكي دكي يا ربابة!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أبو صابر وربابة بشار بن برد